مُجَرّدُ وهْمٍ
بقلم / ربيع السّملالي
اسْتَسْلَمَ لخواطِرِهِ الشّارِدَة
تاهَ في بيْدَاءِ أحلامِهِ العبَثية
أسرفَ في تفكِيرِهِ المضْني
وغرقَ في بُحورِ أوهامهِ الغامضَة
علائِمُ الاضْطِرابِ والحسْرةِ والكآبةِ بَادِيَةٌ على قَسَمَاتِ وجههِ
سَحائِبُ الحزْنِ قد حجبت رؤيا أمله المنشود
وسُدُمُ الغمّ عَلَتْ سماءَ تفاؤُله الوَاهِم
يجلِسُ في غُرفته الْمُضَمّخة بعبير اليأسِ والضّيقِ والقلق
صامتاً كالأموات ، جامدًا كالتّمثال
لا يُحرّكُ ساكناً ولا يُسكّنُ مُتحرّكا
تاركاً العنان لعَبَرَاتِه السّاخنة تنسكِبُ على وجنتيهِ مِدْرَارا
بَاتَ الفراقُ حليفَهُ والواداعُ أليفَهُ
ينظُر إلى صُورتِها المعلّقة على جُدران قلبه الكسير
هَا هيَ تَرْفُلُ في مخيَلَتِه مقبلةً في خفّة الغزال ووقارِ الطّاووس
تعلو شفتيْها القرمُزيتين ابتسامةٌ هادئة ، لا يستطيعُ معها صبرا
وشعرُها الأشقرُ النّاعمُ المنسدِلُ على كتفيْها ، يُوقظُ أحاسيسَه الغارقة في أعماق وجدانه
وعيناها الزّرقاوان الواسعتانِ تُشعّان في دواخله حياةً مُفعَمَةً بالتّناقُضاتِ
طلعَتُها الوضيئةُ المشرقة ، تقتُلهُ ، تعذّبه ، تَأسُرهُ ، وَ تفعلُ به الأفاعيل ...
ينتابُهُ شعورٌ بالوهن ، بالاجتثات ، بالانخلاع ، بالانهيار ...
لا طعم لأيّامه ، لحياته ، لمستقبله ..
ولا معنى لوجودِه بدونها في ظلمة ليله البهيمِ الأليلِ
حالهُ :
وعذلتُ أهلَ العشق حتّى ذُقته ...فعجِبتُ كيفَ يموتُ من لا يَعشقُ
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنّني ... عيّرتُهم فلقيت منهم مــالقوا
16 / 12 / 2011