السلام عليكم و رحمة الله :
في المنتدى حيث اجتمعنا:
قال أ.عبدالخالق الزهراني بالأخضر ..
فرابعه خلوصي بالزهري .. :




إنّني أدري وأدري لِمَ ياهذا أتيتُ

جئتُ عبداً لإلهِ الكونِ ويلي إنْ عصيتُ

أَلِهَ الكون فأخبِرْنا انجذبتُ
لا تبادر طمعاً أو تقل إني خشيتُ
تلك آثار و في الأصل وددتُ
ذاك ذوقٌ و إليه قد هُديتُ

جئتُ مخلوقاً بأمرِ الله بالدُّنيا ابتُليتُ
كلّ مافي الكونِ مثلي عن مرادِ اللهِ يدري

"بسم ربي" ذكر ُ هذا الكون جمعاً قد قرأتُ
غير أني لست أدري كيف يدري


جاهِلٌ من قال يوماً لستُ أدري لستُ أدري
ما اختفى السِرّ بأرضٍ أو توارى تحتَ بحرِ
إنّهُ واللهِ كالشّمسِ وضوحاً أو كفجرِ
فاسأل الدنيا وردِّدْ مثلها (( واللهِ ندري ))

غير أن السرّ فيه أنه سر لتدري
لا تراه كل نفسٍ ذلكم تكليفُ سري !؟!
ويح من يعجز عن دربٍ و فيه سرُّ أدري
يا إله الكون خذني من إساري فُكَّ أسري



السما والأرضُ والأكوان من أجلي أُعِدّتْ
لو جبالٌ حملتْ حِملي لغارتْ أو لهُدّتْ
أوصِدتْ أبوابُ هذا الغيبِ قُدّامي وسُدّتْ
لكنِ القلبُ بنورِ اللهِ مُرتاحٌ ويدري

أفتدري أيها الزهري ما معنى أُعدّتْ ؟
أوَ تدري عظم الإنس بحمل ما تأبّت ْ ؟
إن فهمنا ما حَمَلنا سنرى الأسرار مُدّتْ !
و بنور الله في الظلماء نسري


في كتابِ اللهِ إنّا قدْ خُلِقنا للعباده
إنْ عبدناهُ رضينا ومضينا في سعاده
أو كفرناهُ فبشِّرنا بهمٍّ ونكاده
في كتابِ اللهِ نورٌ من أتاهُ سوف يدري

غير أنّا في زمان قد غفلنا و زياده
قد جهلناها مواجيدَ العبادة
أصلها الساطع عرفان فما ذقنا العبادة
إن نذقها نحن قبلُ ذاقها من ليس يدري


رحلتي مابين ميلادي وموتي في عناءِ
لستُ أدري ما مصيري بعد موتي وفنائي
أإلى رضوان ربّي أمْ لسُخطٍ وشقاءِ
حكمةُ اللهِ تجلّتْ كون أنِّي لستُ أدري

غير أني يا حبيب القلب رائي
أن من يكتب لله مطيعاً لا يرائي
ربنا يكرمه من بعد جهد و عناء ِ
حكمة الله تجلت بين خوف و رجاء ِ
تلك آثارٌ و أنوارٌ لقولي : أنا أدري


بيد أنّي في حياتي عالِمٌ معنى الوجودِ
كلُّ مافي الكونِ يتلو آية الحقِّ المجيدِ
إنّ ربي غافِرُ الذنبِ وذو بطشٍ شديدِ
كُنْ لهُ عبداً ذليلاً لا تقُل لا لستُ أدري

فتأملها سطور الكائنات عن شهودِ
هي مكتوب إليك بمداد من ودودِ
أنْ تَعَرَّفْ ! أو ستشقى بالصدودِ
ضنك العيش يزول لو تقول سوف أدري


كلُّنا للهِ ماضٍ فشقيٌّ وسعيدُ
وقريبٌ في هناءٍ وقصيٌّ وبعيدُ
حِكمةٌ للهٍ فينا إنّهُ الربُّ الحميدُ
ضلّ من لمْ يدرِ شيئاً واهتدى من كان يدري

فارحم اللهمّ ضعفي إن دربي لبعيدُ
إنني عبدٌ ظلوم و لمن يبكي تجودُ
و ارحم اللهمّ صحباً فسواك لا نريدُ
و ارحم اللهم شيخاً زادنا حباً لأدري


هذه الدّنيا ستمضي فمماتٌ فنشورُ
فحِسابٌ فنعيمٌ أو عذابٌ وسعيرُ
لخلودٍ قدْ خُلِقنا هكذا قال القديرُ
فلهُ الحمدُ فلولا فضلهُ ما كنتُ أدري

......

أنزلَ اللهُ كتاباً إنّه نورٌ ونار
لأولي البرّ سراجٌ فإذا الليلُ نهار
ولأهل الزيغِ نارٌ وعذابٌ وشرار
كيف بعد الهدي نهذي لست أدري لستُ أدري

إنه القرآن شمس قد أضاءت ليل سرّي


أرسل اللهُ رسولاً جاء من بعدِ رسولْ
جاء للحقّ وبالحقّ قؤولٌ وفعولْ
فاهتدى للهِ أقوامٌ كِرامٌ وعُدولْ
لم يقولوا في خبالٍ لستُ أدري لستُ أدري

غير أني لست أدري ما لنا اليوم حُؤول ْ ؟
قد صددنا الخلق صدّاً .. أين أخلاق الرسولْ ؟
يوم أدري حق أدري سوف يدري من أعول
سوف يدري بعدها من ليس يدري


إنّ ربّي ذو انتقامٍ وهو بالنّاس رحيمْ
وهو بالّناس مُحيطٌ وبصيرٌ وعليمْ
جلّ ربي ذو جلالٍ جلّ مولاي الكريمْ
فاز من يُهدى إليه وبنورِ اللهِ يدري

تلكم الأسما تجلت طالعْ الخلق العظيم
فإذا بالكون يدري و يذوق من كريم
هذه الأغنام تدري .. هذه الأبقار تدري
و تقول لستُ أدري لستُ أدري !؟!


طلسماتُ الشكّ تهدي لضلالٍ وثبورْ
وكتابُ اللهُ يهدي لرضا اللهِ الغفورْ
فاعبدِ الله فربّي مالكُ الملكِ الشكور
واتقِ اللهَ وجاهِدْ لا تقُلْ لا لستُ أدري

إن تجاهدْ ستشاهدْ .. ذاك قانون العبورْ
أو تعاند فستبقى طيَّ طينٍ من فجورْ
فتأمّلْ ! أعمىً تختار أم ذاك السرورْ
آه لو ذقت قليلاً سرَّ نوري !


إنّنا ندري وندري أنّ دنيانا هباءْ
ومصيرُ الخلقِ إمّا لهناءٍ أو شقاءْ
مدّ كفّاً وتذلّلْ وتضرّعْ بالدعاءْ

ردّد القولَ بـ ( أدري ) ثمّ حاذِر ( لستُ أدري )


فدعاء الله صاحِ هو درب العرفاءْ
هو دَيْن الفطرة المخذولُ من يأبى الدعاءْ
أنت تدعو بلسان الحاجة صبحَ مساءْ
فتعبّدْ و قل اللهمّ ربِّ لك أمري .
ــــــــــــــ