نجاحك مرهون بحسن قصدك
"إن كل شئ تفعله أو تقوله يقع بدافع من رغباتك وبواعثك وغرائزك الداخلية والتي قد تكون شعورية أو لا شعورية، ومفتاح النجاح هو أن ترسم الأهداف الخاصة بك وتحدد دوافعك وتمضي إلى غايتك ولا تلتفت للمثبطات."
ويقول: "نيل دونالد وولش:"" ليس هناك ما يجبرك على تحديد مقصدك ورسالتك في الحياة. وهذا" الشاب الوسيم يعيش في مستهل القرن الواحد والعشرين وهو يقول: كل ما علي القيام به هو أن أفهم حقا ما أقوم به , ولماذا ؟! وأن أجد طريقي وأتباين ما تبيته لي الضر وف وأن أقاوم لكي أحقق ما أريدهُ أنا وليس ما تريده لي الضر وف" .
فمن أراد النجاح في دنياه وآخرته, فل يحرص على صفاء دوافعه ونقاء أهدافه,والتفتيش عن الدوافع والبواعث للعمل، يحتاج إلى تدريب، ويحتاج إلى مهارة وتربية، ربما تطول عند البعض، وتقصر عند آخرين، ثم بعد ذلك تتمكن المعرفة في القلب، ويبارك في العمل، وذلك نتاج تنقية الدوافع والنوايا، وتخليصها مما يشوبها؛ لأن العبد _ بعد المعرفة _ يدرك _ بيسرٍ _ ما هو من عند الله، وما هو من غيره، وهذه المعرفة تعينه على زيادة الطاعات، والاستمرار عليها، وتعينه على الشكر؛ لاستكمال النعمة؛ لأنه يسير إلى الله على بصيرة وهدى.
أنىَّ سريتُ سرى الإخلاص فاحتشدت بخافقي همم تقتادني وندى
توحدت غايتي في الحق واتصلت بالله روحي وصار القلب متحدا
أنىَّ دجى هبّ نور الحق يوقظه لكي يخط على درب الحياة هدى
في دربه سارَ لا حزن يؤرقه من بعد أن صار نوراً في الورى وقِدا وعليك أن تَعظِّم النية في العمل الصغير، والكبير. فإن عِظَمَ العمل بعِظَمِ النيّة.
اندفع وراء نيتك الصغيرة الخالصة، وإن بدا لك قلة ثمرتها، كما تندفع وراء نيتك الكبيرة، التي أغرتك ثمارها؛ لأنك لا تعلم أيهما على أجنحة القبول محمولة، وأيهما عنده عظيمة , وهذا سر نجاحك الدائم.
إذ فتح لك باب تراه خالصاً لله عزوجل اندفع إليه، واحرص عليه، وإن كان قليلاً، فالإخلاص عزيز، وقلّما يدعك الشيطان فيما تقصد به وجه الله، فمن خلص له عمل لم يساوره فيه ريب ولا شرك، فقد أفلح. فمن قصد وجه الله في الصغير،كما يقصده في العمل الكبير، فقد حققَ هدف العبودية في توجيه القصد لله، ولذلك استحق المجتهد أجراً _ وإن أخطأ _ لحسن قصده، ولولا النية، لما نال الأجر مع الخطأ. فمع الإخلاص ينفعك القليل، ولا تحقرن من المعروف شيئاً ...ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .
فالله يريد من العبد نيته قبل عمله، وهو يضاعف لمن يشاء، والنية الكبيرة والصغيرة سواء في فؤاد المسلم، ولكن قد يتفاوت حجم العمل وزمانه وكلفته، وقد تختلف النوايا باختلافه وتختلف الأعمال باختلاف النوايا، فيكبرُ العملُ بكبر النيّة، ويصغرُ بصغرها، والغالب أن الأعمال الكبيرة تجعل النيات كبيرة عند الفرد، وتصغر بصغره، وقد تكبر النية فيكبر معها العمل ولو كان صغيراً والمؤمن الفطن يكبّر النية في العمل الصغير والكبير، فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات ...) ( ).
