|
يا أوَّلَ الغيث ، بل يا آخرَ المطرِ |
|
|
في ذمَّة الله ، لا في ذمة البشرِ |
جُهِلْتَ والناس ُ أصفى شربِهِمْ وشلٌ |
|
|
وقلة الماء ترضي الكَدْرَ بالكَدَرِ |
ولم تنح فوق غصن البان نائحةٌ |
|
|
عليكَ ، أو تذبل الأوراقُ في الشجر |
ولم يزل شجرُ الخابورِ مورقةٌ |
|
|
أغصانُهُ ، وغراب الرأس لم يطرِ |
عجبتُ دجلةَ مبتلاً بزرقتهِ |
|
|
والغيمُ يغسل سعف النخل بالمطرِ |
من بعد أن صار لا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ |
|
|
مَنْ كانَ في الناسِ ملءَ السَمْعِ والبَصَرِ |
ها غيرُ ثاكلةٍ ناحتْ صحافتُنا |
|
|
عليكَ جهلاً ، وليس الخُبْرُ كالخَبَرِ |
ماتتْ جهينةُ ، فاجتُرَّتْ ثقافتُنا |
|
|
كحامل التمر مغتراً إلى هَجَرِ |
تُرْمى النخيلُ لدينا كلما بسقتْ |
|
|
وأتمَرتْ دونَ دونِ النخلِ بالحجرِ |
حتى إذا هُدِّمت بالموت دارتُه |
|
|
دَرَّتْ بأضرعها دنياه بالدررِ |
من فرط ما نسيتْ بغدادُ من عشقتْ |
|
|
يغفو بها المجد من جوع إلى السهرِ |
يا دجلةَ اليوم لا جسرٌ فنعبره |
|
|
نحو الرصافة مأخوذين بالصورِ |
غِبْ يا هلال فإنَّ الناس مفطرةٌ |
|
|
وليس يفرح حتى البدوُّ بالمطرِ |
ولم تعد جدتي في كل شاتيةٍ |
|
|
وسطَ الصغار تقضِّي الليل بالسيرِ |
ولم يعد يرتدي صوتي عباءتَه ُ |
|
|
مثلَ العواصف تستعدى على الشجرِ |
أنا القصائد ، لا شئٌ سوى لغتي |
|
|
وبعديَ الشعر كل الشعر في أثري |
لولا قصيداتُ شعرٍ ظِلْتُ أكتبها |
|
|
غالَ القصائدَ صمتي فعلَ منتحرِ |
فاعذر رثائك إن لم تغدُ ساحته ُ |
|
|
مناخةَ النوقِ من بادٍ ومن حضَرِ |
صار القديمُ قديماً فاشترت لغتي |
|
|
سقْطَ المتاع شراء العُمْيِ بالنظرِ |
واستمطرت بعد خصبٍ غيرَ ماطرةٍ |
|
|
وقد يُحنُّ لطيش النشءِ في الكبرِ |
في غير فحمٍ نفختِ دون فائدةٍ |
|
|
والوسم في الجلد غير الوسم في الشَعَرِ |
لستُ المراعَ المعنَّى فيكَ نافلةً |
|
|
في كلِّ يومٍ له عشٌ على الشجرِ |
ولا مسكتُ عصا الأيامِ من وسطٍ |
|
|
فضالةُ الركبِ تُمشي البعضَ بالأثرِ |
ولا لممتُ بشعري فعلَ حاطبةٍ |
|
|
في ليلِ من ملأوا ممشاك بالحفرِ |
لكن أخاف وراكَ الماء أسكبه |
|
|
عليكَ فِعْلَ نساءِ الكرخ في السفرِ |
من بعد أن صار لا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ |
|
|
مَنْ كانَ في الناسِ ملءَ السَمْعِ والبَصَرِ |