حامد الزبيدي: رسالتي في المسرح ليست فرجة إنما هي صرخة أديب

• كيف تقدم نفسك للقارئ الكريم؟
- أتقدم إليه وأنا أحمل نفسي نذرا لوطني الجريح عسى أن يتقبلها مني، أنا جزء منه أحمل إليه رسالتي التي تكمن فيها حلول المشاكل الاجتماعية والصراعات الإنسانية إنها تكشف عن الأزمات النفسية والاجتماعية لكي تنقله من الجهل الى المعرفة، من الظلام الى النور إذ هي تنمي فكره وتغذي ذهنه وتطوره بالعلم والمعرفة رسالتي في المسرح هي ليست فرجة ولا لعبة يتمتع فيها المشاهد إنما هي صرخة وصرخة الأديب بثلاثين مليون صرخة في ساحة التحرير، ساحة الكادحين المضطهدين في كل مكان وزمان.

• المحطة التي جعلت منك كاتبا أولا أو ممثلا أو مخرجا أو بالعكس؟
- ليس هناك محطة واحدة منحتني هذا الكم من الإبداع إنما هناك محطات كثيرة ولا ادري من اي محطة انطلق ولكن على العموم نحن الفقراء دائما وأبدا نصنع تاريخنا بأيدينا لكي يكون لنا شأن ومن خلال هذا المنطلق ثابرت كثيرا في المسرح وعشقته الى حد الجنون لأصنع لي تاريخا حافلا بالمجد، تاريخ لن ينسى مهما تقدم الزمن.

• حداثويتك أين تكمن؟
- تكمن، تتموضع في عمق مؤلفاتي المسرحية والقصصية والروائية التي ترعى في ربوع أخيلتي، لا مكان لها ثابت على الإطلاق دائما هي مسافرة الى أمكنة قصية ومتمردة حتى على ذاتها قد تلغي كل شيء من الذاكرة وتأتي بغيره بدلا عنه.

• ريادتك الى اين تأخذك؟
- تأخذني بعيدا، تأخذني الى مدرسة الجماهير الابتدائية في بعقوبة، تأخذني الى سنة 1965 لما كنت تلميذا في الصف الرابع الابتدائي، وأسند لي معلم اللغة العربية استاذ صبيح، رحمه الله، دور الاسد في مسرحية كانت في القرآة آنذاك، تلك اللحظة زرعت في روحي بذرت المسرح وفي سنة 1968 انتميت الى فرقة مسرح بعقوبة، البوابة العظيمة التي انطلقت منها إلى كل الفضاءات الرحبة، تلك البوابة علمتني كيف أكون فنان ملتزم.

• معاناتك مرت بمحطات كثيرة ... هل من وقفة عند أقسى محطة كنت عندها؟
- إحساسي بالظلم هو قمة معاناتي، إحساسي بإلغاء الآخر وتهميشه لأنه أكثر كفاءة من الآخرين، أو الصعود على أكتافه بسرقة مؤلفاته وجه لوجه واتهامه باتهامات شتى من اجل عرقلة مسيرته وإيقافه عن العطاء لأنه هو الأفضل هنا تكمن مأساتي، أما أقسى محطة عندي هي أن الوطن العزيز لا يحترم مبدعيه، وهذا ناجم عن جهل وعدم روية.

• التهجير أو الغربة او الهجرة في قاموسك ماذا تعني كل تلك الامور؟
- دونت الغربة في قاموس حياتي من أول صفحة حتى آخره، كل عمري مهاجر وغريب في وطني ليس لي مكان فيه، ليس أنا وحدي إنما اغلب العراقيين هم مهاجرون هم غرباء وإن كانوا يعيشون فيه، نحن نحس إننا سليبو الحقوق وكثيرو الواجبات وجاء الغزاة فكحلوها حيث وضعوا لنا دستورا لا يحترمنا.

• حصادك هل آل الى النسيان؟
- وهل أنا بدت حتى القارئ يغفل عني؟ أنا لم أبدء بعد ربما خاتمتي هي بدايتي ومن يذق طعم ثمري أبدا لا يغفل عني، تلك هي علامات مؤلفاتي، من يقرأها، يعيش في كنفها، ويتخيل أني أتكلم عنه، فكيف ينسى من يتكلم عنه؟

• كتاباتك عبر الانترنت ماذا حققت لك؟
- حققت لي الكثير، حسستني أن لي قراء كثيرين في الوطن العربي ناهيك عن الفرق المسرحية التي قدمت أعمالي في المغرب والجزائر ومصر.

