أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مواجيد تراجيدية.. من البكاء بين يدي صنعاء

  1. #1
    الصورة الرمزية عمار زعبل الزريقي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    العمر : 42
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي مواجيد تراجيدية.. من البكاء بين يدي صنعاء

    مواجيد تراجيدية.. من البكاء بين يدي صنعاء


    عمار زعبل الزريقي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعلاقة المكان بالإنسان علاقة من نوع خاص بما تحمله من مشاعر تولد وثم تعيش ويصبح لها ماض خالد ، وكثير من الشعراء الذين خلدوا في أشعارهم ما يكنوه لمدنهم ، والمدينة هي كالكائن الحي لها ماضٍ ولها مستقبل ، وهي أيضاً كالإنسان تحلم دائماً بمستقبل أفضل ، وتلهث للحاق بهذا المستقبل وتحقيقه ، والمدينة لها عقل وقلب كما أن لها روحاً وجسداً ، وهي كائن مفعم بالمشاعر تصيبها نشوة الفرح، كما تصيبها أيضاً لوعة الحزن ، ولكل مدينة مذاقها الخاص ونكهتها المحببة ، فالمدينة امرأة ، لها جمالها المميز ، وصفاتها الفاتنة، والمدينة التي أدلف على ساحة جمالها ، هي مدينة أحلام اليمنيين ، الكل عشقها وتغنى بها ، بداية من وضاح اليمن وليس بالطبع انتهاء بالبردوني والمقالح وإن اختلفت الصورة.
    واقف أمام نص جميل لشاعر جميل ، محلقاً من خلال عنوان شاعري «البكاء بين يدي صنعاء» إنه الدكتور عبد العزيز المقالح فيتجلى برمزية رومانسية ليجعل من صنعاء أماً ، ويجعل من نفسه طفلاً صغيراً يبكي بين يديها ، تلك التي أحنّ إليها في بداية حياته وصرخ صرخة مدوية فيها من الحنين والأمل .. لابد من صنعاء.
    ومن مثل هذه النصوص تتجلى إحساسات المقالح ومواجيده التراجيدية إذ دائماً نراه يقدس المكان الوطن ، المدينة ، القرية ، ذلك التقديس الذي يبحر بالكلمات هائمة عاشقة مجللة بالحزن والبكاء.


    للحبِّ فوق رمالها طلل
    من حوله نبكي ونحتفل
    نقشته كفُّ الشوق في دمنا
    وطوته في أعماقنا المقل
    هو حلمنا الباقي ومعبدنا
    وصلاتنا ، والحب والغزل
    من أجلها تصفو مودّتنا
    ولحبها .. نشقى ونقتتلُ


    أيُّ عاطفة وجدانية هي ، فالحب من أول القصيدة تحول إلى طلل في مخيلة الشاعر ، وهو يعبر عن أحزانه ، فكيف ياترى صارت صنعاء مدينة للأحزان، وللأطلال البالية ، فالشاعر ، يبكي ويحتفل مع المتجمهرين حول هذا الطلل العجيب ، وربما أراد المقالح بصورة الطلل هذا ، بأن صنعاء هي في مخيلته لاتفارقه أبداً ، كما هو حال الطلل القديم للشاعر الجاهلي طلل المحبوبة التي ارتحلت وابتعدت وتركت في القلب شجناً وذكرى، لكن هنا في هذا البكاء المرير ، يصير الطلل وشماً ونقشاً سبئياً في كف الشاعر، إنه سجل ذكرى يجري في دماء القلوب ، بل قد طوته المقل في الأعماق، إنه الحب الغالي لمدينة هي الحلم وصلاة الشاعر وغزله ، بل هي الحلم الباقي الحلم المورد الذي يومئ لحياتنا الحزينة ، من أجل الانتقال إلى السعادة والسرور فالحب صار شيئاً مقدساً فتتحول إلى مشاعر وجدانية عميقة يراها الشاعر حيّة نابضة ، من أجلها نصارع الحياة ، لكي تصفو إما بعد صفاء أو اقتتال.
    فما أجمل هذا التجسيد ليبث المرء عواطفه وأحزانه ، إنه حبٌّ عميق متجدد يُسكن في أعماق الوجدان ، ويختبئ في المقل ، إنها الأحزان التي نحاول أن نغلفها المدن .
    فعندما ـ مثلاً ـ نشعر بالأسى والهزيمة ، عندما يحضر الذل والهوان نقول للقدس..






    إنه الحزن الذي عبر عنه نزار قباني للقدس ، مدينة الروح ، وحزن القلب العربي ، هو الحزن الذي تحدث عنه في فترة من الفترات الدكتور/ المقالح عن مدينة (صنعاء) التي ملأت روحه بالشجن وبلت عينيه بقطرات الأحزان ، وجعلت من قلبه معبداً يحمل طابع القداسة ، يقيم له الشاعر طقوس الصلاة ويجثو أمامه مثلما يبحثو الشاعر القديم أمام الطلل ، إنه الحب القديم المتجدد الذي يبثه الشاعر لأمه صنعاء . فمن أجلها يصبح حبه طاهراً نقياً ، ومن أجلها يكون النضال ، ومن أجلها يتدافع ويتزاحم الأحرار للتعبير عن حبهم وإخلاصهم.


    صنعاء يا أنشودة عبقتّ
    وأجاد في انشادها الأزلُ
    إن أبعدتني عنك عاصفة
    وتفرقتْ ما بَيّننا السُّبلُ
    فأنا على حبي وفي خجل
    روحي إلى عينيك تبتهل
    ألقاك منتصراً ومنكسراً
    وعلى جناح الشعر أرتحلُ
    يجتاحني شوق ويسحقني
    شوق ، وفي التذكار أشتعل


    فنلاحظ التجاوز والخلق والابتكار ، ففي هذا المقطع السابق تموج الصور الفنية والجمالية ، ليعطينا الشاعر صورة كاملة عن حبه الذي أبعدته عنه العواصف ، فهو في غربته حزين يئن ويبكي يريد أن يرجع إلى أحضان فاتنته «صنعاء» فكل شيء يبتهل بالعودة ، وإنه على حبه ، وهو في منفاه يتشوق إلى العودة ليتطهر ، ليبكي عن قرب ويجثو تحت قدمين طاهرتين راجياً الصفح والغفران .. فياله من لقاء متخيل في وجدان الشاعر الذي ارتحل بمحض إرادته بتصوره وخيالاته حاملاً من كلماته حمائم تنقل شكواه وأحزانه ، بعد أن تحولت صنعاء من خلال موكب الحب اللا متناهي إلى أنشودة أبدية يرددها الزمن وتردد نغماتها الأجيال ، وقد أتى إليها الشاعر بعد اغتراب على جناح الشعر تجتاحه عواصف الشوق وأمواج الحنين ، ويتساءل عن موعد اللقاء الذي يعيده إلى أحضان غاليته «صنعاء» إنه يعاني آلام الغربة راحلاً ومقيماً ، وفي لحظات التجلي يرى منائر(نقم) ومشاعله..

    «نقم» تلوحُ لي منائره
    عبر البحار ، وتُومئ الشُّعلُ
    إني إلى صنعاء يحملني
    وجه النهار ، وترحل الأصل
    وأعودُ طفلاً كلما ذكرت
    ويغيب وسط حريقي الرجل


    فمازالت الصورة الشعرية المتخيلة تتسع كلما توغلنا في أعماق القصيدة.. فهاهو «نقم» رمز من رموز اليمن التحررية الذي خاطبها المقالح في قصيدة أخرى قائلاً:


    الرحلة قادمة وقطار الفجر يسير
    لا تنكسري صنعاء
    لاتجزع يا نقم التحرير


    فهاهي منائره تلوح على البعد رغم المسافات مع ايماءات الشعل الملتهبة في فضاءات السماء مبشرة بالعودة إلى صنعاء والارتماء بين أحضانها أحضان الخير والسعادة والرجاء، فلابد أن يرتحل الغروب الذي تحول في سياق النص إلى رمز للجهل والتخلف والقهر والظلام.
    ومن خلال هذا الحلم المرموز الذي يراود مخيلة الشاعر يتحول إلى طفل بريء تشده عواطف الشوق والحنين إلى أحضان النماء والخير، وفي موجة الشوق وعواصفه الهوجاء، يتساءل عن ساعة الوصول ولحظة الاحتضان وإرواء الظماء، فيغدو حينها طفلاً صغيراً يبكي، وتتلاشى نزوات الرجل في أعماقه ، فهاهو يتساءل متى تظلله مآذن صنعاء ويرى الإشعاع والنور البهيج الذي يتمناه من كل ذرة في جوانحه:


