تسرقني همومي منك فأهرب من سجنها إليك وأعلم أنك همي الجميل فلا أركض
إلا خلف الهموم الجميلة أين يختفي صوتك تحت إناء النجوم أم فيه أم يتدلى في
عناقيد الكروم ,الليل لا يعرف ما بيننا بددي سواد الليل بأبيض صدرك ,الألوان
تكاد تتخلى عن ماهيتها تود سمات جديدة تعيد بهاءها اتركي حبيبتي كل المسميات
فلدي مفاهيم عاطفية تعيد إليك تألقك أمام الكون ما كنت وحيداً معك مزقت خرائط
الوحدة تمزيقاً من بعد حبك بات العالم كله مهجوراً من أناسه وقاطنيه وكأني
الوحيد الذي يعيش في كوكب الأرض إنك مسقط رأس الحرية ملاذ الأحرار
والعبيد مهد حريتي الآن يتعلق كجسر غيمي بين جذوع أشجار السرو
وستائر نافذتك وسريرك الابيض, أيتها الحبيبة الغائبة كقوس قزح عن أمطار قلبي
الغزيرة
أبحث عنك بين أسماء دفتر الهاتف فلا أجد رقمك, تتردد أصوات الصخب
تحاصرني كسجن داخل قبو نتن بقلعة مهجورة ووحدك أنت باب الحرية ومشعل
الخلاص من عبودية الفراغ العبثي أنت الوحيدة من بوسعها أن تشعل نيران
(كاوا) في أثير الظلم والمعاناة ,تناثري في قلبي برحيقك حينما أكلمك فأنا
لا أميِّز بينك وبين ثلوج جبالي ,إن دفئك يتسرب في صقيع(آرارات) وفي جحيم
روحي لقد قبلت التجمد بين ثلوج الشتاء وصقيعه الحنون لأن الحمائم ضلَّت
طريقها للعش واختارت شجرة الزيزفون فقد أتيت لقلبك ضيفاً مقيماً في بريق
العيون اللؤلؤية أيتها الغاربة كنرجسة الصيف وماء الورد ,أيتها الحائرة
كغيوم الصيف ونكهة البن اليمني وهمسات الوسائد بين العاشقين البررة
لأنك كل أحلامي قرَّرت أن أحبك لأن الحياة لا تنجب متمردي الحب كل عام
قررت فتح فندق بجوار بيتك يقيم فيه العشاق والجوَّالون الذين يبحثون عن
حرارة الضم ومتعة العناق ,حزينة شجرة الزيتون كحزني ,شاردةٌ في عوالمي
تحاكي تيه المدى وطيات الكآبة ,سأتعلم منك الحديث عن الحب لأصبح داعيه له
في هذا الكون الآسن كنت واثقاً من قلبك نبضه يعلمني سمفونية الخلود التي يهتز
من وقعهاالفناء, بينما كانت العصافير تغار من حنجرتك التي راحت تُطلق همسها
في سمعي ,باتت مخيِّلتي فارغة من فوضى الحنين وهموم البحر الأزرق بروحك
أكتب عنك كلاماً يخرج من كل اتِّهاماته ,كلام يرفض جلوس الصمت على ركبتيه
أكتب عن فوانيس مكسورة عن أواني الخزف الضوئية التي تتساقط من شفاه القمر
فلتنبهر أنوثة الحقول وعذرية الحدائق لأننا وردتين فوق تلة مشتى النور
الضوء يسرق حكايات الحب بين عينيك العاشقتين مازلت أحلم أن أظل معانقاً
انتفاخات نهديك وامتلاءهما وانسيابات أردافك وحرارة شفتيك لحظة قبلة مرتجلة
تحكي عن أحزان الشبق إن قداسة الأنوثة الجسدية لا تقُّل قداسة عن الأماكن
المقدسة والآثار الدينية أبداً وعين الناظر الراهب لاتنكر مرآها قبل أن يتظاهر
الآخر الانسان قداستها لينضم بفضل الدهشة والنشوة الطاغية لفريق الرهبان
اعتدت في حربي الغرامية أن أرغم النجوم على البكاء لأجعلها تستعدُّ للعويل
أحب أن أراك عارية من قشور الجسد فأنا لا أحب المظاهر يابرتقالتي المراهقة
أطل عليك من يمين النهر الذي ينبع من بين نهديك ليتجمع في رحمك بعد جريان
بطيء وليتساقط أخيراً كشلال بسيط بين فخذيك فأدخل من وراء النهر المبارك
لمعبد يجاور الشلال البسيط أووه إنها مغارة العشق الشبيهة بمغارة المسيح الطفل
فأشعر بإغماء يشعرني بالسجود واللذة أغفو بين رمشيك كفراشة البشرى أرتفع
نحو ضفائر شعرك الكستنائي العابر في مدن الظلام ,في عيد الحب أبكي
ودموعي تحلم بنهر مستقل يوحد ملوحتها ,لم أرك في هذا العيد فتأرجحت همومي
بلا أرجوحة ,حبيبتي تنقلي من مسافات همومي ولا تتساءلي عن نوبة جرح أو
طعنة شوق أتلقَّاها من جفنيك عليك أن تعِديني بالموت غرقاً لحظة حب صغيرة
أمامي تعادل أضعاف عمرك دوني لتعلمي أني أتيت لعالمك من أجل الحب ورفع
راية الحرية والبقاء , في ليلة حائرة احترتُ في وجهك أحسست أن القمر اكتمل
بوجهك سحرك قد خسفه فأرَّق دورته فبات يشبه وجهك لقد جرى انقلاب لليل
تغير قمره جراء عشق لا مثيل له أربكه