على مترين من الخام الأبيض
بقلم
صدى البناء

على راحتيّ حملت كفني
بمحض إرادتي
وعلى أنغام لحن جنائزي
أتيتكم بمفردي
حاملا نبض الوفاء والمحبّة
رسا قاربي بمرفأ الروح
يخشى الإبحار
لأنَّ شراعي ممزّق
ومجذافي مكسور
واليمُّ يعجُّ بالقراصنة
وعما قليل
يتهادى موكب عروس البحر
تساءلتم عن هويتي
شعرتُ برياح الغدر
تجتاح الأفق
كبّلتني مرارة الآمال المبتورة
تشاورتم على إجهاض كينونتي
فقرأت مزاميري.....
لن أتخلّى عن محبّتي
غنّت لي الشمس
وعزفت خيوطها من جديد
فوق مشارف الريح
شهقت السماء
وأبكتْ أمواج الأثير
انهالت دموع الغيمات
تزيل غبار الشر عن وجه الأرض
نثرت من عبق رحيقها
في فضاء الكون
ووزعت بطاقات العرس
تلألأت براعم الأمل
في رياض الحب
وحول أذيال القمر
نشرتُ عطر محبتي
و ما زلت على كفّي
أحمل كفني
يدندن لحن أنشودتي
وفي صومعتي
تجسّد جلال الحب الأبدي
نادى ربّة الشعر
يعزف على قيثارتها
لحن الوداع
لعروسي التي لم تأتِ
وفي القلب وفاء
وعلى مترين من الخام الأبيض
دوَّنت لها قصيدتي