أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الهمس الجميل

  1. #1
    الصورة الرمزية ريبر أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 120
    المواضيع : 36
    الردود : 120
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الرسالة الثانية

    تسرقني همومي منك فأهرب من سجنها إليك وأعلم أنك همي الجميل فلا أركض
    إلا خلف الهموم الجميلة أين يختفي صوتك تحت إناء النجوم أم فيه أم يتدلى في
    عناقيد الكروم ,الليل لا يعرف ما بيننا بددي سواد الليل بأبيض صدرك ,الألوان
    تكاد تتخلى عن ماهيتها تود سمات جديدة تعيد بهاءها اتركي حبيبتي كل المسميات
    فلدي مفاهيم عاطفية تعيد إليك تألقك أمام الكون ما كنت وحيداً معك مزقت خرائط
    الوحدة تمزيقاً من بعد حبك بات العالم كله مهجوراً من أناسه وقاطنيه وكأني
    الوحيد الذي يعيش في كوكب الأرض إنك مسقط رأس الحرية ملاذ الأحرار
    والعبيد مهد حريتي الآن يتعلق كجسر غيمي بين جذوع أشجار السرو
    وستائر نافذتك وسريرك الابيض, أيتها الحبيبة الغائبة كقوس قزح عن أمطار قلبي
    الغزيرة
    أبحث عنك بين أسماء دفتر الهاتف فلا أجد رقمك, تتردد أصوات الصخب
    تحاصرني كسجن داخل قبو نتن بقلعة مهجورة ووحدك أنت باب الحرية ومشعل
    الخلاص من عبودية الفراغ العبثي أنت الوحيدة من بوسعها أن تشعل نيران
    (كاوا) في أثير الظلم والمعاناة ,تناثري في قلبي برحيقك حينما أكلمك فأنا
    لا أميِّز بينك وبين ثلوج جبالي ,إن دفئك يتسرب في صقيع(آرارات) وفي جحيم
    روحي لقد قبلت التجمد بين ثلوج الشتاء وصقيعه الحنون لأن الحمائم ضلَّت
    طريقها للعش واختارت شجرة الزيزفون فقد أتيت لقلبك ضيفاً مقيماً في بريق
    العيون اللؤلؤية أيتها الغاربة كنرجسة الصيف وماء الورد ,أيتها الحائرة
    كغيوم الصيف ونكهة البن اليمني وهمسات الوسائد بين العاشقين البررة
    لأنك كل أحلامي قرَّرت أن أحبك لأن الحياة لا تنجب متمردي الحب كل عام
    قررت فتح فندق بجوار بيتك يقيم فيه العشاق والجوَّالون الذين يبحثون عن
    حرارة الضم ومتعة العناق ,حزينة شجرة الزيتون كحزني ,شاردةٌ في عوالمي
    تحاكي تيه المدى وطيات الكآبة ,سأتعلم منك الحديث عن الحب لأصبح داعيه له
    في هذا الكون الآسن كنت واثقاً من قلبك نبضه يعلمني سمفونية الخلود التي يهتز
    من وقعهاالفناء, بينما كانت العصافير تغار من حنجرتك التي راحت تُطلق همسها
    في سمعي ,باتت مخيِّلتي فارغة من فوضى الحنين وهموم البحر الأزرق بروحك
    أكتب عنك كلاماً يخرج من كل اتِّهاماته ,كلام يرفض جلوس الصمت على ركبتيه
    أكتب عن فوانيس مكسورة عن أواني الخزف الضوئية التي تتساقط من شفاه القمر
    فلتنبهر أنوثة الحقول وعذرية الحدائق لأننا وردتين فوق تلة مشتى النور
    الضوء يسرق حكايات الحب بين عينيك العاشقتين مازلت أحلم أن أظل معانقاً
    انتفاخات نهديك وامتلاءهما وانسيابات أردافك وحرارة شفتيك لحظة قبلة مرتجلة
    تحكي عن أحزان الشبق إن قداسة الأنوثة الجسدية لا تقُّل قداسة عن الأماكن
    المقدسة والآثار الدينية أبداً وعين الناظر الراهب لاتنكر مرآها قبل أن يتظاهر
    الآخر الانسان قداستها لينضم بفضل الدهشة والنشوة الطاغية لفريق الرهبان
    اعتدت في حربي الغرامية أن أرغم النجوم على البكاء لأجعلها تستعدُّ للعويل
    أحب أن أراك عارية من قشور الجسد فأنا لا أحب المظاهر يابرتقالتي المراهقة
    أطل عليك من يمين النهر الذي ينبع من بين نهديك ليتجمع في رحمك بعد جريان
    بطيء وليتساقط أخيراً كشلال بسيط بين فخذيك فأدخل من وراء النهر المبارك
    لمعبد يجاور الشلال البسيط أووه إنها مغارة العشق الشبيهة بمغارة المسيح الطفل
    فأشعر بإغماء يشعرني بالسجود واللذة أغفو بين رمشيك كفراشة البشرى أرتفع
    نحو ضفائر شعرك الكستنائي العابر في مدن الظلام ,في عيد الحب أبكي
    ودموعي تحلم بنهر مستقل يوحد ملوحتها ,لم أرك في هذا العيد فتأرجحت همومي
    بلا أرجوحة ,حبيبتي تنقلي من مسافات همومي ولا تتساءلي عن نوبة جرح أو
    طعنة شوق أتلقَّاها من جفنيك عليك أن تعِديني بالموت غرقاً لحظة حب صغيرة
    أمامي تعادل أضعاف عمرك دوني لتعلمي أني أتيت لعالمك من أجل الحب ورفع
    راية الحرية والبقاء , في ليلة حائرة احترتُ في وجهك أحسست أن القمر اكتمل
    بوجهك سحرك قد خسفه فأرَّق دورته فبات يشبه وجهك لقد جرى انقلاب لليل
    تغير قمره جراء عشق لا مثيل له أربكه

