دفن حماته...فقط!!

دفن حماته...فقط!!

نبيل عودة

التقى مع صديقه جميل ، تعانقا بمودة وشوق.
- اشتقت لك يا جميل.. تمضي السنوات بسرعة .. ما أروع اللقاء بك بعد هذا الإنقطاع الطويل .
- لا شيء يوقف الزمن الملعون. انا أيضا إشتقت لك يا طوني ولأيامنا الماضية، ليتنا نعود تلامذة مدرسة لا نحمل الهم ولا نعرف الغم .
- اراك غاضبا متوترا، ماذا حدث؟
- .....
لم يرد. نظر الى وجه جميل وهاله ما رأى، كان وجه صديقه شاحبا ومليئا بالكدمات ، وكأنه خارج من طوشة عمومية. عندما التقاه لم يلاحظ وجهه، ولم يفكر الا بعناق هذا الصاحب العزيز على نفسه ، والذي تربطه به ذكريات لا تنسى.
انتبه طوني ان الجروح تغطي ذراعي جميل وصدره ورقبته أيضا، قال لنفسه لا بد انها خناقة من خناقات جميل ، يبدو انها عادة أخلاقية ولدت معه ولازمته رغم تقدمه في السن.
منذ ايام المدرسة كان شقيا ومقاتلا ، ولا يتردد في الدخول الى معركة ضد من هم أكثر منه أو أكبر منه دفاعا عن صديق ، او شخص ضعيف، او زميل في الصف. وكان بسبب جرأته وإقدامه يفرض هيبته على جميع طلاب المدرسة كبارا وصغارا.
هل ما زال جميل بنفس الطباع؟
- ماذا حدث لوجهك اذن يا جميل؟ انظر لحالتك.. كلك مليء بالجروح، من ضربك .. ؟
- لم يضربني أحد.
- ما زلت تتورط بالعراك ..؟ لم تبطل عادتك؟
- أبدا ..لا شيء من ذلك. أنا لا اتعارك مع أحد .
- ربما لا يجرؤ احد على عراكك ، يعرفون انها معركة خاسرة؟
- لا يا طوني ، لم اعد اتعارك، عندي همومي وهي أكبر من العراك مع الناس..
- اذن من سبب لك هذه الجروح والكدمات.. على وجهك .. وصدرك .. وعنقك.. وذراعيك ؟
- لا شيء مهم .. اليوم قبرت حماتي ؟
- حسنا ، الله يرحمها.. ومن سبب لك هذه الجروح ؟
- أوه .. هذا بسبب رفضها الدفن .

لا شيء مهم ؟؟
ألتلك الدرجة كان الأمر بسيطا أن يحاول تقبير حماته وهي على قيد الحياة ؟
أم كان الخيال هنا هو بطل القصة وهي ترفض الدفن رغم موتها ؟
نص جميل أستاذنا المكرم ترك بسمة على صباحي اليوم
تحيتي الخالصة

نص جميل لكن أزعم ان القصة بحاجة إلى إسهاب أكثر في المقطع الأسفل وشكراَ

نص جميل وخاتمة تحمل مفاجأة رائعة

شكرا أخي

بوركت

اولا شكرا على كل من عقب او قرأ النص
الزميل رعد حيدر تطرق الى جانب يتعلق بطول السرد ..
الموضوع السردي هام جدا.
التطويل مثل التقصير ، له مساحته ، وكل تجاوز زائد او ناقص قد يلحق الضرر بالفكرة.
يجب الانتباه ان القصة القصيرة ليست رواية. الرواية قد تتحمل الثرثرة، وهناك ثرثرة لدي الكثير من الكتاب، ولكنها ثرثرة روائية تضفي سحرا على جو الرواية.. وهذا يبرز مثلا لدى الروائي السوري الرائع حنا مينا.
هل القصة القصيرة يلائمها الاسهاب ؟
يتعلق.
اولا بالفكرة المطروحة ومدى احتمالها للإسهاب دون الحاق الخلل في التواصل الدرامي.
ثانيا عنصر المفاجأة في القصة، وهو عنصر هام للتشويق والدهشة لدى المتلقي .. هل نفخ القصة يخدم هذين العنصرين؟
ثالثا مدى التعامل مع الخطابين المشكلين لجوهر الفن القصصي. الخطاب التاريخي والخطاب الفني- أي الفكرة الحدث واللغة .. كل اضافة غير محسوبة لخطاب من الخطابين قد تلحق الضرر بالفكرة او الصياغة الفنية.
من يقرر مساحة القصة؟
الكاتب ووعيه لموضوع النص ( الفكرة وتطبيقها الفني).. هو المقرر. لا اقول ان الكاتب صادق ، ولكنه المسؤول عن نصه ومدى الانطباع الذي يتركه لدى المتلقي.
ربما من الممكن ان أضيف لهذه القصة ، لست عاجزا عن الإضافة .. ولكني ، كصاحب النص ،وجدت ان هذه المساحة كافية.
ومع ذلك ، قد اعيد التفكير بحجم النص..
شكرا على الملاحظة.

والله يا نبيل بعد أن قرأت إنتقام إمرأة لن أندهش إذا كانت هذه الحماة قد وضعت آرسين تحت أظافرها ليكون إنتقامها هي :)
محبتي والتقدير أديبنا مع أمل أن نرى لك تعقيبات على تجربتنا وأنتم أصحاب التجربة والخبرة
لك الود وأكثر

سلام الله عليك أخي نبيل
أهلاً بك في أفياء واحتنا ومرحباً بنصوصك
واسمح لي ببعض الملاحظات آملة أن يتسع صدرك لها
- ( الزمن الملعون ) جملة مرفوضة .. فلا يجوز أن نلعن الزمن أو أن نصفه بأنه ملعون
- الحوار الأخير لا أجد أية ضرورة له حيث لم يضفْ لقصتك سوى سطور أوضحت أنه مصاب بكدمات وضربات.
- ( لم تبطل عادتك؟ ) الجملة العامية الوحيدة في الحوارأرى أنها جاءت شاذة هنا إذ أن كلّ الحوار كان بالفصحى .
- إذا كان ملخص القصة أن كل هذه الجروح والكدمات أصابته لأن حماته رفضت أن تقبر .. وسواء أكان الموضوع
( عملياً أو خيالياً )
فكيف لذلك كله أن يحدث كونها رفضت أن تقبر !؟؟؟

أرجو أن تتقبل ملاحظاتي مع فائق الاحترام


تحية ... ناريمان

الأديب الكريم نبيل عودة:

نص قصصي جميل ، ولغة أديبة مميزة لولا ما كان من بعض ألفاظ دارجة من شاكلة "طوشة" و "لم تبطل عادتك" ، ولعلني رأيتك موفقا في تحديد مساحة النص وتكثيفه باختزال يتناسب وشكل القصة القصيرة جدا.

وإن اتسع صدرك لرأيي فإني أركز جل تعليقي هنا على المضمون الذي لم أر فيه إلا مفارقة فكاهية قد تضحك بعض الناس ، لكنني لا أرى في "الحماة" إلا أما ثانية يجب احترامها وتوقيرها والحرص على رضاها.

إنها أيها الكريم سياسة التثقيف الفاسد التي اتبعها إعلامنا في الأفلام والمسلسلات وغيرها الذي يرسم لنا صورا لا تناسب خلقنا ولا تراثنا ولا مجتمعنا ثم نأتي مدعين بأننا لسنا أتباعا للفكر الآخر.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي