أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: قراءة نقدية في إبداعات الدكتور سمير العمري وحوار على هامشها

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قراءة نقدية في إبداعات الدكتور سمير العمري وحوار على هامشها

    قراءة في أعمال د. سمير العمري :
    عندما تسبح الذات الأدبية إلكترونيًا حاملة هموم الأمة
    بقلم : د. مصطفى عطية جمعة

    من أهم ثمرات الفضاء الإلكتروني أن الكثير من الأصوات الأدبية وجدت متسعًا لها في النشر والعمل الثقافي ، فقد استطاعت الشبكة العنكبوتية الدولية أن تكسر احتكارات المجلات الثقافية الرسمية التي ترتهن بأمر وزارات الثقافة ، أوالمجلات الخاصة التي تعبر عن تيار أدبي بعينه ، ويكون النشر فيها خاضعًا لمعطيات الانتشار وتغذية توجه أدبي أو ثقافي محدد .
    ويشكل الشاعر " سمير العمري " النموذج المتمرد ، مثل عشرات النماذج الأخرى ، التي كسرت النمطية الأدبية في عالمنا العربي ، وأصبحت تراهن على نشاطها الشخصي في مجال تأسيس المواقع الثقافية ، والاضطلاع بنشر الإنتاج الأدبي والثقافي لفئات وأفراد ، كانوا محرومين من هذه الفرص ، بفعل تنائي المسافات المكانية ، وغياب العلاقات العامة والشخصية مع الناشرين ومدراء التحرير في المجلات والصحف . لقد قام " سمير العمري " بتأسيس موقع "الواحة" الثقافي على الشبكة الدولية للمعلومات ، محطمًا - مثل غيره – قيود النشر ، وهو الذي يعاني من النفي خارج الوطن العربي ( يقيم في السويد ) ، حيث تكوّنت بفعل هذا الملتقى الأدبي في الفضاء الإلكتروني فعاليات رائعة ، شكلت كيانات موازية لما يسمى بتيار الثقافة الرسمي والأهلي في المجتمعات العربية ، فنستطيع أن نقول إن هناك تيارًا إلكترونيًا ، بدأ يغزو حياتنا الثقافية . ويجدر بالذكر أن ملتقى الواحة الثقافي ، لا يقتصر على نشر الإبداعات الأدبية : شعرية أو نثرية ، بل هو " هايد بارك " يتسع لكل مشارك عربي ، دون النظر إلى هويته أو جنسيته ، فرأينا الكثير من المساهمات الثقافية والفكرية والمشاغبة في هذا الموقع .
    ربما يكون الهم الذي تطرحه هذه الدراسة هو النظر إلى الأديب سمير العمري بوصفه أديبًا فحسب ، واتخاذه نموذجًا في الدرس الأدبي مثل مئات ( أو آلاف ) الشعراء الذين باتت أصواتهم مسموعة في الفضاء الإلكتروني ، وبعضهم لا يعرف طريق النشر الورقي ، ويكتفي بالمداخلات التي تأتيه من خلال المواقع الأدبية التي يشارك فيها . إن المشكلة التي تكتنف هؤلاء أن إنتاجهم الأدبي يتراكم بفعل مرور السنوات ، دون وجود دراسات نقدية موضوعية لهم ، تحاول أن تنظر إلى نتاجهم الأدبي نظرة رأسية فتتعرف طبيعة النتاج : من شعر أو نثر ، بكل الأشكال التي يمكن أن يجتهد فيها المبدع ، أو نظرة أفقية حول تناولات المبدع وموضوعاته ، والخصائص الفنية التي تميز إبداعه ، ومدى التطور الرؤيوي والفني الذي أحدثه المبدع . فالآفة التي تبتلى بها مواقع الإنترنت الأدبية تلك التعليقات المبتسرة التي يلقيها هذا الأديب أو القارئ بشكل متعجل ، وتكون ذات اقتضاب ، وتكتفي بالتعليق على العمل الواحد المعروض دون النظر إلى سائر أعمال الأديب ، وبالتالي يظل نقدها مفتقدًا إلى القراءة الشاملة العميقة ، ويظل المبدع ضحية هذه التعليقات ، ولو كانت من ذوي صداقاته فإن طابع المجاملة يغلب عليها ، أو تصطبغ بصبغة العداء إذا كان المعلق يرد الصاع للمبدع الذي هاجمه في عمل من قبل . وما بين هذا وذاك ، فإن المبدع يظل دون تقويم حقيقي، ولا يملك خطوطًا نقدية محددة ، تشمل إبداعاته بشكل هادئ معمق محايد .
    وفي تجربة سمير العمري التي تمتد لسنوات سابقة ، وكما أوضح في إحدى قصائده فإنها عميقة منذ أيام دراسته الأولية في المدرسة المتوسطة . وقد قام الباحث في هذه الدراسة بتجميع منتج التجربة الإبداعية لسمير العمري من تفرقها في صفحات الإنترنت ، فشكّلت ملفًا كبير الحجم ، جمع الشعر والنثر ؛ وإن كان يغلب على تجربته الشعر ، فيبدو لنا أن نفسه الشاعرة متوقدة دافقة ، وأن الشعر أقرب إليه ليجيش بما يعتمل في نفسه.
    لعل أبرز ما يستوقفنا في تجربة " العمري " الشعرية أنه يقول الشعر وفقًا لموروث الشعر العربي ، فهو مولع بتجربة شعراء العروبة القدامى ، ومن سار على دربهم من المعاصرين ، وهذا يظهر في بنى قصائده العمودية التي تلتزم النهج الخليلي التقليدي ، وهذا لا نعده عيبًا أو تأخرًا كما يرى بعض النقاد ، الذي يتصورون أن الحداثة معناها الإبداع بأشكال شعرية جديدة ، مثل شعر التفعيلة أو قصيدة النثر أو النص المفتوح . نقول : من يظن ذلك فهو مخطئ ، فالأشكال الشعرية مثلها مثل الآنية ، أوعية تحوى تقلبات الوجدان ، وعبير الرؤى ، وإنما يكون الأمر في قضية التجديد الشعري من خلال مدى الرؤية المبتكرة التي يرومها الشاعر ، وما مدى اختلافه عن السابقين ؟ أو بالأدق : ما الإضافة الإبداعية التي نتلمسها في تجربته ؟ نقول ذلك ، وهناك شعراء عظام أبدعوا بالشكل العمودي بكل قيوده الموسيقية ، ما تعجز عنه قصيدة النثر بكل انفتاحها وتحررها الموسيقي واللفظي ، مثل : البردوني ( اليمن ) ، الجواهري ( العراق ) ، ( أحمد بخيت ) مصر ، وغيرهم .
    فسمير العمري يفضل الشكل العمودي وينحاز إليه ، ويكتب أيضًا قصائد التفعيلة ، بجانب إبداعاته في القصة والمقال والخاطرة . وفي شعره العمودي نقف عند ظاهرة الأغراض الشعرية ، وهو مفهوم قديم قدم الشعر العربي ، فقد التزم "العمري " بها ، كأنه يتنفس بروح القدماء ، وينظر بنفس رؤاهم ، وهذه قضية الكثيرين من ناظمي الشعر بالعمودية أنهم يظلون أسرى الرؤية التقليدية التي تتكئ على ميراث الشعر العربي القديم ، فينظمون في المدح والرثاء والفخر والذم والأسى ... ، وقد يعارض القصائد القديمة ، إمعانًا في التأسي بالسابقين ، وبعضهم يتطور أكثر وينظم حسب المدرسة الرومانسية ، التي أشعلت القلوب نارًا، وغنت للطبيعة ، وربما يشكل هذا الأمر هاجسًا لدى شاعرنا ، فهو يرى أن التمترس في الشعر التفعيلي عنوانًا للشخصية المسلمة العربية ، وهذا يردده كثيرون ، ولكن تبقى الحقيقة أن الأهم في الجنس الأدبي ، وما يتفرع عنه من أشكال شعرية تلك الأحاسيس الجديدة التي يستشعر العالم بها ، أحاسيس تختلف عما يردده العامة ، أو ينظمه باقي الشعراء ، ومن هذا أو ذاك يتميز الشاعر ، فإذا جدّت الرؤية ، ستتجدد الكلمة ، وتكسى الصورة بعبق جديد ، ولنا في فحول شعرائنا القدامى والمعاصرين نماذج مبدعة في الرؤية والخيال .
    والقاسم المشترك في تجربة " العمري " تلك الروح المتأججة التي تتعامل مع الشخوص والأشياء والقضايا بنفس درجة التأجج ، من أول النص إلى آخره ، وفي سبيل ذلك تخرج مفردات خطابية في طابعها ، مباشرة في فكرتها ، وتقل الصورة والخيال ، وهذا منطقي في التجربة الشعرية ، فإذا اشتد اشتعال الذات الشاعرة ، أسالت مشاعرها كلماتٍ ، فإن مساحة العقل الشعري تتقلص . ولنغص في تجربة " العمري " ، والغواص موضع التساؤل دومًا .
    في ذكرى زواجه ينظم قصيدة مهداة إلى زوجته ، ويعنونها بـ " قرتي وقراري"، والعنوان يشي بالمضمون وهو أن الزوجة موضع المودة والسكن وهي رؤية إسلامية قرآنية ، حيث يقول :
    لا رَيْبَ أَنَّـكِ مِـنْ نَعِيـمِ البَـارِي وَبِأَنَّـكِ المَقْسُـومُ مِـنْ أَقْــدَارِي
    وَبِأَنَّ رُوحَـكِ رَاحَتِـي بَعْـدَ العَنَـا وَبِـأَنَّ قَلْبَـكِ قُـرَّتِـي وَقَــرَارِي