  2. #2
    الصورة الرمزية ريبر أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 120
    المواضيع : 36
    الردود : 120
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الرسالة الثالثة

    الرسالة الثالثة
    لماذا في مدينتنا تتجمد الأحلام؟!
    لماذا نتبع خطوات حبيباتنا ونحن خائفين ؟!!!!!!
    لماذا تتحطَّم أجنحتنا كلَّما فكَّرنا برؤية حبيباتنا والجلوس معهنَّ لدقائق ؟!!
    لماذا نحتمل الزمن ؟!
    لماذا لم نعتد على البكاء بعد ؟!
    لماذا نحمل حقائبنا لنرميها على المفترقات دائماً ونتشَّردُ بعد ذلك ؟!
    لماذا أكتب أحزاني ؟!
    أصورها دون أن أفكِّر بمحوها ؟!
    لماذا تعلَّقت بالحب وتواصلت معك من خلاله دون أن أشعر بمرور الوقت
    وتعاسة الكلمات ,تُدمِّرنُا أساطير الأجداد تجعل منَّا أناساً محنَّطين نسترجع حبو
    العظماء القساة على مساطب الظلم والمعاناة
    أصبحت أتنهد للشذى للعبير أتكلَّم مع الحجارة أنادي النجوم المنتفضة لتشاركني تظاهرة الحب
    ألأنني أحببت أصبح من المحظور أن ألتقي بمن أعبد وأحب
    ألأنني أحببت غدوت من أحد اللصوص ,صرت أروِّجُ تهريب المشاعر وتوصيلها لنافذة الحبيبة
    إنه حالي الآن وحال من يجرؤ على الاقتراب من نهاية النفق ونهاية الأشباح
    نهاية الأعراف والأحقاد,مايزال الوضع على حاله القديم خوفٌ وخوف ثمَّ موت على أسوار الحياة
    حسب الأصول والشرائع
    آه من هذا الغد إنه يجتر الكآبة والويلات أهواك فيه ياسائحة تجول في قلاع البؤس تتأمل نقوشه
    وآثاره الجرباء أهواك كسائحة تمنح انطباعاتها للكنار والعصفور وتسجد للسحر تهيم عشقاً
    بالزهور ,ألتقي صوتك يهزُّ عروش الصمت ويخفي في صوتي عنفوان الضياء ,أحب هذه
    الزنزانة كم لي فيها أدمعٌ مكدسةٌ وصرخات أقلام لاتموت وصفحات من كلمات ثائرة, حرَّكتُ
    في صدرك كائناً يسمَّى الحرية ,زنبقةُ توشك أن تذبل, امتشقتُها وتراً غارقاً بالحزن, حزني أنا
    عرفتني مقيماً في روابي التحدي أرفع راية الحب الحمراء من دمي وشفتيك وأقول للعادات
    الاجرامية والتقاليد العاهرة أحب حبيبتي حتى الرمق الذي تعلن فيه البشرية موتها الأخير
    هذا الزمن يحمل اسمينا في صفحاته الأولى يمتثل لقدسية الحرية والنضال من أجل الديمومة
    من أجل السعادة في قلوبنا الكئيبة نُواصل معاً سرد همساتنا الجميلة ونقيم أعراس البسمة في مآتم
    العبثية أبكي لأمنحك الحب وأصرخ لانتزاع أفيون الخوف في صدرك لي قوة الإصرار لي
    شعلة النور في حلك الإنتظار والمسافات القصية, أحتمل تساقط الدموع من عينيك إنها دموعي
    لا فارق بين بكاءاتنا وصرخاتنا,أضعتُ صوتي بين ابتسامتك وترنيمة الهاتف الأرضي
    ومكالمات لا أعرف انتهاءها ,وبينما تحترقين تولد من ناري سلالة احتراق أشدُّ أواراً
    كلانا نتدفق ينابيع حمم من بعضنا من تيه دموعنا وقبلاتنا التي تُصنِّعُها شفتانا فتأبيان
    الابتعاد عن بعضهما كأن قدرهما أن يذودا عن بعضهما للأبد حضنتك بشدة وتمنيت توقف نبضي
    عن الخفق لأني أدركت ذروة اللذة الكمالية في الحياة من خلال لحظة اتحاد لا مثيل لها
    في حياة الإنسانية

