الكوخ
هطلت الأمطار بغزارة , تناثر القطر من أعلى الكوخ على الرجل وزوجه , فيما الطفل يغشاه النوم , ريح باردة مصفرة تداعب القصيبات، حاملة أصوات ذئاب بعيدة , نهض الرجل ليصلح بعض ثقوب السقف التي بعدد النجوم ، صفعت وجهه رياح الموسم، عاد يبحث عن حضن يستجديه الدفء، دنا من زوجته داعب شعرها المتموج و كأنَّه ليل متشابك بالغمام , لامس ثغرها المتورد بالودِّ، لاطفها، ابتسمت بلهفة، ضمته، حان موعدٌ !
أسرَّ لها بصوت ملحن : لا ... المطر يدعونا لنرقص على زخاته.
خرجا تسابقهما اللهفة ، حفاة نصف عراة , السماء تبتسم لفرحهما والقطر يعزف أناشيد انهماله, تزلجا على طين الرابية , يسقط فتسبقه , ينهض ويلحقها , تتعثر فيناولها يده المبتلة، تتشبث بيده ويشدها إليه، فيسقطان جذلاً سويا وسط قهقهات ضحكاتهما , يتعانقان تحت المطر بود , ويهمسان.. يا دنيا توقفي امنحينا هنيهة .....
تدلف كوخهما فراشة عاركها القطر, تحط على الطفل، تداعب ثغره المتورد، يستيقظ، يفرح بها ويشاركها اللهو , تحكي له حكايات ملونة بالبراءة والتشويق, فترتسم على ثغره بسمة غضة تزهرُ في أعماقه , ويهمسان إلى المطر: أن استمر ...
منتظر السوادي
12/ 8 / 11