نبدا باسم الله الرحمن الرحيم
فى ليلة من ليالى الصيف الدافئة بعد صلاة العشاء تقابل الصديقان صقر وفهد و هما صديقان منذ اكثر من 20 عاما لذلك هما اخوان اكثر منهما صديقان و بدا صقر كلامه قائلا : السلام عليكم .
فهد : وعليكم السلام , اهلا بصديق العمر صقر .
صقر : اهلا بك انت يا اخى كنت اود دعوتك الى تناول الغداء غدا باذن الله .
فهد : بالطبع يا اخى ساتى باذن الله لن اضيع فرصة كهذه .
صقر : ساكون بانتظارك فلا تتاخر .
فهد : السلام عليكم اراك غدا باذن الله .
صقر : وعليكم السلام .
وفى اليوم التالى وفى الوقت المحدد ذهب فهد الى بيت صديقه فلاقاه بصدر رحب ورحب به افضل ترحيب ودعاه لتناول الوجبة الجميلة التى اعدها بنفسه وبعد الوجبة توجه صقر الى صديقه فهد قائلا : لقد دعوتك اليوم الى هنا لاتحدث معك فى امر مهم .
فهد : خير يا صقر ما هو هذا الامر.
صقر : خير باذن الله لا تقلق , بالطبع كلانا يعلم باننا الاثنان وبلا غرور من امهر الصناع فى صنعتينا .
فقال فهد وتعلوه اثار الدهشة : نعم هذا صحيح .
صقر : وكلانا يعلم انه مهما بذلنا من مجهود فى صناعة شئ فانه بالامكان تقليده ولو حتى بجودة اقل منا و ذلك بسبب كثرة انتشار صنعتينا .
فهد : هذا بسبب كثرة المنافسة .
فاستطرد صقر قائلا : بالضبط هذا هو ما اقصده , وبخصوص ذلك واتتنى فكرة جيدة ستنال اعجابك .
فهد : لقد شوقتنى ما هى هذه الفكرة هيا اخبرنى .
وما كاد ان ينتهى فهد من كلماته حتى اذن المؤذن لصلاة العشاء فقال صقر: هيا بنا نتوضا ونذهب للصلاة وبعد الصلاة ساخبرك بالفكرة ان شاء الله .
فذهبا للصلاة وفهد عقله شارد ومستغرق فى التفكير فى هذه الفكرة ومحاولا ان يخمن ما هية هذه الفكرة وما ذا قد تكون وبعد صلاة العشاء ماكاد ان يخرج الشابان من المسجد حتى صادفا الشيخ الحكيم مهند الذى علمه الزمان الحكمه وعودته الدنيا الصبر يدعوهما لتناول العشاء والح فى طلبه الحاحا شديدا فاصبح ما من مفر الا ان يستجيب الشابان للدعوة وفى بيت الرجل العجوز مهند بعد ان تناول ثلاثتهم الطعام و استوفى الشيخ معهما اداب الضيافة كاملة قال لفهد- بعد ان لاحظ عليه الشرود والسرحان- : ماذا بك يا ولدى اراك لست حاضرا معنا فما الذى تفكر به .
فهد : صراحة لقد حدثنى صقر بفرة واتته حول عملينا وانا لا زلت حتى الان افكر بماذا قد تكون هذه الفكرة .
فالتفت الشيخ مهند الى صقر وما كاد ان ينبث ببنت شفه حتى قال صقر : بما اننا افتتحنا الموضوع فلا بد ان اخبركم بالفكرة حتى ناخذ مشورة الشيخ مهند فيها ونعرف رايه .
فقال الشيخ وفهد : هيا اخبرنا .
فقال صقر : لقد فكرت انه بدلا من ان يعمل كل منا فى مهنته انا نجارا
وفهد حدادا التى تكثر فيها المنافسة وما من ابداع فيها لما لا ندمج نحن الاثنان بين خبرتينا ومجهودينا ونقوم نحن الاثنين بابتكار صنعة جديدة لا منافسة فيها وبذلك يزيد ربحنا ونستفيد اكثر من ما تعلمناه .
الشيخ مهند : يالها من فكرة رائعة لما لا تبدا انت وفهد فى تنفيذها .
فهد : عذرا يا صقر انا لم افهم ما تعنيه اعطينى مثال .
صقر : بالطبع يا فهد مثلا نصنع اسرة او ارائك من الخشب والحديد فتكون لها متانة الحديد وجمال الخشب ورقيقة الهيكل و لا تشغل مساحة كبيرة وتعيش اطول وتكون اجمل .
الشيخ مهند : مثلا او ان تصنعا منابر رقيقة المنظر طيبة الملمس بنفس الطريقة التى يقصدها صقر .
