أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: خمسون بسبعين

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي خمسون بسبعين

    عَلَى قَابِ شَهْقَةٍ مِنْ أَنِينٍ ، وَلَهْفَةٍ بِدَمْعٍ سَخِينٍ ، تَطَاولَتْ تَحْتَ نَافِذَتِهَا تُرْهِفُ السَّمْعَ لِمَا يَدُورُ فِي صَحْنِ الدَّارِ.
    - هَذَا كَثِيرٌ يَا أَبَا جَاسِرٍ ، أَثْمَانُ الأَرْضِ أَقَلُّ بِكَثيرٍ مِمَّا تَطْلُبُ. مِثْلُهَا لا يُسَاوِي أَكْثَرَ مِنْ سِتَّينَ دِينَارًا.
    - أَعْلَمُ أَثْمَانَ الأَرْاضِي ، لَكنَّ مَوقِعَ الأَرْضِ مُمَيَّزٌ وَأَنَا صَاحِبُهَا وَأُرِيدُ فِيهَا مَا قُلْتُ لكَ. مَائةُ دِينَارٍ لِلمِتْرِ.
    - الأَرْضُ أَرْضُكَ وَلكَ أَنْ تُحَدِّدَ الثَّمَنَ الذِي تُرِيدُ وَلَكِنْ هَذَا كَثِيرٌ وَلَنْ تَجِدَ مَنْ يَدْفَعُ فِيهَا مَا تَطْلُبُ.
    - اسْمَعْ! اِدْفَعْ تِسْعِينَ دِينَارًا وَأَنتَ الكَاسِبُ. هَذَا آخِرُ مَا عِنْدِي.
    - بَلْ لنْ أَدْفَعَ أَكْثَرَ مِن سَبْعِينَ وَهَذَا آخِرُ مَا عِنْدِيَ!
    - سَأَجِدُ مُشْتَريًا غَيرَكَ يُقَدِّرُ قِيمَةَ هَذِهِ الأَرْضِ.


    خَفَقَ قَلْبُهَا بِشِدَّةٍ ، وَدَارَتْ فِي رَأْسِهَا أَفْكَارٌ سَرِيعَةٌ وَخَيَالاتٌ مُرِيعَةٌ لِمُسْتَقْبَلٍ مَجْهُولٍ. أَسْرَعَتْ نَحْوَ النَّافِذَةِ المُطِلَّةِ عَلَى الطَّرِيقِ.
    - أَيُّهَا السَّيِّدُ!
    - .....؟
    - أَنَا هُنَا خَلْفَ النَّافِذَةِ. أَنَا أُمُّ جَاسِرٍ. هَلْ أَنْتَ جَادٌّ فِي شِرَاءِ الأَرْضِ؟
    - كُلُّ الجَدِيَّةِ ، لَكِنَّ زَوْجَكِ غَالَى فِي الثَّمَنِ.
    - لا عَلَيكَ ، سَأُعِينُكَ لِتَشْتَرِي الأَرْضَ بِسَبْعِينَ.
    - ؟
    - لا تَسْتَغْرِبْ. إِنَّ عِندِي عَشْرَةَ أَطْفَالٍ ، فَإِنْ وَافَقَكَ العَرْضُ كَانَ كُلٌّ مِنَّا عَونًا لِلآخَرِ عَلَى أَمْرِهِ.


    - كَيفَ تُفَرِّطُ بِالأَرْضِ يَا رَجُلُ؟؟ هِيَ كُلُّ مَا تَبقَّى مِنْ إِرْثِ أَبِيكَ ضَمَانًا مِنْ غَوَائِلِ الدَّهْرِ.
    - الضَّامِنُ هُوَ اللهُ! اغْرُبِي عَنْ وَجْهِي وَأَحْضِرِي لِيَ جَمْرًا وَقِطْعَةً أُخْرَى.
    - قَطْعَةٌ أُخْرَى؟؟ لَمْ يَبْقَ شَيءٌ مِنْ هَذَا السُّمِّ ، بَلْ لَيسَ فِي البَيْتِ مَا يَكْفِي طَعَامًا.
    - لا يَهمُّنِي ، مُوتُوا جُوعًا أَوْ اذْهَبُوا لِلجَحِيمِ. أُرِيدُ قِطْعَةً أُخْرَى فَابْحَثِي جَيِّدًا قَبْلَ أَنْ يُجَنَّ جُنُونِي.
    - قُلتُ لَكَ لا يُوْجَدُ فِي البَيتِ حَتَّى الطَّعَامُ بَعْدَ أَنْ أَذْهَبْتَ كُلَّ المَالِ عَلَى هَذَا المُخَدِّرِ اللَعِينِ.
    - صَهْ ، وَتَصَرَّفِي وَإِلا فَقَأتُ عَينَكِ!
    - حَسْبِيَ اللهُ نِعْمَ الوَكِيلُ