    وعنوان النص جزء من الشطر الثاني في البيت الثاني وهو يندرج تحت ما يسـمى العنوان
    الجاذب الذي يعمد فيه الشاعر إلى جذب القارئ لهذه النغمية التي حملتها مفردتا العــنوان
    والمتأتية من الجذر المشترك بينهما . تلك الموسيقية التي تشكل علامة مميزة في قصائــد
    العمري . وفي هذه القصيدة ، يقف الشاعر عند الحد الظاهري الذي يجترّ المدح للزوجــة
    الوفية ، معددًا فضائلها ، وكيف أنها نموذج في العطاء ، وتجدر الإشـارة إلى أن مـدح
    الزوجة غرض شعري راق ، ولكن تظل الرؤية مرهونة بنظرة الشاعر إلى طبيـعة العلاقة
    بين الزوجين وخصوصيتها ، والخصوصـية تعني : ما يتمايز به الشاعر عن الآخــرين
    في وقفته عند حياته الزوجية ، بعد مرور عقدي زمن كما ذكر في النص ، وأرى أن الشاعر لم
    يراوح ما سبقه إليه الآخرون ، وإن حفلت القصيدة بإضاءات دينية .
    ونفس ظاهرة العنوان تتكرر في قصائد أخرى ، حيث يقتطع الشاعــر من مطلع النص
    عنوان قصيدته ، يقول :
    علَى السُّيُوْفِ بَقَايَا مِنْ رَحِيْقِ دَمِـي وَفِي الصُّخُوْرِ طَرِيْقٌ مِنْ خُطَى قَدَمِي
    فقد حملت القصيدة عنوان : " رحيق دمي " ، المقتطع من البيت الأول ، وهذا لا يساعـد
    على تحفيز القارئ على قراءة النص ، وربما يعد ذلك استسهالاً من الشاعــر ، إلا أن
    العنوان معبر عن روح النص ، التي حلقت في أزمة الإسلام ، وضياع مقدساته . فنغـمة
    التباكي على تهرئ الجسد المسلم ، تهز الكثيرين ، ولكن الشاعر طوّف بكل آلام المسلمين،
    مستخدمًا قاموسًا يكاد يكون مشتركًا بينه وبين كل الباكين على أحوال الأمة المسلمة .
    وربمـا نجد الرؤية أكثر تطورًا في قصائد التفعيلة ، ففي قصيدة " البدر أحنى الجبين " نرى
    انفتاحًا أكثر وهو يخاطب المحبوبة ، يقول :
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ هَلَّ فَجْرُكِ بَاسِمَاً بَعْدَ الأَسَى
    يَمْحُوْ سُطُوْرَ الحُزْنِ مِنْ طِرْسِ السِّنِيْنْ
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ حَلَّ طَيْفُكِ يَحْتَوِيْ مِنِّي الْمُنَى
    يَغْفُوْ بِأَحْضَانِي أَنَا
    يَرْتَاحُ فِي عُمْقِ الفُؤَادِ وَفِي الوَتِيْنْ
    لا يقف الخطاب عند المحبوبة الأنثى ، بل هو منصرف إلى المحبوبة ، ولكنه يتمايز هنا بكون
    الشاعر متعمدًا الخطاب الأنثوي بشكله المطلق ، لتظل المحبوبة الأنثى ذات شكل هلامي،ندركه
    من الصور الشعرية التي تتالى في النص ، والتي تتأرجح بين السعي إلى الخروج من تيه الحزن
    إلى عالم رحب من البسمة ، وتظل الأنثى في هذا الفضاء : يمكن تحويل دلالتها إلى الوطن ، أو
    الزوجة أو المعشوقة ، ولكن في إطار من الوهج العاطفي ، وتتعمق الرؤية أكثر في قصيـدة :
    " أطلقي منك السراح " ، يقول :
    ضُمِّي الجِرَاحَ عَلَى الجِرَاحْ
    وَتَحَدَّثِي عَنْ ذِكْرَيَاتِ الفَجْرِ يَا شَفَةَ الصَّبَاحْ
    عَنْ رِحْلَةِ الطَّيرِ المُغَرِّدِ غُرْبَةً
    بِالنَّاسِ
    بِالإِحْسَاسِ
    عَنْ زَمَنٍ وَسَاحْ
    عَنْ رِحْلَةٍ هَاضَتْ وَهَاضَ بِهَا الجَنَاحْ
    فِيهَا انْكِسَارَاتُ المَرَايَا لا تُزِيلُ الأَقْنِعَةْ
    فقد عمّق رؤيته أكثر عن مأساة الوطن ، متخذًا المحبوبة مخاطبة ، ليسقط عليها أحزانه
    وهو يتباكى على أطلال العروبة ، ومجد الإسلام . وقد استحضر " سجاح " وهي امـرأة
    ادّعت النبوة ، وتزوجها مسيلمة الكذاب ، في إشارة إلى حجم الكذب الذي يعترينا ، كـذب
    على الشعوب ، وعلى النفوس .
    أبرز ما نلحظه في القاموس الشعري عند " العمري " غزارة هذا القاموس ، وهذا ناتج عن
    تعمقه في قراءة الشعر ، وفي قرضه ، خاصة أن الشعر العمودي يستلزم إثراء في الألفاظ
    حتى تكون القافية لينة ، وإلا ستكون منحوتة نحتًا . ولكنني أستطيع أن أقف عند مظهر آخر
    دال على هذا الثراء ، وهو الصورة الشعرية ، التي أرى أنها تميز شاعرنا ، وهو يعتني بها
    ويحرص على تعميقها ، خاصة في قصائد شعر التفعيلة التي أعتبرها عنوانًا على التطور في
    الرؤية والبناء الفني لديه ، يقول في قصيدة " البدر قد أحنى الجبين "
    وَالحَرْفُ يَجْمَحُ لِلصَهِيْلْ
    يُبْدِي الدَّلِيْلْ
    وَعَلَى حَنَايَا القَلْبِ يَكْتُبُ قِصَّةً
    وَالنَّبْضُ يَهْتِفُ بِالحَنِيْنْ

    إننا أمام صورة ممتدة ، شديدة العذوبة ، فالحرف مثل الخيل جامح للصهيل ، صورة تشي بعنفوان
    الحرف أي ثورته ، وتمتد الصورة ليصبح الحرف كاتب أقاصيص ، ويكون القلـب ورقَــه ، ثم
    يكون نبض القلب حنينًا للمجد والعظمة . إنها صورة تجيش بشاعرية متقدة .
    وفي قصيدته النونية التي عارض بها نونية ابن زيدون ، نجد ما نسميه بظاهرة تراسل الحـواس
    فكل حواسنا تتلقى الصورة دون موانع ، فيتداخل البصر والشم والنطق والسمع ، وتتجمع في مركز
    الإحساس الواحد وهو القلب ، يقول :
    الزَّهْرُ بَسْمَتُنَـا وَالطَيْـرُ هَمْسَتُنَـا وَالصَمْتُ رَبْوَتُنَا وَالشِّعْـرُ وَادِيْنَـا
    وَرَوْضَةُ الطُّهْرِ فِي أَسْمَى مَشَاعِرِنَا كَطَلْعَةِ الفَجْرِ فِـي أَدْجَـى لَيَالِيْنَـا
    فالزهر يشعل حاستي العين والشم ، ثم يصبح بسمة تزين وجوهنا ، والطير يحفز حاستي البصر
    والسـمع ثم يكـون همسة على الشفاه ( منطوق ) . وهكذا نجد بيتــًا شديدة الشاعرية ،محلى
    بصور فذة ، وإن كان البيت الثاني اقترب مما يسمى المتداول الشعري فالطهر روضة ، مثل طلعة
    الفجر ، وهي صورة تتكرر كثيرًا ، محورها : الطهر مثل الفجر ، أو العفاف كالنور .



    وإذا كانت لنا وقفة ، فإن القصة لدى شاعرنا لها نكهة خاصة ، وإن قل نتاجه منها ، فنفس
    الشاعر تزاحم عين القاص ، وربما تاتي قصة " نكهة " نموذجًا مشتركًا في رأيي ، فهذه
    القصة جمعت عالم " العمري " في شعريته ، ودلت على لقطاته القصصية ، فالقصة ذات
    مضمون يتقاطع كثيرًا في شعر العمري : الوفاء للزوجة ، والوفاء يتخذ صورة تذكر عيد
    الزواج ، حيث حمل البطل كعكة هذا العيد ، مصنوعة من الكريمة والكرز ، لونا البياض
    والاحمرار ، وذهب إلى منزله ، أسرعت الزوجة بفتح الباب ، وهي ضاحكة للزوج الذي
    تذكر ما ينساه الآخرون ، فيفاجأ بوجود أختها المطـلقة عندها ، يشعر بالغضب ، وتشكك
    الأخت في وجود آثار إصبع على الكعكة ، وسرعان ما يوضح الزوج كيف أن هذه لمسته
    هو عندما تذوق الكعكة . وحين تبدأ الزوجة في التناول من الكعكة ، تشعر بنكهة جديدة ،
    نكهة الوفاء . يمتاز أسلوب القصة بدفق عال من المشاعر ، وأرى أن العمري يمتلك نفسًا
    قصصيًا ، وقدرة على الحكي ، والأهم : التحكم في اللحظة القصصية ، وإبقـاء القـارئ
    في ترقب لما سيحدث . وإن كان الحوار يحلق في آفاق شاعرية ، لا يحتملها عالم القص
    الذي يقترب من الواقع المعاش . تقول الزوجة لزوجها مهنئة :
    " كُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ أَنْتَ ، القَلْبُ الذِي يَحْتَوِي ، وَالرُّوحُ التِي تَسْتَوِي "
    ويرد عليها حينما يعلم بوجود أختها :
    " لأَجْلِكِ يَهُونُ كُلُّ خَطْبٍ ، لا بَأْسَ أَنْ تُشَارِكَنَا هَذِهِ المَرَّة أَجْمَلَ لَحَظَاتِنَا الخَاصَّةِ "
    وربما يكون عذر القاص أن نفس الشاعر تغلفه ، في لحظة شاعرية ، عنوانها المودة.
    ******
    تظل تجربة " سمير العمري " مثل عشرات التجارب الأخرى ، في حاجة إلى وقفة للقراءة
    النقدية المتأملة ، لعل هذه الوقفة تكون فرصة لالتقاط الأنفاس ، وهذه إحدى أزمات النقـد
    العربي : ركام هائل من الإبداع ، وتجاهل من النقاد ، وأختم بأن أؤكد أن هذه القراءة إنما
    هي قراءة أولية في جوهرها ، تحاول أن تكون نبراسًا لقـراءات أخـرى ؛ تجمع الشتات
    الذي تكتنزه شبكة الإنترنت ، وتعيد ترتيبه وتنسيقه ، وفي الترتيب بدء حقيقي للتلقي .

