أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إحسان الظن بالناس

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2011
    المشاركات : 570
    المواضيع : 222
    الردود : 570
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي إحسان الظن بالناس

    هكذا علمنا النبي إحسان الظن بالناس

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسان الظن بالآخرين وعدم
    التشكيك في ضمائر الناس والحكم عليهم بما نراه ونسمعه بأنفسنا فالذي
    يعلم البواطن والسرائر هو الله وحده وليس من حق أي إنسان أن يردد
    شائعات كاذبة حول إنسان آخر.

    وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟
    فقال:

    ( كل مخموم القلب صدوق اللسان )
    قيل:

    صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟

    قال:

    ( هو التقي النقي الذي لا إثم في قلبه ولا بغي ولا غل ولا حسد )

    ولقد نهى صلى الله عليه وسلم أتباعه عن أن يبلغوه أخبارا لا يحب
    أن يسمعها فقال:

    ( لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا،
    فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) .

    حسن الظن بالناس خلق إسلامي أصيل أرشدنا إليه القرآن الكريم وتعلمناه
    من رسولنا صلى الله عليه وسلم وشيوع هذا الخلق بين الناس يحمي
    المجتمع من مصائب كثيرة فالأمة السعيدة الرشيدة هي التي يكثر فيها
    الأفراد الذين يبنون علاقاتهم مع غيرهم على حسن الظن وعلى عواطف
    المحبة المشتركة والمودة الخالصة والتعاون المتبادل والثقة الوثيقة
    والابتعاد عن سوء الظن دون أن تكون هناك ضرورة تدعو إليه،
    إذ من دعاء المؤمنين الصادقين:

    } رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
    وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً للذِينَ آمَنُوا رَبنَا إِنكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ {

    خلق إسلامي

    والذي يتدبر القرآن الكريم وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يدرك أن حسن الظن في مواطنه خلق من أفضل الأخلاق التي ينبغي أن
    يتحلى بها المسلم وفضيلة من الفضائل التي يجب أن تسود المجتمع
    الإسلامي المستقيم على أمر الله وأن سوء الظن دون مقتضى ليس من
    أخلاق المؤمنين الصادقين فقد قال الله سبحانه عندما أشاع المنافقون
    حديث الإفك عن السيدة عائشة رضي الله عنها:

    } لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مبِينٌ {

    والمعنى:

    ولقد ضرب المؤمنون والمؤمنات أروع الأمثال في حسن الظن بغيرهم فها
    هو أبو أيوب الأنصاري عندما أشاع مرضى النفوس حديث الإفك عن
    السيدة عائشة يقول لامرأته:

    يا أم أيوب أسمعت ما يقوله بعض الناس عن عائشة؟

    قالت سمعت وهذا هو الكذب.
    ثم قالت له: هل لو كنت مكان صفوان
    (وهو الشخص الذي اتهم مع عائشة)
    أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوءاً؟

    قال: لا
    فقالت له: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وعائشة خير مني وصفوان خير منك وهكذا كان الأخيار الأطهار يبنون
    أمورهم على حسن الظن بالناس.

    أنواع الظن

    إن المسلم مطالب تنفيذا لأوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم بأن يتجنب
    الظنون السيئة التي لا مبرر لها وأن يقيم حياته على الظنون الحسنة التي
    تنبذ الشائعات الكاذبة التي ينشرها الأشرار عن الأخيار

    فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة الحجرات:

    } يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ {

    والظن المنهي عنه في الآية الكريمة هو الظن السيئ بأهل الخير
    دون دليل أو برهان.

    قال بعض العلماء:

    الظن أنواع منه ما هو واجب ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مباح
    فالمحرم كسوء الظن بالمسلم المستور الحال الظاهر العدالة

    ففي الحديث الصحيح:

    ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ).

    وفي حديث آخر إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به.
    والظن الواجب يكون فيما تعبدنا الله تعالى بعلمه ولم ينصب عليه دليلا
    قاطعا فهنا يجب الظن للوصول إلى المعرفة الصحيحة كقبول شهادة العدل
    وتحري القبلة عند الصلاة.

    والظن المباح:

    مثلوا له بالشك في الصلاة حين استواء الطرفين.

    وهكذا يتضح لنا وفقا لما ترشدنا إليه الآية السابقة وما علمنا إياه رسولنا الكريم

    ووجهنا إليه من خلال الحديثين السابقين أن واجب المسلم أن يبتعد ابتعادا
    تاما عن الظنون السيئة بأهل الخير لأن هذه الظنون السيئة التي لا تستند
    إلى دليل أو قرينة صحيحة إنما هي مجرد تهم تؤدي إلى تولد الشكوك
    والمفاسد بين الناس.

    قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لقول الحق سبحانه:

    } يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ {

    ينهى الله عباده المؤمنين عن كثير من الظن وهو التهمة والتخون للأهل
    والأقارب والناس في غير محله لأن بعض ذلك يكون إثما محضا فليجتنب
    كثيرا منه احتياطا.

    ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    (ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة (أي التشاؤم) والحسد، وسوء الظن).

    فقال رجل: يا رسول الله ما الذي يذهب من هن فيه؟

    فقال صلى الله عليه وسلم:

    (إذا حسدت فاستغفر الله وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض).

    تغليب حسن الظن

    إن من واجب المسلم العاقل أن يتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد
    علمنا كيف نحسن الظن بالآخرين ودعانا إلى تغليب حسن الظن على سوء
    الظن ونهانا عن تتبع الزلات والعورات

    فقال صلى الله عليه وسلم:

    (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قبله لا تؤذوا عباد الله
    ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه
    طلب الله عورته حتى يفضحه في مقر بيته).

    بل نهى صلى الله عليه وسلم كل مسئول أن يجعل سوء الظن أساس
    المعاملة لمن هو مسئول عنهم فقال:

    ( إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)

    أي لا يصح لمن هو في وظيفة أن يعامل مرؤوسيه معاملة تحملهم على
    سوء الظن فيما بينهم لأنه لو فعل ذلك أفسدهم وجعلهم لا يثق أحدهم
    بالآخر فيترتب على ذلك ضياع مصالح الأمة.

    وفي الحديث الصحيح:

    ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).

    أي احذروا سوء الظن دون مقتضى لذلك فإن سوء الظن دون ضرورة
    تدعو إليه يعد من الرذائل المنهي عنها.

    تجنب الشبهات

    والرسول صلى الله عليه وسلم الذي علمنا إحسان الظن بالآخرين والكف
    عن ترديد الأقاويل والتهم العشوائية لهم دون دليل أو برهان علمنا أيضا
    أن نتجنب كل ما فيه شبهة فمن أراد أن يحسن الناس الظن به فعليه أن
    يتجنب الشبهات ومواطن التهم وألا يقول قولا أو يفعل فعلا يحمل غيره
    على سوء الظن به ولقد ضرب لنا سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة
    والتسليم أروع الأمثال في اتقاء الشبهات فقد روت

    أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب أن النبي صلى الله عليه وسلم
    كان معتكفا في المسجد فذهبت إليه وتحدثت معه فلما أرادت الانصراف
    قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي معها،
    فمر بهما رجلان من الأنصار فسلما وانصرفا مسرعين فناداهما
    الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لهما:

    إنها زوجتي صفية

    فقالا يا رسول الله ما نظن بك إلا خيرا

    فقال صلى الله عليه وسلم:

    أنا أعلم ذلك منكما ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف فيكما شيئا.

    والدعوة إلى حسن الظن ليس معناها كما يؤكد العلماء الغفلة
    عن كيد الأعداء

    ومكرهم وسوء سعيهم وإنما تعني اليقظة والحذر ولكن دون شطط
    أو تحميل الأشياء ما لا تحتمله فكم من شائعات كاذبة وكم من أراجيف
    باطلة وكم من تهم فاسدة أساسها سوء الظن دون مبرر ومبعثها الأحقاد
    و الأهواء والابتزاز والشهوات والانقياد للهوى وللمنافع الذاتية
    التي تتنافى مع كل خلق كريم ومع كل سلوك حميد.
    ....................... منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    نصيحة مهمة و موعظة حسنة .

    بارك الله فيك و جعل ما تقدمه من خير في ميزان حسناتك .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    استاذنا الكريم

    نصيحة طيبه عطرة

    بارك الله لك وفيك وجعلها في ميزان حسناتك

    نقبل مروري وتحيتي
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

المواضيع المتشابهه

  1. أَهْلاً بِشَهْرٍ كُلُّهُ إِحْسَانْ
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-05-2017, 05:12 PM
  2. رجاء بحاجة الى إحسان
    بواسطة دعاء نور الدين في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-02-2012, 01:18 AM
  3. قراءة في كتاب ( ملامح يونانية في الأدب العربي) للدكتور إحسان عباس
    بواسطة عطاف سالم في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-04-2009, 09:46 PM
  4. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-07-2006, 12:40 PM