لقاء في الجامعة

لقاء في الجامعة

نبيل عودة

بعد سنوات طويلة من الفراق ، التقى الصديقان اسامة وغالب في الجامعة .
اندفعا لعناق بعضهما بشوق .
- اهلا اسامة .. مر وقت طويل منذ افترقنا
- ثلاث سنوات وكأنها دهر كامل يا غالب
- ليتها تعود ايام زمان
- ونستعيد ايام الشباب الباكر .
- أيام الدراسة الثانوية والعابنا بالحارة
- انت غادرت حارتنا
- ومنذ ذلك الوقت افترقنا
- ماذا تفعل في الجامعة اليوم ؟
- وصلت امس يا غالب وهذا يومي الأول ، امامي اربع سنين حتى نهاية الدراسة ، وانت كم تبقى لك لتنهي الجامعة ؟
- بقيت لي الحمامات في الطبقة الأخيرة وانهي ..

إذا نظرنا للتوقيت هنا
وجدنا أنهما افترقا منذ ثلاث سنوات عندما كانا بالمرحلة الثانوية
أسامة في يومه الأول بالجامعة أي أنه لم يلتحق بها منذ الفراق - فأين كان في تلك الفترة ؟
وماهو العائق أو العوائق التي حالت دون مواصلة غالب دراسته ؟ أهو اللعب أم الظروف الاجتماعية ؟
ومضة اختزلت الكثير من التساؤلات ... والأجوبة أيضا
وجاءت الخاتمة مفجعة مؤلمة لشبابنا
تحية كبيرة لأستاذنا الفاضل
وكل عام وأنت بخير

-

بقيت لي الحمامات في الطبقة الأخيرة وانهي ..

جملة قاتلة لطموحات كثيرة ...
هو الضّياع الشّبابيّ الذي يحتاج الاحتضان والمساندة؛ لأنّ التّيهان دروبه محبطة.
قصّة على الوجع أستاذي
تقديري وتحيّتي

قد تتشابه البدايات فكلاهما كان طالباً
ولكن كلٌ مُيَسرٌ لما خُلق له فالاول قُدر له ان يُتم تعليمه
و الآخر قُدر له ان يتوقف عن التعليم .
في الاختلاف رحمة .
ومضة جميلة حملت الخاتمة حس المباغتة
فعند قراءة اخر جملة يتوقف القارئ برهة ليستوعب المفاجأة .

تحيتي و تقديري

المفارقة في النهاية هي التي صنعت هذه القصة، لان كل ما فيها متوقع ودارج.. حتى الجملة الأخيرة
تحياتي