....للرمل مدارين ..
أحدهما في مجاله الأرضي ينفض عوالق الريح من مسامات الأدمة
و ينحت صلابة الفولاذ في نخاع العظمة ...الرمل محارب قوي , كل العصور أثبتت فشلها أمامه , وكل المحاربين انتهى بهم المسار إلى حضنه..لا صوت يعلو على الرمل سوى الرمل لأنه يعلو حتى على صوته..
يظل الصوت يدوي من كل جهاته ولكن صمت الرمل يؤكد انه هو الباقي..يتكدس فوق تويج الزهرات , ليصبغ بتلات اللوتس بازرقاق الحواف, ليبدو على ثغرها كوميض الفضة من بقايا البدر السابق ,و اللاحق , حتى يمنح الناظر القدرة على التبصر, ولكن هيهات لو أن كل عين تبصر تتبصر.
وهيهات كل أذن تسمع تتدبر , وهيهات كل يد تصفع تقوى على محو الوشم, وهيهات كل لسان لاذع يملك موهبة النفض في ذمه ومدحه عندما يضغط على الـــ , shift, ليقوى على الإقناع , وسيف العذل سباق والرماد المتشظي حين ينتعل الريح دفاق,, ولكن المنطق لا يذعن للطقس, فالطقس يمرغ وجهه في دلو مملوء بأصباغ الحريق بينما المناخ هو ذاته درس في الثبات ..أسألوا عالم الفلك والإرصاد ..
لن يضع يده يوما بيد الطقس لأن معاناة الطقس تكمن عندما يضل موضع الجرح بينما يرى النزف .. وعلى مرآي من الوجع يركب قطار النسيان .
يستيقظ الرمل و أنين النايات ترافق دقات الطبول في احتفال النار قبل زوال النهار, ثم تنحت زخارف الرياح , صحراء الصباح بنقوش الشفق على سطح الماء ويظل شاهدا على إمارات الممشى و إشارات المشاه ..
الرمل في مجاله الجوي تتسامى كثافته القطنية مثل العمائم فوق هامات غادرته الجذوع ..إنه الرمل الغالب والمغلوب والكائن لكل تكوين من مكونات الوجود لهذا يتنافى الرمل مع العدم لأنه محال أن يتودد الى أفعال تقوده للندم .
.