يأسُ كرامة
يئست كرامة من إيجاد مكانها اللّائق، وحِفظِ قيمتها بين مَن يدّعون أنّهم حملَةُ رايتها، فقرّرت الموت شنقًا بحبل تلك الرّاية...
وما إن لُفّ الحبل وقَطَع حرفيها الأوّلين، وإذ بأحد الأبطال ممّن رأوا المشهد، يهرع لقطعه. سقط ما تبقّى من حروف، وبقي الحرفان معلّقين بالرّاية التي عاود البطل رفعها؛ خوفا من عواقب وخيمة...
ضمّت عمليّة الشّنق فتحة حرفها الأوّل، فأغاظ ذلك الحروفَ التي سقطت أرضا، وحاولت أن تشرئبّ للأعالي؛ لتعاود اللّحمة بالأطراف المنفصلة، بمساعدة عَقفاء وضعتها على رأس الألف. ولكنّ تلك العقفاء لازمتها، وظلّت ورفيقاتها قابعة في الحضيض تندب حظّها...!