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    لأخ الدكتور مصطفى عطية
    تحية نقية من مداد القلب أرويها اشتياقا كوريد الأبجدية
    قراءة متأنية ببصيرة تنفذ خلال المعني وتراكيب الجمل ، لتبعث ما أسره الشاعر الدكتور سمير العمري ، كانت رؤية الناقد وببصيرة التخمين حينا ، واتكاء على معرفة مسبقة بمناسبة القصيدة ، دخل كل ناقد من باب رؤيته الخاصة ، وما طلب الأخ الدكتور سلطان الحريري إلا لبعث المداخلات حية ، كلٌّ يرد مشرب ذاكرته ، يستنزف عصارتها لتكون بكؤوس البيان شربة رضا .
    بعد إبداء الآراء حول النصوص مدار البحث ، قدمتُ ما نطق به خيال التصور، وبما نسج بين توقع وحقيقة ، فقد رأيت، وردا على أخ فاضل : إن وحي الشاعر الأديب د سمير ينطلق من رؤى تختلف عن الآخرين، وكيف لا وهو الجرح النازف ألما ، يتمثل بفكره ومرحه ، وسعادته ، وأعماله، يعيشه غربة نفسية عن واقع طالما حلم به ، وحمله أملا ، شب معه ، بعد أن رضع القهر ، وغادر معه حيث رحل ،واستوطن قبله بدل أن يستوطنه ، اتسع حدوده فكون جغرافية الخيال وفق رسم يتندى بأماني الرجوع إلى ثراه ،حفظه تاريخا وفلسفة فكر ، إنه الوطن ، وأي وطن ؟، نحن نراه ترابا وحجارة عندما نكون فيه ، ولكن تسمو الرؤى عند مفارقته ، نراه بعيون الحزن والندم ، والشوق واسطة العقد ، ونحن عشنا عليه ، فكيف بمن وجده بالتاريخ صفحات مشوهة ، وعايش جزءا من نكباته .؟
    لذا جاء فكر الأديب د سمير ملازما لبناء أمة ، وبكل جرة قلم أمل بهذا ، وهذا نراه في معظم قصائده ، صرخات ألم .
    وما ورد بقصيدة نونية معارضا ابن زيدون إلا دليل على خفق الكلمة بأجنحة الوجع ، والمرور من خلال الحب والشوق حيث لا يمنعهما حاجز، ولا راجز ، أو زاجر طير ، يحلم منطلقا من الواقع به ، لذا نرى تدفق المعاني تأخذ برقاب بعضها وأحيانا تتزاحم لتضع المتلقي في جو النص تماما يسبقه بالأنات ، ورسم الزفرات شذرات أسى تقض مضاجع السماع مواساة لمن حمل التهمة وهي حب الوطن المغتصب ، ليثير المتلقي تعايشا مع النص تماما ،ومن خلال قراءة الحروف وسلاستها يجزم بيقين الشاعرية التي اتصفت بها مشاعره ، أن الوطن هاجسه ، وأمله ويقظته ومنامه ، وفلسفته وفكره .
    استعمال كلمات تناسب تماما ما ربط بذاكرته ، ومن كلمة نأخذها مثالا هي (تين) نستمد بعدا تاريخيا ، وآخر ذوقي البيان ، وبعدا مقدسا من خلال القرآن لذكر التين ، وتحت مظلة الرحلة نجد النفوس بشوق لمعرفة من أحب وتغزل بها : لتكون النتيجة ما لم يرسم على بينة من قبل : أناديها فلسطينا
    ، نعم إنها المعشوق الوحيدة التي وصلت لدرجة التوحد الوجداني مع الشاعر ، والتفرد بقلبه عشقا ، وكيف لا وهي ملء العين والقلب واللسان ، ترتبط بحواس الشاعر رؤية ورؤى .
    وأما قصيدته قرتي وقراري وبعد تقديم قراءة من قبل الأخ الدكتور مصطفى عراقي ، قدمتُ بعض جمل ، إن استسلام الشاعر وإيماانه بالقدر جعله موقنا بحق ، بمن وهبتْ له زوجا ، و تؤكد عليها كلمات البيت الأول ، وما تتابع النبض حبا ،ترسمه البلاغة بشاعرية محب مؤمن في بقية الأبيات، إلا برهان على ذلك .
    هذا مأ اذكره بتصرف
    والله الموفق
    ولجميع الإخوة أدباء رابطة الواحة فرع الكويت جل الشكر
    وأما الأخ الدكتور سمير فله من التحايا أعطرها
    وللأخ الدكتور مصطفى عطية وافر الحب والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب الدكتور مصطفى عطية

    لابد لي أن أعود لأسجّل لك اعجابي بجهدك في اعداد هذه الورقة التي قدمت لاجتماع ادباء الواحة في دولة الكويت , في جلسة الجمعة الموافق 23/2/2007 .
    وفي نفس الوقت , أريد التذكير بأن هذه الورقة لم تعتمد في الاجتماع , وقد جرت عليها نقاشات , فهي وإن اتسمت بالعلمية , إلا انها لم تعط الواحة حقها , ولم تدخل الى عالم الشاعر الدكتور سمير العمري , وقد تمّ انتقاد الورقة من قبل الادباء المجتمعين , وقد جرى طلب تعديلها , والغريب أن الورقة لم تعدّل , ثم نشرت بالشكل الذي لم يقبل به الاخوة الادباء , وعندما تقدم ورقة الى اجتماع ما تصبح الورقة أو الدراسة ملك الاجتماع , وما يجري عليها من تعديلات واضافات وحذف , يجب أن يعتمد , وإلا لاعلاقة للورقة أو الدراسة بالاجتماع .

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأديب والناقد والأخ المكرم الدكتور / مصطفى عطية
    أتقدم إليك بجزيل الشكر والامتنان بما قدمت لنا في اجتماع رابطة أدباء الواحة الأسبوعي بدولة الكويت إذ حللت علينا ألقًا وانضممت لنا أخًا كريمًا فكنت بين إخوانك علمًا وعلمًا فياضًا ومكتبة حواها عقل راجح أنتج فكرًا راقيًا .
    أشكرك بشكر من سبقني من أساتذتي للدراسة العلمية التي قدمتها لأعضاء الرابطة بفرع الكويت في ورقة العمل التي كانت ضمن مجموعة من أوراق العمل فكان مع دراستك ورقة عمل للأديب الشاعر الدكتور مصطفى عراقي وأخرى للأديب والمفكر الدكتور / سلطان الحريري وقد تناولت الورقتان من الجوانب النقدية مابه تتم ورقتكم التي كانت متميزة في سياقها وعرضها إلا أنها لم تتناول العديد من سمات شعر الدكتور سمير العمري كما أن الشواهد التيا عتمدتها في دراستك لا يمكن اعتبارها موفية شعر الدكتور سمير العمري وقد ظهر ذلك جليًا عند قراءة الدكتور / سلطان الحريري لقصائد من شعر الدكتور سمير العمري ، وكذلك فعل الدكتور مصطفى عراقي .

    أستاذنا الدكتور مصطفى
    لقد أغفلت دراستكم عدة جوانب في شعر العمري ( وقد أبرزها المجتمعون واستشهدوا لها )
    ومن ذلك :
    الفكر ( ونقصد المدلولات الفكرية في شعر سمير العمري كمفكر )
    الجرح ( باعتباره محورًا بنائيًا في شعر العمر فالدكتور العمري لم يحمل جراح العروبة والقومية والإسلام معبرًا عنها شعرًا وإنما تجسدت هذه الجراح حتى صارت هي العمري فكان الألم شعره )
    الموسيقا النحاسية والنفس الطويل ( أو ما تسميه الأسلوب الخطابي ) وانتهينا إلى أن قصيدة العمري صرخة لأنه يجسد أمة بأوجاعها ، بتاريخها ، بأمجادها وبانكساراتها لتأتي نداءاته وتوجعاته ، ألا تعتقد أنهما يحتاجان الصوت والنفس الطويل ؟! لذلك كان ما أسميتُه الموسيقا النحاسية .
    ونأتي إلى معارضة نونية ابن زيدون ، لنتفق جميعًا على أن قصيدة الشاعر :العمري بلغت مبلغًا من الروعة هو في حد ذاته يجعل من الدكتور سمير العمري حالة شعرية تبلغ مستوى التفرد كشاعر ملك أدوات الشعر يملك قاموسًا لغويًا مطواعًا ، فاللغة خادم طيع لفكر العمري ولصوره ولتراكيبه المتقنة ، وإن كان العمري متمسكًا بنسق القصيدة العربية الفخمة واللغة القوية والبيت الشعري فهذا لأنه يرى أنه حامل رسالة وهذا كتابه الذي يبلغ به .
    أستاذنا الدكتور : مصطفى عطية
    لم يكن هذا تقييمًا لدراستك فما زلنا نتعلم علمكم وإنما أردنا أن نتم ـ قدر الطاقة ـ ما اتفقنا بالإجماع أن ننشره وقد استوفى جوانبه المتفق عليها وحيث إن أعضاء الرابطة بالكويت قد وضعوا منهجًا لإعداد الدراسات النقدية حول الإبداعات في الواحة منتهجين الكلية والتكاملية بحيث لا تأتي الدراسات مقتضبة .
    أستاذنا :
    يبقى كل ما كتبتُه هنا مجرد رأي لا يقلل من أهمية ما قدمت في ورقتك المقدمة للرابطة والمنشورة هنا .
    ويبقى بيننا الود والتقدير
    تلميذكم : مأمون المغازي

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    الادب الرفيع الذي أهرقه قلم العمري يستصرخ فينا الاذن الواعية ... كان أدبا ً يسجل اللحظة الراهن بآلامها وآمالها ...

    العمري عاني من غربتين ...
    غربة الارض
    وغربة الفكر

    اضطر لهجر الوطن فقط ليعود اليه وطنا ً حرا ً أبيا ً
    واضطر لتبني فكرة اعادة الصياغة لمضمون الثقافية اليوم فقط ليعود الى الدولة الراشدة في عودة الخلافة


    انه يأن في سطوره ليعلن عن الغربتين ...

    انا شخصيا ً وافقته ورافقته روحيا ً وكان بيننا التوحد في الغاية والاختلاف في الوسيلة

    فكتب لنا قصائده وهو يسأل فينا التدبر ... لهول الفجيعة ...

    لم يكلمنا الا عن الأمنيات في شعره ولم نلمس اي طريق يريدنا شعره ان نسلكه
    أطريق تجديد الوعي باللحظة الراهنة ؟
    ام طريق التثوير في البنى والمعاني ؟

    وكان واضحا ً انه التزم الاصولية الادبية كرد فعل حازم على كل نظريات الحداثة ومابعد الحداثة
    وربما استطيع ان اقول انه كفر بكل الرؤى البنيوية التي يريدها من ادبنا علم اللسانيات اليوم


    وكنت قد بدأت مع شعره دراسة ( توقفت لظرفي الصعب ) سألت نفسي فيها
    هل يستطيع الالم المختمر في قلب الشاعر العمري ان يهزم تشبثه بنظم المنهج الخليلي ؟



    وها هو استاذنا يجيب عن تساؤلي باختصار كون العمري الملتزم النهج الخليلي التقليدي هو العمري المصر على تجديد الشعر عن طريق الالتزام بهذا المنهج

    وهذه

    هي نقطة الفصل

    التي تحسب لشاعرنا كونه المتفرد في هذه الاجادة ...