فهد : الان فهمت انها فكرة رائعة حقا انا موافق عليها .
صقر : حسنا سنبدا بتنفيذها فى اقرب وقت .
الشيخ مهند : وانا حاضر لمساعدتكما اذا احتجتما لاى مال او حانوت(دكان) لبدء المشروع .
صقر وفهد : المال معنا والحمد لله .
صقر : ولكننا بالفعل نحتاج لمكان لبدء المشروع .
الشيخ مهند : انا اعرف مكان رائع غدا بعد صلاة الظهر سنذهب باذن الله لاريكم المكان.
فهد : اذا علينا الذهاب الان لتحضير الاموال وما يلزم للغد ولننال قسطا من الراحة .
الشيخ مهند : حسنا اراكم غدا باذن الله , فى رعاية الله .
صقر وفهد : السلام عليكم.
وذهب كل منهم لبيته وقام بتجهيز المال وتجهيز ادواته و فى اليوم التالى ذهب فهد بعد صلاة الظهرالى بيت الشيخ مهند ليجد صقر هناك بانتظاره هو والشيخ مهند وبعد ذلك ذهبوا الى حانوت (دكان) رائع فسيح وضخم ذا اطلالة رائعة ولا يحتاج الا للقليل من التعديلات التى ليست بشئ يذكر وعلاوة على ذلك كان ثمنه مناسبا لقدرة الشابين وما يملكانه من مال فتوجه فهد للشيخ مهند قائلا : شكرا جزيلا لك يا شيخ مهند على هذا الجهد الكبير الذى بذلته معنا .
قال الشيخ مهند : الشكر لله يا ولدى فانا افعل ذلك تشجيعا لكم ولهذا المشروع الرائع كما اننى بحاجة الى اثاث جديد للمنزل فالاثاث الذى املكه صار متهالك ويصدر صرير مزعج .
فضحكوا جميعا ثم قال صقر : سيسعدنا ان نصنع لك الاثاث ومجانا ايضا .
الشيخ مهند : شكرا لك يا ولدى على هذا ولكننى اريد ان اسدد تكلفة صناعة الاثاث لا تجعله مجانا .
قال فهد : لا نحن نصر على ان يكون مجانا .
قال الشيخ مهند : اذا لا مفر, شكرا لكم يا اولاد .
فهد وصقر : الشكر لله , الان يجب ان نذهب لنستريح حتى نباشر فى تجهيز المكان وتوضيبه .
وبعد ثلاثة اسابيع بالضبط كانا قد انتهيا من طلاء الحانوت وتنسيقه وتجهيزه بالمعدات اللازمة ونقل ادواتهما اليه ومع ذلك لم يكن احد من سكان القرية يعرف ماهية هذا المكان فكل ما كانوا يرونه فيه هو واجهته الرائعة ولا يسمعون الا صوت طرق المعدن ودق الخشب وصرير الادوات الناتجة عن صناعة اثاث الشيخ مهند و بسبب عدم معرفة احد عن ما هو هذا الحانوت وما الذى سيكونه انتشرت الاقاويل والاشاعات وبعد اسبوع تم افتتاح الحانوت وكان اول زبون هو الشيخ مهند واهل القرية ينظرون بتعجب واندهاش الى اثاث الشيخ مهند منذهلون من قوته ومتناته ومع ذلك رقه هيكله و جمال منظره وروعة صناعته وسرعان ما ذاع صيت فهد وصقر وكل يوم يزداد الزبائن و تمر الايام والشهور حتى اصبح الشابان من اكبر اغنياء القرية -ومع ذلك لم يشغلهما ذلك عن عبادتهما وتادية الفرائض ولم يحول اى من ذلك بينهما وبين ربهما- وازدادت شهرتهما حتى وصلت الى اسماع الملك حسام فاراد الملك حسام ان يصنعا له اثاث وارائك واسرة وطاولات وشبابيك وابواب لقصره وان تكون اشياء رائعة وليس له مثيل ووعدهما بالكثير من الاموال مقابل هذا وبالفعل بدا الاثنان فى صناعة ماطلبه الملك وفى ذلك الوقت كانت هناك احداث غريبة تحصل فى القرية فقد نهبت خزائن البلد و نهبت خزائن التجار ونهبت القوافل وكل هذا كان بسبب لص ماكر يدعى عامر قام بكل ذلك ولم يستطيع احد ان يثبت ضده اى شئ او ان يعرف انه هو السارق ومع ذلك فقد علم الشابان الذكيان بانه عندما يسلمهما الملك الاموال مقابل ما صنعاه سوف ياتى الدور عليهما وتنهب خزنتهما لذلك وبعد ان انتهيا من صناعة ما طلبه الملك حسام ذهبوا اليه واخبروه ان باستطاعتهم القبض على اللص وكان لدى فهد خطة
فنادى الملك حسام زعيم الحرس ياسر وقال لهم : ان ياسر شخص امين ومتعاون وسوف يساعدكم فى تنفيذ خطتكم والقبض على اللص .
