أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حرامية النهار

  1. #1
    الصورة الرمزية شهيد لحسن امباركي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 67
    المواضيع : 52
    الردود : 67
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي حرامية النهار

    كم كانت هذه الكلمة تثير الاشمئزاز والتقزز حرامي تعني كثير من الدلائل تعني كانت لنا من تلصق به هذه الصفة ابن حرام وتعني المجرم وتعني السفاك والسافل والمنحط والحيوان المفترس بهيئة إنسان.
    و الحرامي يكون منبوذ في المجتمع ومنبوذ في جميع الأديان السماوية حيث أن وصايا كل الأنبياء من آدم (ع) حتى آخرهم وخاتم الأنبياء محمد (ص) أولى الوصايا لا تسرق لا تكذب لا تزني لا تقتل حيث أن أي فعل يمارس من هذه الأفعال يكون مصاحبا لبقية الأعمال فمن سرق يكذب ويزني ويقتل ومن كذب سرق وزنا وقتل ومن زنا كذب وسرق وقتل ومن قتل كذب وسرق وزنا فكانت السرقة ان وجدت فهي غالبا ما تحصل في الظلام والقتل في الظلام و الزنا في الظلام والكذب في الليل وكلام الليل يمحوه النهار وليس هنالك من هو سوي يقبل بهذا النعت وهذه الصفة فلن يرضى الحرامي أن تقول له أنت-ي حرامي و لا الكاذب أنت-ي كاذب ولا القاتل-ة ولا الزاني-ة ولا يمكن لهؤلاء أن ينالوا الدرجات المسؤولة في البيت أو العشيرة أو الدولة ومن يلقى به متلبسا بأحد هذه الصفات يرجم في الطرقات من الأطفال بهوسات مثلا كان شارب الخمر حينما يفضح أمره يخرجون له أبناء المحلة بالرمي بالحجارة وترديد سكران و شتمه فهذه التقاليد ليست قديمة ففي السبعينات من هذا العصر حيث أنها قبل أربعين عام في الثمانينات من نفس العصر انقلبت هذه الموازين وبدأت هذه المحرمات الظهورعلى الساحة ولكن باستحياء في التسعينات أصبحت مألوفة ومصنفة حرامي صغير وحرامي كبير وزير نساء وسياسي وإعلامي ومن لن يمارس هذه الممارسات يرفضه الواقع ويقولون عليه ديني معقد فيكون مخذول من أقرب المقربين وليس لديه أي علاقات اجتماعية وفي الألفية الثانية من هذا القرن كبروا وكثروا هؤلاء وأصبحت لديهم قنوات وفضائيات وتحولت السرقة والكذب والزنا والقتل من الليل إلى وضح النهار وأمام أنظار العالم سرقات كبيرة ما عادة بسرقة طعام أو بيت أو متجر سرقة أوطان وقتل بالجملة ومدن خاصة بالدعارة وقنوات تكذب على مدى 24 ساعة وتقلدوا هؤلاء المنبوذين المناصب والأوسمة و الانواط في مجتمعات العالم الثالث المتخلف، الجميع يحسون أنهم مجبرين على تعلم لغة القنص والصيد من الغنائم في مجتمعات سائبة منهوبة مسروقة برمتها، وحتى الثمالة منذ قرون، فالفوارق الطبقية كبيرة بين متخمين ومعدومين، فالكل يعتمد فيها ليعيش على ذراعه وشطارته، حيث "لا مكان للطيبين" الذين أصبحوا لزوم ما لا يلزم، لأن عليهم واجبات وليس لها حقوق وينتهون متسولين في حمى صراع البقاء.
    وقد يطمع اللصوص الصغار الفقراء، في مجتمعات الفوضى إلى المغامرة والتقليد عبر اقتناص رشوة بدريهمات أو سرقة بسيطة، ثمن وجبة غذاء، أو حليب أطفال أو شربة ماء لدفع ضروريات حياتية أخرى ومن خلال تسليك أمر ما.
    بينما آخرون يستحلون المال العام، خصوصا في سرقة مرافق الدول في الكهرباء ومياه الشرب، والهواء مدفوعين بقناعة ترسبت في أعماق المقهورين سواء في الماضي أن مال الحكومات مسروق لا محال وعليه كمواطن بسيط أن يلحق نصيبه في السرقة قبل ما تضيع علية، وهنا لابأس عنده من قبض رشوات عابرة وسرقات خفيفة، وهدايا لتستحيي العيون وكله تحت شعار إن الكل يسرق الكل.
