أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: أزمة التعبير ..

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي أزمة التعبير ..

    أزمة التعبير ..

    في مقال سابق كتبت عن ( قصيدة النثر ) وما يكتنفها من إغماض متعمد يُخرج النص من حيز إبداع المعنى إلى اللامعنى .. وكيف أنها تضع المتلقي في تيه لا مخرج منه وضياع لا انتهاء له ، وقد استشهدت فيه بآراء ثلة من المختصين والمهتمين ..
    واليوم وأنا اقرأ كتاب ( في النقد الإسلامي المعاصر ) لأستاذنا الدكتور عمادالدين خليل ، فإذا بي أصطدم بفصل كامل يتحدث فيه عن إشكالية هذا النوع من التعبير ، فصل بعنوان ( أزمة التعبير في العراق ) (1) ..
    حيث يلقي هذا الفصل الضوء على تلك ( الساحة الوجودية الممسوخة ) أو ( الرمزية الجديدة ) على حدّ تعبير الدكتور ، مشيراً إلى ما تشهده الساحة من تطرف الحداثيين بخروجهم على كل قاعدة وسخريتهم بكل أسلوب ، ونفورهم من كل الأعراف الأدبية التي تبلورت في عالم الآداب والفنون ..
    ينطلق الدكتور في الكشف عن قصدية هؤلاء في إغماض نتاجاتهم ، ويرفض أن يكون هذا الإغماض انبثاقاً عن اللاوعي كما يبدو ، أو مجرد تداعٍ حر للأفكار والمشاعر .. يقول :
    ( ففي هذه الساحة ـ أي الساحة الوجودية الممسوخة أو الرمزية الجديدة ـ يقدم هؤلاء أعمالهم الأدبية ، غير منبثقة عن ( اللاوعي ) كما يبدو للوهلة الأولى ، أو كما يتوهمون هم ويوهمون غيرهم ، ولكنها تنبثق عن سبق إصرار ! في جعل العمل الأدبي لغزاً محيراً غامضاً يعجز عن حل رموزه أي مفكر أو فيلسوف .. فضلاً عن الفنان والأديب ! ) .
    وبعد أن يعرض مجموعة من أعمال هؤلاء ، يتأسف على سخف ما يقدمونه من أعمال تغطي مساحات واسعة من الصفحات الأدبية للمجلات والصحف ، ويعتبر ذلك تضييعاً للشعر وسخرية بأداء اللغة العربية ، وأعمالاً خاوية لا تنتمي إلى أي عالم ، ورمزية متكلفة مصطنعة .. يقول :
    ( ولا داعي للاستمرار ـ بعد ـ مع هذا السخف الذي غطى ـ للأسف ـ مساحات واسعة من الصفحات الأديبة لمجلاتنا وصحفنا ، والذي يذكرنا بسخافات ( ادونيس ) وجماعة مجلة " شعر " اللبنانية التي كرست جهودها لتقويض أدبنا ولغتنا بدافع عرقي أسطوري ... أي تتضييع للشعر هذا ، وأية سخرية بأداء العربية اللغوي ) .
    ( مقاطع خاوية ، افتقدت حتى المفهوم النقدي لمحتواها ، فلا هي بالرومانتكية ولا بالواقعية ، كما أن الاتجاه الرمزي فيها مصطنع إلى حدّ كبير ، أما المعاناة الباطنية فإنها تضيع في حنايا رصف ميت للعبارات لا يدل على أية معاناة ، ولا يستثير وجدان الذي يقرؤون ) .

