مداخلة رائعة أغنت النّصّ كثيرا... وحضور أروع عزيزتي الأخت نسرينأستاذتي الفاضلة و حرفك الرائع و فكرك النيّر و لا أظن أن اختيار اللوتس كرمز هو اختيار عشوائي أو تلقائي، هو اختيار دقيق و موفق.
كل أزهار اللوتس تزهر في النهر حيث تتفتح أزهارها عند الفجر وتقفل عند الغسق طوال خمسة أيام، عندما يحل اليوم الخامس تسقط بتلات الزهرة ليظهر مكانها قرنة خضراء لبية تنحني نحو الماء وتلقي بذورها، لتبدأ دورة حياة جديدة.
اللوتس زهرة لها أهمية و حظيت باهتمام كبير من طرف قدماء المصريين، اذ اعتبرت:" عنوان الخلق عند قدماء المصريين حيث تخبرنا أسطورة الخلق المصرية عن نشوء زنبقة الماء الزرقاء (لوتس النيل)، حيث كان المصريون القدماء يراقبون تفتح أزهار اللوتس التي تعوم في النيل كل صباح لتغلق تويجاتها بعد كل ظهر يوم يمر ثم تغطس تحت سطح الماء"..
* اتخذها جيش مصر شعارًا له في العصور الفرعونية.
الكثير مما يقال عن اللوتس و رمزيتها في الأساطير القديمة،
*لزهرة اللوتس دور كبير في طقوس العبادة المصرية القديمة فهي من أقدس الأزهار وهي عنوان الخصوبة والجنس، وأعظم الأزهار كمالاً، إنها سيدة العطور. وكانت زنابق النيل المقدسة تقدم كقرابين خلال الشعائر الجنائزية. وقد وجدت بقاياها تغطي جسد توت عنخ آمون عند فتح قبره في العام 1922
و أيضا اللوتس شغلت حيزا كبيرا في الثقافة الهندية..و هناك الكثير مما يقال عنها.
من خلال ما سبق يمكن القول أن الموضوع عميق ..اعتمد زهرة اللوتس رمزا لايصال فكرة معينة، الصراع بين البقاء و الفناء، اليأس و الأمل . العزيمة و تقبل البيئة من خلال تهيئتها بما يقدم لنا ركائز للاستمرارية و التطور .. التأقلم ليس خنوعا ان تبعته ارادة في البروز بشكل يجعلنا نرى في الماء الراكد زنابق جميلة..
الكثير منا يرمي عوائق فشله إلى بيئته و ظروفه المحبطة، لكنه لو كان كاللوتس لاستمد منها سر نجاحه رغم مكانها الذي تخرج منه..فجذورها تعمّر طويلا . و رغبتها في التأقلم موجودة بداخلها. ما خلق الله شيئا عبثا.. لو تأملنا كل حشرة أو زهرة لوجدنا فيها سرا من أسراره سبحانه التي أودعها في خلقه ..
أستاذتي حرفك ماتع آسر و عميق يجعلنا نغوص فيه بكل حواسنا .
محبتي الكبيرة
شكرا لك ولمرورك العبق المثري
بوركت
تقديري وتحيّتي