عثمانيات (7)
الدكتور عثمان قدري مكانسي
بأية حال عدت يا عيدُ
قد جئت في زمن الثورات يا عيد --- فشعبُ سورية الحمرا أماجيدٌ
ثاروا براكين لا تهدا ، بها حُممٌ --- وبأسُ شعبيَ في الهيجا بواريدٌ
إيمانهم لـُجّ بحـرٍ يمتطي قـَدَراً --- وعزمُهم طودُ عزٍّ حازه الصِّيدُ
إن الشباب لأبطال الحمى درجوا --- على الكرامة، في الهيجا صناديدٌ
قضّوا مضاجعَ بشـار وزمرتِه --- فهَلـْوَسَ الوغدُ وانذل العرابيدُ
له من الأُسْدِ رَسمٌ لا غـَناءَ له --- وفي الحقيقة( جرثومٌ)ورعديدٌ
يقول هُجراً ويعثو في مزابـِله --- يقيء جُبناً وجُلُّ القول ترديدٌ
وغـار أعوانـُه جرذانَ قـاحلـة --- وقد علاهـُم من الأهـوال تفنيد
ولن ترى فيهمُ خيراً ومنفعة --- هـُمْ في جبـِلـّتهمْ(بـُرْصٌ)منـاكي دٌ
عُبّادُ عِجلٍ ،بلا عقل ولا فَهَمٍ --- أنعامُ بَهمٍ ، سبيلُ الفكر مسدودٌ
يظن من رازهم جمعاً له ثِقـَل --- وهـُم بغـاثٌ وأشــتـات أبـاديدُ
سِلماً دعونا وكان الحبُّ رائدَنا --- شعارُ دعوتنا (حقٌّ وتجديدٌ )
وغصنُ زيتونِنا في الركب واكبَنا --- يحدو المسيرة في الزلفى أغاريدُ
لكنّ شـِرذمة الإجرام في بلدي --- جارت وآذت ، فتقتيلٌ وتشريدٌ
وحرّكتْ آلةَ التدمير في غضب --- فـذاك محتـرق فـيها وملحـود
وذاك شِلوٌ ثَوى في خندق ترِبٍ --- وغيرُه في بلاد الله مطرودٌ
لكنّ سورية الأحرارِ ماضية --- شـبـابُ أمّتهـا صخر جلاميـد
الجِدّ حافـِزهم والله ناصرهـم --- وغاية الصبرفي البلوى محاميد
ياعيد جئت وكان الصوم مدرسة --- قد كان فيها على الظُلاّم تصعيدٌ
وكنـّا فيهِ بشـهر الصوم في جلـَد --- والنصرُ بعد جِلاد الظلم موعودٌ
بشراكِ –أمتـَنا- فالنصرُ في يدنا --- حللتَ أهلاً بلادَ الخيـر يا عيدُ
28—8-2011
28 رمضان 1432