أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 30

الموضوع: عندما أفقدُ حاسّةَ الزّمان والمكان

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    Exclamation عندما أفقدُ حاسّةَ الزّمان والمكان

    عندما أفقدُ حاسّةَ الزّمان والمكان

    بقلم / ربيع بن المدني السملالي

    عندما أفقدُ حاسّةَ الزّمان والمكان
    تجتَاحُنِي عواصِفُ من السُّرور والحُبُور
    وأجدُ السّعادَةَ تنتظرُني بفارغ الصّبر
    وينتابُني شعورٌ بالمرَح والهدوء
    ويهجمُ عليّ الفرحُ وأحسّه يهفو بين الحنايا كالنّسيم
    وتتملّكُنِي الرّغبةُ في الابتسام والضّحك
    وَتتبدّدُ الغيومُ القاتمةُ في سمائي المكفهرّة
    ويَشِعُّ نورُ الحبّ بين جوانحي المضطربة
    وأكاد أخرجُ من جُثتي جذلاً
    وينشبُ الاطمئنانُ مخالبَه في قلبي الكسير
    وتهبُّ رياحُ الرّضَا بما تشتهي نفسي وغريزتي
    وتظَلُّ آمالي تُدَاعب أحلامي بلا ملل ولا كَلَل
    وكأنّني ظمآن يَكْرَعُ من جَدول
    وتنجلي ظُلمات اليأس والتّعاسة والاكتئاب
    وتخرّ صرعى الأحزانُ والهمومُ والآلامُ
    ويُذبَحُ التّفكيرُ المضْني بسكّين الصّبر الجميل
    والذّكريات المؤلمةُ التي تطارِدُني تصبحُ كالرّيشة في مهبّ الرّيح
    والفقرُ المزري الذي يعترضُ سبيلي يَستسلمُ في قنوط وعذاب مريرين !

    .................................................. .......
    ولعلّ القارئ الكريم قد هجم عليه هذا السؤالُ :
    ومتى يفقدُ أخونا ( ربيع ) حاسّة الزمان والمكان ؟
    فأجيبه :
    أفقدها ( يرعاكَ الله ) حينما أكونُ مُنهمِكاً منغمساً مع الذي وصفه المتنبي بقوله :

    (( وخيرُ جليسٍ في الزّمانِ كتابُ ))

    في ليلة 23 رمضان 1432هـ
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!
    التعديل الأخير تم بواسطة أماني عواد ; 25-08-2011 الساعة 10:49 PM

  2. #2
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    رائعة تلك الكلمات بعذوبتها و رقتها
    تأخنا الكتب الى عوالم اخرى و كأنها تذكرة سفر الى ازمنة لم نعشها والى بلدان
    لم نزرها و الى اشخاص لانعرفهم وإذا بنا نعايشهم و نُصادقهم .
    فلم يترك الرسول الا ما بين الدفتين اي القرآن الكريم
    وفي حديث أبي الدرداء : إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
    يقول الجاحظ:

    « الكتاب نِعْم الذخر والعدة، ونِعْم الجليس والقعدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، الكتاب وعاءٌ مُلئ علماً، وظرف حُشي ظرفاً ، إن شئت كان أعيا من باقل ، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ، وإن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت بكيت من مواعظه ،ومن لك بواعــظٍ مثله ، وبناسـكٍ فاتكٍ ، وناطقٍ أخرس ، ومن لك بطبيبٍ أعرابي وهندي وفارسي ويوناني ونديمٍ مولد، ووصيفٍ ممتع ، ومن لك بشيء يجمع الأول والآخر والناقص والوافي ، والشاهد والغائب ، والرفيع والوضيع ، والغث والسمين ، والشكل وخلافه ، والجنس وضده ، وبعد .. فما رأيت بستاناً يحمل فـي ردن وروضة تنقل فـي حجر ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء غيره ، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن مَنْ فـي الأرض وأكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، ولا أعلم جاراً أبرَّ ، ولا خليطاً أنصف ، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية ولا عناية ، ولا أقل إملالاً وإبراماً ، ولا أبعد عن مراء ، ولا أترك لشغب ، ولا أزهد فـي جدال ، ولا أكف عن قتال من كتاب ، ولا أعلم بياناً ، ولا أحسن مؤاتاة ، ولا أعجل مكافأة ، ولا شجرة أطول عمراً ، ولا أطيب ثمراً ، ولا أقرب مجتنى ، ولا أسرع إدراكاً ، ولا أوجد فـي كل إبان من كتاب ، ولا أعلم نتاجاً فـي حداثة سنه وقرب ميلاده ورخص ثمنه وإمكان وجوده ، يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن آثار العقول الصحيحة ومحمود الأذهان اللطيفة ، ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القديمة والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتراخية والأمثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع كتاب ، ولولا الحكم المخطوطة والكتب المدونة لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو لم يتم ذلك لحرمنا أكثر النفع ، ومن لك بصاحب لا يبتدئك فـي حال شغلك ولا فـي أوقات عدم نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل والتذمم ، ومن لك بزائر إن شئت جعلت زيارته غباً ، وورده خمساً ، وإن شئت لزمك لزوم ظلك .

    والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يقليك ، والرفيق الذي لا يَمَلَّك ، والمستميح الذي لا يؤذيك ، والجار الذي لا يستبطئك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق .
    والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك، وبسط لسانك ، وجوَّد بيانك ، وفخَّم ألفاظك ، وعمَّر صدرك ، وحباك تعظيم الأقوام ، ومنحك صداقة الملوك ، يطيعك فـي الليل طاعته بالنهار ، وفي السفر طاعته فـي الحضر ، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة ، وإن عزلت لم يدع طاعتك ، وإن هبَّت عليك ريحُ أعدائك لم ينقلب عليك، ومتى كنت متعلقاً به ، ومتصلاً منه بأدنى حبل لم يضرك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء ، وإن أمثل ما يقطع به الفراغ نهارهم وأصحاب الكفاية ساعة ليلهم نظرة فـي كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبداً فـي تجربة وعقل ومروءة وصون عرض وإصلاح دين ومال ورب صنيعة وابتداء إنعام .
    ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك ونظرك إلى المارة بك مع ما فـي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم ، ومن فضول النظر، وملابسة صغار الناس، وحضور ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأحوالهم الردية وطرائقهم المذمومة ، وأفعالهم الخبيثة القبيحة ، لكان فـي ذلك السلامة، ثم الغنيمة وإحراز الأصل مع استفادة الفرع .
    ولو لم يكن فـي ذلك إلا أنه يشغلـك عن سخف المنى وعن اعتيــاد الراحة وعن اللعب وكل ما أشبه ، لقد كان فـي ذلك على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المنَّة ، وهو الذي يزيد فـي العقل ويشحذه ويداويه ويهذبه وينفي الخبث عنه ، ويفيد العلم ، ويصادق بينك وبين الحجة ، ويقودك للأخذ بالثقة ، يعمر الحال ، ويكسب المال ، وهو منبهة للمورث، وكنز عند الوارث؛ غير أنه كنز لا زكاة فيه ، ولا حق للسلطان يُخرج منه، هو كالضيعة التي لا تحتاج إلى سقي ولا إسجال بإيغار، ولا إلى شُرط ولا أكار، وليس عليها عشر للسلطان ولا خراج، ولولا ما رسمت لنا الأوائل فـي كتبها ، وخلَّدت من عجيب حكمها ، ودوَّنت سيرتها حتى شاهدنا بها من غاب عنا، وفتحنا به كل منغلق، فجمعنا فـي قليلنا كثيرهم وأدركنا ما لم ندركه إلا بهم ...» كتاب الحيوان

    تحيتي و تقديري

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الزرقان مشاهدة المشاركة
    رائعة تلك الكلمات بعذوبتها و رقتها
    تأخنا الكتب الى عوالم اخرى و كأنها تذكرة سفر الى ازمنة لم نعشها والى بلدان
    لم نزرها و الى اشخاص لانعرفهم وإذا بنا نعايشهم و نُصادقهم .
    فلم يترك الرسول الا ما بين الدفتين اي القرآن الكريم
    وفي حديث أبي الدرداء : إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
    يقول الجاحظ:

