|
فَيضٌ مِنَ الأمَلِ الغَرِيقِ المُبْهَمِ |
يُلقَى بِرَوْعِ المُسْتَهامِ المُلْهَمِ |
وَأَنَامِلُ الوَلَهِ الرَّقِيقِ بعزفِها |
في الخَافِقِ المُلْتاعِ رَهْنُ تَرَحُّمِ |
مَاذا أَقولُ وَلِلتَّغَزُّلِ أَهْلُهُ |
وَالحَرفُ بَينَ مُضَيِّعٍ وَمُتَمِّمِ |
وَأَنا عَلى عَتَبَاتِ نُطقِي رِيشَتِي |
رُوحِي بِهَا وَلَهِي، وحِبرِي مِن دَمِي |
مَاذا أَقُولُ وَقَد تَلَعثَمَت الَّتي |
تَصِفُ الّذِي بِالوَاهِنِ المُتَأَلِّمِ |
مَاذَا سِوَى تُعْدُو عَلى الدَّنِفِ الرُّؤى |
وَالعَادِيَاتُ بِرُمْحِهَا المُتَثَلِّمِ |
عَبَثُ الَمشاعِرِ بالقُلوبِ يُذيبُها |
والأُقحُوانُ يَسيلُ فَوقَ المبسَمِ |
وَعَلى فُؤادٍ عاشِقٍ يَخطو الهَوَى |
نَشوانَ يَحمِلُهُ لأَعلى الأَنجُمِ |
وَيَبُثُّهُ الأَحلامَ تَتْرَى كُلَّمَا |
خَطَرَ الحَبيبُ لَهُ استَكانَ لمَزعَمِ |
ما بِينَ فَكَّي تَوقِهِ وَحَيائِهِ |
يَمضِي عَلَى إِيقَاعِ حَمدِ المُنعِمِ |
إِن أَمطَرَت غَيمَاتُ سِحرِ جُفُونِهِ |
يَغنَم وإِن تَجفُ احْتَمَى بِتَوَهُّمِ |
ظَمآنُ يَعتَصِرُ المَآقي مُترِعًا |
كَأْسَ الجَوَى بَوْحًا بِمَا لَم يَكتُمِ |
عَبَقُ الغَرامِ يَفوحُ مِلءَ حُروفِهِ |
والشَّوقُ يَقطُرُ مُعلِنًا لِلُّوَّمِ |
عِشقًا يُكابِدُهُ الجَرِيحُ أَكَلَّهُ |
وَبِهِ يُحيطُ كَمَا السِّوارُ بِمِعصَمِ |
دَكَّتْ حُصونَ القَلبِ مِنهُ خُيولُهُ |
وأَتَى عَلَيهِ بِعَزمِ سَيفٍ لَهذَمِ |
فَأَنَاخَ نُوقَ الصَّبرِ بِينَ تَهَجُّدٍ |
وَمُنًى بِنَفسِ الحالِمِ المُتَرَنِّمِ |
وَالقَومُ بَيْنَ مُخَذِّلٍ وَمُعَذِّلٍ |
كُلٌّ يُطِلُّ مُهَدِّدًا بِتَنَدُّمِ |
وَمَعاوِلُ التَقريعِ تُمطِرُهُ أَذًى |
والصَّبُ مُنسَرِحٌ بِدَفقِ غَشَمشَمِ |
بِتَأمُّلٍ فِي عَيشِهِ وَتَدَبُّرٍ |
وَبِنَشوةٍ حَازَ البَصِيرَةَ مَن عَمِي |
مَن ذا الَّذي يُثنيهِ؟ هَل طُغيانُهمْ |
وَمُجُونُ جَيشٍ لِلضَّلالِ عَرَمرَمِ؟ |
أَوْ قَاعَةُ التَّحقِيقِ تَحتَ سِيِاطِهِم |
وِنِياطُ قَلبٍ بَينَ كَفَّيْ مُجرِمِ؟ |
أَوَتُهمَةُ الإِرهَابِ إِرهَابٌ لِمَن |
يَشرِي الحَياةَ بِرَشفَةٍ مِن زَمزَمِ؟ |
وَبِكَعبَةِ الرَّحْمن حَطُّ رِحَالِهِ |
حُلُمٌ، وَحَجُّ البَيتِ دَكُّ الأَدهَمِ |
وَسَمَ السُّجودُ جَبينَهُ وَأَذاقَهُ |
وَهَنًا بِبابِكَ في رِحابِكِ فارْحَمِ |
أَنعَمتَ رَبّي بالحَبيبِ صَبابَةً |
فَأْذَن بِوَصلٍ يا كَريمُ وَتَمِّمِ |
فِي جَنَّةِ الرّضوانِ بِينَ أَحِبَّةٍ |
مِن صُحبَةِ المُختَارِ خَير المَغنَمِ |
بِرِضاكَ بِالرضْوانِ بِالأَمَلِ الَّذي |
قَد أَودَعَ التَّسبِيحَ شَهدًا في الفَمِ |
أَنتَ الحَبِيبُ وَمُصطَفاكَ مُحَمَّدُ ال |
هَادِي الأَمِينُ وَمن سِواكَ لِمُسْلِمِ |