    جَاءَتْهُ بِإبْرِيقِ شَايٍ ثَقِيلٍ.

    - أَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَبِيعُ الأَرْضَ البَاقِيَةَ عَاجِلا أَمْ آجِلا ؛ فَرَجُلٌ عَاطِلٌ عَنِ العَمَلِ وَمُدْمِنٌ لِلمُخَدِّرِ لَنْ يَجِدَ خَيَارًا أَيْسَرَ. قَدْ بِعْتَ شَيئًا فَشَيئًا كُلَّ مَا وَرَثْتَ حَتَّى بِتْنَا جَوعَى لا مَالَ لَدَينَا ، وَلَقَدْ عَجزْتُ مَعَكَ أَنْهَاكَ عَنْ إِدْمَانِكَ وَاسْتِهْتَارِكَ حَتَّى أَصَابَنِي مِنْكَ فِي هَذَا قُنُوطٌ.
    - قُلْتُ لَكِ أَلْفَ مَرَّةٍ أَلا تُزْعِجِينِي بِحَدِيثِكِ السَّخِيفِ هَذَا.
    - لا بَأْسَ ، عِنْدِي حَدِيثٌ غَيرُ سِخِيفٍ مِمَّا سَيَطِيبُ لَكَ. بِعِ الأَرْضَ فَسَوفَ تَأْتِيكَ بِمَالٍ وَفِيرٍ يَكْفِيكَ وَيُكَيِّفُكَ.
    رَمَقَهَا بِاسْتِغْرَابٍ وَاسْتِفْهَامٍ فَأَرْدَفَتْ:
    - نَعَمْ ، أَنَا مُوَافِقَةٌ. لَيسَ أَمَامكَ غَيرَ هَذَا الحَلِّ ؛ فَبِعِ الأَرْضَ لِهَذَا الرَّجُلِ تُحَقِّقْ مُبْتَغَاكَ وَتَجِدْ مَا تَبْحَثُ عَنْهُ.
    - وَلَكِنَّهُ يُرِيدُهَا بِثَمَنٍ بَخْسٍ وَأَنَا لَنْ أَبِيعَ بِأَقَلَّ مِنْ تِسْعِينَ.


    حَكَّ أَنْفَهُ مُتَبَرِّمًا وَصَرَخَ بِهِيَاجٍ:
    - يَا امْرَأَةُ! قُلْتُ لَكِ ابْحَثِي جَيِّدًا فَمَا عَادَ عِنْدِي مِنْ صَبْرٍ. ابْحَثِي هَيَّا وَإِلا فَقَأْتُ عَيْنَكِ.
    رَمَقَتْهُ شَزْرًا وَقَدْ احْمَرَّتْ عَينَاهُ وَانْتَفَشَ شَعَرُهُ ثُمَّ قَالتْ بِاستِيَاءٍ:
    - مِنْ ثَلاثِ لَيالٍ لا نَكَادُ نَأْكُلُ شَيئًا ، وَأَنْتَ بِعْتَ كُلَّ مَا وَصَلَتْ إِلَيهِ يَدُكَ فَمِنْ أَيْنَ؟؟
    - أَكَادُ أُجَنُّ. لَيتَ هَذَا المُشْتَرِي يَعُودُ فَأَبِيعهُ الأَرْضَ بِالثَّمَنِ الذِي عَرَضَ.
    تَرَكَتْهُ يَحُكُّ أَنْفَهُ وَيَشُدُّ شَعَرَهُ وَالتَفَتَتْ عَنْهُ تُفَكِرُ فِي الفُرْصَةِ التِي انْتَظَرَتْهَا لأسْبُوعَين وَأَعْمَلَتْ فِكْرَهَا فِي أَفْضَلِ تَصَرُّفٍ مُمْكِنٍ فَلا يَضِيعُ كُلُّ مَا أَمِلَتْ بِهِ.
    - أَنَا أَعْرِفُ زَوْجَهُ فَهْل تُرِيدُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَيهَا فَأُخْبِرَهَا بِمُوَافَقَتِكَ؟
    - طَبْعًا طَبْعًا وَفِي التَّوِّ!