    « الكتاب نِعْم الذخر والعدة، ونِعْم الجليس والقعدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، الكتاب وعاءٌ مُلئ علماً، وظرف حُشي ظرفاً ، إن شئت كان أعيا من باقل ، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ، وإن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت بكيت من مواعظه ،ومن لك بواعــظٍ مثله ، وبناسـكٍ فاتكٍ ، وناطقٍ أخرس ، ومن لك بطبيبٍ أعرابي وهندي وفارسي ويوناني ونديمٍ مولد، ووصيفٍ ممتع ، ومن لك بشيء يجمع الأول والآخر والناقص والوافي ، والشاهد والغائب ، والرفيع والوضيع ، والغث والسمين ، والشكل وخلافه ، والجنس وضده ، وبعد .. فما رأيت بستاناً يحمل فـي ردن وروضة تنقل فـي حجر ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء غيره ، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن مَنْ فـي الأرض وأكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، ولا أعلم جاراً أبرَّ ، ولا خليطاً أنصف ، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية ولا عناية ، ولا أقل إملالاً وإبراماً ، ولا أبعد عن مراء ، ولا أترك لشغب ، ولا أزهد فـي جدال ، ولا أكف عن قتال من كتاب ، ولا أعلم بياناً ، ولا أحسن مؤاتاة ، ولا أعجل مكافأة ، ولا شجرة أطول عمراً ، ولا أطيب ثمراً ، ولا أقرب مجتنى ، ولا أسرع إدراكاً ، ولا أوجد فـي كل إبان من كتاب ، ولا أعلم نتاجاً فـي حداثة سنه وقرب ميلاده ورخص ثمنه وإمكان وجوده ، يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن آثار العقول الصحيحة ومحمود الأذهان اللطيفة ، ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القديمة والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتراخية والأمثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع كتاب ، ولولا الحكم المخطوطة والكتب المدونة لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو لم يتم ذلك لحرمنا أكثر النفع ، ومن لك بصاحب لا يبتدئك فـي حال شغلك ولا فـي أوقات عدم نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل والتذمم ، ومن لك بزائر إن شئت جعلت زيارته غباً ، وورده خمساً ، وإن شئت لزمك لزوم ظلك .

    والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يقليك ، والرفيق الذي لا يَمَلَّك ، والمستميح الذي لا يؤذيك ، والجار الذي لا يستبطئك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق .
    والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك، وبسط لسانك ، وجوَّد بيانك ، وفخَّم ألفاظك ، وعمَّر صدرك ، وحباك تعظيم الأقوام ، ومنحك صداقة الملوك ، يطيعك فـي الليل طاعته بالنهار ، وفي السفر طاعته فـي الحضر ، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة ، وإن عزلت لم يدع طاعتك ، وإن هبَّت عليك ريحُ أعدائك لم ينقلب عليك، ومتى كنت متعلقاً به ، ومتصلاً منه بأدنى حبل لم يضرك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء ، وإن أمثل ما يقطع به الفراغ نهارهم وأصحاب الكفاية ساعة ليلهم نظرة فـي كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبداً فـي تجربة وعقل ومروءة وصون عرض وإصلاح دين ومال ورب صنيعة وابتداء إنعام .
    ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك ونظرك إلى المارة بك مع ما فـي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم ، ومن فضول النظر، وملابسة صغار الناس، وحضور ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأحوالهم الردية وطرائقهم المذمومة ، وأفعالهم الخبيثة القبيحة ، لكان فـي ذلك السلامة، ثم الغنيمة وإحراز الأصل مع استفادة الفرع .
    ولو لم يكن فـي ذلك إلا أنه يشغلـك عن سخف المنى وعن اعتيــاد الراحة وعن اللعب وكل ما أشبه ، لقد كان فـي ذلك على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المنَّة ، وهو الذي يزيد فـي العقل ويشحذه ويداويه ويهذبه وينفي الخبث عنه ، ويفيد العلم ، ويصادق بينك وبين الحجة ، ويقودك للأخذ بالثقة ، يعمر الحال ، ويكسب المال ، وهو منبهة للمورث، وكنز عند الوارث؛ غير أنه كنز لا زكاة فيه ، ولا حق للسلطان يُخرج منه، هو كالضيعة التي لا تحتاج إلى سقي ولا إسجال بإيغار، ولا إلى شُرط ولا أكار، وليس عليها عشر للسلطان ولا خراج، ولولا ما رسمت لنا الأوائل فـي كتبها ، وخلَّدت من عجيب حكمها ، ودوَّنت سيرتها حتى شاهدنا بها من غاب عنا، وفتحنا به كل منغلق، فجمعنا فـي قليلنا كثيرهم وأدركنا ما لم ندركه إلا بهم ...» كتاب الحيوان

