أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: " حتى تكتمل الرواية "

  1. #1
    الصورة الرمزية وليد جوده شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : مصر
    العمر : 36
    المشاركات : 113
    المواضيع : 15
    الردود : 113
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي " حتى تكتمل الرواية "

    " بسم الله الرحمن الرحيم "
    " حتى تكتمل الرواية " قصة بوليسية
    بقلم / وليد جودة ( أبوعدنان )
    ( 1 )
    - اسمك ، وسنك ، وعنوانك ... ؟
    ... - حافظ إبراهيم جاد الحق ، واحد وأربعون سنة ، وأسكن فى البناية الخامسة ، شقة " 13 " ، عمارة " 7 " ، ضواحى مصر القديمة .
    - السيد حافظ ... أين كنت ليلة أمس فى الساعة الثانية عشر مساءً ؟.
    - ليلة أمس ... ؟ لقد كنت فى العمل حتى الساعة الثامنة مساءً ، ثم ذهبت إلى المنزل ، ولم أخرج منه حتى الصباح .
    - هل عندك شهود على ذلك ؟
    - نعم ، زوجتى ، فلقد تناولت معها العشاء ، ثم ذهبت فى نوم عميق ، بعدما احتفلنا سوياً بعيد زواجنا الخامس عشر .
    - السيد حافظ ... ما علاقتك بالسيد توفيق ذهنى ؟
    - توفيق ذهنى ؟! ... لقد كانت بيننا شراكة ، ولكنى أنهيتها بسبب الخلافات الدائمة بيننا .
    - لقد قلت خلافات ، ما نوعية هذه الخلافات ؟ وما سببها ؟
    - إنها مجرد خلافات فى العمل ؟ فكان دائماً يصر على أن يتصرف بتفكيره الأهوج دون مشورتى ، مما أدى إلى خسارتنا المالية المتلاحقة ، ولهذا فقد أنهيت تلك الشراكة .
    - السيد حافظ ... هل سبق منك أن هددت السيد توفيق ذهنى بالقتل ؟
    - لا ، بل نعم ... ولكنها كلمات مجرد كلمات عاجزة ، فلقد كنت منفعلاً بعض الشئ ، كما أنه الآخر هددنى .
    - السيد حافظ ... أنت متهم بقتل السيد توفيق ذهنى ، فما أقوالك ؟
    - أنا ........ ؟ أنا لم أقتل أحداً ، إنه ادعاء كاذب .
    - ولكن ماذا تقول فى السكين التى وجدناها ملوثة بدماء المجنى عليه ؟ وتحمل بصماتك ؟
    - سكين ... ، أنا لم أقتله ، أقسم لك أنى لم أقتله .
    - الإنكار لن يفيدك ، كل الأدلة تقول أنك القاتل ، يبدو أنك لم تخطط جيداً لجريمتك ، ولذلك نسيت أداة الجريمة فى مكان الحادث ، ويبدو أنك لم تستطع التماسك مما أدى إلى سقوط نظارتك منك فى مسرح الجريمة ، أليست هذه نظارتك ؟
    - نعم نظارتى ... ولكن ما الذى أتى بها إلى هنا ؟!
    - وهذه الورقة ما الذى أتى بها إلى هنا أيضاً ؟!
    - ورقة ... أى ورقة ؟!
    - لقد وجدنا هذه الورقة فى أحد أدراج مكتب السيد توفيق ذهنى ، وهذه الورقة تحمل تهديداً له بالقتل ، هذه الورقة مكتوب فيها " سوف أقتلك ، إن لم تبتعد عن طريقى فلسوف أقتلك ، ولن أدعك تعيش يوماً واحداً بعد اليوم ، نعم سوف أقتلك حتى يرتاح قلبى ، وينعم بالى " ، أليس هذا خطك ؟ أليس هذا كلامك ؟
    - نعم هذا خطى ، ولكنى برئ ، أقسم لك أنى برئ .
    - ولكن هناك شهود على أنك هددته بالقتل أكثر من مرة .
    - أقسم لك أننى لم أقصد قتله بتلك الكلمات الضعيفة ، هذا ما حدث ، صدقنى .
    - تم قفل المحضر فى ساعته وتاريخه ، وقررنا نحن حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق .
    * ـــــــــــــــــــــ *
    ( 1 )
    قام أحد الحراس ، ووضع الأساور الحديد فى أيدى حافظ ، واصطحبه معه حتى وصلا إلى غرفة ليست لها أى معالم سوى ذلك الباب القديم ، والذى يحمل من الخارج أقفالاً كثيرة ، قد أثقلت ظهره ، وجعلته يتألم فى اليوم الواحد ألف مرة ، وليس هناك من يخفف عنه آلامه سوى تلك الفتحات ، القضبانية الصغيرة فى أعلاه .
    وضع الحارس حافظاً فى تلك الغرفة بعد أن جرده من أساوره وانصرف ، فاستلقى حافظ على الأريكة الخشبية ، والتى فقدت إحدى أقدامها فى إحدى المعارك مع شخص ثقيل عتىّ اعتدى عليها بالقعود مرة واحدة ، فأصاب قدمها ، ومنذ ذلك الحين وهى عرجاء لا ترتاح أبداً ، ولا تريح من يجلس عليها .