    ثم يعرج إلى أهم الملابسات والنتائج التي رافقت معطيات أدباء هذه الموجة الحداثية :
    1 ـ إن التعقيد اللغوي والذهني يُفقد العمل الأدبي مؤثراته الوجدانية .
    2 ـ يفتح المجال أمام الجدد للوقوف بمستوى المتمكنين وذوي الكفاءات .
    3 ـ يضع العوائق والقيود في طريق الأعمال الأدبية والفنية، لأنه يصرف الكثيرين عن الرغبة في قراءة وتتبع تلك الأعمال حتى النهاية .
    4 ـ يؤدي إلى اضطرابٍ في "التكنيك" الفني للعمل الأدبي .
    5 ـ يضيع وحدة المعنى وهدفية العطاء .
    6 ـ يؤدي إلى تشابه آلي في الأساليب وعدم تميزها وتفردها .
    7 ـ وقد تكون التجربة ذات أبعاد ومساحات واسعة ، إلا أن أعمالاً من هذا النوع لا تغطيها بتكافؤ تام ، وذلك بتوترها وانكماشها على بقع محدودة في مدى التجربة . وينتج هذا التعقيد والاضطراب عن :
    أ ـ فوضى في الأداء اللغوي والتعبيري.
    ب ـ عدم التمرس على البيان.
    جـ ـ التأثر السلبي بترجمات الأعمال الغربية، وبخاصة تلك التي نقلت إلى العربية على أيدي مترجمين لم يتمكنوا بعدُ من فن الترجمة.
    د ـ الرغبة في ملاحقة الاتجاهات الجديدة في الغرب وبخاصة "اللامعقول" دون تفهمها.
    هـ ـ حشر الرموز الأسطورية والتاريخية، وخلق مصطلحات فنية مستعجلة لم يصطلح عليها اللغويون.
    و ـ إثارة الاختلال والصخب في الموسيقى الداخلية والخارجية للشعر.

    ثم يؤكد على أن التأزم النفسي والتاريخي والتطلع الثقافي إلى العالم الجديد لا يعني أن ننتج أدباً مهزوزاً ينبثق عن تجربة مهزوزة متوترة مريضة ، فالأدب من واجبه أيضاً ـ مع كونه صورة صادقة للتجربة الإنسانية كما هي ـ أن يقيم .. ويبشر بالإنسان الجديد .. بعيداً عن كل ما هو مهزوز ومتأرجح ومتناقض ومنشطر إلى ألف إنسان .. وأن يكون حلاً لا مشكلة ..
    كما يؤكد على أنه لو أطلق العنان للأديب للتعبير عما في نفسه بعفوية مطلقة ، لما بقي هناك أدب ولتحطمت أطره الفنية ، ولما بقيت هناك لغة .. ذلك لأن مثل هذه التجارب تضع قضايا اللغة والصياغة الفنية في الظل ، ويغدو التناقض والتمويه هو الهدف .. ولذا يقوم أصحاب هذا الاتجاه في كثير من الأحيان بعملية توتر متعمد ، مصطنع غير طبيعي ، توتر في النفس والفكر ، مما يؤدي بلا شك إلى توتر فيما يصدر عن حركة القلم ..

    ثم يختم الفصل بالكلام عن البيان ، وترك الإغماض .. يقول :
    ( البيان كان هدف الأولين ويجب أن يكون هدف الآخرين... أن توضح تجربتك الشعورية ، أن تبعث للنور أحداث عالمك الداخلي ، أن تقوم بتنسيق دقائق انعطافاتك الوجدانية واهتزازاتك النفسية ، ولمحاتك الفكرية لا يقتضي أبدًا أن تغمض وأن تلح في الغموض ، أو أن تلقي ظلالاً سوداء قاتمة على معطياتك لكي يقال إنك غامض وإنك عميق ... معظم الأدباء الكبار في الماضي البعيد والقريب ، ومن هو معاصر منهم ، لم يصلوا القمة بالغموض ... على العكس من ذلك ، كان البيان ركيزة أعمالهم الكبرى ، البيان العميق في الوقت نفسه . وكثير من الشباب الذين لا تشكل أحداثهم الداخلية وحوارهم الوجداني سوى رصيد ضئيل ، تمكنوا بالخروج على قواعد اللغة والبيان وبالرصف الغريب للعبارات ، من أن يرتفعوا ـ أو هكذا يخيل إليهم على الأقل ـ إلى مستوى الأدباء الحقيقيين ... وكثير من الشباب الذين لم يستكملوا بعدُ الأدوات الأساسية للعمل الأدبي والفني ، برزوا فجأة في أجواء العراق الثقافية ليفرضوا أنفسهم فرضًا في مجالات الأدب فيه).
    ويقول :
    ( وستزداد هذه الأزمة تعقيداً على مرّ الزمن إلى أن يأتي اليوم الذي تنهار فيه الجدران ، ويلتقي البيان والفكر والمنطق .. بالبناء الفني المتناسق الدقيق .. وبرصيد كبير من المعرفة والتجربة النفسية والوجدانية ) .