    تحيتي و تقديري
    بارك الله فيك وفي أدبك أيتها الموفقة ( صفاء ) يسعدني تواجدك الجميل على ما يخطّه اليراع ،
    - فاْلكِتَابُ حَاضِرٌ نَفْعُهُ ، مَأمُونٌ ضرّه ، ينشطُ بِنَشَاطِكَ فَيَنْبَسِط إليك ، ويملّ بِملالِكَ فَيَنْقَبِضُ عَنْكَ ، إن أدْنَيْتَهُ دَنَا ، وإنْ أنأيْتَهُ نأَى ، لاَ يبْغِيكَ شَراًّ ، ولاَ يَفْشِي عَلَيْكَ سِرّاً ، ولاَ ينم علَيْكَ ، ولاَ يَسْعَى بِنَمِيمَةٍ إليْكَ . نِعْمَ الْمُحدِّث والرّفِيقُ – كتابٌ تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الْأصْحاب ، لا مُفْشِياً للسِّر إنْ أودَعْتَهُ ، ويُنَالُ منه حكمةٌ وصَوابٌ ، فاجْعَلْ الْكِتَابَ جَلِيسَكَ فِي الْوَحْدة ، وأنِيسَكَ فِي الْخُلْوة ، فقدْ قِيلَ لِرَجُلٍ : من يؤنِسُكَ ؟ فضَربَ عَلَى كُتُبِهِ ، وَقَالَ : هذِه . فقيل : من النّاس ؟ فقالَ : الّذين فيهَا . وقيلَ لِبَعْضِهم : أما تَسْتَوْحِشُ ؟ فقال: يَسْتَوْحِشُ منْ معَ الأُنْسِ كُلِّه ؟ .قيل : وما الأُنسُ كُلّه ؟ قال : الكُتُبُ . قال بعْضُ الوزراء : يَا غُلامُ ائتِنِي بأنسِ الخُلْوة ومجمع السّلوة فَظنَّ جُلسَاؤهُ أنّه يَسْتَدعِي شَراباً ، فَأتاه بِسَفْط فيهِ كتُبٌ . اهـ من رسالة ماذا نقرأ ولمن نقرأ ص 11
    قال عباس محمود العقاد في سيرته الذاتية ( أنا ) :
    لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا. اهـ
    - وَ إِنِّي أُخْبِرُ عن حَالِي : مَا أَشْبعُ منْ مُطالعةِ الكُتُبِ ، وإذَا رأيْتُ كِتاباً لمْ أرَهُ ، فَكَأنِّي وَقَعْتُ عَلَى كَنْزٍ . وَلَقَدْ نَظَرتُ فِي ثَبْتِ الكُتُبِ المَوْقُوفَةِ في المدْرَسةِ النِّظَاميةِ ، فَإذا بهِ يَحْتَوِي عَلَى نحو سِتةِ آلاف مجلَد ، وَفِي ثبت أبي حَنيفة ، وكتبِ الحُمَيْدي ، وكُتبِ شَيْخِنَا عبد الوَهّاب بن ناصر ، وكتبِ أبي محمد بن الخشّاب ، وكانتْ أَحْمَالاً ، وغَير ذلكَ من كل كتَابٍ أقْدِرُ عَلَيْهِ . ولو قُلْتُ : إنِّي طَالَعْتُ عِشْرينَ ألف مجَلد كَانَ أكثَر ، وأنا بعْدُ فِي الطّلبِ .
    فاسْتَفَدتُ بالنّظَرِ فِيها ، من مُلاحظَةِ سير القوْمِ ، وقَدْرِ هِمَمِهم ، وحِفْظِهِم ، وعِبَادَتِهِم ، وَغَرائِبِ عُلُومِهم ، ما لاَ يعْرِفهُ من لا يُطَالع ،فَصِرتُ أسْتَزْري مَا النّاسُ فِيه ، وأحْتَقِرُ هِمَمَ الطُّلاّبِ . لله الحمد . اهـ [صيد الخاطِر لابن الجوْزي ص 504] .