    جلس السيد حافظ فاقداً لوعيه ، لا يستطيع جمع أفكاره ، وظل ينظر فى الغرفة المظلمة ، فلم يجد سوى أن جدرانها وكأنها لوحة إعلانات ، عليها أسماء شتى ، وكلمات متقطعة تخرج من بين شفتى السيد حافظ واللتان عجزتا عن الكلام ، وأخذ يردد بصوت خافت حزين لا يسمعه إلا هو : " إنى برئ ، لم أقتله ، لم أقتله " .
    ظل السيد حافظ على هذه الحال ، حتى سمع صوت الباب يأذن بدخول أحد الزوار ليشاركه القعود على تلك الأريكة المسكينة ، والتى لا تستطيع أبداً أن تحمل السيد حافظ ، حتى جاء ضيف آخر ليجعل واجبها أثقل بكثير .
    دخل عليه فى هندامه القديم السيد صابر المغربى ، صديق عمره والذى يعمل بالمحاماة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ، والذى يشبه كثيراً الأريكة العرجاء صاحبة الأرجل الثلاث نظراً لعكازه الذى يرافقه طيلة يومه ، ولا يفارقه إلا عند النوم .
    بدأه صديقه بالكلام قائلاً :
    - لم فعلت هذا ، لقد حذرتك كثيراً ، ولكنك لم تفهم .
    - حتى أنت تقول ذلك ، والله لم أقتله ، لم أقتله .
    - ولكن كل الأدلة تقول بأنك القاتل : السكين ، النظارة ، والورقة ، وذلك كله بجانب تهديدك له المسبق بالقتل .
    السيد حافظ ، وبصوت عال ، وانفعال زائد .
    - صدقنى لم أقتله ، لم أقتله .
    - اهدأ وسوف أسمع لك ، احك لى ما حدث حتى أستطيع أن أساعدك .
    حاول السيد حافظ أن يجمع تلابيب ذهنه ، وأخذ يحدث محاميه عما حدث ، ولكن الدموع سالت من عينيه وأخذ يبكى ، حتى قام السيد صابر من مكانه ، والذى مكث فيه منذ أن أتى ، وأخذ يهدأ من روع صديقه ، ويمسح بمنديله المزركش دموع حافظ ، ويطلب منه أن يحدثه قائلاً :
    - تماسك يا صديقى ، وحدثنى بما حدث ليلة أمس ، ولا تقلق فسوف يظهر الله الحق ، ويظهر براءتك .
    - لقد كنت فى المكتب حتى الساعة الثامنة مساءً ، وكنت مشغول للغاية حتى جاءنى اتصال من زوجتى تطلب منى أن آتى إلى المنزل حتى نحتفل سوياً بعيد زواجنا .
    - وهل ذهبت فعلاً ؟
    - نعم ، ذهبت إليها ولكن بعد أن ذهبت إلى إحدى المحلات المجاورة ، واشتريت لها رداءً أبيضاً ، كان قد أعجبنى فأحببت أن أهديه إليها .
    - كم كان الوقت بين نزولك من العمل وذهابك للمنزل ؟
    - لم يتجاوز النصف ساعة ، فلكم اشتقت إليها كثيراً ، وإلى الاحتفال بهذا اليوم .
    - الهذه الدرجة تحبها ؟
    - نعم ، أحبها .
    - وهى؟ !
    - أوجئت إلى هنا لتحدثنى عن الحب ؟ !
    - أجب عن سؤالى ، وستعرف كل شئ .
    - نعم هى الأخرى تحبنى .
    - إذن ، وماذا حدث بعد أن ذهبت إلى المنزل ؟
    - لم يحدث شئ يذكر سوى أننا كنا أسعد زوجين فى هذه الدنيا ، وسط مراسم الاحتفال الذى لم يكن فيه أحد سوى أنا وهى ، والشمعتان اللتان توسطتا الكعكة التى صنعتها لى زوجتى ، كان يوماً سعيداً جداً ، حتى استيقظت على هذا الكابوس اللعين .
    - أتتذكر متى انتهى هذا الحفل الرومانسى بينكما ؟
    - بعد أن احتفلنا ، خلدنا للنوم سوياً ، حتى غرقت فى النوم ، فلقد كنت منهكاً فى العمل طيلة النهار ، واستنفد الحفل كل قواى الباقية ، فلم أشعر إلا وهى توقظنى فى الصباح لتناول الإفطار .
    - قلت لى أن زوجتك تحبك ؟
    - نعم تحبنى ، ولكن لماذا كل هذه الأسئلة الباردة ؟ وما فائدتها فى هذا الموقف ؟!
    - يجب أن تعلم أن زوجتك .... أقصد حبيبتك قد أنكرت أنك كنت معها ليلة أمس .
    - أنت كاذب ، كاذب .
    - لم تنكر هذا فحسب بل قالت أنك ومنذ يومين تخطط لجريمتك هذه ، وقالت بأنها قد حذرتك كثيراً ، ولكنك لم تسمع لها ، هذا ما قالته صدقنى ، أو لم تصدقنى .
    - لا ، لم تقل ذلك ، إنك تريد أن تجعلنى أنهار ، حتى اعترف لك ، ولكنى لم أقتله ، وكنت بالفعل فى المنزل ليلة أمس ، صدقنى ، يجب أن تصدقنى .
    - ولكن لماذا قالت زوجتك هذا عند الإدلاء بأقوالها ؟!
    - هذا ما لا أعرفه ، إننى فى كابوس مخيف ، ويبدو أننى لن استيقظ منه أبداً .
    * ـــــــــــــــــــــــــ ـ *
    ( 3 )