    ــــــــــــــ
    1 ـ هذا الفصل يبدأ من الصفحة 101 إلى 108 .



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة
    ينطلق الدكتور في الكشف عن قصدية هؤلاء في إغماض نتاجاتهم ، ويرفض أن يكون هذا الإغماض انبثاقاً عن اللاوعي كما يبدو ، أو مجرد تداعٍ حر للأفكار والمشاعر .. يقول :
    ( ففي هذه الساحة ـ أي الساحة الوجودية الممسوخة أو الرمزية الجديدة ـ يقدم هؤلاء أعمالهم الأدبية ، غير منبثقة عن ( اللاوعي ) كما يبدو للوهلة الأولى ، أو كما يتوهمون هم ويوهمون غيرهم ، ولكنها تنبثق عن سبق إصرار ! في جعل العمل الأدبي لغزاً محيراً غامضاً يعجز عن حل رموزه أي مفكر أو فيلسوف .. فضلاً عن الفنان والأديب ! ) .
    ( ولا داعي للاستمرار ـ بعد ـ مع هذا السخف الذي غطى ـ للأسف ـ مساحات واسعة من الصفحات الأديبة لمجلاتنا وصحفنا ، والذي يذكرنا بسخافات ( ادونيس ) وجماعة مجلة " شعر " اللبنانية التي كرست جهودها لتقويض أدبنا ولغتنا بدافع عرقي أسطوري ... أي تتضييع للشعر هذا ، وأية سخرية بأداء العربية اللغوي ) .
    ( مقاطع خاوية ، افتقدت حتى المفهوم النقدي لمحتواها ، فلا هي بالرومانتكية ولا بالواقعية ، كما أن الاتجاه الرمزي فيها مصطنع إلى حدّ كبير ، أما المعاناة الباطنية فإنها تضيع في حنايا رصف ميت للعبارات لا يدل على أية معاناة ، ولا يستثير وجدان الذي يقرؤون ) .

    ثم يؤكد على أن التأزم النفسي والتاريخي والتطلع الثقافي إلى العالم الجديد لا يعني أن ننتج أدباً مهزوزاً ينبثق عن تجربة مهزوزة متوترة مريضة ، فالأدب من واجبه أيضاً ـ مع كونه صورة صادقة للتجربة الإنسانية كما هي ـ أن يقيم .. ويبشر بالإنسان الجديد .. بعيداً عن كل ما هو مهزوز ومتأرجح ومتناقض ومنشطر إلى ألف إنسان .. وأن يكون حلاً لا مشكلة ..
    ويقول :
    ( وستزداد هذه الأزمة تعقيداً على مرّ الزمن إلى أن يأتي اليوم الذي تنهار فيه الجدران ، ويلتقي البيان والفكر والمنطق .. بالبناء الفني المتناسق الدقيق .. وبرصيد كبير من المعرفة والتجربة النفسية والوجدانية ) .

    قراءة واعية في كتاب قيم لأكاديمي عملاق هو الدكتور عماد الدين خليل، واقتناص يحسب لك لفصل هام من الكتاب يستحق اهتمام الأدباء والنقاد لما يطرح من تحليل علمي لأزمة خطيرة لا يلحظها البعض ولا يدرك خطورتها البعض الآخر ويستمثرها المغرضون بمهارة
    ولعلي أخالف أستاذنا الكبير في قوله أن الأزمة ستزداد إلى أن يأتي زمان ...
    فكتاب كهذا ، ومتابعة ونقل كالتي تفضلت بها أديبنا الكريم عطفا على قراءة لك في مقالة في نفس السياق، يعني أن ثمة صحوة تهدد ذلك المشروع الزائف وستسقط الجدران بأسرع مما يتصور أصحابه