    خَرَجَتْ إِلَى جَارَةٍ لَهَا تُسَلِّمُ عَلَيهَا وَتُشَارِكُهَا قَهْوَةً صَبَاحِيَّةً تَجْتَهِدُ لِتُخْفِيَ التَّوَتُّرَ البَادِي وَتَتَحَاشَى عُيُونَ جَارَتِهَا المُتَسَائِلَةَ حَتَّى مَرَّ مِنَ الوَقْتِ مَا يَكْفِي فَعَادَتْ.
    - لَمْ يَقْبَلِ الرَّجُلُ إِلا بِخَمْسِينَ لِلمِتْرِ الوَاحَدِ وَسَيَدْفَعُهَا - كَمَا قَالَ - نَقْدًا فَورَ إِتمَامِ العَقْدِ.
    - وَيْحَهُ مِنْ لَئِيمٍ. آهِ ، أَشْعُرُ بجِسْمِي يَتَمَزَّقُ وَرَأْسٍي تَنْفَجِرُ. مُوَافِقٌ .. مُوَافِقٌ ، أَخْبِرِيهِمْ أَنَّنِي مُوَافِقٌ.
    تَرَكَتْهُ لِانْهِيَارِهِ وَأَسْرَعَتْ إِلَى أَوْلادِهَا تَضُمُّهُمْ بِحَنَانٍ وَحِرْصٍ وَتُبَلِّلُ بَعْضَ خُبْزٍ يَابِسٍ تُطْعِمُهُمْ وَهِيَ تَنْظُرُ سَاهِمَةً فِي الأُفُقِ ذَاهِلَةً عَنْ رَسُولِ الحُزْنِ عَلَى الخَدَّينِ آمِلَةً أَنْ يَعُودَ الرَّجُلُ فِي مَوْعِدِهِ فَيُخَلِصُّهَا مِنْ كُلِّ هَذَا البُّؤْسِ وَهَذَا الجَنَفِ.


    تَمْتَمَتْ وَهِيَ تَقْبِضُ يَدَهَا عَلَى رُزْمَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الدَّنَانِيرِ:
    - بَارَكَ اللهُ بِكَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَكَفَانَا بِهَذَا المَالِ غَوَائِلَ الدَّهْرِ.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة بدارنه ; 29-11-2011 الساعة 04:07 PM

  2. #2
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    تَرَكَتْهُ لِانْهِيَارِهِ وَأَسْرَعَتْ إِلَى أَوْلادِهَا تَضُمُّهُمْ بِحَنَانٍ وَحِرْصٍ وَتُبَلِّلُ بَعْضَ خُبْزٍ يَابِسٍ تُطْعِمُهُمْ وَهِيَ تَنْظُرُ سَاهِمَةً فِي الأُفُقِ ذَاهِلَةً عَنْ رَسُولِ الحُزْنِ عَلَى الخَدَّينِ آمِلَةً أَنْ يَعُودَ الرَّجُلُ فِي مَوْعِدِهِ فَيُخَلِصُّهَا مِنْ كُلِّ هَذَا البُّؤْسِ وَهَذَا الجَنَفِ.


    تَمْتَمَتْ وَهِيَ تَقْبِضُ يَدَهَا عَلَى رُزْمَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الدَّنَانِيرِ:
    - بَارَكَ اللهُ بِكَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَكَفَانَا بِهَذَا المَالِ غَوَائِلَ الدَّهْرِ.


