تـغــريبة الــرمـــل
إلمحْ في الرمل هل رأيتَ إلا , تقاسيم تعرَّجاته , ونتوءاتِ كثبانه
كل شيءٍ هنالك متناثر
هكذا هي وهكذا تكون وهكذا تحلو
لا تقلقي ..
إنَّني المَنْسوجُ منْ رممِ
مُجدَّعَ الصَّوتِ , قد نقَّضْتُهُ كَلِمي
ماذا تُرِيدينَ منِّي ؟
رِحْلتِي تَعِبَتْ من الضَّياعِ
ودربـــــي ضـــــــاعَ فــي الزَحَمِ
ماذا تُرِيدينَ مِنْ أشْلاءِ قافيةٍ ؟
تاهتْ حروفي ..
وحرفي تاهَ فيهِ فَمي
مُعَلَّقٌ في مَهَبِّ الصَّمْتِ
أُغنيةً يتيمةَ العزْفِ
مـــــا هــاسَــتْ عــلى نَــغَـــــمِ
مُذَبْذَبٌ لا إلى الماضي فأَتْبَعُهُ
ولا إلـــى القـابـل الـمُـكْتَــظِّ بـالألــمِ
كأنَّنِي بين فَصْلَيْ غربتي وطنٌ من الجراحِ
وقد أَعْلَيْتُ رايَ دَمي
يا غُرْبةَ الرَّمْلِ..
في أقداحِ أوردتي ماءُ الأماكنِ ظمآناً
لرِيقِ ظَمِي
يا غُرْبَةَ الرَّمْلِ..
جفَّتْ ألفُ ساقيةٍ لـمَّا مَرَرْتُ
وكَمْ أَرْوَتْ من الأُممِ!!!
يا غُرْبَةَ الرَّمْلِ..
يا أنشودةً سُكِبَتْ بـمَسْمَعـي وطناً
مِنْ زَفْرَةِ القَـلـَمِ
يا غُرْبَةَ الرَّمْلِ..
فـي بيداءِ قـافيتـي
أَعُجُّ أغْــزِلُ مِنْ حَبَّاتِها عِظَمي
في هجْعَةِ العِيْسِ..
وحْيٌ ثَجَّ مُلْتَمِساً نَـبِـيَّـهُ الظامـئَ
المَصْلُوبَ في العَـدَمِ
وفي تَـراتيـلِ خيماتي
أرى شَبَحاً ما بين أَوْتادِها
يمشي على قَدَمي
يا غُرْبَةَ الرَّمْل..
نـامَ اللَّيْلُ , وانْطَفَأَتْ , مُزْنُ المَصَابيحِ
نـامـِيْ الآنَ في سَـلَــمِ