    إنك الصفاء الذي يجعل من كتاباتي بساتيناً وغابات أشتاق صوتك أخاف عليك من زلات قلبي
    وهفواته الكثيرة لكني واثق أبداً من براءتي في التعامل معك ,إن التمسُّك بالحب حتى الخسارة
    المطلقة خيارٌ قاسٍ ,حبيبتي في حبك يبتدأ تاريخ جديد للعاشقين وتتضح من جديد مرايا المآسي
    بنكهة غريبة وطعم مميز يشبه غصة رجل ينازع موتاً في مشنقته التي نُصبت في ساحة موحلة
    اشتياقي للنوم في عينيك يعادل شوق العواصف للبراكين وشوق الزلازل للفيضانات إني
    ألمح دائماً نظراتك من وراء الأسلاك الحدودية التي تفصل بين الأقرباء في البقاع النائية
    هناك تخيلت أننا كلينا نتجاوز البقعة التي تفصل دولتين ونحن نحاذر من الدوس على لغم
    كل ألغام الشوق تفجَّرت بنا لكن وحين بدأنا نقترب من بعضنا حتى كدنا نصل وإذ بلغم نثرَ
    أشلاءنا على خارطة الوطن الواحد آه ماأروع لذة الألم رغم مرارته
    بالرغم من صعوبة المعادلة العاطفية نحتمل الألم وننحني للجراحات ونحترمها إنها سر من
    أسرار الولادة والموت هل بإمكاننا إنجاب الوردة الحمراء في كل حين لنضعها فوق مقبرتنا
    التي ستكون في كل مكان كالشهداء في كردستان همومنا ,كلماتنا نتنفسها عبقاً يُراسل النجوم
    ويفتح نافذة في قلب القمر...
    تذكري حبيبتي:
    لايمكن للحب أن يعيش في ربا اليأس والملل وضمورالفكر
    لايمكن للعواطف التدفق في وديان الكراهية والظلام والحقد البشري
    معاً ننتزع حريتنا ونفتح في ظلام زنزانتنا المنفردة كوة صغيرة يتسرب منها الأمل

