أطالوا الحديثَ..
وما كنتُ أفهمُ كيف يعادُ الكلامُ
بشيءٍ قد امتُصَّ في جِلْدِ هذا الترابِ
إذا قرر الوزنُ
في زخمِ السير يبلُغ فيه انعداما..
يقولون:
صارتْ على عكسِ ما كنتَ تكرهُ فيها
تمامًا.. تماما..
يقولون قد كتَبَتْ كلَّ أمرٍ طلبتَ بهِ
أن تغيِّرَ مِن نفسِها..
كتبَتْهُ بماءٍ من الشوقِ
قد بروَزَتْهُ على حائط القلبِ يومًا
فشَهْرًا.. فعاما
وتقرؤهُ في ثباتٍ على دَمِها..
تتداولُ تطبيقَهُ وتداومُ
في صحبةِ اليومِ بدءًا/ خِتاما..
وصارت تُهَذِّبُ مِن رُوحِها ما تواثبَ
مِن باعِثِ الفوضويَّةِ
بدءًا بكَنْسِ غبار تردُّدِها في الخُطَى
وانتِهاءً بقَصِّ الأظافِرِ
لا تسلُكُ الكونَ إلا سلاما..
***
لِمَ الآنَ؟
هل بعد أن جَفَّ ريقي؟
وذابَ الجليدُ الذي غلَّلَتْ كَفُّهُ منذُ دهرٍ
ذراعَ طريقي؟
وصِرْنا على شاطئَينِ تعربدُ بينهما سفنُ الزلزلاتِ
وطارَ الذي قد تبَقَّى بقلبي رصيدًا
لها مِن رحيقِ؟
كذا والأهمُّ..
ترى ما الذي ينبغي أن أمَرِّرَهُ مِن أحاديثهمْ
إذ تناثرَ بين السُّطُور؟
تشير ظلالُ الكلامِ إلى أن هذا التغَيُّرَ
لا فتَةٌ شأنُها أن تُوَجِّهَني باختصارٍ
إلى أن صاحبةَ الشأنِ تحيا الشتاءَ الأخير..
تنادي من الذكرياتِ الشهيدةِ
مِعطَفَها..
وتَعُوذُ مِن القيدِ والزمهرير..
فهذا احتمالٌ..
تشيرُ الظِّلالٌ كذا نحو رغبَتِها
في مُكُوثي خلافَ الضبابِ
الذي سوفَ يُغْلِقُ بابَ المدينةِ
حين أفكِّرُ/ أسألُ/ أندَمُ
أقبَعُ في حيرتي أتنقلُ بين الفروض..
وإني لمعترفٌ.. إنَّني إن نفيتُ احتباسي على عتباتِ السؤالِ
أكون كذَبْتُ
أجَلْ.. أغرقَتْني البدائلُ
لا أفهمُ الآنَ هل هي تلكَ الفتاةُ التي
قدْ تُشَوَشُ أغراضُها طلَبًا لامتِثالِ المشاعرِ
تبغي المشاعرَ صاغرةً حيث سوقُ الرقيق؟
أجلْ لستُ أفهمُ
أم هي تلكَ التي بدَّلَتْها العواملُ
أو علَّمَتْها الحياةُ بأن المباراةَ لا يحتسيها فريقٌ
بصَمْتِ فريق؟
ولكن.. لعل حساباتِها لا تبالي بما صارَ
أو ما يصير..
وأعيَتْ بُثُورُ الطريقِ شواهدَها..
ويح تلك البثور!
وشاءَت تلملمُ سجَّادةَ الوقتِ
أو ما تبَقَّى..
فلن تستعيرَ سوَى معطفي المتبَنِّي حكايَتَها
في الشتاءِ الأخير..
محمود موسى
20/4/2010