بدأت البقعة البيضاء في السماء بالاتساع لتُطارد كتل الظلام الحالكة وتستيقظ الشمس الناعسةمرسلة أشاعتها الدافئة لتلامس وجنة الوردة الناعمةفي أول يوم لها كزهرة ناضجة .. أول ما سمعت كان تغريد عصفور ذو صوت شدي وألوان زاهية لم تستطيع رفع بصرها عنه وبينما هو يطارد الفراشات وقعت عيناه عليها, قال : لم تكوني موجودة بالأمس
قالت : هذا أول يوم لي بالحياة . لم يشعر كم من الوقت مر وهو بجانبها
ولكنه عندما عاد إلي البيت أيقن أن قلبه لم يعد معه , وتتالت الأيام والحب يقوى بينهم حتى أصبحت هي كل حياته, وهو أصبح كل أمالها فصارحها برغبته بتتويج هذا الحب بالزواج طارت الوردة الحمراء من شدة الفرح طبع قبلة حنان على وجنتيها, وتركها ليبلغ أهله بأجمل قرار وكانت المفاجأة
الرفض الشديد من الجميع ولكنه أصر وقال غدا صباحا سأتمم كل شيء,
وفي ظلام الليل طارت الأم إلي الغربان ودفعت لهم المال, وعادت إلي البيت كأن شيئا لم يكن, قبل شروق الشمس طار العصفور لمهجة الفؤاد ليتمم الزواج, ولكنه وجد أشلائها متناثرة على الأرض صرخ بألم شديد
من المجرم الذي فعل هذا أي يد خبيثة جنيت عليك سقط على الأرض وأخذ يلمم ما تبقى منها, واحتضن أشلاءها والدمع يجري من مقلتيه, والصمت يحيط بالمكان وبعد مرور وقت ليس بالقصيرمات وهو محتضن أشلاء حبيبته