    شكرا لهذا القبس الرائع من نور فصل جميل في كتاب قيم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية ياسر سالم كاتب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : وأرض الله واسعة ....
    المشاركات : 1,312
    المواضيع : 172
    الردود : 1312
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    كتاب جميل من عالم بحجم الدكتور عماد الدين خليل حفظه الله
    سأحوزه إن شاء الله ... فكم بحثت عن مثله
    مثل هذا الطرح ينبغي أن يسود ويقود .. فهو حصن منيع يحمينا من زوابع الحداثة المستخذية والهائمة في عروق المرجفين الزاحفين على بطونهم خلف أسيادهم من كهنة الغرب الذين يمسخون الحرف والمعنى ويصرعون العقل في مساحاتهم الشاسعة السوداء

    شكرا أستاذ بهجت ...
    بورك الطرح والعرض
    والدال على الخير كفاعله..


  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة

    قراءة واعية في كتاب قيم لأكاديمي عملاق هو الدكتور عماد الدين خليل، واقتناص يحسب لك لفصل هام من الكتاب يستحق اهتمام الأدباء والنقاد لما يطرح من تحليل علمي لأزمة خطيرة لا يلحظها البعض ولا يدرك خطورتها البعض الآخر ويستمثرها المغرضون بمهارة
    ولعلي أخالف أستاذنا الكبير في قوله أن الأزمة ستزداد إلى أن يأتي زمان ...
    فكتاب كهذا ، ومتابعة ونقل كالتي تفضلت بها أديبنا الكريم عطفا على قراءة لك في مقالة في نفس السياق، يعني أن ثمة صحوة تهدد ذلك المشروع الزائف وستسقط الجدران بأسرع مما يتصور أصحابه

    شكرا لهذا القبس الرائع من نور فصل جميل في كتاب قيم

    تحاياي

    استاذتنا العزيزة ربيحة الرفاعي
    أشكر لك حضورك البهي وقراءتك ..

    الدكتور عمادالدين خليل عالم كبير ومفكر مبدع ، صاحب نظريات في التاريخ والفكر ..
    لكني أرى تقصيراً من المهتمين بالفكر والتاريخ في متابعة كتاباته وبلورتها ، بل وتقديمها للناس بطريقة مبسطة ..
    كما أرى تقصيراً إعلامياً في تقديمه في الاعلام والاستفادة من علمه وخبراته ..
    وأخشى أن يصير الأمر مثل ما قال الامام الشافعي : الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ..

    أما بخصوص تزايد الأزمة ، فإني أظن ـ ولا أجزم لأني لا أملك تاريخ كتابته للموضوع ـ أنه كتبه في وقت مبكر من بروز الأزمة على الساحة ، وربما له اليوم رأي آخر ..


    شكراً لك استاذتي مرة أخرى

    مع خالص تحياتي ..

  5. #5
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر سالم مشاهدة المشاركة
    كتاب جميل من عالم بحجم الدكتور عماد الدين خليل حفظه الله
    سأحوزه إن شاء الله ... فكم بحثت عن مثله
    مثل هذا الطرح ينبغي أن يسود ويقود .. فهو حصن منيع يحمينا من زوابع الحداثة المستخذية والهائمة في عروق المرجفين الزاحفين على بطونهم خلف أسيادهم من كهنة الغرب الذين يمسخون الحرف والمعنى ويصرعون العقل في مساحاتهم الشاسعة السوداء

    شكرا أستاذ بهجت ...
    بورك الطرح والعرض
    والدال على الخير كفاعله..


