المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رعد حيدر الريمي
بيدي نكأت جرحي ...
لم أتصور يوماَ أني سآوي إلى هذه الذاكرة الممتلئة حزناَ .... على غرار فراري منها...
قادني الفراغ من كلتا يدي ... حينما أسلمته مخيلتي الهائمة ...
لينتهب الهدوء ،والخلوة ،والفراغ الذي
يجتالني ... ليشط بي حيث يريد ...
أثماَ أيها الفراغ ... حينما هويت بي إلى قعر ذاكرتي المكتظة ذكرى...
ذكريات لا أفضل استعادتها أو تذكرها... كئيبة، حزينة، مريرة...
في تمام الساعة العاشرة مساء ... كنا نتوقع انطفاء التيار الكهربائي لأننا قرأنا تنبيها لهذا الغرض في صحيفة اليوم... الكل
أستودع عملاَ له يقوم به إلا أنا...
فصوارف الأعمال ،ومضامين الأشغال أنستني ... حتى
أنقطع التيار الكهربائي...
فما كان مني إلا أن تسللت من مكاني الذي تتجلجل
أرجائه ضوضاء إلى سطح منزلي
تارك الأولاد في ضجيجهم، وأسماء زوجتي في عراكها معهم ..
لأنفذ بخيالي إلى سطح منزلي .. مستحضراَ علبه سيجارتي ...
أسندت ظهري إلى لوح كان
موضوع... وجعلت أهيم بخلوتي مع النجوم ،والقمر ،وألوان السماء ،..وتطاير الشهب، وسواد قد
حلولك في ناحية الأفق... هنا غاب تركيزي ليشرد بعيدا حيث لا أريد... حيث يريد..
لم نك اثنان غير أنا وتفكيري ..
فتفكيري يأنس دائماَ بتلك المقولة ... : داوني بالتي كانت هي الداء...
عير متحقق من صحة ولا أبه بتحقيق هذه النظرية ... غير أنه يؤمن بها ... ويمارسها ... فهو مختلف عني فأنا أؤمن بالابتعاد، وتجنب كل ما يبعث
فيا كوامن ذكريات مرفوضة ... فما كان منه إلا أن
أمتطى صهوة خيالي، وسرح بها إلى حظيرة ذكريات... حظيرة استودعتها يوماَ كل مواقفي ، ومعاركي وسعادتي النادرة ... يقف على أعتابها
محملق فيها؛
متحاشي كل نظرة علها توقفه على ذكرى سعيدة ..
مستأنس ،
وراغب إزاء كل وجهة تثعب ألماَ ،وهماَ ...