    كانت مجبرة أن تتركه؛ لأنّ انهياره ربّما يؤدّي إلى انهيار كلّ العائلة... وغريزتها الأموميّة لا بدّ من أن تدفعها لإنقاذ أولادها بأغلى ثمن وهو التّفريط بالأرض... فبيع الأرض هو بيع الجذور، وتنازل عن الاستمراريّة ... تنازلت عن الماضي والمستقبل مقابل إنقاذ الحاضر المأساويّ الملفّع بالجوع والفقر الذي أوجدته السّموم، وولّدت بؤسا وانهيارا للوالد... بما معناه أنّ الأب وهو السّلطة والمسؤول أصبح في الهاوية... والأرض ضاعت... فالأسرة حياتها آنيّة ستعتاش من المبلغ الذي قبضته الأمّ... ومن الممكن أن يسيطر عليه الأب ليشتري سمومه . ( فهي خائفة من غوائل الدّهر)
    قصّة رائعة أخي الأديب الدكتور سمير...
    تعكس الواقع المرير، وما تجلبه حياة الإدمان على السّموم بأنواعها المختلفة من دمار للجيب والصّحة والعائلة والمستقبل .
    بوركت وبورك الفكر النّيّر
    تقديري وتحيّتي

    للتّثبيت استحقاقا

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    جميل أن يكون الدواء بالداء ذاته فالأب سقط في هاوية الإدمان وسقط معه المستقبل حيث لاأمان ولا طموح ولا حتى قوت اليوم
    ولم يتبقَ إلا بيع الطين لتنكشف السوءة
    وجاء تصرف الأم حكيما أن أفلتت بفلذات كبدها وما قبضته من دنانير تعينهم على غوائل الزمن وليسقط وحده بما جنى
    قصة رائعة عالجت مشكلة اجتماعية خطيرة غالبا ماتتسبب في انهيار الكيان الأسري وتشرد الأبناء
    أبدعت سيدي المكرم فكرا وحرفا وأدبا
    دمت مدرسة لنا .. ودام يراعك
    تقديري الكبير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    يشكل اعتماد الحوار إطارا للقصة القصيرة توجها حداثيا جريئا في هذا الجنس الأدبي القائم أصلا على التكثيف، لتقابليته مع ما يميز الحوار كشكل رئيس للتعبير يمارسه الناس في علاقاتهم، بثنائية وربما تعددية تصنع الأحداث وتداعياتها، وبتعقيد منبعه أن الحديث بين الناس لا يقوم على خطط موضوعة تضبط الكلمات، بل هي موضوعات عدة يتطرق لها المتحاورون تقود بتشعباتها إلى مرادهم، وهو كما يقول تشارلز مورجان "وسيلة شكلية للنفاذ إلى جوهر الأشياء" .

    ومن هنا يكون لحركة الحوار القائم بين الشخصيات المبتكرة في النص القصصي، أهمية قصوى في أداء دوره بتحقيق فعل فني بنائي ، تتطلب من الكاتب رصدا دقيقا لملامحه المرتبطة بالتصرف السلوكي، والانفعالات الوجدانية، فسمات الناس وطباعهم وأفكارهم كلها تكشفها أو تسفر عنها أحاديثهم، وهذا يستدعي منه وعيا خاصا في اختيار الأسلوب الذي يجري به الحوار مكتنزا مكثفا بانتقائية للمفردة والتركيب والإيحاء، ليرتقي ببنائه الفني عن مستوى المحادثة العادية بين الناس دونما خروج له عن الواقعية المقنعة للمتلقي.

    وقد أدهشني اختيار الدكتور العمري للحوار عنصرا أوحدا –تقريبا- في القصة وهي كيان أدبي تتوافر فيه عناصر متكاملة ليكون أدبا وليس مجرد حديث بين شخوص ما في مكان ما، مما يدل على ثقته الأكيدة من قدرته على تصوير الحالات الفكرية والنفسية للشخوص القصصية، في قصة واقعية تطرح شأنا متناولا على المستوى الإنساني والأدبي معا، وهذا شأن ينطوي على مغامرة كبيرة بوقوع المؤلف في شرك التطويل والرتابة وربما السذاجة لدى العمل على رسم ملامح الشخصية وتصوير انفعالاتها من خلال الحوار مجردا.