    - هدأ الصوت ، وإذا بصوت الباب يأذن بخروج الزائر الوحيد ، والأريكة العرجاء تتنفس الصعداء بعدما خف الثقل من عليها ، وأصبحت الأريكة تحمل شخصاً واحداً منغمراً فى حزنه ، بائساً فى مضجعه ، على حين تنعم أريكة أخرى – تسكن البناية الخامسة ، شقة (13) ، عمارة (7) ، ضواحى مصر القديمة – بسيدتين ذاتا جمال باهر ، احداهما ممتلئة الجسم ، ويبدو عليها الحزن ، أما الأخرى فصاحبة عينين خضراوين ، ترتدى رداء أبيضاً ، وكأنها فى ليلة عرسها ، ولا شئ يأرقها ، ولا هم يعكر صفوها ، تمسك بفنجان من القهوة ، وتقربه من شفتيها فتقبله تم تعيده فى مكانه مرة أخرى ، حيث يجلس بجوار فنجان آخر يبدو عليه أنه توأمه ، وهو كما هو ممتلئ عن آخره ، تفوح منه رائحة البن البرازيلى الفاخر .
    المكان ينعم بالهدوء والسكون التام ، سوى صوت الفنجان وهو يسلم على شفتى السيدة صاحبة الرداء البيض ، والسيدة الأخرى ما زالت غارقة فى صمتها ، وكأنها تفكر فيما تريد قوله ، حتى استدارت فى جلستها متوجهة بالحديث إلى صاحبة الرداء الأبيض قائلة :
    - ما الذى قلته فى النيابة اليوم ؟! أهذه هى الحقيقة ؟
    - الحقيقة ؟! .... لقد خاب ظنى فيك ، وفى ذكائك ، أنت صديقتى منذ عشرين سنة ، وحتى الآن لم تستطعى أن تتفهمين ما أفكر فيه ؟
    - وما الذى تفكرين فيه ؟
    - بالطبع أن أتخلص منه .
    - إذن ما قلتيه فى شهادتك لم يحدث بالفعل ؟
    - نعم ، ما قلته لم يحدث ، فليلة الأمس كان بين أحضانى ، ولم أغفل عنه ساعة واحدة ، نائم وهو يظن أن بجواره جارية تهواه ، هو أيضاً غبى ، لم يستطع أن يتفهم ما أفكر فيه .
    - ولم قلتى هذا ؟
    - ألم أقل لك حتى أتخلص منه ؟
    - وأنت تعلمين أنه برئ ؟!
    - نعم ، وأنا أعلم أنه برئ ، كما أعلم من القاتل أيضاً .
    استدارت السيدة الحزينة مرة أخرى فى جلستها متوجهة هذه المرة بالحديث إلى فنجان قهوتها ، وقربته من فمها لتقبله قبلة حزينة ، ثم عادت بحديثها إلى صاحبة الرداء الأبيض قائلة :
    - ومن القاتل ؟!
    - القاتل .... ؟ إنه زوجك .
    - زوجى ؟! أنت تكذبين ، يا لك من كافرة .
    على صوت السيدة صاحبة الرداء الأبيض بالضحك وهى تقول :
    - وهو أيضاً كاذب ، ألم يقل لك أنه يحبك ؟
    لقد خططت أنا وهو كثيراً لكى نتخلص منكما مرة واحدة ، وبعد أن ينزل الستار ، يصفق الجميع لنا ، وحتى تكتمل الرواية فسوف أخبرك بما حدث ، منذ زمن ونحن نخطط لذلك ، ولكنى آثرت أن تبقى النهاية بعد الاحتفال بعيد زواجنا أنا وزوجى المسكين ، والذى صدق كل هذه المظاهر الخادعة ، حتى نام فى فراشه وهو يظن أنه أسعد زوج فى الكون ، وما أن غرق فى نومه ، حتى أخذت إحدى نظاراته ، والسكين التى قطع بها كعكة الأمس ويدى تقبض على يده ، بعد أن وضعتها فى كيس حتى تظل محتفظة ببصمات أصابعه الرقيقة ، ويا لحسن الحظ ، فلقد كان ومنذ فترة منشغلاً بكتابة آخر قصصه ، والتى تعلمت منها الكثير ، فأخذت منها تلك الورقة ، ولقد تعبت كثيراً حتى أستخرجها من بين تلك الأوراق الكثيرة المتراكمة فوق مكتبه .