    ريبر أحمد\ذات جنون 2007م \



  3. #3
    الصورة الرمزية ريبر أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 120
    المواضيع : 36
    الردود : 120
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الرسالة الرابعة

    أيتها الفاتنة
    بوجهك أبصر فتنة الزمن ,أدعوه ليخفف من حدِّة مزاجه,أدعوه أخيراً لزيارة أعماقي ,من بين المسافات الثلجية واتجاهات الرياح أناديك يافتاة البراري من بين الغابات الشاسعة أعيد صياغة أحزاني البيضاء ,أردت من شفتيك أن تلوِّن الحياة بأحمر الشفاه فالتزمت بالحياد والصمت , حريتي مسكونة فيك تعلو وتحاول منافسة الكبرياء الذي فيك ,إنك أرقي ,أنت السكِّينة التي تخترق صدري حين الغياب ,سأمنع قلبي من الخفقان بحبِّك ,أمنيتي حاضرةٌ إلى جانب طموحي بامتلاك جسدك نبضاً وأنوثة مشتهاة ,قلبك لم يعد معي ,تخلى عنِّي , تلاشى من مخيِّلتي ,أنا أتألم بقوَّة ,وبراكين ابتسامتك تُحرقُني نبكي معاً ,لأننا اخترقنا قوانيننا السائدة وأعلنَّا الخيانة والتحدِّي لهذا الزمن لهذا الفضاء ,دموعك ,أحدِّق بها إنها تنزل من عينيَّ همساتك المعذَّبة ضيعتني ,جعلتني أصُدِّقُ بأن النهاية تمضي بي للموت ,أستنشق البراري الواسعة,أحتضنك كما أحتضن العاصفة أحتمي عاشقاً بذراعيك علَّها تأخذني لدنيا السماء لأستريح ,أود أن أحترف الاحتراق بضوء عينيك ,أحبك وخياري الوحيد هو الصمت لا حاجة لي لقتل المشاعر بالثرثرة والكلام لصياغة التعابير البراَّقة ,أناديك بعمق ,أشتعل بنيران الموقدة التي أجلس بجوارها أصبح خشباً ,يرتجف ألمي ,

    أعرف أن هناك أكثر من رجل يتردد لخطبتك ورغم ذلك أحببتنِي ,عهدت ذلك الهراء القديم الذي يتردد في فكر امرأة ساذجة التفكير مثلك تماماً ,أناملي متعبة جداً وعيناي تبكيان نعاساً ودموع الحب تكاد تجفُّ من أحداقي إثر سوء ممارسة الحب من قبَلك ,يشاركني النسيم تذَّمري يداهمني ويقتحم نافذتي وتُلامس الرطوبة جبيني بينما أنا جالس قرب الطاولة ألملم كلمات جديدة أستعيد من خلالها رصيد همومي لا أشعر بأحد وأُلاحق كل كلمة أصطادها لأقدِّمها ضريبةٍ لتلك الأوراق الجائعة قلمي يحتكُّ وأغنيتي تتغذى من سواد الليل ,كتبي تنتظر مصافحتي وحنان المساء يأخذني أتأمل كالأمس أحزان الأشياء أجلس على مقعد الحديقة أتأمل فتى وفتاة دخلا الحديقة بدأا يمضيان معاً, الفتاة تتمسَّك بأصابع خطيبها وأنا أتمسك بأصابعك الدافئة رغم وهم وجودك ,أتذكر آخر لقاء بيننا لقد تراجعت عنك خشية الوقوع بغرامك ,هربت انتحرتُ يأساً ,أحترق بشدَّة تنتهي الأغنية الأولى لتبدأ أغنية أخرى محاوِلة الوصول إلى قلبي العميق تلاحقني أنغام النَّاي بحذر وتوجُّس ترسم على قلبي موسيقا غضبة (آغري) تقتحم الأوتار خواطري ,أغنيك حبيبتي وأغني شواطىء اللاذقية لأجل قدميك اللتين خطَّتا رمال البحر,أتوقَّفُ عن الكتابة ,تستوقفني الأشياء المبهمة وأنا عاجز عن اتمام ما قرَّرتْه روحي من كلام عن السكون حين يظل الصمت سؤالاً مبهماً ينتظر إجابة مبهمة