    وقد نجح أديبنا الكبير هنا بتقديم نص تحولت فيه الكلمات العادية التي نصادفها كل الوقت في حياتنا العامة إلى نسيج فني عبرت فيه الشخصيات بابتكار وإيحاء مؤثر مرتبط بالقيمة الجمالية فنيا والقيم الانسانية مضمونا وبإيجاز وتكثيف أديا إلى مواءمة الحوار مع تكوين النص وفكرته وبحبكة مترابطة تماما برغم الانتقال في الفضاء المكاني للقصة، ومحدودية المساحة الممنوحة للراوي لتيسير الاستقبال على المتلقي

    كنت هنا أمام قطعة فنية سلط الضوء فيها على الفعل الحدثي للشخوص وحركتها بحوار حلق فيه البناء السردي في مدار واسع بمرونة وإدهاش

    شكرا لهذا الإبداع سيدي

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    تَمْتَمَتْ وَهِيَ تَقْبِضُ يَدَهَا عَلَى رُزْمَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الدَّنَانِيرِ:
    - بَارَكَ اللهُ بِكَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَكَفَانَا بِهَذَا المَالِ غَوَائِلَ الدَّهْرِ.



    السلام عليكم
    وبارك الله بهذة المرأة الذكية ,لقد عرفت نقطة ضعف زوجها واستغلتها لصالح الأولاد المساكين
    لعنة الله على الإدمان, كم يخرب بيوتا وكم يشرد عائلات ,وكم يمزق قلوب الأمهات والزوجات
    شكرا لك أخي العزيز د.سمير
    حوارية ممتعة ,وصفقة كانت رابحة رغم كل الخسارة المحيطة بالعائلة
    ماسة

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    تَرَكَتْهُ لِانْهِيَارِهِ وَأَسْرَعَتْ إِلَى أَوْلادِهَا تَضُمُّهُمْ بِحَنَانٍ وَحِرْصٍ وَتُبَلِّلُ بَعْضَ خُبْزٍ يَابِسٍ تُطْعِمُهُمْ وَهِيَ تَنْظُرُ سَاهِمَةً فِي الأُفُقِ ذَاهِلَةً عَنْ رَسُولِ الحُزْنِ عَلَى الخَدَّينِ آمِلَةً أَنْ يَعُودَ الرَّجُلُ فِي مَوْعِدِهِ فَيُخَلِصُّهَا مِنْ كُلِّ هَذَا البُّؤْسِ وَهَذَا الجَنَفِ.


    تَمْتَمَتْ وَهِيَ تَقْبِضُ يَدَهَا عَلَى رُزْمَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الدَّنَانِيرِ:
    - بَارَكَ اللهُ بِكَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَكَفَانَا بِهَذَا المَالِ غَوَائِلَ الدَّهْرِ.


    كانت مجبرة أن تتركه؛ لأنّ انهياره ربّما يؤدّي إلى انهيار كلّ العائلة... وغريزتها الأموميّة لا بدّ من أن تدفعها لإنقاذ أولادها بأغلى ثمن وهو التّفريط بالأرض... فبيع الأرض هو بيع الجذور، وتنازل عن الاستمراريّة ... تنازلت عن الماضي والمستقبل مقابل إنقاذ الحاضر المأساويّ الملفّع بالجوع والفقر الذي أوجدته السّموم، وولّدت بؤسا وانهيارا للوالد... بما معناه أنّ الأب وهو السّلطة والمسؤول أصبح في الهاوية... والأرض ضاعت... فالأسرة حياتها آنيّة ستعتاش من المبلغ الذي قبضته الأمّ... ومن الممكن أن يسيطر عليه الأب ليشتري سمومه . ( فهي خائفة من غوائل الدّهر)
    قصّة رائعة أخي الأديب الدكتور سمير...
    تعكس الواقع المرير، وما تجلبه حياة الإدمان على السّموم بأنواعها المختلفة من دمار للجيب والصّحة والعائلة والمستقبل .
    بوركت وبورك الفكر النّيّر
    تقديري وتحيّتي

    للتّثبيت استحقاقا
    بارك الله بك وأكرمك أيتها الأديبة السامقة وثبتك الله على الصراط!

    رأي معتبر ، وقراءة تأويلية من زاوية عميقة وحكيمة أشكرك عليها.

