|
(رمضانُ وَلَّى) فانْبَرَتْ أشْواقِي |
تَبكِي الصيامَ بأدمع الأحداقِ |
وتقول يا خيرَ الشهور تركتنا |
ومضيت في هجرٍ لنا وفراقِ |
قد كنت فينا وارتحلت فمن لنا |
بعد الرحيل إلى مدى الآفاقِ |
فلأنت حِبٌّ للقلوب سكنتها |
وقطنت في روح لنا ومآقي |
لَمَّا أتيتَ إلى البريِّة ساطعا |
بالنور عمَّ الأرض بالإشراقِ |
جاء الهنا حَلَّ الهدى بحياتنا |
نلقاكَ يا شهر التقى بعناقِ |
حقا فرحنا بالصيام وشهره |
لَمَّا أتانا هاهنا بتلاقي |
صمناكَ نرجو رحمةً من ربنا |
ومكثت فينا نرتقي بمراقي |
قمناكَ نهفو للعطايا أقبلت |
من ربنا المتفضِّل الرزاقِ |
فيك اهتدينا بالهداية والصفا |
بصلاح قلبٍ مغرمٍ مُشتاقِ |
وبك التقينا ذكرياتٍ عذبةً |
في (بدر) .. في ماء لها رقراقِ |
في فتح (مكة) والحبيبُ بها يرى |
أفواج ناس أسلمت للباقي |
فيك استفدنا من عقودٍ أُجْمِلَتْ |
في ليلة قدرية الأرزاقِ |
بالعشر قمناها لربٍّ واحدٍ |
فرد عظيمٍ قادرٍ خلاَّقِ |
ورحلت عنا يا صيامُ تَرَكْتَنَا |
نبكيك نذرف أدمع الأشواقِ |
رمضان ولَّى وانتهت أيامُهُ |
لكنه في مهجة العشَّاقِ |
يحيا بنا بالصالحات تألقت |
طول المدى بمكارمِ الأخلاقِ |
ويعيش فينا بالفضائل والسنا |
بضياء نور مشرق متلاقي |
بالصالحين بشوقهم وهيامهم |
وبودهم في بهمة السَّبَّاقِ |
مهما تباعد للصيام ركابه |
سنظل في حب له ووفاقِ |
رمضان باق في القلوب وفي النهى |
يحيا بروح القلب .. بالأعماقِ |
سأظل أشدو للصيام وشهره |
شعرا يُشَرِّفُ بالهدى أوراقي |
سأظل أمدح بالقوافي دائما |
رمضانَ شهرَ الخير والإغداقِ |
وأقول يا روح الفؤاد تحيتي |
لك يا حبيبي في أجل سياقِ |
سنظل نرتقب الفضاء لعلنا |
نلقى هلالك قادما بمساقِ |
يا من سقيت حياتنا وقلوبنا |
أرواحنا وعقولنا بمساقي |
رمضان ولَّى يا رفاقُ تجهزوا |
للسير في درب له بلحاقِ |
نرعى العهود بصدقنا وصلاحنا |
بفلاح حفظ العهد والميثاقِ |
هيا جميعا للبقاء على التقى |
يا أخوتي يا صحبتي ورفاقي |
رمضان وَلَّى فاسقنا في عيدنا |
ماءً زلالا طاهرا يا ساقي |
فالعيد جاء بفطره حلوى الهنا |
تزهو لنا في أجمل الأطباقِ |
سنصوم بعد العيد ستا أقبلت |
من شهر شوالٍ أتت برواقِ |
فبها صيام الدهر قال المصطفى |
من طار للأقصى بظهر براقِ |
صلى الإله على الحبيب وآلهِ |
طه المشَفَّع طاهر الأعراقِ !! |