    ويقول"لصوص الليل إن بعض لصوص النهار قاعدين ينهبوا فينا في رفع الأسعار والاحتكار وجمع الثروات على حسابنا، وتحت هذا المبرر، فإن بعض الحكومات في العالم الثالث تسرقنا كل يوم ويؤكدون إن القواعد الأخلاقية والدينية، التي توضع بحرمة السرقة والرشوة، ستودي إن طبقت إلى القضاء على طبقات الفقراء خاصة في مجتمعات العالم الثالث.
    وفي هّذه الفوضى العارمة وغالبا ما يكون اللصوص الصغار، ضحايا القوانين فيدفعوا أعمارهم خلف القضبان ثمن لوجبة طعام أو دريهمات، فيتشرد الأولاد، ويكونوا أبناء سلالات إجرامية، لان القوانين تحاسبهم بقوة ويسجنوا خلف القضبان من وراء التقليد والجوع والفقر فيعذب" الفقراء الفقراء" في السجون بعضهم بعض وهم يحرسون "مستغلين الطرفين ".
    وهنا يختلف اللصوص الصغار عن الكبار، فهم ليسوا سوى مبتدئين لم يشتد عودهم بعد في حرفة السرقة، ولم يصلوا إلى درجة الخبرة، في استنباط القواعد اللصوصية المتينة التي تجعلهم فئة خاصة، يندرجون ضمن الزمرة اللصوصية الملقبة ولكن اللصوص الكبار الذين ينهبون نهارا جهارا وعلى الملأ ترفع لهم التحيات، خاصة هم من متقني اللصوصية بامتياز، ومحترفيها في حياتهم، فهم يسرقون من قوت فقراء العالم الثالث، وحياته وأمواله وصحته وسرقة أعضاء جسده وحتى صوته في الانتخابات.
    وهؤلاء اللصوص الكبار في العالم محصنين بحصانة القانون وهم يظهرون على شاشات التلفزيون على أنهم القدوة والمثل ويلبسون بدلات آخر صيحة ومعطرة بعطر مستورد بالعملة الصعبة، وهم يناورون وراء مكاتب فخمة لا تبدو عليهم اللصوصية بينما الذين يسرقون في الشارع فمكشوفون للجميع،
    ومع تكرار حوادث الفساد والسرقة ونهب أموال الدول يبقي الفرق بين لصوص الليل ولصوص النهار. فالقانون في بعض دول العالم الثالث يقطع يد ويقبل يد أخرى ويصفق لأخرى وبما أن هذه المهن أصبحت من المهن المرموقة في هذه المجتمعات وبدلا من مهنة الطب أو الهندسة أو الصيدلة فأكيد في عام 2020 ستدرج هذه المهن في المرتبة الأولى وتدرس في الجامعات والدخول إليها بأعلى المعدلات ويتشرف الأستاذ الجامعي أن يكون زوجا أو ابنا أو أخا أو أبا للحرامي والقاتل و الزانى والكاذب كما هو يتشرف الآن بالمهندس والطبيب.

    شهيد لحسن امباركي
    04/09/2011.

  2. #2
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم وحمة الله

    للاسف هدا هو واقع الحال بابامنا هذه

    ونسأل المولي عز وجل ان يزيل عنا الغمة وان يهدي الامة الي كل مافيه الخير والفلاح

    وافر شكري وتقديري لجهدك الراقي استاذنا الكريم
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

المواضيع المتشابهه

  1. رابطة حرامية بغداد المالكية . جاسم الرصيف
    بواسطة جاسم الرصيف في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-05-2007, 03:44 PM
  2. فين النهار
    بواسطة علاء مسلم في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-07-2006, 05:35 AM
  3. فوائد الخيار لمن يستيقظ منتصف النهار !
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-03-2006, 10:45 AM
  4. طال النهار وخافقي منك صايم !!!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 10-12-2005, 10:28 PM