تكامل جمالي في القصيدة البديعة من حيث :
الوحدة العضوية التي تتناسق فيها الأبيات بحبكة محكمة النسيج..
البناء الهيكلي يتناغم مع توافق المعاني وتواردها المتدافق ..
في لُحمة واحدة من بدايتها ..إلى نهايتها ..
براعة المطلع الذي يتقن المدخل المثير ..

هلّ الهلال لشهر الحج..

إلى حسن الختام الذي ينتهي بالثمرة المرجوة من الحج..
والله يغفر الذنب إن صدقوا ـ ـ بشرى الحجيج وكان الله توابا.
تخصيص من اثنين وثلاثين بيتا..أربعة لحال المسلمين ..
لتتراءى الخلفية الثقافية الكامنة في اللاشعور ..
الممثلة في التصور الإسلامي الكلي للحياة ..
ربط الشعائر الدينية ..بسلوكات الواقع ..
لتتكامل رؤية الشاعر بالمنهج الإسلامي الذي لايرضى إلا بكلية التطبيق الشامل ..في واقع الحياة ..
وإذا بالشاعر أستاذ..حكيم ..مرشد ..مصلح ..
يعدد مناقب الحجيج ..ويذكرهم بمثالب الواقع المعيش الذي حصر فيه الدين في المساجد و المناسبات الدينية ..
وهو سبب ترهل الأمة..
لنلاحظ جمالية التبطين لمعاني التهاون داخل نسيج القصيدة ..
فِيْ خَيْرِ مُؤْتَمَرٍ لِلْخَيْـرِ مُنْـعَقِـدٍ ـ ـ في كُلِّ عَامٍ فَحِزْبُ الكُفْرِ قَدْهَـــابَأ
يخشى التّوحيدَ يُؤْوي امّةً ضعُفَتْ ـ ـ بعد الشتات فصارت فيه أذنابا
ويُستباح حمى الإسلام في زمن ـ ـ ضاع الجهاد وبات الدين ألقابا
وعاش فيه دعاة الحــق في ألمٍ ـ ـ وهم يرون نصير الحق كذابا.

ريشة عبقرية ؛سخية ترسم الواقع في كلمات قليلة ..ولولا سعة الفكر ما كانت فصاحة ..
تستحق القصيدة وقفة طويلة ..
أستاذي المحترم ..
وياليت القارئ يستوعب ويعي..