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    وتلك اللغة الرصينة الباذخة ..
    والصور السامقة إنما تدل على كنز لغوي لايأتي إلا بفقدان حاسة الزمان والمكان في حضرة خير الأصدقاء
    انحناءة تبجيل واحترام لسمو الحرف والقلم
    وللتثبيت استحقاقا
    وكل عام وأنت بخير
    خالص التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنيم مصطفى مشاهدة المشاركة
    وتلك اللغة الرصينة الباذخة ..
    والصور السامقة إنما تدل على كنز لغوي لايأتي إلا بفقدان حاسة الزمان والمكان في حضرة خير الأصدقاء
    انحناءة تبجيل واحترام لسمو الحرف والقلم
    وللتثبيت استحقاقا
    وكل عام وأنت بخير
    خالص التحايا
    بارك الله في سعيك أستاذتي الفاضلة ( رنيم ) يسعدني حضورك الكريم ويشرفني طيب كلامك ، وشهادتك أفتخر بها ،
    دامت لك المسرات
    أخلص التحايا

  6. #6
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    الاستاذ الكبير ربيع السملالي

    قد تفقد حاستي الزمان والمكان الانية ويتملكك احساسا بامكنة وازمنة ينقلك اليها هذا الجليس تماما كأنك تجلس معه على بساط الريح

    زادك الله علما
    التعديل الأخير تم بواسطة أماني عواد ; 25-08-2011 الساعة 10:45 PM

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني عواد مشاهدة المشاركة
    الاستاذ الكبير ربيع السملالي

    قد تفقد حاستي الزمان والمكان الاني ويتملكك احساسا بامكنة وازمنة ينفلك اليها هذا الجليس تماما كأنما يجلسك معه على بساط الريح

    زادك الله علما
    بارك الله فيك أختي الموفقة ( أماني عواد) ، حضور موفق وفقك الله وزادك من فضله
    ودمت موفقة كما أنت الآن ...
    تنبيه : أرجو من المشرفين أن يصحّحُوا التاريخ الذي كتبت ( 2011 م ) الصّواب ( 1432هـ ) بارك الله فيكم ...

  8. #8
    الصورة الرمزية إسماعيل القبلاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : تراجيديا الأمة
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 168
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحبيب ربيع

    ما هذه الزهور التي قطفها حبرك لنا هنا ؟

    لقد كنت أقول دائماً بأن السكون هو الحاسة السادسة التي يجب أن تكون معنا لحظة القراءة

    وها أنت أول من أصادفه لأتأكد مما قلت وأشعر أني أصبت بشيء ولو لمرة في حياتي

    محبتي لك أيها الرائع ولكني أتساءل ما الذي يمكن أن يحدث لك عندما لا تفقد ؟؟

    محبتي

    https://www.facebook.com/ismaiula

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل القبلاني مشاهدة المشاركة
    الحبيب ربيع

    ما هذه الزهور التي قطفها حبرك لنا هنا ؟

    لقد كنت أقول دائماً بأن السكون هو الحاسة السادسة التي يجب أن تكون معنا لحظة القراءة

    وها أنت أول من أصادفه لأتأكد مما قلت وأشعر أني أصبت بشيء ولو لمرة في حياتي

    محبتي لك أيها الرائع ولكني أتساءل ما الذي يمكن أن يحدث لك عندما لا تفقد ؟؟

    محبتي
    حيّاك الله أخي الشاعر الكريم ( اسماعيل ) سعدت بمرورك وكلامك الجميل بارك الله فيك ،،،
    وأما عن سؤالك : ما الذي يمكن أن يحدث عندما لا أفقد هذه الحاسة :
    فكان ما كان مما لستُ أذكره ...فظنّ شرّا ولا تسأل عن الخبر
    دمت موفقا أيها الأخ كما أنت الآن ..
    تحيتي الخالصة ..

  10. #10
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا أفقد مقعدي ؟
    بواسطة سيد يوسف مرسي في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 14-12-2016, 08:14 PM
  2. حاسة الشعر
    بواسطة عبد الرحمن احميداني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 18-08-2014, 07:18 PM
  3. تناقض أحداث الزمان والمكان
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-11-2013, 01:18 PM
  4. مُـنْـكَـرٌ تغير الاحكام بتغير الزمان والمكان
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27-11-2005, 09:24 AM
  5. حاسة إنى بانتهى ..
    بواسطة بثينة محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-05-2004, 04:16 PM