|
وَمَرْسيدِسٍ مَرَّتْ بِشارِعِ فَيْصَلِ |
تَضِجُّ كَصَاروخٍ تَوَجَّهَ لِلْعَلِ |
غَياراتُها إنْ أسْرَعَتْ عَجَلاتُها |
تَجُورُ كََخَصْرٍ راقِصٍ مُتَدَلِّلِ |
لَها "دَبَّةٌ" كَادَتْ مَسَاحَةُ جَوْفِهِا |
لَتَحْمِلُ "أونُو" دُونَ ضَغْطِ المُحَمِّلِ |
وَكُرْسِيُّها الخَلفيُّ يُشْبهُ صَالةً |
لَيَحْوي كُرُوشاً خَمْسةً بَعدَ مَأكَلِ |
إذا زَمَّرَتْ زَامُورُهَا تَعْرِفُونَهُ |
كَغَنْجَةِ عَذْرَاءٍ وَخَزْتَ بِأنْمُلِ |
وَقَدْ يُشْبِهُ الصَّوتُ الرَّفِيعُ نُعومَةً |
مُرَاهِقَ لَمْ يَبْلُغْ وَلَمْ يَتَفَحَّلِ |
بِداخِلِها طَابَ الهَواءُ مُكَيَّفاً |
وَخَارِجُها حَرٌّ بهِ الشعبُ يَصْطَلي |
مُكَيِّفُ مَا هَمَّتْهُ يَوْماً حَرَارَةٌ |
وَإنْ بَلَغَتْ خَمْسِينَ لَمْ يَتَعَطَّلِ |
بِداخِلِها اسْتَلقَى وَزيرٌ لِدَوْلَةٍ |
-عَلى وَرَقٍ- فِي أرْضِ شَعْبٍ مُكَبَّلِ |
إذا شَاقَهُ لَحْنٌ "لِرُوبِيَ" فَجْأةً |
تَناوَلَ قُرْصاً لامِعاً كَالسَّجَنْجَلِ |
فيسْمَعُ غيتاراً يُحَاوِرُ طَبْلَةً |
فَيَهْتَزُّ كَرْشٌ عَنْ يَمِينٍ وَشَمْأَلِ |
وَزيرٌ مهمٌّ لا يُضَيِّعُ وَقتَهُ |
قَليلُ عِباراتٍ كَثيرُ التَّنَقُّلِ |
يُصَدِّرُ أشياءً وَيَأتِي بِغَيْرها |
فَصَارَ كَمِنْشارٍ مَتَى يَسْرِ يَأكُلِ |
مَشاريعُهُ في الضِّفَّتَيْنِ كَثيرَةٌ |
فَأكْرِمْ بِشَعْبٍ مُفْلِسٍ وَمُمَوِّلِ |
فلا تَسَلِ المَسْؤولَ عَنْ ثَرَواتِهِ |
إذا لَمْ يُحَاسِبْهُ الزَّعِيمُ وَيَسْألِ |
تَخَرَّجَ مِنْ "أسْلو" وَعُيِّنَ بَعْدَهَا |
بِواسِطَةٍ كُبْرَى وَدُونَ مُؤَهِّلِ |
سِوَى أنَّهُ يَهْوَى السَّلامَ مَعَ العِدَى |
لِيَحْظى بِخُمْسِ الأرضِ كالمُتَسوِّلِ |
لَهُ الخُمْسُ يَكفِي الفَ مِليونَ لاجِئٍ |
كَعُلبَةِ سَرْدينٍ بمَاءٍ مُخَرْدَلِ |
فَيَافا وَحَيْفا والجليلُ وغيرُها |
مَناطِقُ ما ضَمَّتْ أناساً بِمَنزِلِ |
فَخَامَتُهُ يرجو السلامَ لِشَعْبِهِ |
فَأعْطَى يَهودَ العُهْرِ عَهْداً كَتَنْبَلِ |
وَيَوْمٍ مَعَ الصَّحْبِ الكِرَامِ قَضَيْتُهُ |
بِلُعْبَةِ طَرْنِيبٍ بِمَقْهَى أبِي عَلِي |
فَلَمّا انْتَهَيْنا إنْطلقْتُ لِمَطْعَمٍ |
"بِأونو" بِهَا نَغْلِي كَمَاءٍ بِمَرْجَلِ |
فَمَا مَنَعَتنِي من مُرورٍ إشارَةٌ |
وَلا أوْقَفَتني شُرْطَةٌ فِي تَعَجُّلِي |
وَمَا هِيَ إلا لَحْظةٌ خِلْتُ أنَّني |
وَصَحْبِي سَنقضِي مِنْ صدامٍ مزلِزلِ |
صُدِمْنَا بِمَرْسِيدِسْ مِنَ الخَلفِ فَجْأةً |
فَصَاحَ الوَزيرُ الكَبيرُ كَمُثْمَلِ |
وَقالَ وَقدْ سَالَتْ دِمَائِي غَزيرَةً |
أهَنْتَ حِذَائِي فِي دِمَائِكَ فَاْخْجَلِ |
جَلَسْتُ كَأنّي مَا سَمِعْتُ نُبَاحَهُ |
وَسَيَّارَتِي انْفَكَّتْ كَرُزٍّ مُفَلْفَلِ |
(وُقُوفاً بِهَا صَحْبِي عَلَى عَجَلاتِها |
يَقُولونُ لا تَهْلِكْ أسَىً وَتَجَمَّلِ) |
تَذَكَّرْتُ أيَّامِي بُعَيْدَ شِرَائِهَا |
كَأنّي أرَاهَا كَالعَرُوسِ المُدَلَّلِ |
(فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنّي صَبَابَةً |
عَلى النَّحْرِ حَتّى بَلَّ دَمْعِيَ أرْجُلِي) |
فَيَا رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَجَلُّداً |
سَأبْقَى عَلَيْهَا فِي حِدادِي المُنَكِّلِ |