    \


    الشكر موصول لاستاذنا الدكتورالأديب الدكتور مصطفى عطية

    ولباقي جهابذة الواحة الفضلاء
    الإنسان : موقف

  6. #6
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي مناقشة هادئة

    مناقشة هادئة لورقة :"قراءة نقدية في إبداعات الدكتور سمير العمري"
    أخي الفاضل الأديب المبدع ، والناقد الأكاديمي : الدكتور مصطفى جمعة
    أشكرك شكرا جميلا وأحييك تحية طيبة لهذا الاجتهاد الواضح في ورقتك النقدية المتميزة ، وأرجو أن تسمح لي بمناقشة هادئة لبعض الأفكار هنا :
    وأحب أن أبدأ بقضية المصطلحات متخذا استخدامك الغريب لمصطلح "الخطاب الأنثوي" هنا في غير محله ، حين قلت: في تعليقك على قصيدة " البدر أحنى الجبين "
    "نرى انفتاحًا أكثر وهو يخاطب المحبوبة ، يقول :
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ هَلَّ فَجْرُكِ بَاسِمَاً بَعْدَ الأَسَى
    يَمْحُوْ سُطُوْرَ الحُزْنِ مِنْ طِرْسِ السِّنِيْنْ
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ حَلَّ طَيْفُكِ يَحْتَوِيْ مِنِّي الْمُنَى
    يَغْفُوْ بِأَحْضَانِي أَنَا
    يَرْتَاحُ فِي عُمْقِ الفُؤَادِ وَفِي الوَتِيْنْ
    لا يقف الخطاب عند المحبوبة الأنثى ، بل هو منصرف إلى المحبوبة ، ولكنه يتمايز هنا بكون الشاعر متعمدًا الخطاب الأنثوي بشكله المطلق ".
    وأنا أسأل أين الخطاب الأنثوي هنا ؟!
    إن الخطاب هنا خطاب موجه إلى أنثى نعم ولكنه لا ينطبق عليه مصطلح "الخطاب الأنثوي" الذي لا يعني في الدرس النقدي إلا أحد أمرين:
    أنه خطاب صادر من كاتبة أنثى بما هي أنثى.
    أو أن الكاتب يتخذ قناع الأنثى ليعبر عنها.
    وأرى أن هذا راجع إلى وقوعك تحت سيطرة استعمال المصطلحات بغير تنزيلها التنزيل المناسب على النص ، وهنا أحب أن أشير إلى المقال المهم لأخينا الفاضل الأستاذ الدكتور سلطان الحريري بعنوان:"النقد ليس مصطلحات جوفاء"
    نعم نحن مع المصطلح النقدي الكاشف ولكن أن تستعمل المصطلحات بهذا الشكل المتناقض فأمر يحتاج إلى مراجعة .
    ثانيا : الغرض من الدراسة:
    تقول .يا أخي الكريم: "ربما يكون الهم الذي تطرحه هذه الدراسة هو النظر إلى الأديب سمير العمري بوصفه أديبًا فحسب، واتخاذه نموذجًا في الدرس الأدبي مثل مئات ( أو آلاف ) الشعراء الذين باتت أصواتهم مسموعة في الفضاء الإلكتروني ، وبعضهم لا يعرف طريق النشر الورقي ، ويكتفي بالمداخلات التي تأتيه من خلال المواقع الأدبية التي يشارك فيها ".
    وأرى أن الدراسة بهذا لم تعد متسقة مع العنوان "قراءة نقدية في إبداعات د. سمير العمري"
    إن طبيعة القراءة النقدية لإبداعات شاعر من الشعراء العناية بهذه الإبداعات بخصوصية للوقوف على سماتها المميزة ، وخصائصها المتميزة ، فإذا كان هم دراستك ما ذكرتَ فكان ذلك يقتضي تغيير العنوان إلى دراسة شعراء الشبكة العنكبوتية (الشابكة) المحرومين من النشر الورقي الدكتور سمير نموذجا
    هذا إذا سلمنا أن الأمر كذلك
    ولكنني على يقين أن من ينشر هنا في الواحة والدكتور سمير منهم ، بل في معظم المنتديات أيضا هم أوكثير منهم ممن عرفوا طريق النشر الورقي (بحسب تعبيرك) بل والنشر الإذاعي المسموع والمرئي على السواء . فكان عليك التثبت من هذا الأمر قبل الخوض فيه. .
    ثالثا: قضية الشكل العروضي:
    تقول يا أخانا الفاضل: ."وفي شعره العمودي نقف عند ظاهرة الأغراض الشعرية ، وهو مفهوم قديم قدم الشعر العربي ، فقد التزم "العمري " بها ، كأنه يتنفس بروح القدماء ، وينظر بنفس رؤاهم وهذه قضية الكثيرين من ناظمي الشعر بالعمودية أنهم يظلون أسرى الرؤية التقليدية التي تتكئ على ميراث الشعر العربي القديم ، فينظمون في المدح والرثاء والفخر والذم والأسى ... ، وقد يعارض القصائد القديمة ، إمعانًا في التأسي بالسابقين".
    أراك هنا تعود إلى غمز من يؤثر الشعر في شكل"الأبيات" (الذي تسميه خطأ بالعمودية) وهي تسمية غير دقيقة علميا كما تعرفُ لأن مصطلح عمود الشعر يتجاوز مسألة الشكل إلى المعنى واللفظ والتحام البناء في الأساس . كما يتجلى في تعريف المرزوقي له بأنه :
    "هو شرف المعنى وصحتة ، وجزالة اللفظ واستقامته،والإصابة في الوصف (وهو التصوير) ، والتحام أجزاء النظم والتئامها ، على تخير من لذيذ الوزن ".(المرزوقي : مقدمة شرح الحماسة – تحقيق عبد السلام هارون ،لجنة التأليف ، القاهرة 1372هـ،
    ثم أنا على ثقة أنه لو أتيح لك فرصة أكبر لاكتشفت الكثير من القصائد التي لا تخضع لهذا الالتزام الحرفي للأغراض الشعرية.
    كما أننا لو استعرضنا معارضته لقصيدة ابن زيدون - وقد استعرضناها بالفعل ورأيتَ كيف أنه تجاوز فكرة الإمعان في التأسي إلى أفق أبعد وهو الحوار مع الشاعر حوارا إيجابيا مثمرا ، والارتقاء بالتجربة بالنطلاق من البعد الذاتي إلى بعدٍ إنساني واسع. وقد أشرت أنت إلى ما تتميز به القصيدة من جماليات.
    فلماذا هذا التناقض بين المداخل والتناول في سياق القراءة النقدية؟
    رابعا : إيحاء العنوان :
    وتقول: فقد حملت القصيدة عنوان : " رحيق دمي " ، المقتطع من البيت الأول ، وهذا لا يساعـد
    على تحفيز القارئ على قراءة النص ، وربما يعد ذلك استسهالاً من الشاعــر ، إلا أن
    العنوان معبر عن روح النص "
    فكيف يكون العنوان معبرا عن روح النص ثم يوصف بأنه لا يساعد على تحفيز خيال القارئ.
    إن هذا العنوان بالتحديد كما سيلاح القارئ المنصف :"رحيق دمي" مشحون بالتصوير والخيال والشاعرية والدلالة.
    ومن عجائب الاتفاق أن لي قصيدة منشورة في ديواني (الورقيّ) المطبوع والمنشور عام 1993:"النيازك" : بعنوان قريب من هذا هو :"دمٌ ورحيق"
    أذكر هذا لأبين أن دفاعي هنا شاعرية العنوان نابعٌ من إحساس إبداعي قديم. والأمر متروك لذائقة القراء بحياد وإنصاف.
    خامسا : تهمة التباكي:
    وتقول: فنغـمة التباكي على تهرئ الجسد المسلم ، تهز الكثيرين ، ولكن الشاعر طوّف بكل آلام المسلمين،
    مستخدمًا قاموسًا يكاد يكون مشتركًا بينه وبين كل الباكين على أحوال الأمة المسلمة .
    أختلف معك مرتين:
    الأول : لماذا سميت ذلك بالتباكي، وليس البكاء؟
    أليس في استخدام كلمة التباكي اتهاما بالتاهر وعدم الصدق
    ثم هل يكون مكتفيا بغمة التباكي من يقول :"
    فَكُنْتُ وَقَدْ رَجَـوْتُ لَهَـا فِـدَاءً
    أَقُـوْمُ بِهِمَّـةِ الحُـرِّ الغَـيُـوْرِ
    وَكُنْتُ إِذَا كَتَبْـتُ لَهَـا قَرِيْضَـاً
    جَعَلْتُ العَجْزَ يُثْخِنُ فِي الصُّدُوْرِ
    أُطَـاوِلُ بِالمَجَـرَّةِ عَـزْمَ قَـوْمٍ
    يَرَوْنَ النَّصْرَ فِي صَخَبِ الزَّئِيْرِ
    لَعَلِّـي أَفْتَـدِي بِالـرُّوْحِ أَهْـلاً
    بِحَدِّ السَّيْـفِ وَالقَلَـمِ الْجَسُـوْرِ
    سادسا: النتيجة:
    .
    وتقول - بارك الله فيك - : في ختام القراءة :
    :" تظل تجربة " سمير العمري " مثل عشرات التجارب الأخرى ، في حاجة إلى وقفة للقراءة
    النقدية المتأملة" .
    وهنا أتفق معك تماما يا أخي الفاضل ، ولكن يظل السؤال :
    لماذا الإلحاح على حشر التجربة الإبداعية مع عشرات التجارب الأخرى؟

    كنت أوثرُ أن تكون متسقا مع العنوان الذي اخترته أنت اختيارا لتسلط الضوء على التجربة الإبداعية محل القراءة بدلا من هذا التشتيت ، لتأتي نتائجك من خلال التجربة ذاتها قراءة وإضاءةً.
    ودمت بكل الخير والود والتوفيق.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    الأخ الكريم د. مصطفى عطية جمعة:

    دعني بداية أشكرك شكراً يليق بقدرك ، وأرحب بك مرة بعد مرة في أفياء الواحة الفيحاء التي تفخر بوجود أمثالك فيها ، وتالله ما ردناها إلا لأمثالك من الكبار الكرام أصحاب القدر والقدرة ، من نخب نرجو بها إصلاح حال الأمة ، وإعادة صياغة الوجدان العربي لإفراز جيل راقي الذائقة رقيق الحاشية عميق النظرة وثيق الخبرة طموح التوجه.

    ثم إني ترددت قبل أن أدخل بخطى مترفقة إلى عالمك الكريم لأمتن لك بداية بمنحك وقتاً غالياً لدراسة حرفي المتواضع لله تعالى ، والمتطلع لرضا الأخوان وتأثير الصدق في الإنسان ، حتى إذا رأيت من رقيق ردك وحسن أدبك ما أغرى خطوتي بالقدوم ، وما أجرى مدادي بالردود أتيت أستأذنك في أن تسمح له بعض توضيح أرجو أن لا يكون الحكم فيه مجروحاً كون حرفي ونصوصي هي موضع الدراسة.

    والحقيقة إننا نحمل هم الفكر والأدب كجناحي رقي للأمة سيحملانها إلى مكانها تحت الشمس في آفاق ممتدة واسعة ، وفوق مساحات من سحاب أبيض لا يهطل إلا الخير ليروي لا ليغرق. وكنا دوماً نؤمن بأن الكلمة دليل رقي الأمة وعنوان نهضتها بما جعل التركيز بداية في رابطة الواحة الثقافية يتجه نحو الرقي باللغة وعلومها شعراً ونثراً وبلاغة ومفردات ، وكنا ننظر إلى أن أهم مقومات الرقي بالأدب هو الرقي بدور النقد الهادف النزيه المنصف في إفراز واقع أدبي يمكن البناء عليه بثقة وقوة بما يملك من مقومات المصداقية والجدية والاستمرارية.

    ولا زلت والأخوة نتدارس طريقة النهوض بالأدب وخصوصاً النقد الأدبي حتى وجدنا معالم نيرة يمثلها عدد كبير قدراً وقدرة من أدباء الواحة وأركانها مما عولنا عليه الكثير لتأسيس منهج نقدي منصف ذي مصداقية وجدية وإفادة للرقي.

    واليوم أجدني أسعد بما قدمت هنا من رؤية نقدية تأتي ضمن سياق الجهد الصادق في رابطة الواحة الثقافية لما أسلفت لك من توافق وتخطيط على الممارسة النقدية الجدية والنزيهة في الواحة تعتمد منهج الكيف لا الكم خدمة للهدف العام وانتصاراً للحق والخير والجمال.

