صديقي الأوفى
-------------
تحررت رجلاي من قيود العجز , وقفت ...مشيت خطوات واعدة نحو الشفاء , استدرت, ودموع تملأ عيني ,حادثت كرسي المتحرك (صديقي الأوفى كما أسميه ) ناجيته هامسته : " يا صديقي الأوفى, لسنين طويلة ,ومريرة . يا شريك أحزاني ,كم تحملت معي آلامي , كم سكبت عباراتي العاجزة في أحضانك, وأنت صامت تتحمل آهات دموعي, ونزف عجزي ,وأسمعك تناجي في سرك رب العالمين ,أن رفقا بحالي ,وتسأله لي الشفاء, والسلامة, والرحيل الأبدي عنك .كنت تقضي معي كل حوائجي ,تقلني في أحضانك الحانية , أثقل عليك بجسدي العاجز .كنت أشفق عليك من حمل عجزي ,عوضتني عن رجلاي المشلولتين ,صاحبتني دون أن تضجر, أو تتأفف, كما فعل الآخرون حين ساعدوني وقت خروجي من البيت, وما أقل أوقات خروجي منه, وما أكثر أوقات اتكالي عليك . فكرت أن أبقيك معي, فأنت بعضا من نفسي, لا أجد صديقا غيرك أبثه نزف روحي, وجراح أيامي, لكني عدت فتذكرت احتياج الآخرين لك, حتى يمنّ الله سبحانه عليهم بالشفاء ,كما منّ علي ,سأعطيك لهم, وقلبي يتمزق لفراقك, رغم فرحي بالشفاء , فمن لي صديق بعدك, يشاركني الحياة ؟!