لم أخجل عندما صافحت يدي ظلي , ولم أهب عندما مالت أعمدة الثقة التي أوليتها للريح ذات الهبوب عندما نمت قبل وقتها ,
ولم أغضب من عيوني عندما اختلست ببريق نظراتها ضبط تلك السويعات التي انكفأت لتنسل في جيوب الغروب بينما الآخر بدأ ينفرط ,
ينفرط ,
ينفرط في الانسكاب صوب وجهة مجهولة , حتى جف زبد آثاره,,
إنما غضبت من قدمي التي أعتادت على تلك الدرب, وأصبحت تملأ فراغات الخطوات الغائبة لمجرد محاولة عن التنفيس عن آمال أرتخت حبالها, وتجمد فتيلها وكأنها قطع بلاستيكية قبّلها لهيب النار , تقلصت على نفسها فنبتت لها رؤوس شعثاء تخيف الأمشاط..
حتى تأكد لي بأن العيون ليست طرفا أساسيا لمعرفة العناوين , حيث ألفة الدرب على الخطى تطعم القدم معرفة حقيقية , فأعود لأملأ فراغات الدرب مرة آخرى بخطوات تصدر صرير الاعتياد .