    دام دفعك!

    ودمت بخير وبركة!

    وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


    تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    عاطفة الأمومة هي من حددت أفضل الخيارات الصعبة
    وكان البيع حتى لا يموت الأولاد جوعا

    ولا أدري من منا يمتلك الشجاعة الكافية ليقول لو أنها تأنت وبحثت
    عن خيارات أخرى لكان أفضل ف
    الأرض هي الأرض وما أدراك ما الأرض

    ولا أعتقد أني أمتلكها أنا

    الدكتور الكبير سمير
    نصك موجع ويعكس واقعا مرا تكررت شخوصه وأحداثه
    أبدعت وأكثر

    تقديري الكبير
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  8. #8
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أديبنا الكبير : د سمير العمري

    قصة مبدعة نقف أمامها هنا ، اعتمدت الحوار بشكل شبه كامل ، وميزتها اللغة القوية التي تعودنا عليها من العمري ، والفكرة والعبرة التي نستخلصها من القص ، لكني ربما أغرد خارج السرب حين أقول أن تصرف السيدة لم يعجبني ، ما فعلته كان استسلاماً للواقع ، ومساعدة منها لزوجها في مزيدٍ من الانزلاق في الهاوية ، بأن وفرت له المزيد من النقود ، وخسرت الأرض التي هي الضمان الحقيقي الوحيد لمستقبل الأسرة ، كل هذا مقابل توفير مبلغ من المال ، وكأن الطرق كلها أغلقت في وجهها الا هذا الطريق
    صحيح أن الادمان طريق لا عودة منه الا لمن امتلك العزيمة والرغبة الصادقة ، لكن الزوجة الصالحة والرفيق الصالح لهما الدور الأكبر في التوجيه وبث الروح والعزيمة في النفوس
    لعلها كان يمكن أن تساعده ليقلع ، وأن تحرص ألا توفر له المخدر ، وأن تبقي الأرض كضمان ، وأن تحرص على حماية أبنائها بكل وسيلة ممكنة على ألا تفقد زوجها أيضاً
    ولكن من يدري ، لربما لم يتبق أمامها الا هذا الطريق ، وحدها تعرف لماذا اضطرت الى سلوكه

    القدير العمري
    لغتك القوية تشكل مدرسة لنا ، ورغم نصوصك القليلة بيننا الا أنها تعلق كوسام على جبين محور القصة ، نستفيد ونتعلم منها ، فكن بالجوار ولا تطل الغياب
    لعل فقرة حوارية أو أكثر كانت تحتاج الى رابط أسلوبي بينها وبين التي تليها ، الانتقال عبر المرحلة الزمنية الى اليوم التالي مثلاً دون فاصل بين الحوار والذي يليه كانت تقنية غير مألوفة ، ربما تسجل نقطة بالايجاب أو السلب لا أدري ، هي تقنية غير مألوفة لكنها -رغم كل شيء - كانت واضحة ولم تفقدنا متعة المتابعة ..

    سعدت بك وبوجودك
    ولك التحية أديبنا القدير
    وباقات الورد كلها


    أحمد
    أموتُ أقاومْ

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    ما كنت ممن يفعل هذا ولا ممن يحب أن يفعله ، ولكني وجدتني مضطرا له بعودة بهذا الرد بعد أن وجدت أن جل الردود اتخذت اتجاها لا أراه يصف النص بما هو فيه.

    أما بخصوص السرد بتقنية الحوار فهذا مما تعمدته لتوضيح إمكانية توصيل المعنى كله من خلال الحوار ، بل ويمكن تجاوز الأزمنة والأمكنة من خلال الحوار الواعي ، وما فعلت هذا الأمر إلا بعد أن رأيت أن القص والذي يمثل الحوار فيه ركنا أساسيا بات عند الكثير مجرد كتابة جملة أو جملتين والاعتماد على عنصر المفارقة أيا تكون لينشر به ما يعتبره قصة قصيرة جدا ، ونصي هذا هو بالكاد ما يمكن وصفه بالقصة القصيرة جدا فكيف بما ينشرون؟؟
    على الأدباء أن يعودوا لتقييم الأمر وأن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن مقومات النص يجب أن ترتكز على عوامل إبداعية ومواصفات قياسية.

