لعله من الأمانة الأدبية أن أنوه إلى أن هذه القصيدة كانت بدايتها معارضة لقصيدة الشاعرة وفاء عرب التي مطلعها
( غاضب أنت وبي لم تثقِ *** وأنا أنت ورب الفلقِ )
وما دامت الأخت وفاء صارت عضوة معنا في الرابطة فقد صار لزاما علي هذا التنويه ...
وهذا الشكل النهائي للقصيدة بعد التنقيح
بَــيْـنَ حُــزْنِـي وَدَوَاعِـــي أَرَقِــي
رَسَـــمَ الْـقَـلْـبُ حُـــدُودَ الْأُفُـــقِ
وَمَـــحَــا آَثَـــــارَ حَـــــرْفٍ نَــــازِفٍ
يَــتَـلَـوَّى فِــــي فَــضَــاءِ الْـــوَرَقِ
وَبَـــدَا مُـسْـتَـغْرِقًا فِـــي لَـحْـظَـةٍ
جَـمَـعَتْ حُـزْنِـي وَأَدْمَــتْ وَدَقِـي
سُـــوْءُ ظَــنٍّ عَـصَـفَتْ ضَـوْضَـاؤُه
بِـصَـبَـاحِـي وَأَدَامَـــتْ غَـسَـقِـي
سُــوْءُ ظَــنٍّ هَـدَّ أَحْـلَامِي الَّـتِي
بُـنِـيَتْ وَاسْـتَـوْطَنَتْ فِــي أَلَـقِـي
إِنَّــهُ الْـجُـرْحُ الَّــذِي فِـي دَاخِـلِي
يَــتَــحَـدَّى شَـــــارِدَاتُ الــزَّنْــبَـقِ
أَنْـــتِ يــا مَـزْرُوعَـةً فِــي عَـتَـبِي
أَنْـــتِ يـــا سَـاكِـنَةً فِــي قَـلَـقِي
اِجْـمَـعِي دَمْـعِـي بِـكَأْسٍ ظَـامِئٍ
وَاشْـرَبِي مَـا فَـاضَ كَـيْ تَـأْتَلِقِي
وَاتْرُكِي مِنْ هَجْرِكِ الْقَاسِيْ بِدَقّ
اتِ قَــلْـبِـي لَــوْعَــةَ الْـمُـحْـتَـرِقِ
وَاسْـحَبِيْنِي مِـنْ يَـدِ الْمَوْتِ الَّتِي
أَنْـهَـكَتْ قَـلْـبِي وَأَعْـيَـت رَمَـقِـي
أَنَـــا فِـــي الْـبَـحْـرِ وَحِــيْـدٌ تَــائِـهٌ
فِـي دُجَـى الْأَمْوَاجِ كُوْنِي زَوْرَقِي
وَاهْـجُرِي سَـاعَاتِ صَـمْتٍ هَدَّنِي
وَتَــعَـالَـيْ ذَاتَ وَصْـــلٍ أَشْــرقِـي
أَنْـــتِ يـا سمراء دَرْبٌ شَـائِـكٌ
شَــقَّـهُ قَـلْـبِـي لِـكَـيْ تَـنْـطَلِقِي
كُــلَّـمَـا حَــاوَلْـتُ أَنْ أَدْنُـــوَ مِـــنْ
أُمْـنِـيَـاتِ الْـحُـبِّ سُــدَّتْ طُـرُقِـي
لَـيْتَ شَـوْقَ الْـقُرْبِ يَـغْزُوكِ لِـكَيْ
تُـنْـقِـذِيْنِي بِـالـلِّـقا مِـــنْ غَـرَقِـي
عِــنْـدَمَـا تَــأْتِـيْـنَ يَــــا سَـيِّـدَتِـي
سَــوْفَ أَنْـسَـى ذِكْـرَيَـاتِ الـنَّـزَقِ
سّـــوْفَ أَبْـــدُو كَــسَـرَابٍ مُـزْهِـرٍ
أَظْـمِـئِيْنِي وَارْتَــوِي مِــنْ عَـبَقِي
وَاسْـكُبِي دَمْـعَكِ فِي الخَدِّ الَّذِي
لَاحَ مَــحْـرُوقًـا بِــلَــوْنِ الــشَّـفَـقِ
وَاقْـرَئِـي (يَــس~) أرْقِــي بِـالـلِّقَا
جُــنَّـةَ الْـقَـلْبِ الَّــذِي لَــمْ يَـرْتَـقِ
هُــــوَ مَـسْـكُـونٌ بِــحُـبٍّ يَــائِـسٍ
بِـهَـوَى مَــنْ بِـالْـهَوَى لَـمْ تَـنْطِقِ
عَـانِـقِي بِـالـنُّورِ عُـمْرًا ضَـاقَ بِـي
وَإِلَـــى دُنْــيَـا الْــغَـرَامِ انْـطَـلِـقِي
وَصِــلِــيْــنِـي مَــــــرَّةً وَاحِــــــدَةً
وَارْحَـمِـينِي مِـنْ جِـرَاحِ الْـغَسَقِ.