    حبيبتي أرتكب جناية الأدب وجنحة المبالغة والمغالاة في الوصف والشعور ولم تنكشف بعد من قبل الذين يوغلون في تصديقي ولم تنكشف هويِّتي العاطفية في محكمة العشق
    تهرب الحروف ,تتساءل عن نفسها وتبحث عن ذاتها بعد أن أنتهي من الورقة , من أين أبدأ وكل حرفٍ من أحرفي يتهرب مني فيطلع الحرف مرغماً وتأتي المعاني مبهمة غامضةٍ ومعقَّدة كوجه هذا الزمن وملامح الحب المتكسرة في وجهك ووجهي
    جميعنا نردد كلمة الحب دون أن نعي جيداً مانتفوه به ,جميعنا نسخر من الخيانة ماقتين لها ونمارسها كفعلٍ اضطراري ومألوف ,ماعاد الحنين بالأصل فينا أضعنا بزيف ضمائرنا كلَّ شيء ,حياتي تتهرَّب من الدقائق والأيام وحروفي تتماسك بهذه الدقائق , أرتوي من إغواءك لي لأنسى لحينٍ معاناتي الأزلية أتذكَّر كل همسة كل دمعة ولمسة اقترفتها أهواؤنا ,عمري هو في لحظة ,وفي لحظة أخرى انتهى والنتيجة هو أن ألمَّ بقايا من آثارك على هذه السطور العابقة بروائحك ,فسترة نهديك تتجسد في سطور ناعسة تحتلم بمداعبات الحبر الناشف وأنهار كلماتك تتدفق بين أصابعي تجرف آلامي لتملأها كلماتاً ضائعة ,ترسم وجهك أيتها الحياة أنت ألم المنفى فيَّ وسرٌ من أسرارضياعي عبر الزمن
    أضحك بقوَّة لتعتاد شفاهي على المرح ولتعتاد على الصراخ

    والمداعبة , النسيم يبوح لي بآلام قادمة إنه نسيم الشرق في صدرك وشعرك ,البكاء الأزلي يخترع القيود منذ أن نطقت بمعنى الحرية في زنزانة المجتمع وأفكارك تمثِّلُ مأساة فكر في مرايا هذا الواقع المزري وعقلياتنا المتحجرة ,حنانك المرصود ظلَّ ناقوساً يهدِّد ويُنبىء بمجيء الموت والرصاص ,الشهوانية مظهر كبتٍ يلاحق أرواحنا الجائعة وأجسادنا المخدرة ونرجسية الحب أخذت تُوخزني بمعاني التطرُّف واللامنطق ,أبحث عن عالم ٍ يُوصلني إلى جسد الأرض لأوراق شجرة أو نبعة ماءٍ صغيرة أو لأكون عصفوراً يبوح للقساة الأغاني ليمكِّنهم من أن يسترجعوا طفولتهم في كهف عالم آخر
    حبيبتي لم أملَّ بعدُ من مناداتك لأنك الخلود للحب وللتجدد في داخلي كلَّما حاولتُ نسيانك ,أسترجع دائماً طفولتي في عينيك ومذاق السُكَّر في شفتيك ,أسترجع براءة الحلم في قطرات الماء التي تتسرب من وجهك وشعرك ,أجبر دموعي على الإقامة الجبرية في عينيك أحترق فيهما للأبد
    التشرد هو ماتعلمته من حبك غدوت أتلف الشوارع بحثاً عنك سامحي تشرُّدي تشرد جيل من العشاق التائهين وجوع اللواتي أغرقهنَّ العذاب والأسى في قفص الهروب
    جوع الفكر والضمير والجنوح وراء عهر رخيص وكلمات ثملة لم يتسنى لليأس أن يوقف هذا المد الطويل من كلمات تظهر دون خجل حاولت أن تذيبي قلبي والغروب باختفائك فجأة تركتني وحيداً أحارب بمفردي أبجديات الخوف والعنف في أرواح البسطاء السذَّج ,أتناول طعام أحزاني ,
    أتناثركالزجاج على البلاط تلتقطني أنامل الخريف أحتمي خلف ظلالك الرمادية...
    أنا في عالمك أحاور الدنيا ومنافيها وأناقش تعب أنوثتك بقبل جدية من شفتي أغطي مداد حبري على ضباب الورق وأطلق سراح الحب من زنزانته الخالدة...