    وأنا هنا لا أريد أن أتطفل على عالمكم الجميل ، ودوركم المركزي الكبير في النهوض والرقي بالأدب العربي عامة خصوصاً في هذا الموضوع الذي يتناول إنتاجي الإدبي ، ولكني وحرصاً على التأصيل والتدقيق باجتهادي الشخصي وجدت أن أتطفل على مائدتكم الثرية والشهية في عالم النقد لأقول بأنني ورغم بساطة ما أعرف في هذا العالم النقدي الجميل أشعر بأن أية دراسة نقدية يجب أن تنتهج الجدية والمصداقية - وهذا مما بدا واضحاً وكريما من لدنك - وأن تجتهد في التعرف على الأديب شخصاً وفكراً وروحاً وحالة لما في ذلك من اعتبارات أساسية يعتمد عليها المنهج النقدي الصحيح في المقارنات والمقاربات والاستقاءات والاستنتاجات والنتائج. وأشعر أيضاً بأن الدراسة الشاملة يجب أن تحيط بجل إن لم يكن كل ما كتب هذا الأديب موضع الدراسة ، وأن يتم الاطلاع عليها بشكل يمكن الحكم به على مجمل الصورة فلا يأتي الرأي ابتساراً ، ولا يكون الحكم مجانباً للحق مجافياً للإنصاف.

    وأنا هنا لا أريد أن أتدخل فيما بينك وبين أخوة كبار كرام هم موضع ثقتنا ومحبتنا ، ولكني أجدني أنافح عنك في صدق التوجه الظاهر ، وفي حقك الذي لا نصادره في التعبير عن رأيك ورؤيتك مهما خالف الآخرين فالناس بخير ما تباينوا على أن لا يكون التباين هدفاً مقصوداً وغرضاً مأمولا. ربما دفعني لهذا حرصي عليك كأخ كريم خشيت أن يقع في دائرة الجفاء لإنسان لم ير منه شراً ولم يعرف عنه إلا القليل القليل.

    اليوم أنا هنا كي أخاطبك بلسان الحق ، وبقلب الصدق بأنني أحترم ما قدمت كرأي شخصي ، ولكني أعيذك أن يكون هذا الحكم مبتسراً فمثلك أخلق بالتميز والانتصار للحق أيا كان وأنى كان.

    وبهذا التوجه الودود أستأذنك فيما أعلم يقيناً بأنك تجود به تكرماً أن أعود محاوراً قلبك الطيب بحوار علمي مقتضب أسوق فيه بعض ما لم يصلك من أدبي لعلنا بإذن الله نكون قد خدمنا فكرة النقد الأدبي المنصف والجاد بعيداً عن مظنة الإغراض أو الإعراض.


    تقبل التقدير وأنا شخصياً أرحب بك مجدداً عضواً أصيلاً وأساسياً في رابطة الخير والحق والجمال.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الدكتور : سمير العمري ، لك حبي وتقديري

    أخي العزيز د. سمير العمري .
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
    أشكر لك هذه المداخلة الرقيقة الجميلة التي صدرت من قلب صاف ، وعقل شديد الانفتاح ، وروح وثّابة تسعى لنهضة الأمة ، وتحرص على تعميق عزها ، وتبذل الجهد العظيم بأي وسيلة تيسرت . ولعل ملتقى الواحة الثافي خير دليل على هذا الجهد . وأحب أن أوضح بعض الملاحظات في مجمل ما ذكر عن ورقتي :
    أولاً : إنني عندما كتبت عن شخصكم الكريم ، فقد كتبت دون سابق تعرّف أخوي عليكم ، وهذا أفضل من وجهة نظري ، حتى لا يكون هناك تأثير عاطفي على ما أكتب ، وها أنا شديد السعادة أن جهدي المتواضع في القراءة النقدية قد أسعدكم ، رغم وجود بعض الخلافات في الرأي ، التي تعود إلى اختلاف وجهات النظر ، وليس إلى اختلاف القلوب ولله الحمد .
    ثانيًا : إن قراءتي كانت قراءة أولية وهذا ذكرته في آخر دراستي عنكم ، ولم أقل أنها أول أو آخر المطاف ، بل هي بداية ، فمن الصعب الإحاطة بعالم أدبي وثقافي وفكري شديد الخصوبة والعطاء مثل عالمكم في بضع وريقات ، فهذا جهد يحتاج إلى شهور ، وإلى بحوث معمقة .
    ثالثًا : أحببت أن أشكر كل من عقّب على ورقتي في داخل الكويت أو خارجها ، وقد جاءت كثير منها غاية في الرقة ، وفيها من الملاحظات القيمة التي أفادت شخصي البسيط .
    رابعًا : أرجو من الإخوة الأفاضل أن يكون هذا حوارًا ثريًا بيننا ، وليس أحكامًا نهائية ، فلا أحكام مطلقة في الأدب ، وأشير إلى أن البعض يسجل اعتراضات على جملة أو كلمة ذكرتها في دراستي أو في تعقيباتي ، وهذا مشروع بالطبع ، ولكن غير المشروع أن يكون في الأمر هجوم شخصي عليّ .
    خامسًا : أنني بالفعل انضممت إلى الواحة الثقافية حديثًا ، وانضممت إلى ملتقى الكويت جديدًا ، ولكنني تصرفت من منطلق أن الواحة واحتي ، والأدباء إخوتي ، والحوار أساسه المودة .
    سادسًا : أكدت المرة تلو المرة أن الورقة تعبر عن رأيي ولا تعبر عن آراء أدباء ملتقى الكويت ، فلماذا يطالبني البعض أن تكون معبرة عن آراء مجموعة أدبية بعينها ؟ وأنا قدمتها ونشرتها باسمي ولم اذكر أنها باسم جماعة ما ، وعندما طلب مني البعض التعديل ، وعدت بالفعل أن أعدل ، ولكنني فضلت أن يكون التعديل بعد نشر الورقة في المنتدى ، حتى تكون التعديلات شاملة لا أكثر .
    هذا للتوضيح ، ولكم فائق الشكر على هذا الحوار الثري ، وأتمنى المزيد من التواصل .

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    أخي الكريم د. مصطفى عطية جمعة:

    أما فيما يخصني أخي الكريم فلست بحاجة لكي تبرر مجدداً بواعث كتابتك وقراءتك ، فأنا كما أسلفت لك لا أصادر حقك ولا حق أي شخص في أن يدلي برأيه مهما خالف أو تفاوت مع رأي الآخرين ، هو حق مشروع لك أقر به ، وهو ما نشاركك الدفاع عنه في إطار حرية الرأي وحرية الإبداع.
    وأما ما أسعدني فيما قدمت هو أن تخصص لحرفي المتواضع بعض وقتك وتبذل فيه بعض جهدك فهذا مما يعد بالخير الذي نطمح إليه حقاً من نقاد منصفين مترفعين عن الإغراض وجادين في حمل رسالتهم بالرقي بالأدب الجاد والأصيل والاحتفاء بكل جميل دون مخاتلة أو مجاملة. أثق شخصياً بأك أحد هؤلاء الذين يمكننا أن نراهن عليهم.

    وأما قضية خصوصية هذه الدراسة ، وعدم خضوعها لما أشار إليه الأخوة الكرام من أنها تخضع لعمل جماعي وتمثل جهة بعينها ، وما أشير إله من اتفاقات وأمور أخرى فهذا مما لا أحشر نفسي فيه ثقة بكم جميعاً فإن سئلت رأيي أجبت بما أراه حقا.

    وأعود لقولك بأن الأحكام لا يمكن أن تكون جازمة ولا نهائية ولا ملزمة لأؤكد على ذلك ولأشاركك هذه الرؤية للقضايا النقدية ، وفي ذات الوقت أوضح رأيي بأن القراءات النقدية ما هي إلا محاولات لسبر أغوار الحروف التي تحمل البيان نابعاً من نفس قائلها فكراً وشعورا. وأجدني أوافقك الرأي تماماً بأن أية قراءة نقدية حقيقية ومنصفة لأي أديب أو شاعر يجب أن تجتهد في الإحاطة بأكبر عدد من إنتاجه وقصائده ، ومحاولة استشكاف قيمة الشاعر أدبياً من خلال مجموع القيم الناتجة من تراكم المجموع العام لما كتب ، فالشاعر الذي يبدع في قصيدة أو اثنتين ثم يكون باقي ما يكتبه مجرد محاولات عادية غير ذات قيمة فنية غير الشاعر الذي لا نكاد نجد في كل شعره أكثر من قصيدة أو قصيدتين دون المستوى الفني المتوخى ، وكذا فإن شاعراً كتب بضع عشرات الأبيات لا يستوي وشاعر كتب آلافاً مؤلفة من الأبيات متى استوت فنياً وأدبيا.

    وبعد ما تقدم مما نتفق عليه أستأذنك وكي لا أطيل في أن أعود لتناول ما نختلف عليه هنا في هذه القراءة باعتبار ما قد قيل وبالاستناد إلى حقيقة الثقة المطلقة بأنك أخي الحبيب د. مصطفى تتحرى الإنصاف ما استطعت وتبحث عن الجمال أنى كان ، وستنتصر للحق قبل النفس.

    وجدتك في بداية قراءتك ترصد الحالة العامة للعمري قبل الولوج إلى عالمه الأدبي ، فرأيت بأنه حالة متمردة مثل "عشرات النماذج الأخرى" التي كسرت النمطية وراهنت على نشاطها الشخصي في التحرر من قيود النشر وحدود التعاطي الفكري في مجتمعاتنا ، وتعزو ذلك ضمنياً كما فهمت إلى انعدام البدائل الأخرى المعتادة وللحق فهذا الأمر غير دقيق. وأنا وإذ أشكر فيك هذه الرؤية الموفقة لقراءتك السريعة لحالة رابطة الواحة الثقافية رغم قصر مدتك فيها وفي التعرف عليها وعلى أهدافها وتوجهاتها وغير ذلك فإنك بالفعل اقتربت جداً من حدود التعريف الوافي والتفهم الكافي للتبادل المعرفي والتناقح الفكري بيننا فيما يخصها. هذه نقطة تحسب لك حقاً ففيها ذكاء استقراء واضح وشد ما أسعدني مما قدمت هو رؤيتك لها بأنها تتعدى دورها الأدبي إلى الفكري وبأنها كما وصفت "هايد بارك" لكل حر منصف ومنبراً للحق والخير والجمال.
    أما أن ترى أن رابطة الواحة الثقافية حالة من عشرات النماذج الأخرى فهذا لا أراه إلا إجحافاً بحق هذا الصرح الكبير وابتساراً لمعنى وجوده ودوره الذي يتعاظم يوماً فيوم. بل إن ما قلت لم يسبقك إليه أحد بعد أن شهد كل من زار الواحة أو انتسب إليها أو تعرف إلى مكنوناتها ومعاييرها وأساليبها وأهدافها البعيد منهم قبل القريب ، والشانئ منهم قبل الوامق بأنها صرح متفرد لا مثيل له على ساحتنا الثقافية الالكترونية بحق ، بل ذهب بعضهم ليراها نبراساً يحتذى وقيمة لا تضاهى بما تتسم به من الرقي والمصداقية والجدية والأصالة. ولعلني أسألك أخي الحبيب بقصد العلم إن كان لديك ما يشبه الواحة قيمة ودوراً ورؤية ليس كلتقى بل كرح ورسالة لا يتوقف دوره عند حدود عالم الشبكة بل وبات يتجسد واقعاً حقيقياً في كل أرض وأنت أخي أحد الشهود العدول على ما أقول من اجتماعكم الأسبوعي في فرع رابطة الواحة في الكويت. هل يمكنك أن تعدد لنا حالات مشابهة لرابطة الواحة حقا؟؟.