    الأديب الكريم ياسر سالم
    أشكر لك مرورك الجميل

    والكتاب يستحق بحق القراءة
    والجميل فيما يكتبه الدكتور عمادالدين خليل أنه ينطلق من ثوابت الشرع ، وفي نفس الوقت هو متمكن في العلم الذي يتكلم فيه ويناقش فيه أصحابه ويكشف زيف ادعائهم وبطلانها ..
    مثل ما فعل الامام الغزالي عندما قرأ الفلسفة وهضمها هضماً جيداً ، حتى برع فيها ، ثم وجه ضربته القاضية لها في كتابه ( تهافت الفلاسفة ) ..
    يقول علماء الفرنج : ان الغزالي طعن الفلسفة في الشرق العربي طعنة قاضية ، وكاد يكون نصيبها في الغرب كذلك ، لو لم تلق في ابن رشد حامياً لها أحياها قرناً من الزمان .

    دمت بخير
    وأتمنى أن تجد الكتاب ..


    تحياتي ..

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    شكرا لك أستاذ بهجت على ما أوجزت
    فعلا هي ازمة في التّعبير لكثرة ما طرح في الكتب ممّا لا يفهم!
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة
    أزمة التعبير ..
    ثم يختم الفصل بالكلام عن البيان ، وترك الإغماض .. يقول :
    ( البيان كان هدف الأولين ويجب أن يكون هدف الآخرين... أن توضح تجربتك الشعورية ، أن تبعث للنور أحداث عالمك الداخلي ، أن تقوم بتنسيق دقائق انعطافاتك الوجدانية واهتزازاتك النفسية ، ولمحاتك الفكرية لا يقتضي أبدًا أن تغمض وأن تلح في الغموض ، أو أن تلقي ظلالاً سوداء قاتمة على معطياتك لكي يقال إنك غامض وإنك عميق ... معظم الأدباء الكبار في الماضي البعيد والقريب ، ومن هو معاصر منهم ، لم يصلوا القمة بالغموض ... على العكس من ذلك ، كان البيان ركيزة أعمالهم الكبرى ، البيان العميق في الوقت نفسه . وكثير من الشباب الذين لا تشكل أحداثهم الداخلية وحوارهم الوجداني سوى رصيد ضئيل ، تمكنوا بالخروج على قواعد اللغة والبيان وبالرصف الغريب للعبارات ، من أن يرتفعوا ـ أو هكذا يخيل إليهم على الأقل ـ إلى مستوى الأدباء الحقيقيين ... وكثير من الشباب الذين لم يستكملوا بعدُ الأدوات الأساسية للعمل الأدبي والفني ، برزوا فجأة في أجواء العراق الثقافية ليفرضوا أنفسهم فرضًا في مجالات الأدب فيه).
    [/align][/SIZE]

    شكرا لك اخي الكريم على نقل هذه الاضاءات
    تحياتي
    وحفظك المولى

  8. #8
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    أهلاً بك اخي الحبيب عبدالرحيم
    وشكراً لك

    جعل الله القرآن الكريم ربيع قلبك


    تحياتي ..

  9. #9
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي

    وبارك الله فيك استاذة كاملة بدارنه
    وحفظك ربي ورعاك
    وشكراً لحضورك


    رمضان مبارك


    دعائي وتحياتي ..

  10. #10
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    قلت في مداخلة سابقة :
    ( أما بخصوص تزايد الأزمة ، فإني أظن ـ ولا أجزم لأني لا أملك تاريخ كتابته للموضوع ـ أنه كتبه في وقت مبكر من بروز الأزمة على الساحة ، وربما له اليوم رأي آخر .. )

    اليوم وجدت مقالة للدكتور عمادالدين خليل يكشف فيها أنه كتب مقالة ( أزمة التعبير في العراق ) في ستينيات القرن الماضي، لكن الشيء الآخر الذي وجدته أنه وبعد أربعين سنة لا يزال على رأيه .

    وأترككم مع مقالته :
    الأسلوب الملتوي .. إلى أين ؟!

