الثقافة والاعلام وما بينهما

● ـ الثقافة والإعلام وما بينهما .

* ـ اثبتت كافة الدراسات والأبحاث التى تناولت هذا الموضوع أن الإعلام كان الأقدم والأسبق من الثقافة والدليل على ذلك حاجة الإنسان الماسة للإعلام فهو ضرورة من ضرورات البقاء وما الإشارات والأصوات التى كان يصدرها الإنسان القديم لابناء جلدته إلا خير دليل على ذلك وهى فى واقع الحال صورة من صور الإعلام ولكن بصورته البدائية .
على كل الأحوال ليس الهدف من كتابة هذه السطور لمعرفة أيهما أقدم أو أسبق إلى الظهور ولكن الهدف هو معرفة مدى العلاقة بين الثقافة والإعلام لا شك إنها علاقة موغلة فى القدم ويكاد يكون هدفهما مشترك ألا وهو التواصل والتحاور مع الآخر سواء بهدف التاثير عليه أم التأثر به فنجد أن الثقافة بحكم طبيعتها ذات جانب وهدف إعلامى والمتمثل فى تعبير الإنسان عن موقفه من ذاته أو من الآخر أو من كل ما هو محيط به لذلك نلمس الثقافة فى المادة الإعلامية وأيضاً الإعلام فى المادة الثقافية ولكى نوضح الصورة ونقربها نجد أن المثقف بكل ابداعاته من آدب وفن وفكر .. ألخ .. لا يكون هدفه الرتابة والابداع لنفسه بل لطرح هذه الابداعات بمجملها للأخر ليدل على مكنونات نفسه ويوضح اراه من شتى المسائل والقضايا .
وعليه فمن الواضح أن العلاقة بينهما متداخلة متلاصقة فكلاهما يبث بالآخر ويمتزج بنسيجه إلا أن التطور الذى طالهما تبعاً لتطور الحياة أدى بالضرورة إلى التباين والخصوصية فى وسائل كل منهما .. إلا أن هذا التطور فى مفهوم الإعلام وتحديداً فى وسائله جعله يثاءر من الثقافة وهيمنتها ويرد لها بعض الدين من ذلك الزمن الذى جعل كلاهما يختلط ويمتزج بالآخر فعلى سبيل المثال الذى يقراء الشعر القديم يلمس به وببساطة المادة الإعلامية فكان الحاكم يحتضن الشاعر ويقربه منه ليكون لسانه ووسيلته الإعلامية وذلك ليظهر محاسن القبيلة ومساوء القبائل المعادية أو ليمدح موقف ويذم آخر لذلك نراه شاعراً إعلامياً بالدرجة الأولى فهو الناطق باسم الحاكم والقبيلة المدافع عن اهدافها ومواقفها المشيد بموقف أو المفند لآخر .. ولا يخفى على أحد ما جاء فى كتاب الله العزيز من آيات افحمت خصوم الإسلام وارغمتهم باعجازها وبلاغتها وامثالها وقصصها على التسليم بصحة وعظمة هذا الدين الحنيف فكانت أهم بل أبلغ إعلام لرسالة الإسلام جعلتهم رغم المعتقد الذى كان سائداً عندهم يدركون صحة وعظمة هذه الرسالة .. وعد فمهما وقع من تباين أو اختلاف أو تداخل أو ترابط بين مفهوم الثقافة ومفهوم الإعلام يبقى فى ذات النوع والدرجة وليس فى الهدف والغاية على اعتبار أن كلاهما بالمفهوم السليم والصحيح يرمى إلى ذات الغاية والهدف وهو توعية الإنسان وتنويره . بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى

الاستاذ طارق :

السلام عليكم


كتب ناعوم تشومسكي كتابه الهام ( تصنيع الطاعة) ووضع رؤيته حول مخادعة الاعلام للثقافة وفضح بذلك ركائز السياسة للمحافظين الجدد


علاقة الاعلام بمؤسسات التربية كانت ولازالت علاقة مشوشة

نفتقر هنا لنصائح هذا المفكر فيما يخص بلداننا



/


تقبل مودتي

الاستاذ طارق :

السلام عليكم


كتب ناعوم تشومسكي كتابه الهام ( تصنيع الطاعة) ووضع رؤيته حول مخادعة الاعلام للثقافة وفضح بذلك ركائز السياسة للمحافظين الجدد


علاقة الاعلام بمؤسسات التربية كانت ولازالت علاقة مشوشة

نفتقر هنا لنصائح هذا المفكر فيما يخص بلداننا



/


تقبل مودتي

تحية طيبة وبعد
وجهة نظر ونحن نحترمها لاننا نؤمن بالحوار ونحترم قواعده

بين الثقافة والاعلام ترابط وثيق، فالاعلام وسيلة تثاقف وتأثير فكري وترويج للمعلومة وما وراءها وهو منبر تحتاجه الثقافة لتنتشر
لذا يعتبر الاعلام خطيرا إن لم يحمل توجهات إيجابيات يتبنى بموجبها ما يجعله معقلا للثقافة الحقة والفكر القويم

موضوع قيم وطرح سهل

دمت بخير

في العهود القديمة كان الشاعر هو من يصنع الإعلام واليوم فإن الأعلام هو من يصنع "الشاعر" فانلقبت المعادلة للأسف وبات الشاعر رهين الإعلام يستعبده ويقرر مصيره لا العكس.

ولعلك كان من الأكمل أخي الفاضل الحديث على وسائل الإعلام فهي التي بظني من صنع الفارق بين أن يكون الأعلام أداة في يد الحاكم أو الشاعر أو الفقيه وبين أن يصبح الحاكم والشاعر والفقيه أداة في يد الإعلام من خلال وجود كل هذه التقنيات والآليات القادرة على الانتشار الكبير والقادرة على التوصيل والتأثير بقوة في صناعة الحدث ورفع من شاءت وخفض من شاءت بايدي خفية وأصابع مغرضة تحرك اتجاه البوصلة نحو ما يخدم مصالحها.

إن الإعلام الحالي هو المسؤول عن تدهور المشهد الفكري والمشهد العلمي والمشهد الأدبي في الأمة بما أدى معه إلى تدهور المشهد الحضاري وبقى الإعلام وحده اللاعب الأساسي في كل هذا وهو لاعب قذر مغرض يرتكز على جعل المشهد السياسي والمشهد الفني والرياضي هما الحالة السائدة لواقع الأمة للأسف الكبير.


تقديري

الثقافة ضرورية لحضارة الأمم والشعوب، ولا يمكن أن يكون هناك مجتمع واع وقادر على التأقلم مع كل المتغيرات، في الوقت الذي لا توجد لديه قاعدة ثقافية راسخة، أما الإعلام، فلربما يكون مهما للنظام السياسي في الدولة، وهو مهم ضمن مخططاتها الاستراتيجية، إلا أن علينا أن ندرك أن هذه الاستراتيجية لا تكون قادرة على الاستيعاب والاستحواذ الكامل لتحقيق الأهداف الصحيحة إلا ضمن استراتيجية ثقافية متكاملة للدولة، وربما من هنا يبدو التنافر في ثنائية الثقافة والإعلام.

موضوع قيم وهام فشكرا لك .