• لماذا توقفت عند خطوات الابداع؟
- أنا لم أتوقف عن العطاء مادمت أتنفس الهواء، أعمل بصمت وأكره التطبيل، لازلت أكتب المسرحية والقصة القصيرة والرواية، ينبوع لا ينضب طالما هناك معاناة على وطن قل نظيره محتقر.

* كيف تمكنت من اختراق أسوار بغداد المسرحية؟
- اقتحمتها من خلال اشتراكي بمسرحية مواقف لا اعرف مؤلفها ولكن كان مخرجها سالم الزيدي التي شارك بها في المهرجان القطري الأول للمسرح المدرسي سنة 1970 وعرضت في التلفزيون حيث أخرجها رشيد شاكر ياسين واشتراكي ممثلا في مسرحية البستان من تأليف وإخراج عباس الجبوري التي قدمت ضمن فعاليات المهرجان القطري الأول للمسرح الريفي سنة 1973 واشتراكي في المهرجان الأول للمسرح العمالي سنة 1978 بمسرحية عندما تقرع الأجراس وكانت من تأليفي واخرجي، وفي سنة 1998 اشتركت في المهرجان القطري الثاني لمسرح المونودراما بمسرحية قضية المواطن صيهود من تأليفي وإخراجي وبطولة الفنان عبد الستار الربيعي.

* العمل الذي فرض تواجده في العاصمة بغداد؟
- بعد الاحتلال بأيام قلائل وفي أول انتفاضة قام بها الإعلاميين العراقيين للمطالبة بحقوقهم المضطهدة قدمت مسرحية قضية المواطن صيهود تضامنا معهم على صالة مسرح الرشيد المحترق حيث كان الدخان يملئ الصالة والسنة النيران تخرج من بين الجدران وأنا فخور بتلك الصرخة التي انطلقت من بين النيران والدخان أمام مرأى حشد كبير من الإعلاميين العراقيين والأجانب.

* حصادك هل أنت مقتنع به؟
- لو أني مقتنع به لما تحدثت إليك، لتحدثت في ذات نفسي وقلت: يا حامد الزبيدي قد اتتمت رسالتك واكتف بها وعليك الابتعاد عن المسرح وهمومه والإخراج والتأليف، وأرحل مع الراحلين.

* حينما ترى عملا مسرحيا ما الذي تتذكره من اعمالك؟
- لم أشاهد عملا مسرحيا هذه الأيام. أما بالنسبة لإعمالي أنا لم أنس شيئا منها.. هل من المعقول أن أنسى تاريخي؟ من منا ينسى تاريخه؟

* الإحباط ماذ يعني لديك؟
- أن أبدء بترو من جديد وبقوة

* النجاح ماذا يعني لديك؟
- مسؤولية كبيرة تضاف إلي ووجوبا أن أكون قدرها وأحافظ عليها.

* أين أنت الان مابين السطور أو على هامش الورق؟
- أنا الان أقف بخشوع أمام تأليف رواية جديدة وقد انتظرتها كثيرا وحان الحين لأخوض خوض الولهان فيها.

* ما الذي تود قوله لحامد الزبيدي وأنت في هذه المرحلة؟
- يا حامد ضاع الوطن ضع أنت أيضا ولا داعي للمكابرة.

* كيف تقيم حامد الزبيدي كفنان وكانسان؟
- الفنان حامد الزبيدي لا اعرفه ولا أريد أن اعرفه.
والإنسان حامد الزبيدي أول مرة أعرف أن حامد الزبيدي إنسان لأن أعظم ما في الوجود هو الإنسان ... حامد الزبيدي طيب الى حد السذاجة وفاشل في مجمل حياته لأنه صادق وصريح.

• كيف تتعامل مع الشوائب التي ظهرت في الساحة الفنية والأدبية؟
- اتحاشاها لأنها تعيش بلا كرامة ثم هذه الشوائب كانت أيام زمان تلبس ثوب التملق أما اليوم فإنها كتل كونكريتيه مافيا العصر المظلم ولا طاقة لي بها ولا حتى الاقتراب منها إنها تعيش في ربيع بلاستيكي تنتهي بنهايته وربما تلبس ثوب آخر وتظهر من جديد بحلة أخرى.

• سؤال تود توجهه لحامد الزبيدي وتترك الاجابة عليه لحامد الزبيدي؟
-حامد الزبيدي الإنسان: ياحامد حتام تبقى تنفخ بهذه القربة المثقوبة الا يكفيك جوعا؟
حامد الزبيدي الفنان: قل ما تشاء أنا لن أتركها إنها حياتي وأنا حر بها ولي الحق أن أعيشها كما يحلو لي.