اندفع لكل عمل خالص وإن قلّ فهو رسالتك في الحياة
"إن مقصدك وغايتك في الحياة من صنع يديك , رسالتك في الحياة هي الرسالة التي تختارها لنفسك , وسوف تكون حياتك ما تصنعه منها ولن يحل أي أحد محلك فيها لا الآن ولا في أي وقت أخر.""أي شيء يحمل لك شعورا طيبا سوف يأتيك على الدوام المزيد منه.""
فأفكارك تصنع واقعك، ومقاصدك من وحي أفكارك , إذا فكر باستمرار في الأشياء التي ترغب فيها حقا ولا تفكر فيما لا ترغب فيه."
قلبي الضعيف المرجى كم شدا غردا لولاك ما غرد العصفور واتقدا
فـاجعل حــياتي يا مـولاي خالصــةً لا يعتري صفوها حظُ الهوى أبدا
. قال يحي بن أبي كثير: (تعلَّموا النية؛ فإنها أبلغ من العمل) ( ). فهي سر النجاح والفلاح. فقد يبارك لك في صغير العمل، مع حسن القصد، ولا يبارك لك في كبير العمل، مع عدم خلوص القصد، فعليك أن تعظِّم النية في العمل الصغير وتخلصها من الشوائب، كما تعظّمها في العمل الكبير،وتخلصها من الشوائب , فالأجر على قدر الاحتساب، وليس على قدر العمل، ولقد صدق من قال: (رُبَّ عمل صغير عظَّمته النية، ورُبَّ عمل كبير صغرته النية).ومن هنا جاء حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) ( ).فإذا قدَّم العبد العمل القليل مع النية الصادقة، مبتعداً عن الغرور، معترفاً بالتقصير، ناظراً عِظم فضل الله عليه، يتولد لديه انكسار قلبي، وهنا يفوز بالدرجات، ويتبوأ مقاماً عظيماً عند الله وتكون حياته سعيدة ناجحة مباركة يحبه لله والناس.
وينال معية الله وتوفيقه ففي الحديث القدسي (أنا عند المنكسرة قلوبهم) ( ).فهل أنت ممن ينكسر قلبه عند النصر والنعمة،كما ينكسر عند اقتراف الذنب بالتوبة والاستغفار والندم.
يا من رقى بالهمة الغراءِ وسما بنيته إلى الجوزاءِ
طعم الحياة بغير قصدٍ علقم يا فجر أيامي وشمس ضيائي
قال نعيم ابن حماد: لضرب السياط أهون علينا من النية الصالحة.
وقال الفضيل: إذا سُأل الصادقون عن صدقهم، فكيف يكون حال الكاذبين، ويقول: لو بليتْ أخبارنا افتضحنا. قال ابن عباس: إنما يُحْفظُ الرجل على قدر نيته.
"الكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة، وتجريد القصد، وصحة النية مع العمل القليل، أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير والسفر الشاق".
للقصد إن صحَّ عبر الدهر أسرارُ ينسابُ بين مغان الروح أنوارُ
فالخير قصدٌ نبيلٌ لاحـدود له للراغبين وإن حطوا وإن ساروا
أفعال كل الورى تسمو بغايتها وكم تذوبُ بحسنِ القصد أوزارُ
وفي رضا الله أسمى غايةٌ قُصدتْ في هذه الدار والإنسان يختارُ
فعل الحسن وإن قَلَّ، ولا تستهين بالقبيح ولو كان صغيراًفإن أضراره ستأتيك ولو بعد حين، ولا تحقر الطاعة الصغيرة والفعل الحسن وإن قلّ، فإن معروفه وفوائده تأتيك ولو بعد حين، وأخلص النصح لمن تراه مستحقاً له، فلعل الله أن يوقظ في قلبه النصح، ولو بعد حين، فمن الناس من ينتفع بعد أربعين عاماً من سماع النصيحة. نسأله التوفيق.
فانظر هُديتَ إلى الغايات أجملها ما كان سراً وللإعلان أثار
اقصد رضاه ويمم نحو غايته ولا يفوتكَ إقلالٌ وإكثارُ
تنال كل مراد لو طمحت له فالقصد يسر وما في القصد إعسار