فهد : حسنا شكرا لك يا ايها الملك حسام ولكن انت ايضا لك دور فى الخطة.
الملك حسام : وما هو دورى .
فهد : انا وصقر قد انتهينا بالفعل من صناعة ما طلبته و سنسلمه اليك ولكن لا تسلمنا المال فقط اعلن عن تسليمك المال لنا واترك الباقى لنا .
الملك حسام : ولكن الا تريدان المال .
فهد وصقر : سناخذه بعد القبض على اللص باذن الله يا ملك .
الملك حسام : اذا استطعتم القبض على اللص سيكون لكم منى علاوة فوق اموالكم.
صقر وفهد : سنقبض عليه باذن الله .
الملك حسام : حسنا سانفذ دورى فى الخطة وياسر زعيم الحرس سيكمل معكم .
زعيم الحرس ياسر : انا رهن اشارتكم .
وبالفعل نفذ الملك ما قاله فهد له و ذهب ثلا ثتهم صقر وفهد وياسر زعيم الحرس الى الحانوت ليضعوا الخطة
قال صقر : ما خطتك يا فهد اخبرنا .
ياسر زعيم الحرس : هيا اخبرنا حتى نقبض على ذلك المزعج.
فقال فهد : تقتضى خطتى ان نقوم بوضع مادة يصعب ازالتها ولا تزال الا بعد وقت طويل , فى الخزنة الفارغة التى سياتى اللص لسرقتها فاذا وضع يده فى الخزنة تلتصق به المادة فلا يستطيع ازالتها وغدا سنستدعى جميع اهل القرية وصاحب اليد المطلية بالمادة سيكون هو السارق .
صقر وياسر : فكرة رائعة هيا نبدا فى تنفيذها .
وبالفعل نفذوا الخطة وفى صباح اليوم التالى وجدوا اثار اقدام فى الحانوت ووجدوا الخزنة مفتوحة فعلموا انا السارق قد اتى الى الحانوت ووضع يده فى الخزنة فاستدعى ياسر زعيم الحرس جميع اهل القرية وبالفعل استطاعوا ان يقبضوا على اللص عامر وحوكم وعوقب العقاب الذى يستحقه وردت الاموال المسروقة الى اصحابها ونال الشابان المال الذى وعدهما الملك به وقرر الملك ان يقيم احتفالا ويكرم فيه البطلين الذين انقذا القرية من السرقة والنهب
وفى ذلك الاحتفال المنشود وجد الشابان صقر وفهد ابنتى الملك سهير وسمر فشعر صقر بانجذاب نحوسهير ابنة الملك الكبرى وشعر فهد بانجذاب نحو سمر ابنة الملك الاخرى وقد لاحظت ذاك الانجذاب الخادمة هند التى سرعان ما اخبرت فهد وصقر بان الفتاتان منجذبتان كذلك نحوهما فشكرها صقر وفهد وقالا لها ان لا تخبر اى احد اى كان بما اخبرتهما وبعد ثلاث شهور ازدادت فيها شهرة صقر وفهد واصبحا من الذين يدنيهم الملك فى مجالسه -ومع ذلك لم يحل اى من هذا بينهم وبين صلاتهم وتادية فرائضهم- فاتح الشابان الملك فى الزواج بابنتيه فطلب صقر الزواج من سهير وطلب فهد الزواج من سمر فلم يتردد الملك ولو لوهلة فى الموافقة على هذا الطلب واقيم الزفاف بعد اسبوع واستمرت الاحتفالات لمدة اسبوع اخر وظلت القرية تتغنى وتمرح وتفرح لعدة اسابيع بعد الزفاف فرحين بهذا الزفاف وهكذا عاش الجميع فرحين وسعداء فقد توقفت السرقات فى القرية وحقق الشابان الحلم الذى يحلم به جميع الشباب فى هذا الزمان واستطاعا ان ياسسا حياة مستقرة وفرح الملك بسلامة مملكته وبفرح شعبه وبزواج ابنتيه واستفاد الجميع وكل هذا بفضل تقبل الراى الاخر والتشاور والتعاون و الابداع والابتكار وكل هذه مبادئ نحن بحاجة لترسيخها فى مجتمعنا اليوم .
اعذرونى لأنى اطلت عليكم
اخوكم فى الله أحمد فرغلى
اترقب رؤية تعليقاتكم التى تحمل فى طياتها دوما الفائدة ................. وشكرا