أستاذي :
وقبل ان أقول أي شيىء :
وابن اللبون إذا ما لُز ّ في قرن = لم يستطع جولة البُزلِ القناعيسِ.

قصيدة رائعة نُـسجت من قِبل أنامل نسّاج أمعن النظر في رسم السنين ونقوشها على جبين الناس, فاندفقت هذه المشاعر حتى أخرجت نسجا يضاهي تلك المنسوجات المصنوعة من خيوط تباهوا بها .
في بداية القصيدة :
جاءت تحمل مشاعر رقيقة تتراقص على أنغام الصداقة المتينة , ومن هذه العبارة :
كَنَرْجِـسٍ هَـزَّهُ النَّيـرُوزُ مُحْتَفِـلًا.
ثم لا يلبث شاعرنا حتى تأتي مشاعر الحزن لتهيمين في وسط القصيدة :
وَلا تَزَالُ عُيُـونُ البَيـنِ شَاخِصَـةً
تَهْمِي بِدَمْـعٍ مَـعِ التَّسْلِيـمِ مُتَّصِـلِ.
حيث يبدأ الحزن الناتج عن الفراق وما آلت الدنيا عليه .
مما أعحبني في القصيدة :
أن الشاعر من أكثر -وما أكثر أكثر في هذه القصيدة- حلّت به روح البحتري في هذا البيت :
ةتفسيري لهذا الحلول على مذهب الصوفية الشعرية أن البهجة التي حلّت بك جعلت حلول " وقد نبه النيرزو " تكون ماثلة فيك إلا أنك ألبستها شاعريتك.

فَالخَامِلُ الهَمِّ مَنْ يَحْيَـا عَلَـى سَلَـمٍ
وَالبَاذِلُ العَزْم لا يَنْجُـو مِـنَ العَـذَلِ.
حكمة تمثل لي دائما لكن أعرف كيف أُصيغها , وهذا من فيض أفضالك أيضا , أيها البحر .
القَلْـبِ وَالقُبَـلِ, الرِّجْـلِ وَالرَّجُـلِ
جناسات حُسبت للمعنى وخدمته وأكسبته بدل البُعد بُعدين بل أكثر.
الأستاذ القدير :
من أكبر النعم أن يتذكر الإنسان الأيام الخوالي , المليئة بأصحاب طاب ويطيب بهم الوقت حيث سُلب الكثيرين هذا النعمة , رحم الله عمر بن الخطاب" لولا ذكر الله وما ولاه وأخوة يُلتقط معهم أطايب الحديث كما يُلتقط أطايب الثمر لأثرت الموت على الحياة ".
لله درك , صغت الشعر فأجدته فنثال عليك انثيالا ,أشكرك على المقعد المريح الذي وجدته هنا .
كلامي قاصر ولا يطول أن يضفي على دركتكم جمالا .
فتقبل من ابن اللبون ياسيّد الُبزل القتاعيسِ
تحية لا تفنى ولا تنضب .