    ثم أخي الحبيب د. مصطفى:
    أليس من الأجدر أن يتعرف الناقد إلى الشاعر وإلى فكره وبيئته وبواعثه وقدراته لكي يكون الحكم سديداً ومنصفاً؟؟ فهل تعرفت على أخيك المحب سمير العمري؟؟ وهل بحثت في ثنايا أدبه عن ملامح فكره وخلقه وعقيدته؟؟ وهل بحثت في شعره وأدبه ما يمكن الارتكاز عليه في رسم ملامحه الأدبية الحقيقية؟؟
    تقول أنت مثلاً بأن تأسيس الواحة جاء في محاولة لاختراق حصار وقيود النشر فهل هذا صحيح فيما يخص العمري؟؟ أقصد هل كانت كل الطرق مسدودة أمامه ليبحث عن فضاء حر يمكنه أن ينشر فيه؟؟ الجواب أخي بأن لا ، بل لقد فتحت لي والله أبواب كثيرة لكي أسير في نفس دروب جل الأدباء إن لم يكن كلهم نحو مدارك الشهرة والتفوق الإعلامي بذات الأساليب ولكني رددت ذلك كله ترفعاً عنها وصيانة لنفسي العزيزة أولاً وتحقيقاً لهدفي الأسمى ثانياً والذي يتجاوز حدود مصالحي الشخصية الضيقة إلى فضاءات أرحب تشمل قضايا الأمة ودور النخب ممن من الله عليهم بفضله من علم ومعرفة وموهبة وغيرها. ولو أنني أردت غير صالح الأمة لما سلكت هذا الدرب الذي يعلم من يعلم مدى معاناتي فيه ولكنت سكنت برجاً عاجياً كالذي يسكنه كل مبدع أو مدع للإبداع.
    ثم لعلك وقد اشرت إلى أن قراءاتي الأدبي ومطالعتي الكتب كثيرة أن تتفاجأ بأن هذا الكلام غي صحيح. بل وقد تدهش لو علمت بأنني لا أقرأ حتى شعري إلا لماماً وأنني وقد كتبت عدة آلاف من الأبيات لا أكاد أحفظ منها إلا بعض لا يتعدي عدد أصابعي ، ولا أحفظ لي قصيدة مهما قصرت. أنا لا أقول هذا تفاخراً أخي الحبيب فهو مما يعيبني ولكني سقته مثالاً على عدم دقة ما استندت إليه من أحكام.
    ثم دعني أؤكد لك بأنه قد أتيحت للعمري أخي كل وسائل النشر والشهرة فآثر ولن يزال أن يلتحم بجسد الأمة ليحمل معها وبها آلامها وآمالها غير آبه بما سيحصد من مدح و قدح ، فرضا الله هو الغاية هو الحسيب الرقيب.

    ثم جئت أخي الكريم تتحدث عن التزام العمري "نهج القدماء" ، وللحق فهذا أمر ليس جديداً على العمري أو من يعرفه من الأخوة والأخوات ، فلطالما عابني العديد من الأدباء بأن شعري يشبه أشعار القدماء كالمتنبي والبحتري وأبي تمام والمعري وغيرهم ، وبأن شعري محنط لا يناسب إلا المتاحف ، وبأنس شعري تصنع لا شعور فيه ، وغير ذلك كثير. وعليه فإن ما سقت هنا أخي الكريم لا يعد شيئاً جديداً علي إلا من حيث القصد النقي والمذاق الحقيقي وليس كما قصد من ذكرت لك من الإساءة والطعن لا أكثر. ولكن هذا يقودني إلى قضية أحب أن أسمع رأيك فيها.
    هل الكتابة بالأسلوب الذي اشرت إليه منقصة يعاب بها الشاعر؟؟
    ثم أليس هذا العصر الشعري وأخص منه الجاهلي هو أفضل عصور الشعر العربي؟؟
    لقد وهب الله معجزة السحر لموسى يوم كان السحر في أوجه في قومه فأخرج لهم يده بيضاء ، ,القى عصاه لتلقف ما يأفكون ليجبرهم على الانصياع لملكوت أقوى مما يدبرون. وعيسى جاءهم بمعجزة الطب يوم تفوق قومه فيه ليبرئ الأكمه والأبرص بل ويحيي الموتى بإذن الله ليبهتهم بملكوت الله تعالى.
    ثم جاء الحبيب محمداً رسول الله بمعجزة الله الخالدة القرآن الكريم في أزهى عصور الشعر العربي ليقر له الكافر قبل المؤمن بأنه ليس بقول البشر ، وبأنه ليس الشعر ولا النثر.
    أليس هذا دليلاً جدير بالتفكر حين نرى كل هذا الطعن والتنفير من الشعر العربي الأصيل؟؟

    ثم هل سألت نفسك أخي الحبيب لم يكتب العمري جل شعره بهذا الأسلوب؟؟ أهو من باب المعارضة والتقليد رغم أنني لا أذكر أنني عارضت في حياتي الشعر سوى مرتين يناء على إلحاح من الأحبة ، وهل هو من باب الولع بالقديم؟؟
    هل يكتب العمري بهذا الاسلوب عجزاً عن غيره؟؟
    وهل هذا هو الأسلوب الأسهل مثلاً من غيره؟؟
    ألا يمكن اعتبار أن ما يكتب العمري نابع عن عقيدة معينة وقناعات راسخة؟؟
    ألا يمكن اعتبار أن العمري يصر على هذا الأسلوب كرسالة يحملها ويتشبث بنشرها؟؟
    بل ألا يمكن اعتبار ما يفعله نوع من التجديد الشعري على اعتبار أنه يأتي بما لا يأتيه أهل زمانه؟؟

    ثم هل رأيت أخي أن العمري لم يكتب كما قلت على مدارس أخرى؟؟
    هل عجز عن الكتابة على نهج المدرسة الرومانسية كما قلت؟؟
    سأرفق هنا بعض قليل جداً من قصائد عديدة كتبت على هذا النهج كنت أتمنى لو اطلعت عليها لتكون شاهدة على أن كتابتي التي تعتمد المنهج الشعري القديم ليست عن قصور ولا عن عجز أو مصادفة. هاك مثلا من قصيدة عند ضفة حزني:
    آهِ يَا بَهْجَةَ الفُـؤَادِ لَقَـدْ طَـالَ سُهَـادِي وَبِــتُّ كَالمَخْـبُـوْلِ
    آهِ مِنْ رَجْفَـةِ الفُـؤَادِ المُعَنَّـى وَحَنِـيْـنِ المُتَـيَّـمِ المَتْـبُـوْلِ
    كُلَّمَا حِرْتُ تَمْتَطِي الرُّوْحُ مِنِّـي مِنْ لَظَى الشَّوْقِ صَهْوَةَ المُسْتَحِيْلِ
    فَتُنَاغِي بِالطُّهْـرِ مُهْجَـةَ ذَاتِـي مِنْ شَذَا الحُبِّ وَالمَعَانِي البَتُـوْلِ
    وَتُنَاجِي فِي هَـدْأَةِ اللَيْـلِ بَـدْرَاً مِنْ حَدِيْثٍ رَوَاهُ دَمْـعُ الأُفُـوْلِ
    يَا لَهَا مِنْ مَشَاعِرٍ أَبْكَتِ الأَحْدَاقَ فِـي مُقْلَـةِ الحَيِـيِّ الخَـجُـوْلِ
    عَذْبَـةٌ أَنْــتِ لا أَخَـالُـكِ إِلا زَفْرَةَ المِسْكِ فِي النَّسِيْـمِ العَلِيْـلِ
    وَرَحِيْقَاً يَغْشَى النُّفُـوْسَ فَيَـرْوِي مِنْ جَنَاهُ الشَّهِـيِّ حَـرَّ الغَلِيْـلِ
    وَاحْتِدَامَاً أَلَـذَّ مِـنْ حُلُـمِ العَـذْ رَاءِ فِي فَجْرِ حُبِّهَـا المَعْسُـوْلِ
    جِئْتِنِي بِالحُلْمِ المُضَمَّـخِ شَوْقَـاً بَعْدَ يَأْسٍ مِـنِ انْتِظَـارٍ مَلُـوْلِ
    جِئْتِنِي فَاسْتَحَالَ فَجْـرِي ضِيَـاءً مِنْ جَبِيْـنِ الزُّمُـرُّدِ المَصْقُـوْلِ
    الهَوَى بَاتَ هَانِئَاً فِي ضُلُوْعِـي يَتَهَادَى بِنَبْضِ قَلْبِـي الطُّفُوْلِـي
    كَفَرَاشٍ فِي رَوْضَةِ الحُبِّ يَلْهُـو وَعَصَافِيْرَ فِي جَمِيْـعِ الفُصُـوْلِ


    وهذه من قصيدة عبق الرسائل:
    قَدْ عِشْتُ عُمْرِي أَلْفَ عَامٍ في الأسَى لَكِنَّ عُمْرِي فِي السَّعَادَةِ مُخْتَصَرْ
    فَتَّشْتُ عَنْ إلِفٍْ يُحِسُّ بِمَا أَرَى فَبَقِيْتُ وَحْدِي فَوْقَ أَغْصَانِ الفِكَرْ
    كُلُّ القُلُوْبِ تَدُوْرُ حَوْلِي كَالدُّمَى كُلُّ العُقُوْلِ َيكَادُ يَفْتِنُهَا البَطَرْ
    أَنَا حاَلِمٌ بَيْنَ الكَوَاكِبِ رُبَّمَا أَوْ شَاعِرٌ غَنَّى الْجَمَالَ بِلا وَتَرْ
    أَوْ فَارِسٌ ... لِلحَقِّ أَشْهَرَ سَيْفَهُ لَكِنَّنِي دَوْمَاً أَحِنُّ إِلَى القَمَرْ
    مِثْلِي وَمِثْلُكِ يَا حَبِيْبَةُ فِي الوَرَى كَفَرَاشَتَيْنِ بِغَيْرِ أَلْوَانِ
    أُنْزِلْتُ مَنْزَلَةَ الْمَحَبَّةِ ... إِنَّمَا أُنْزِلْتِ مَنْزِلَةً تَزِيْدُ عَلَى البَصَرْ
    وَأَقُولُ يَا نُوْرَ العُيُونِ وَسِحْرَهَا دُنْيَاكِ دُنْيَايَ التِّي فِيْهَا أُسَرْ


    وهاك أخي بعض أبيات من قصيدة صهوة الأحلام:
    قُلْتِ هَاتِ الكَأْسَ خَمْـرَاً قُلْـتُ كَـلا إِنَّ كَأْسَ الخَمْرِ فِـي عَيْنَيِـكِ أَحْلَـى
    إِسْقِنِيْهَـا بِافْتِـرَارِ الثَّغْـرِ هَمْـسَـاً كُلَّمَـا أَثْمَلَـتِ القَـلْـبَ اسْتَـهَـلا
    وَامْزِجِيْنَا فِـي حُمَيَّـا الشَّـوْقِ إِنِّـي لا أُبَالِـي أَيُّنَـا فِيْـنَـا اضْمَـحَـلا
    وَاقْطِفِيْنَا مِنْ خَرِيْـفِ العُمْـرِ زَهْـرَاً وَاغْرِسِيْنَا فِـي رَبِيْـعِ الطُّهْـرِ فُـلا
    وَامْسَحِي الأَحْزَانَ عَنْ عَيْنَيْكِ عِنْدِي سَوْفَ يَزْهُوْ السَّعْدُ فِي عَيْنَيْكِ كُحْـلا
    سَوْفَ أَرْوِي القَلْبَ مِنْ هَاتِي السَّوَاقِي نَبْعُهَـا دَمْعِـي لِمَـاضٍ قَـدْ تَوَلَّـى
    وَأُنَاجِي الفَجْـرَ فِـي ثَغْـرِ اللَيَالِـي وَأُحِيْـلُ القَفْـرَ بُسْتَـانَـاً وَظِــلا
    نَسْتَشِفُّ العِطْرَ مِنْ بَـوْحِ الرَّوَابِـي وَنُغَنِّـي التَّـوْقَ نَجْـوَى لَيْـسَ إِلا

