.. بــوحُ الفوانِــيْس ..
إلى حبَّات الرَّمل التي تتنفَّسُني
إلى معشوقتيَ الأولى والأخيرة..ذاتي
إلى غائبةٍ لمْ تذقْ بعدُ نكْهةَ الحضور .
هُــزِّي بــجـذْعِ فــؤادي يـسْـقــط الـوجَـــعُ
صُومِـي علـى شوقِـك المُكْتَــظِّ إذْ شَبِعـــوا
أنـــا عــلــى ذمَّـــةِ الأوجــــاعِ مـنـتــظـــرٌ
قَـضِـيَّـتـي كـلَّمـا أجْـمَـلْــتُ مـا اقْـتَـنَـعـــوا
مـالي أُجَمِّــــلُ شـكـوى بـالـدمـوع , ومــــا
أَطْلقْتُهُ من سجونِ الصَّمْتِ مــا اسْتَمَعــوا ؟
أُغـالِـبُ الــيــأْسَ فــي مِـعْـراجِهِ كَــمَــــدَاً
وأَنْـثَــنـي غُــصْـنَ صَــيْــفٍ جــــزَّهُ ولَــعُ !
أتـيـتُـكُـمْ فــي ثــيـابِ الــرِّيـحِ مُـسْـتَـعِــراً
عَــــجُّ الخـمـاسِـيْـنِ فــــي كـفَّـيَّ تـنْـدَلِــعُ
شــواردُ الـشِّـعْــرِ فــي فــكَّـيَّ خـاشــعــةٌ
والاسْـتـعـاراتُ والإدهـاشُ لـي خَـضَعــوا
أغـــضُّ عـــن صــورِ الأقــرانِ ذاكـرتـي
وأفْـطِـمُ الـعـقْـلَ عــن ثــدْيٍ إذا رَضَـعــوا
مـا قُـــدَّ قـلـبيَ مــنْ قُـبْـلٍ ولــو شـهــدوا
خِــــلافَ ذاك , فـتــبــاً لـلـذي ابْـتَـدَعــوا
بَــوْحُ الـفـوانـيـسِ قــد أشْعَـلْتُهُ غـسَـقـاً
فـلمْ تـزلْ يـا ظــــلامَ الـكَـبْــتِ تـنـقــشِـعُ
يـــؤذِّنُ الـشَّجَـنُ الـمـبْحوحُ فـي رئــتــي
وبــيـن جـنْـبيَّ صــلَّى فَــرْضَـهُ الـوجَــعُ
مــا زلـتُ أرحـلُ فـي أرواقِ أخْـيِـلَـتــــي
مُفتِّـشـاً , أينَ مَنْ راحوا ومـا رجَـعــــوا
فــي غـفــلــةِ الـوقْــتِ أيَّـــامٌ تـراقِـبُــنـي
مـوبـوءةُ الـوجْـهِ , بالأهــوالِ تضطـبــعُ
عــلـى سـواعِــدِهـا الـمـاضيْ تُـؤَرْجِحُهُ
وفـوقَ أكـتافِـهـا المُـسـتـقـبَـلُ الـبَـشِـــعُ
لا أنتِ عُــدْتِ , ولا أوجـاعُنـا رَحَلَــتْ!
وبــيـنــمــا شــرْفَــــــةُ الآلامِ تَــتَّــسِــعُ
مـنْ أيِّ سَــمِّ خيـاطٍ أرتــجــي فَــرَجــاً
وأنتِ والوقْـتُ ضِدِّي , والهوى طـمـعُ