  4. #4
    الصورة الرمزية ريبر أحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 120
    المواضيع : 36
    الردود : 120
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي للحب ألم وأمل

    مشعلة انتفاضتي في قلب الورق اليابس المتساقط من أعلى الشجيرات ,مروِّضةَ تفكيري ,عازفة صمتي,مقدمة نبذة للعصافير عن تغريدي ذات صباح خريفيِّ,مطلةً دون رغبة على مائدة العتابة والبكاء ,طيلة صداقتنا أحسست بما يشبه عمق العاطفة حين أستلذُّ بالحديث معك ,كانت روح الطفولة باديةً على ملامحي بخاصة حين كنت أُطالبها بالحديث أكثر ,تمدُّ همساتها البريئة نحوي لتزرع في كهولة حزني إصراراً جديداً على تحدي الزمن ,ابتسامتها الدائمة كانت عنوان تحدٍ قوي ودموعها المغرية تأكيدٌ على قوَّة الإنسانية في بقائها في شخص الانقياء حتى اليوم,حين ودَّعتني أيقن الحزن أن لا مكان له في قلب كلِّ يائس سوى قلبي ,لم تعد الطمأنينة تقترب من روحي ,أتذكَّر آخر جملة قلتها لي قبل أن تذهبي (تعبت من تقليد الفرح أرسمه على عملات الورق وأتباهى بقشور الحب ,أساوم الفناء على كذبة)
    حبيبتي..
    عرفتك صدىً دائماً لأمنياتي ,كنت رفيقتي عبر الكلمات بالرغم من تركك لي لم يعرف الملل طريقه إلي ,حين أنشغل بحبك ,أطرب بكلماتي التي تنفَّسْتها من خلال حزنك,لا أكتم شيئاً بل أترك للفضيحة أثراً يدُّل علي ,وهل ثمَّة أجمل من فضائح العاشقين حين تتردد أهواؤهم في القلوب العاشقة التي لا تعرف الخوف تزيد الحقيقة صموداً وجرأة ,تشتعل نيران جسدك في حضني,أشعر أنك ملتصقة بي,مرتميةٌ بصدري ,يشتعل اللهيب في ملامح القلم وهو يتمرن من جديد على الجري وراءك ينتظر تساقط الياسمين من نهديك ,أحلام السطور البيضاء لا تؤجل تطالب كلماتي بتذكرك وباستنشاق روائحك على أجسادها البيضاء ,تطالب بتساقط الحروف والأوراق من زنازن التعلُّق بالأغصان والأقلام تهيُّئاً لدقائق التأمل وتبادل الأشجان حيث تُشاركني خيالاتي برسمك أحتمي وراء آفاق حنانك وأضيع في مساحة الابتسامة التي تمنحينها لي فتغرقني ببحر الثمل والإدمان ,أبعث حنيني الذي لا يهدأ ألف سلام لغادة الأرض والسماء إليك أميرتي أشتهي التعلُّق بك كما يشتهي الجبليُّ بأعلى قمَّةٍ جبلية,حتى يهدأ اللهب وتتقاذف الحمم بين البراكين العاشقة ,إلى متى أظلُّ أتوسَّل للكلمات لتأتي وتجالسني قليلاً من بعدك يتدلل حتى الكلام عليَّ فلا يمنحني فرصة التعبير عن ما أحسُّه وأعانيه ,أذوق الألم والعذاب كطائر جريح ينقضُّ على فرحه بطيرانه وعشِّه ورفاقه لكن يترك جرحه نازفاً لأن جرحه من يشعره بعظمة المنتفض,
    لماذا أرسلتِ الرسالة إلي ؟,مالمناسبة؟, أكلما أردنا أن ننسَ بعضنا عدنا إلى تمثيلية التناسي مجدَّداً ؟,مالذي بقي من حبِّنا من أشلاء أفكاري؟,مالذي علق منها في ذاكرتك ولماذا هذه الأسطر الطويلة؟