    وأسوق لك بعض أبيات من قصيدة ما زال حيا كمثال آخر وليس أخيرا:
    عِشْتُ عُمْرِي بَيْنَ لَيْلٍ وَضُحَـى أَمْتَطِي الجَدَّ بِعَـزْمٍ فِـي يَدَيَّـا
    سَرَقَ الحُزْنُ حَيَاتِـي وَمَضَـى لَمْ أَذُقْ مِنْ مُتْعَةِ اللَّهْـوِ صَبِيَّـا
    أَيُّهَا الطِّفْـلُ الـذِي لَمَّـا يَـزَلْ فِي خَرِيْفِ العُمْرِ ظَمْآنَـاً أَبِيَّـا
    أَشْـرَقَ الإَصْبَـاحُ فِـي لُمَّتِـهِ وَأَنِيْـنُ الشَّـوْقِ يُرْدِيْـهِ شَقِيَّـا
    فَاعْذُرِيْنِي إِنْ تَعَاقْـرْتُ المُنَـى أَوْ عَزَفْتُ الحُزْنَ لَحْنَاً شَاعِرِيَّـا
    أَوْ نَقَشْتُ الصَّبْرَ فِـي مِعْصَمِـهِ أَوْ تَسَلَّى القَلْبُ مِنْ وَجْدٍ وَحَيَّـا
    إِنَّنِـي بِالحُـبِّ أَحْيَـا شَاعِـرَاً وَبِطُهْرِ النَّفْـسِ أَسْتَبْقِيْـهِ حَيَّـا
    صَاخِبـاتُ الحُسْـنِ لا تَفْتِـنُـهُ إِنَّمَا الـرُّوحُ وَإِطْـلالُ المُحَيَّـا
    وَشَذَى الأَفْكَـارِ فِـي مَنْطِقِهَـا وَوَفَـاءٌ دَائِـمُ الــوُدِّ وَرَيَّــا
    لَيْسَ صِدْقُ الحُبِّ فِـي رَجْفَتِـهِ إِنَّمَـا عَهْـدٌ وَعَيْـشٌ نَتَفَـيَّـا

    أما المدرسة الحديثة فإن شئت أشرت لك بعدد من الأمثلة التي تعين على توضيح الصورة ولا أريد هنا أن أثقل الرد بالكثير من الاستشهادات.

    ثم لعلك أخي الحبيب قد تطرقت لاختيار العناوين وهو أمر لا أعرفه مما يعد من مقومات الشعر ورغم ذلك فإنني أرد على هذا الأمر بقولي: إن اختيار العنوان لا يكون إلا من البناء الفكري للنص ومن نسيجه اللغوي إذ من غير المنطقي أن أكتب عنواناً "متفجراً" لا علاقة له بالنص كأن أكتب مثلاً "مغامرة في عطارد" وأكتب نصاً يتناول السكون في الأرض.
    ولعل نبراسي في اختيار العناوين يعتمد أساساً على إيماني بأن حجتنا اللغوية هو القرآن الكريم ولذا فلو تأملته أخي لوجدت أسماء السور تأتي بكلمات من نفس النص فالبقرة جاءت كإشارة تخصيص لهذه السورة ، وآل عمران كإشارة أقوى لقصتهم ، والمائدة لترسيخ المعنى المقام حولها .. وهكذا. ولعلنا لو تأملنا لوجدنا أن السماء هذه تأتي حيناً اختياراً لأول كلمة أو حتى حرف فيها كما في سورة الحاقة وعبس وق وغيها أو لآخر كلمة فيها كما في المسد مثلا أو لأي كلام ورد في المتن ليدل عليه.
    وبهذا فأنا لا أجد في نقدك لاختيار النصوص ما يبرره إلا إذا كنا نتحرى المخالفة فحسب كما يروج لذلك أصحاب الحداثة الذين يكتبون العنوان غريباً والنص غامضاً والألفاظ متنافرة بقصد المخالفة فحسب.

    ثم تتحدث أخي الحبيب عن مباشرة الخطاب في شعر العمري ، وهذا أمر صحيح إلا قليلاً ، ولكن هذا القليل يصيب الحكم بما لا يصيب به الإنصاف. وربما تحرياً للمصداقية والدقة كان أجدر بأن يتم تصنيف الغرض الشعري والحكم على كل غرض بما يوافقه من خصائص وملامح. فالشعر الحماسي والتوجيهي والفكري يكون فيه الأسلوب الخطابي المقنع ضرورة وميزة ، وشعر الحكمة يكون فيه للصورة والتمازج الحرفي والنكثيف ، وشعر الغزل يميل بطبيعته إلى بوح الوجدان ودفق الشعور ، وشعر التأمل يميل للخطاب الفلسفي غير المباشر ... وهكذا.
    ولما كان جل شعري في أغراض دعوية تحريضاً كان أو ذوداً فإ الأسلوب الخطابي يبدو قوياً واضحاً بكل مقوماته من ألفاظ قوية واضحة ، وتراكيب متسقة مباشرة ، وموسيقا متوثبة متحركة كالتي سميتها الموسيقا النحاسية رغم أنني أتحفظ على الحكم الذي أطلق عليها فهي موسيقا حية متعددة الموجات ترتفع وتنخفض وفق الحالة الشعورية وتتفاوت بين أبيات القصيدة الواحدة صعوداً وهبوطاً بما يحقق انسيابية النفس واتساق الجرس وتعدد النغمة.
    ولكن في قصائد كثيرة كان الخطاب إما غير مباشر بتصوير وتحريك وإسقاط ، وإما بطرح فلسفي يحتاج التأمل والتدقيق للخروج بالمعنى الحقيقي الذي يحمله البيت لا المعنى الظاهر غير المقصود لاته.
    خذ مثلاً هذه الأبيات الفلسفية من قصيدتي "آل البيت":
    أَرَى العُلا تَقْتَضِيِنـي وَهْـيَ رَاغِبَـةٌ عَزْمَاً يُبَيِّنُ عَنْ فَضْلِـي وَعَـنْ دَأَبِـي
    حِينَ الزَّمَانُ سَقَـى الإِنْسَـانَ حِدَّتَـهُ فَغَابَ عَنْهُ وَحَـدُّ السَّيْـفِ لَـمْ يَغِـبِ
    وَمَـا أَرَى لَـذَّةَ الدُّنْـيَـا لِشَارِبِـهَـا إِلا كَلَـذَّةِ مَخْمُـورٍ مِــنَ العِـنَـبِ
    وَمَــا سُلافَتُـهَـا إِلا لِعَـاصِـرِهَـا إِنْ صَبَّ أَصْبَى وَإِنْ لَمْ يَصْبُ لَمْ يُصِبِ

    وهنا مثلا في قصيدة الشيب والقلب:
    لَكِنَّمَا الدُنْيَـا بِضَاعَـةُ خَاسِـرٍ مَا لَمْ يُهَذِّبْهَـا الْحَلِيْـمُ الْمُتَّقِـي
    نَبْكِي عَلَى سَاعَاتِ لَهْوٍ ضَائِـعٍ وَالعُمرُ يُبْحِرُ فِي السَّرَابِ بِزَوْرَقِ
    هِيَ سَاعَتَانِ فَسَاعَةٌ تَمْشِي بِنَـا نَحْوَ الغُرُوْبِ وَسَاعَـةٌ لِلْمَشْـرِقِ
    تَطْوِي بِنَا الأيَّامُ رِحْلَـةَ عَابِـرٍ يَسْعَى حَثِيْثَـاً لِلْمَنُـوْنِ الْمُحْـدِقِ
    بِالأَمْسِ كَانَتْ لِلْطُفُوْلَـةِ سَاحَـةٌ وَاليَوْمَ يُسْرِعُ بِالشَّبَابِ وَيَشْتَقِـي
    وَغَدَاً لَنَا عِنْـدَ الكُهُوْلَـةِ مَوعِـدٌ هِيَ خَاتَمُ الدَّرْبِ القَصِيْر المُطْبِقِ
    يَا رَاكِبَاً بَحْرَ الظُنُـوْنِ مُسَافِـرَاً بِسَفِيْنَةِ الخِضْر ِالتِي لَـمْ تَغْرقِ
    اللهُ أنقَـذَهَـا وَأَلْـهَـمَ أَهْلَـهَـا أَنْ لا تَخَافُوْا مِنْ مَنُوْنٍ مُحْـدِقِ
    وَكَلِيْـمُ رَبِّـكَ خَائِـفٌ مُتَسَائِـلٌ أَيَمُوْتُ مَنْ فِيْهَـا بِفَعْـلٍ أَخْـرَقِ
    إِنْ خَافَ رَغْمَ الْمُعْجِزَاتِ بِعِلْمِـهِ فَالخِضْرُ أَهْدَأُ مِنْ مُنَاجَاةِ التَّقِـي
    وَيَقُوْلُ لا تَفْزَعْ فعِلْمُـكَ نَاقِـصٌ حَتَّى تَرَى أَيْنَ السَعِيْدُ مِنَ الشَقِي
    اللهُ أنَقَذَهَـا وَأَغْـرَقَ غَيـرَهَـا كَي تَسْتَبِيَنَ بِهَا العُقُوْلُ وَتَرْتَقِـي

    وهنا في قصيدة يا صديقي:
    مِنْ شَظَايَا الرُّوحِ نَزْفِي قَدْ هَمَى وَاللَيْلُ سَاجْ
    لا أَرَى إِلا ذِئَابَ الغَدْرِ تَعْدُو فِي الفِجَاجْ
    قَهْقَهَاتُ العَتْمَةِ السَّودَاءِ تَدْوِي
    وَيَدَاهَا بِالرَّدَى تَمْتَدُّ نَحْوِي
    يَا صَدِيقِي ...
    كُلُّ وُدٍّ كَالزُّجَاجْ
    كَسْرُهُ يَعْنِي النِّهَايَةْ
    لَمْ يَعُدْ إِلا شَظَايَا
    لَمْ يَعُدْ فِي القَلْبِ مَعْنَى لِلوَفَاءْ
    حِيْنَ يُدْمِي اليَّأْسُ أَحْدَاقَ السِّرَاجْ

    وهنا أيضاً في قصيدتي "أطلقي منك السراح":
    مِنْ أَيْنَ نُنْجِبُ عِزَّنَا وَابْنُ البُطُولَةِ مِنْ سِفَاحْ
    مِنْ أَيْنَ نَجْلبُ مَجْدَنَا بِالرَّاقِصَاتِ عَلَى الجِرَاحْ
    مِنْ أَيْنَ لَيلُ الذُّلِّ يَمْضِى ... وَالنَّدِيمُ رَحَىً وَرَاحْ
    كُلُّ الأَصَابِعِ لا تُشِيرُ إِلَى الصَّبَاحْ
    وَالإِصْبَعُ الوُسْطَى تُشِيرُ إِلَى العَدَالَةِ تَزْدَرِيهَا
    وَأَذَى المَهَانَةِ يَعْتَرِيهَا
    وَالظُّلْمُ قَهْقَهَ سَاخِرَاً مِنْ قَوْلِ فِيهَا
    وَالجِدُّ بَاتَ كَمَا المُزَاحْ


    والحقيقة أن المقام يضيق للاستشهاد بالكثير مما هو منشور على اشلبكة ومما ليس منشوراً مما يؤكد أن العمري لا يكتب هذا الأسلوب عرضاً أو عجزاً ، بل يكتبه بإصرار من يحمل رسالة إعادة الشعر العربي إلى دوره ورقي لفظه وجزالة تراكيبة وقوة عاطفته بالأسلوب القديم ولكن بروح التجديد في المعاني والصور والبلاغة والموسيقى وهذا لا يراه المنصف إلا تجديداً وتميزاً.