    فمتى تظللني مآذنها
    ويضيء في أحضانها الجبل
    لم يبق في الأيام من سعة
    حان الرحيل ونور الأجل
    أموت يا صنعاي مغترباً
    لا الدمع دينين ولا القبل
    أوراق أيامي تبعثرها
    وأعيش لا يأس ولا أمل


    إنه التساؤل الحزين الذي كثيراً مايطرحه المغترب والبعيد عن وطنه وقد يكون هذا الاغتراب هو اغتراب روحي فقط لليأس والقنوط داخل وطن من الأوطان ، لكن قد يختلف التساؤل قليلاً ، فهو في بعد قاهر وعنيف ، لا تعيده دموعه ولا قبله الذي يرسلها من بعيد ، وهذا عمره الذي غدا أوراقاً مبعثرة ، وهو بين اليأس والأمل في العودة.
    إذاً هي مواجيد مغترب حزين هي أحزانه وآماله ، هي حاله عشق لمدينة أزلية صنعت ماصنعت بالقلوب فأسميت صنعاء بعد أن كانت آزال ، إنها جناح شوق اليمنيين ورمز حبهم لوطنهم ، وصورتهم البهية وصورة أفراحهم ومآسيهم.

  2. #2
    الصورة الرمزية عمار الزريقي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : Sana'a
    المشاركات : 1,738
    المواضيع : 86
    الردود : 1738
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    أحسنت أيها الأخ الحبيب
    وأطال الله في عمر شاعر العربية الكبير الدكتور المقالح
    خواتم مباركة

    وكل عام وأنتم بخير
    وطني أيها المُسَجّى أمامي .... قسماً لن أخون , إن لم تَخُنّي

  3. #3
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    موضوعٌ جميل استاذ عمار
    نحن دائماً نكتب عن المكان الذي يسكننا الذي لا
    يُفارق ذاكرتنا و مشاعرنا
    خاصة اذا كان ذلك المكان هو المكان الاول مكان الولادة و الطفولة و الصبا
    فمهما تنقلنا و غيرنا عناوين اقامتنا الا ان ذلك المكان لا يُبارح حنايا القلب و الروح .
    كلمات الشاعر عبد العزيز المقالح رائعة و مُعبرة عن عمق حبه
    "وأعودُ طفلاً كلما ذكرت
    ويغيب وسط حريقي الرجل" كلماته جميلة جداً
    تحيتي و تقديري
    دراسة جميلة لكلمات شاعرٍ رائع
    تحيتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    هي حاله عشق لمدينة أزلية صنعت ماصنعت بالقلوب فأسميت صنعاء بعد أن كانت آزال
    صدقت أيها الكريم
    ولو استبدلت اسم المدينة لوجدتنا كلنا نُعتصر حروفا لمدن تعيش فينا، وتزداد رسوخا كلما زدنا اغترابا عنها سواء بأجسادنا أو بأرواحنا
    ولعل لحرف الشاعر الكبير عبد العزيز المقالح بمحموله الشعوري العميق وأدائه الباهر ما يزيد هذا المعنى قوة وتأثيرا

    أهلا بك في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. مواجيد مغترب .. د. عبد العزيز المقالح
    بواسطة د. مختار محرم في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-12-2011, 12:10 PM
  2. بين يدي اللقاء
    بواسطة عبدالسلام جيلان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-06-2010, 01:10 AM
  3. بين يدَيْ جريدةٍ يومية..!
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 06-01-2008, 01:19 PM
  4. بين يدي خمسة نصوص حول ماهية الشعر ..
    بواسطة درهم جباري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 30-10-2007, 03:42 PM
  5. الموت بين يدي رغيف
    بواسطة محمد نديم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 20-02-2007, 01:05 PM