    " سوف أقتلك ، إن لم تبتعد عن طريقى فلسوف أقتلك .... "
    كم هى جميلة ، وكأنها مكتوبة خصيصاً لهذا الموقف .
    شعرت السيدة الحزينة ، وكأنها وقعت فى بئر مظلم ، وأخذت ترتعش ، وهى مطبقة على فنجانها وتقربه من فمها ثم تعيده مكانه دون أن تقرضه أى قبلة ، حتى تماسكت أعصابها مرة أخرى ، بعد أن أخذت رشفة كبيرة من الفنجان ، وقالت للسيدة صاحبة الرداء الأبيض :
    - وما دخل زوجى فى هذه الرواية الحقيرة ؟
    - زوجك .... ؟ إنه بطلها ، لقد جاءنى عند الساعة الحادية عشر كما اتفقنا ، وأخذ السكين والنظارة والورقة ، ووضعهما فى حقيبة صغيرة ومضى لتوه إلى مسرح الجريمة ، لينفذ دوره المتفق عليه ، ولقد أدى دوره ببراعة فائقة ، فقتل السيد توفيق ذهنى ، ثم لوث السكين بدمائه ، ووضعها بجانبه ، ورمى النظارة ، ووضع الورقة فى أحد أدراج مكتبه ، وخرج من هناك دون أن يراه أحد ، حتى تكون الجريمة كاملة ، ويذهب زوجى للجحيم .
    كانت السيدة الحزينة مندهشة بما تسمع ، ولا تعبر بشئ شوى أن تشرب قهوتها ، وعندما فرغ الفنجان ثارت فى وجه صاحبة الرداء الأبيض قائلة :
    - ولكن الجريمة سوف تكشف ، ولن تصبح كاملة ، فلسوف أذهب إلى المحقق ، وأحك له كل ما قلتيه الآن ، وتذهبون أنتم إلى الجحيم فأنتم أحق به .
    - لا ، بل سوف تذهبين أنت ، كلها عدة ثوان ولن تستطيعى النطق بكلمة واحدة بعد أن شربت هذه القهوة المسمومة ، وأنا متأكدة أنها أعجبتك كثيراً ، أليس كذلك ؟
    لم تستطع السيدة الحزينة أن تتكلم بكلمة واحدة ، وسقطت على الأرض ، وهدأ الجو ، وعم السكون المكان ، فلا يسمع صوت سوى غمغمة السيدة الحزينة وهى تفارق الحياة ، ليس من السم فحسب ، بل من وقع كلمات صاحبة الرداء الأبيض .
    قامت صاحبة الرداء الأبيض من مكانها ، تحاول أن تحمل السيدة الحزينة من مكانها ، بعد أن وضعت الفنجان فى كيس من البلاستيك لتخفيه فى أى مكان ، ولكنها لم تستطع لثقل السيدة الحزينة ، فجلست تنتظر عشيقها وشريكها حتى يساعدها فى التخلص من جثة زوجته ، ولكنه لم يأت بسبب دقات تلك الساعة الصغيرة ، والتى تجلس فوق منضدة صغيرة بجوار سرير السيد حافظ .
    أخذت الساعة تدق بصوتها المعهود ، فقام السيد حافظ من نومه ، وطبطب بيده على رأسها فسكتت ، ثم أيقظ زوجته بقبلة سريعة على جبهتها ، وبعد أن تناول الطعام من يدها كما عودته ، خرج إلى عمله بعد أن ودعها بقبلة أخرى ولكن هذه المرة ليست على جبهتها ، فودعته هى الأخرى بقبلة مماثلة .
    وبعد أن اختفى صوت أقدامه ، دخلت تنقب عن ورقة تشبه ورقة الحلم ، فما أن وجدتها ، حتى أخذت إحدى نظارات زوجها من أحد أدراج مكتبه ،وأخذت السكين , ووضعتهم جميعاً فى حقيبة يدها ، بعد أن تأكدت من وجود زجاجة السم فى مكانها فى أحد أدراج المطبخ ، لتجعل من حلم الأمس حقيقة للغد حتى تكتمل الرواية .