    أما ما يهمني هنا هو أن أوضح الأمر بخصوص المعنى الذي اتخذ كما قلت اتجاها متشابها باعتبار أن قرار المرأة كان خيارا ، وبالعودة للنص نجد أنه كان قسرا ومحاولة للهروب من خسارة كل شيء بكسب ما يمكن أن يعين على غوائل الدهر وحاجة الأسرة للحياة.

    نعم القصة تحمل رمزية منفتحة على مفاهيم واسعة وآفاق متعددة على المستويات الإنسانية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية والوطنية بما أرجو أن يتم تناوله نقديا ، وللقارئ الحق في أن يفهم النص بالإطار الذي يتصوره لكن من حق النص أن يقرأ بشكل دقيق وأن لا يفوت على المتلقي هنا تكرار "وإلا فقأت عينك" وأسلوبه الجاف القاسي المستهتر ليدرك أن المرأة أدركت أن السفينة غارقة لن تستطيع منع قدرها فرأت أن تتصرف بذكاء لصالح الجميع من خلال ما رسم معناه عنوان النص.

    تحياتي لكم جميعا!

  10. #10
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أديبنا القدير : د سمير العمري

    لعلك اختصرت الأمر بقولك : قصة تحمل رمزية منفتحة على مفاهيم واسعة وآفاق متعددة على المستويات الإنسانية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية والوطنية بما أرجو أن يتم تناوله نقديا ، وللقارئ الحق في أن يفهم النص بالإطار الذي يتصوره لكن من حق النص أن يقرأ بشكل دقيق وأن لا يفوت على المتلقي هنا تكرار "وإلا فقأت عينك" وأسلوبه الجاف القاسي المستهتر ليدرك أن المرأة أدركت أن السفينة غارقة لن تستطيع منع قدرها فرأت أن تتصرف بذكاء لصالح الجميع من خلال ما رسم معناه عنوان النص.

    نعم أنا معك ، بأن الأمر يحتمل قراءات أخرى ، ومن يدري ، ربما حلول أخرى أيضاً
    الكاتب بكل تأكيد هو الذي غاص بنفسية البطل \ة وهو الذي اثَّر بالأحداث تبعاً لهذه الحالة ، ولكن أليس من الوارد أن تختلف الرؤى ، وأن يرى البعض أنه كان على الزوجة ألا تستسلم ، حتى لو كان يهددها بفقأ عينها ، ربما ألتمس العذر لها ، وأقول أنها كانت مضطرة ، لكن عندما أضع نفسي مكانها ، أجد أنني لن أتخذ ذات الموقف أبدا ..
    واختلاف الرؤى أستاذي هو مكسب للقصة ، فهو يدل دلالة عظيمة على أن القصة طرحت التساؤلات ، وأثارت الدهشة ، وجعلت كل منا يفكر في موقف البطل\ة وفيما دفعها الى ما فعلت ، والى التفكير في قضية الادمان ، والانزلاق نحو الهاوية ، والطرق الأقرب للسلامة ، والدلالات أكبر من الإدمان ذاته ، وأكبر من الجانب الاجتماعي كله
    فالوطن كله ينزلق ، عبر المدمنين للسلطة والغارقين في الملذات ، ويحاول الناس أن ينجوا بما تبقى من وطن
    فهل يمكن أن يفعلوا هذا ، وهل يظل الى أن يفعلوا .. سالماً معافى .. ؟
    تساؤلات تطرحها القصة وتحتاج الى اجابات ونقاشات ...
    لك المودة كلها
    ومرحباً بك مرة أخرى في ملتقى القصة تزينه بهذه الرائعة الجديدة
    ولا أنسى توجيه الشكر للأديبة كاملة بدارنة لتثبيتها هذه القصة المبدعة

    حبي واحترامي

    أحمد

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. خمسون ...
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-05-2016, 04:11 PM
  2. خمسون بسبعين
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-11-2011, 03:07 PM
  3. خمسون فكرة لزرع الثقة في ابنك...!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-04-2004, 09:48 AM
  4. خمسون خطأ تقع فيه المرأة.....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2004, 07:54 PM