    وأخيراً أحب أن أبين أمراً قد يبدو مفيداً في مثل هذا المقام فإن العمري حين يكتب الأدب بالخطاب المباشر يعاب أسلوبه ومباشرته ، وحين يكتب بالأسلوب غير المباشر وأسلوب الإسقاط لا يجد أحداً يجتهد في سبر أغوار المعنى المراد إلا من القليل القليل مما يستدعي مجموعة تساؤلات حول إشكالية الأسلوب الأمثل لمفكر شاعر قبل أن يكون شاعراً مفكراً. أشرت أخي الكريم في معرض قراءتك إلى قصتي القصيرة "نكهة" والتي قلت بأنها تسير على نفس النهج المباشر وأنها تحمل ذات الموقومات من الوفاء للزوج. والحقيقة أخي أن القصة لم تكن تتحدث عن الوفاء بل عن النقيض تماماً ، ولا تتعلق بزوج وزوجه بل هي حالة إسقاط لأمر لا علاقة للزواج به من حيث مكنون المعنى المراد.
    ولعلني أستأذنك وقد رأيت أن كل الردود هناك كما رأيك هنا لم تأخذ لا ظاهر المعنى مما أفقد القصة هدفها ورونقها وأهمية حروفها بداية من العنوان الذي يحمل جل عناصر القصة وانتهاء بالمعاني التي تحمل إسقاطاتها فأقول:
    القصة جاءت لتوضيح مفهوم إنساني بحت يتعلق بتأثرها بكل ما يدور حولها سلباً وإيجاباً حتى وإن أدركت أن ما يقال أو يحدث هو أمر غير صحيح وغير منصف. لقد اخترت في القصة زوجين متحابين بينهما ثقة لا يداخلها الشك وحب صادق لا يفسده الغير وعشرة طويلة تؤكد معرفتهما بعضهما ببعض بما يرسخ هذا الحب وهذا اليقين والثقة ، وجعلت في حرصهما كل منهما على الآخر وإكبار كل إلف لإلفه تأكيد على مدى توطد العلاقة بينهما والثقة فيهما. ورغم ذلك ، ورغم أن تلك المزحة جاءت من قلب حاسد حاقد غيور ما قصد إلا أن يعكر الحب ويشوش الصفاء ، ورغم معرفة كلا الطرفين بهذا الأمر إلا أن النفس لم تسلم من أثر هذا الكيد فتكدرت نفس الزوج على زوجها وتنكرت نفسها تلك لنكهة الكعكة فلم تستطبها وهي التي عرفت كنهها وشكلها وصدقت الزوج ، ولكنها لم تعرف فيها نكهة السعادة الذي اعتادته منها في كل عام.
    هي قصة أريد منها الحديث عن عدم الوفاء ولو قسراً تأثراً بكيد الكائدين ولم يكن الأمر يتختص بالزوج وزوجه كما بدا بل بكل علاقة وطيدة يمكن أن ينفذ إليها حاسد أو حاقد فيكدرها ولو بقول عابر فكأني أحث القارئ على أن لا يتحصن بحبه وثقته ومعرفته وحرصه ووطيد علاقته ضد كيد شياطين الإنس فهم لا بد مصيبيه ولو بكدر يكفي ليفسد الكثير ، وربما يحضرني هنا ما ورد في الآثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين نهى صحابته عن تمني لقاء الدجال بعد أن وصفه لهم وحدث عنه حتى ليكادون يرونه ويعرفونه فأطمعهم أنه لن يفتنهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتمنوا لقاء الدجال فإنما ...إلى آخر الحديث".


    هذا ولا أجدني إلا أمتن لك أخي الكريم وأديبنا الكبير على أن أتحت لي هذه الفرصة لمحاورتك ببعض قليل مما رأيت أن أبينه حول بعض ما ورد في قراءتكم ، فإن كان فيما قدمت ما يدعوكم لاعتباره ومراجعة القراءة بشكل أكثر شمولية وبما يراعي قواعد النقد وفق الغرض والدور والغاية فإنما هو من جود أنفسكم ، وإن رأيت أن هذا التوضيح السريع لا يغير رأيك فأظل في عينك واحداً "من المئات" "بل من الآلاف" كما رأيت في قراءتك فإنما هو من قصور حرفي عن بلوغ مستوى الذائقة لديكم وهو الذي أفلح حتى اليوم في استجلاب رضا جل الأدباء والنقاد ، وأورثني شعراً مدحت به من عشرات الشعراء بما لم يحظ به شاعر مثلي يوماً وهو ما يكفيني ويزيد.


    مع التقدير والود.

  10. #10
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي شكر وتحية وملاحظات

    أخي الحبيب د. سمير العمري
    قرأت تعقيبك الثري على دراستي ، وأحب أن أتحاور معك في النقاط الآنية :
    * إنني في غاية السعادة بهذا الحوار المتدفق بين مبدع قدير متميز مثلكم ، وبين شخصي البسيط.
    * جميل أن يحاور المبدع الناقد ، لأنك رسّخت قيمة كبيرة أسعى إليها في ممارساتي النقدية منذ سنوات خلت وهي : إن المبدع ناقد لنفسه أولاً ، وهو الأجدر على أن يتأمل ذاته المبدعة من غيره ، وبالتالي فهو الأقرب لعالمه من غيره مهما علا شأن الناقد وتعمقت دراسته النقدية .
    * لي الحق الكامل في تأويل أعمالكم الشعرية والقصصية تأويلا يخالف ما أردتموه ، فأنا أقرأ العمل بذاتي وعقلي ونفسيتي وثقافتي المختلفة عنك بالطبع .
    * لم أستخدم مصطلح " الموسيقا النحاسية " فالذي استخدمه هو الأديب الزميل : مأمون المغازي، وتستطيع أن تعود إلى مداخلته المتقدمة .
    * لم أقل أنك مجرد شاعر من آلاف أو مئات بهذه البساطة ، وإنما قلت إن هناك آلافا المبدعين في الفضاء الإلكتروني ، وهذا واقع ، ويكفي أن موسوعة شعراء العرب الصادرة عن مؤسسة البابطين بالكويت رصدت أكثر من مئة ألف شاعر ، إننا أمة شاعرة في الأساس .
    * ارتباطًا بالنقطة السابقة : فإن تميز الشاعر في رؤاه وطرحه ، مهما كثر الشعراء .
    * بالفعل أنت مفكر قبل أن تكون مبدعًا ، ولكنني أوضحت بالورقة أنني سأدرس سمير العمري الشاعر القاص ، لا المفكر ، فهذا يحتاج إلى عناء كبير وبحوث معمقة .
    * لم أتهم الشعر العمودي بالقصور أو بالتأخر ، بل أشرت إلى أن هناك الكثيرين المبدعين في الإطار العمودي مثل : البردوني في اليمن ، الجواهري في العراق ، أحمد بخيت مصر ، وغيرهم ، وهم أبدعوا وفاقوا غيرهم من أهل التفعيلة وقصيدة النثر .
    * إن المعول في إبداع الشاعر ليس المضمون فحسب ، بل التجديد في الرؤية والمضمون ، أي تناول القضية بمنظور جديد ، ولنا في شاعر فلسطين " محمود درويش " نموذج ، فقد جعلنا نتنفس ثرى فلسطين ، ونحبو في حاراتها ، ونأكل زيتونها ، لأنه لم يعزف على الخطوط العامة ، بل مزج نفسه بفلسطين وامتزج بها ، ومزجنا معها ، فصارت القضية ليست خطابية بقدر ما هي إنسانية عالمية .
    * أتفق معك فيما ذكرت عن القصة القصيرة المنشورة التي تخصك .
    * أؤيدك وأشد على يدك فيما قلته عن دور الواحة الثقافي والنهضوي والتعبوي ، وتستطيع أن تراجع مقالاتي المنشورة في الواحة ، وسترى أننا على خط فكري واحد تقريبًا ، الإسلام رسالتنا ، وعنوان نهضتنا .
    * أردت من ورقتي عنكم أن أقدم قراءة منظمة ( أولية ) بدلاً من الوقفات المقتضبة السريعة .
    * أنوه إلى : أن أدباء الكويت لم يتفقوا معي على نظام للنشر ، لذا : حزنت من التعقيبات التي صدرت عن البعض تتهمني أنني خالفت الاتفاق ، وأنني لابد من التعديل لما قالوه لي ، والملحوظة التي وعدت بتعديلها هي : تناول دور الواحة ودوركم ، وهي موجودة في الورقة المقدمة لي ، فهل أعيد ما قلت وهل أنا مسؤول عن سوء الفهم أو سرعة القراءة ؟
    * حزنت أكثر أن تمت الدعوة لاجتماع أدبي يوم الإثنين الماضي في الكويت ، ولم توجه لي الدعوة ، وكأنني خارج المنتدى ولست واحدًا منهم كما توقعت ، وتم الاجتماع في غيابي ، وهوجمت في غيابي ، ونشر الهجوم عني ، ولم يتكرم أحد بالاتصال عليّ ، رغم أن هاتفي معهم ، وكلنا في بلد واحدة ، وأنا الذي قمت بالاتصال بهم ، لأنني واضح كالشمس ، وأحب النقاش مباشرة ، ونحن نتناقش في عمل أدبي ونقدي ، وهذه هي الورقة الأولى ، فهل تتم مقابلة الاجتهاد بهذا الشكل ؟
    * حزنت جدًا من تعاطف العديد من أدباء الكويت معي ، ولكن لم يتم تسجيل ذلك في المنتدى ، واكتفوا بمواساتي بالكلمات ، وبقيت الإدانة منشورة دون رد من المتعاطفين .
    * ومع ذلك سأواصل دوري وجهدي في المنتدى ، فرسالتي أكبر من ذلك .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 02:23 AM
  2. لا عدمناكَ يا سميرُ سميرا ! إبتهاجاً بعودة الدكتور سمير العُمري
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 01:26 AM
  3. قراءة نقدية في إبداعات د. سمير العمري
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 13-03-2010, 01:14 AM
  4. قراءة في قراءة اطلالة اولى على عالم الشاعر سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2007, 06:48 PM
  5. قراءة في قراءة د. عراقي "اطلالة على عالم الشاعر سمير العمري"
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-03-2007, 02:33 PM