    أ.د. عماد الدين خليل

    منذ ستينيات القرن الماضي كنت قد حذّرت من ظاهرة الأسلوب الملتوي في الكتابة التي بدأت يومذاك تطل برأسها المشؤوم، فكتبت مقالاً عن ( أزمة التعبير في العراق ) نشر ضمن كتاب ( في النقد الإسلامي المعاصر ) ، الذي صدر بطبعته الخامسة الجديدة عن دار ابن كثير في دمشق وبيروت عام 2007 م .
    ( يذكر هنا البيان الذي كان عليه الأقدون وأهم الملابسات والنتائج التي رافقت معطيات أدباء هذه الموجة الحداثية ، وقد ذُكرت في الموضوع الاصلي فلا حاجة الى تكرارها ) .
    بعدها ، بما يزيد عن الأربعين عاماً، عدت لمعالجة الظاهرة نفسها في مقال يحمل عنوان ( أبجديات حول أدب الغموض ) ، نشر في مجلة ( حراء ) ، وكأن لم يتغير من الأمر شيء ! وبالتأكيد، فإن صيغ الترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى ، على أيدي مترجمين غير أكفاء ، لها دورٌ كبير في هذه الظاهرة .. فكلما ازدادت حركة الترجمة، وأصبحت الكتب والمقالات والبحوث المنقولة إلى العربية بأسلوب حرفي متيبّس ، أو انحراف - بدرجة أو أخرى - عن نبض الكتاب أو البحث المترجم ، تملأ المكتبات والأسواق ؛ ازداد تأثير أسلوبها الملتوي هذا على عقول ووجدان القرّاء والباحثين ، فراحوا يطلعون علينا بما لا يكاد يصل إلينا بسبب من عتمته والتواءاته ! أكثر من هذا ، فإن الكثيرين من طلبتنا في مجال الدراسات الأدبية والنقدية ، أخذوا يمارسون ما يمكن تسميته بنقل القوالب الغربية الجاهزة وتنزيلها على الأعمال الإبداعية ، روائية أو مسرحية أو شعرية أو قصصية ، دونما أي قدر من الإضافة أو المقارنة أو التمحيص أو الرفض.. فيما يذكرني برسالة ماجستير طلب مني يوماً أن أشارك في مناقشتها ، وقبل أن أعطي رأيي في الموافقة أو الرفض ، رحت أقلّب صفحاتها التي تتناول دراسة عن الروائي المصري المعروف ( عبدالحميد جودة السحّار ) ، وكنت قد قرأت له الكثير ، فإذا بي لا أكاد أعثر على أثر لهذا الروائي ، وإنما وجدتني أمام تنزيل آلي رتيب للقوالب النقدية ( الغربية ) على معطيات هذا الرجل ، كادت أن تمسخه ، فاعتذرت عن مناقشة رسالة يغيب فيها الباحث ويتحوّل إلى مجرد إنسان آلي يستنسخ ما يقوله الآخر. إننا اليوم ، حيث يزداد سرطان الغموض التعبيري ، وتأثيرات الأعمال المترجمة ، والنسخ الآلي انتشاراً ، علينا التحقّق بوقفة جريئة لمجابهة الحالة التي تؤذن بفيضان رهيب قد يأتي على مفاهيم التعامل مع لغتنا العربية من القواعد، فيحيلها ركاماً ، وما لم نتداعَ جميعاً لوقفة كهذه ، فقد يأتي اليوم الذي ندخل فيه جميعاً دائرة الاغتراب اللغوي الذي يجعلنا نعيش في جزر متباعدة ومنعزلة ، والذي إذا ما قدّر له أن يضاف إلى حلقة اغترابنا الحضاري ، فإنه سيؤكد هذه الحلقة، ويزيدها تجذّراً في ديارنا .. وحينذاك نكون قد خسرنا كل شيء .



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. درسُ في التعبير
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 07-05-2019, 11:35 AM
  2. كيفية التعبير عن ألقاب القافية .. عند ابن الدهان
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-02-2013, 06:15 PM
  3. أزمة مصرفية أم أزمة النهج الرأسمالي؟
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-10-2008, 02:27 PM
  4. جماليات التعبير الشعبي الشفهي {الحكاية الشعبية ـ الموال 00 }
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-09-2007, 08:05 PM
  5. التعبير عن الحب ينقذ الحياة الزوجية
    بواسطة زاهية في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-11-2005, 05:07 PM