    ماشأننا ونبش الماضي ؟, ماشأننا والتعب؟, أن ندخل الكلمات التي لاذنب لها في معركة العتاب المرَّة,وأسأل نفسي نفس السؤال مالذي يدفعني لتأمل رسالتك لي ؟, لماذا سأضعها خاتمة لرسائلي المجنونة؟, أي لقصتي معك ,لتعاستي الواقعة في قلبك ,أقرأ لمدة هذه الرسالة ولماذا!!؟ ,لاأعرف ,وماأودُّ قوله لك هو أنك أنثى انتهت رغم أني لا أعرف من أين بدأت معي أعني لقد نسيت,لكنك لست التي وضعتني بهذا النفق أنا من أحببت عبور النفق أنا من بدأت وأنا من أردتُّ النهاية وحصلت,فضولي دفعني لأخذ رسالتك وضمها بعداد الجنون المشتهى بصياغة مجنونةممزوجة بإيقاعاتك ياأنثى من هذا العالم ,والآن أريد أن أقرأ رسالتك وأكتبها لأنني دائماً كنت أبحث عن أمضاء يقرُّ منك على حبنا كنت أحتفظ بأوراقك,برائحتك بين أصابعي مدَّة طويلة لاتزول ابتسامتك فيَّ حبيبتي كانت دائماً تُرافقني كجواز سفر ولكن قبل أن أقوم بسرد رسالتك تلك أود أن أقول لك أن الحب في دلالتنا كان مزيَّفاً قد حملته بوقارٍ وحرص وخشيت أن لا أحتمل ترفُّعه دائماً عن افتراضاتي واحتمالاتي في العواطف لكنني نجحت فيه في الاختبارات التي وُضعت فيها وقمت باجتيازها أنت امرأةٌ صنعْتها
    أبت الاهتراء في أيدي من سرقوا أنوثتها الحرَّة في مطبخ البيت وطاعة مصَّاص الدماء (الزوج المارد) أنت غادة الحب التي لم تفهم شيئاً في العاطفة والحياة ومعاني التمسك بالنقاء والطهر كنتِ عبارة عن آلة كاتبة تكتب كل ماتصادفه أو ماتتلقاه بشكل آلي دون رغبة بكسر قيد أو إظهار جملة شبه ناقصة أو ناضجة أو جريئة
    أنت مَن تعيش في مدٍّ وجزرٍ عاطفي وتخضع لطراوة الروح هي أنت ,والفتاة الثائرة التي تحترف المراوحة في متاهة من التسامي الزائف ,أحترف تقريعك وحرية البقاء في قلبك ألتمس الرجاء في عينيك , أقرأ كلماتك أكتبها ,لتكون جزءاً من رواتتي فيك ,أحرصُ على أن أقدِّم معالم العنفوان البريىء فيك ,ستكون كلماتي وكلماتك أنموذج صفحة فريدة في تعاطي الحب,ستكون كلماتك التي مُزجت بكلماتي معاناة امرأة لاتزال تُسحق في بلاد الشرق وتقدَّم كأضحية في المناسبات لم تخلِّصها بعد كلمات الأدب ودعوى الأدباء من سجنها الأزلي فلا يزال جبران يبكي على هذا الوباء ولاتزال أصابع نزار مدنسة بعيوب الشرق وتخلفه المزمن
    ريبر أحمد {ذات جنون}-2007 م

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. جنون الهمس ,وأريج الأسرار
    بواسطة محمد نديم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08-02-2022, 05:54 PM
  2. الهمس الجميل
    بواسطة إيمان الحسن في المنتدى بَرْقُ الخَاطِرِ وَبَوحُ الذَّاتِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-09-2011, 01:57 PM
  3. ترجمة قصيدة ((بوابة الهمس)) للفرنسية
    بواسطة عمار الجنيد في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-03-2009, 11:06 PM
  4. بوّابة الهمس
    بواسطة عمار الجنيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-08-2007, 10:15 PM
  5. باقي الهمس .........!!!
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 13-05-2007, 12:06 PM