كل شاعر يحب الرجوع إلى قريته
وقريتي صباي
المسلوب
فرغت من ترف الأبجدية
وعشرين عاما من
الشعر
تعرف كيف يسأم الشاعر كعكته
التي لا تخبر عنه
بل عن يديه الماهرتين
في عجن اللغة
لو كان لي
أن أكون غيري لكنت رجلا
بلا ذاكره
بلا أخ وأب
ومريم
تجرح الخاصره
لو كان لي
أن أكون غيري لاخترتُ أن أنبتَ
جانبَ النهر
ورده
ربما لن أعرف
كيف تجف الحلوق
ويساقط القلب ورقا
أصفرا
كيف يرى
الأعمى
حلمه واضحا
وبعيدا
كيف نشرب
الخمر
ثم نسكر بالملمات عيدا
فعيدا
كيف نحيا
أمة ميته
القصيدة
الشجر الدامس
والشاعر
أعمى
واللغة سم الخياط
وأنت المطلق
يتسع
لئلا
يختنق الطفل بداخله
لم يصدق الفناءَ
لم يدع الخلود
لكنه
الأبدُ
في حزنه واحد
في جرحه
أحدُ
عليه من جبة الصوفي
مبتردُ
وجوفه حارق
يبدي به الكبدُ
عليه ما جاء
في ميلاده المددُ
وما عليه إذا لم يأتِ
أن يجدوا
كي أقول
لهم
مرار ذروني
وما خلقت وحيدا
كم هم زبدُ
كم من الناسِ من حولي
ولا أحدُ