    * أبوعدنان *
    مارس 2010م
    وليد جودة
    أبو عدنان

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    جذبتني القصة بأحداثها المثيرة فأجبرتني على المتابعة حتى لاتسقط أي من الأحداث
    وماإن وصلت للخاتمة التي أطاحت بعض الشيء من المفاجأة التي عادة ماأنتظرها عند قراءتي لعمل قصصي
    ليتها لم تكن حلما
    وجهة نظر لاألزمك بها أديبنا الرائع
    دمت بألق
    تحيتي الخالصة



    على صوت - علا
    وأحك - وأحكي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    أوافق الأخت رنيم في رأيها...ليت ما حصل لم يكن حلما!
    شكرا لك أخ وليد على هذا النّصّ المسرحيّ الجاذب
    حبذا لو راجعته جيّدا قبل النّشر
    تقديري وتحيّتي

    ( السّاعة الثّانية عشرة- تقول إنّك- يهدّئ- مشغولا- رداءً أبيضَ- شيء- بسيّدتين ذاتي- يؤرّقها- ثمّ- لم تستطيعي- قلتِ- بريء- بئر مظلمة- سوى)

  4. #4
    الصورة الرمزية وليد جوده شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : مصر
    العمر : 36
    المشاركات : 113
    المواضيع : 15
    الردود : 113
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنيم مصطفى مشاهدة المشاركة
    جذبتني القصة بأحداثها المثيرة فأجبرتني على المتابعة حتى لاتسقط أي من الأحداث
    وماإن وصلت للخاتمة التي أطاحت بعض الشيء من المفاجأة التي عادة ماأنتظرها عند قراءتي لعمل قصصي
    ليتها لم تكن حلما
    وجهة نظر لاألزمك بها أديبنا الرائع
    دمت بألق
    تحيتي الخالصة



    على صوت - علا
    وأحك - وأحكي
    الرائعة دوما / رنيم مصطفى
    شكرا على مرورك العاطر
    وشكرا على قراءتك لقصتى المتواضعة بطول بال
    دمت رائعة

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    نص واعد يشي بتمكنك من بلورة الفكرة وبناء أركانها
    وتوجه مسرحي في الصياغة اعتمد المشهد الحواري والخلفية المحدودة وابتعد عن الغوص في أعماق شخوص العمل ومحركاتهم النفسيه

    أعتقد أن النص كان يحتاج منك لبعض مراجعة

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قصة بوليسية رائعة في فكرتها، وقد أتقنت نسجها وحبكتها
    وأشارك رأي من سبقوني في إنها ليتها لم تكن حلما
    السرد ماتع والحبكة مكثفة محكمة مما يمنح النص تشويق وإثارة
    بناء فني يثير الدهشة والمتعة
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. حتى القبر حتى القبر حتى القبر
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-02-2011, 12:12 AM
  2. الاتجاه الخلقي في../حتى تكتمل الأجنحة/
    بواسطة معروف محمد آل جلول في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 18-06-2009, 06:20 PM
  3. أبحاث المؤتمر السابع بديرب نجم " 3" الرواية " أ "
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-06-2009, 09:13 PM
  4. حتى تكتمل الأحجية..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 21-05-2009, 09:36 AM
  5. أبحاث المؤتمر السابع بديرب نجم " 2. الرواية" "ب "
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-03-2007, 03:19 AM