|
تَعَالِي أُرَتَّبُ فِيْكِ حَيَاتِي |
وأزْرَعُ فِي رَاحَتَيْكِ اخْضِرَارِي |
أنَا النِّيْلُ إِنْ صِرْتِ أنْتِ الحُقُوْلَ |
وحَقْلٌ أنَا إِنْ غَدَوتِ انْهِمَارِي |
وبَدْرٌ إِذَا كُنْتِ وَجْهَ المَسَاءِ |
وشَمْسٌ إِذا صِرْتِ أنْتِ مَدَارِي |
تَعَالِـي فَقَبْـلَ الكِتَابَةِ قَلبِي |
هَوَاكِ وقَبْـلَ لُـغَـاتِ البِـحَـارِ |
وقَبْلَ الأغَانِي تَرَنّمْتُ فِيْكِ |
وقَبْلَ البُيُوْتِ اتَّخَذْتُكِ دَارِي |
وفَتَّشْتُ عَنْكِ بِجَوْفِ السَّحَابِ |
وَبيْنَ الزُّهُوْرِ، بِقَلْبِ المُحَارِ |
وسَاءَلْتُ عَنْكِ جَمِيْعَ العُصُوْرِ |
وعُدْتُ أُعَاتِبُ فِيْكِ احْتِضَارِي |
لِمَاذَا أَمُوتُ مِرَارَاً وأحْيَا |
ولا يَنْتَهِي بَعْدَ مَوْتِي انْشِطَارِي |
تَعَالِي فَمَا عَادَ عِنْدِي احْتِمَالٌ |
لِبُعْدٍ وَجَفَّتْ عُيُوْنُ اصْطِبَارِي |
وعِنْدِي مِنَ العَشْقِ كَوْكَبُ خَمْرٍ |
وعِنْدِي مِنَ الشَّوْقِ مِشْكَاةُ نَارِ |
تَعَالِي سَأهدِيكِ مِن اِقحِوَانِي |
ومِن سُندُسِ القَلبِ رَوْضَ اخْضِرَارِي |
أنَا ألْفُ قَيْسٍ قِيَامٌ بِقَلْبِي |
عَلَىَ ضَفَّةِ الصِّبْرِ والانْتِظَارِ |
وقَدْ أغْرَقُوا العُمْرَ فَوْضىَ وَصَارُوا |
شِتَاتَاً يَمِيْنِي، ضِيَاعَاً يَسَارِي |
فَصِرْتُ أُطَارِدُ عَيْنَيْكِ لَيْلاً |
وَرَاءَ المُحَالِ وبَيْنَ الغُبَارِ |
فَلاَ تَتْرُكِيْنِي لِمَوْتٍ جَدِيْدٍ |
ولاَ تَعْشَقِي فِي هَوَاكِ انْكِسَارِي |