أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 30

الموضوع: مؤتمر العشاق

  1. #11
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي




    تباطأ أمير دولة العشاق التائبين , في تلبية دعوة ملكة العشق , لإلقاء كلمة بلاده في المؤتمر, وبدا

    في تردده كمن عمل عملاً شائناً , لا يريد لأحدٍ أن يطلع عليه , إلا أن تلك النظرات الواثقة و الباعثة على الطمأنينة

    التي قرأها في عيون أعضاء وفد دولته , جعلته يلملم شتات أفكاره , و يستجمع بقية جأشه ,ويكمل خطواته الخجلة

    إلى المنبر .

    بدأ الأمير خطابه بالآية الكريمة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    َ(( ومَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً )) صدق الله العظيم

    أما بعد :

    اسمحوا لي أيّها الأحبة أن أُهديكم , تلك النسمات الروحانية , المُفعمة بالرأفة و الرحمة , لننعم بحلاوتها

    ونتفيأ بظلالها , ولعمري إنها الآية التي نهتدي بنورها , لطريق الرجوع عن خطايا العشق

    و إذا كان كل أميرٍ منكم , قد أتى لمؤتمرنا هذا , حاملاً في ثنايا فكره مبادىء دولته في العشق , مُمنياً النفس

    بأن تلقى تلك المبادىء كل الرضا والقبول , والمديح والثناء , و يحذوه الأمل بقدوم يومٍ , يُمسي فيه قانون

    دولته في العشق, منارةً تهتدي إليها سفن العشق , فإننا والله الذي رفع السماء , وبسط الأرض

    وأجرى السحاب , لا نرجو من لقياكم في هذا المساء الجميل , إلا النّصح والرشاد لقومٍ نحسبهم من المتقين

    حتى في مسائل العشق .

    إن المسألة عندنا لم تكن خطيئة عشقٍ واحدة, قد سرت حُمتها المُعدية , في كل أرجاء مدننا فحسب

    بل كانت رُكاماً من الخطايا , وكل خطيئةٍ وراءها قصة , وكل قصة حملت بين سطورها نعّياً لفضيلة

    وولادة لرذيلة , وإني مُخبركم ببعض خطايا العشق عندنا , حتى نتعظ سوياً , و نشرب من ينابيع العبر

    فتكتسب قلوبنا مناعة الوقوع في شراكها , و لعل أكثرها جسامةً وضراوة , هي خطيئة العين العاشقة

    بعد أن ماتت فضائلها , وهي تلتقط صور المعاصي باسم الحب , هاتكةً للأستار والأعراض

    ناظرةً إلى ما حرم الله عليها, ذارفةً الدمع كماءٍ مُنهمر , ومتى ذُرفت دموع العشق لأجل امرأةٍ

    لا تحظى بمرتبة الزوجة , كانت تلك الدموع ألواناً يرسم بها الشيطان لوحاته الساخرة

    من أصحابها , لتنقلب في الآخرة إلى خيبات وحسرات ما دامت لم تُسكب في إناء الخوف من الله .

    وبقينا على هذا الحال , حتى أنعم الله علينا بنعمة البصيرة , فمسحت عن أعيننا غبار الشهوة المنحرفة

    و أضحت الشياطين قليلاً ما تفلح في جذب أبصارنا إلى صور العشق المحرمة , بعد أن قبحها الله في أعيننا

    لقد تعلمنا أن لجارحة العين حقها في تذوق الجمال , ولكنه الجمال الشريف الذي تُقر وتُحل شريعة السماء

    النظر إليه , فلا ننظر بشهوة , بذريعة الحب , وكما نكره نظر الغير إلى بناتنا و أخواتنا و أزواجنا

    تحت مُسمياتٍ مختلفة , فإن الغير الحق ذاته , و تلك المعادلة قد أضحى لها حكم القانون النافذ في دولتنا .

    وهناك خطيئةٌ لجارحةٍ أخرى أشار إليها شاعر المجون والهوى بشار بن برد حين قال

    (( والأذن تعشق قبل العين أحيانا ))

    لم نُعمل تلك الجارحة إلا في التنصت لكلمات عشقٍ لا يحضر في أذهان المرء عند سماعها

    إلا فساد ذوق صاحبها , وسذاجة فكره , و رداءة خياله , ولم نطرب إلا لموسيقى تُعكر صفاء النفس

    ومزاجها طيلة مدة سماعها , ورغم أن آذاننا كانت تلتقط من حينٍ للآخر أصوات الواعظين

    والحكماء , وهي تلفت انتباهنا إلى مثالبنا و سوء إعمالنا لجوارحنا , لكنها كانت ترتد

    كما يرتد الصوت في الفضاء .

    إلى أن وقر في قلوبنا بعض كلامهم ونصحهم , وبدأت مواعظهم تنزل على أسماعنا برداً وسلاماً

    وبتنا لا نستسغ الموسيقى الصاخبة الذاهبة بالعقل , و الأغاني الماجنة الهابطة بالذوق .

    وهناك خطيئة لا نحسب أنفسنا إلا من ضحاياها , قبل أن نكون من أهلها , هي خطيئة اختلال مفهوم

    الأولوية في حياتنا , ولعلها من صنع الطبيعة التي ترعرعنا في كنفها , وتربينا في مدارسها

    إذ لم تُعنى جيداً بغرس حب الأوطّان في قلوبنا , و إرادة بناء المجتمعات في أنفسنا

    هكذا كان حالنا أيّها السادة وكذلك أضحى , فكنا وما زلنا عشاق , لكننا نُعمل في الحب حُكم خالق الحب

    نبكي على العشق لكنه بُكاء ندامةٍ وتوبة , نتوق للنظر إلى من نحب , لكننا نعف أبصارنا عما حُرم عليها

    ختاماً أدعو الله أن يتجاوز عنا عما أسرفنا في حق أنفسنا , وأن يهدي قلوبنا وقلوبكم إلى طريق الفضيلة

    لنصل به إلى أسمى و أرقى مراتب العشق.... دمتم في رعاية الله .

    أخوكم في الله

    أمير دولة العشاق التائبين

    لم تملك الوفود مقاومة رغبتها الجامحة بالبكاء , فبعضهم أخفى دمعته كما يُخبىء الكنز , و آخرين

    أطلقوا لها العنان , حتى ملكة مملكة العشق أخرجت منديلها المُعطر , ومسحت به دمعةً , قد خرجت رُغماً

    عنها , إلا أنها سارعت لإنهاء تلك اللحظات الإنسانية المؤثرة , حرصاً منها على سير المؤتمر

    كما خططت له وقال لا يسعني إلا أن أشكر أمير دولة العشاق التائبين على كلمته الجميلة

    أما الآن دعونا أيّها الأحبة نستمع لكلمة أمير دولة العشاق الصامتين وعاصمتها مدينة .....الصمت









    يتبع إن شاء الله







    هذا وما الفضل إلا من الرحمن





    بقلم.......... ياسر ميمو

  2. #12
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أخي ياسر ميمو
    أقول بدءا أنك نجحت بأسلوبك الجميل من حبسي في النص منذ ولجت إليه حتى خرجت بإحالتك للقارئ إلى ما يتبع قريبا إن شاء الله .
    الفكرة بديعة ولطيفة ومشوقة في آن .
    تجيد رصف الكلمات بسلاسة وبساطة .
    بانتظار ما وعدت أحتفظ بمتعتي بما قرأت .

    تحية وتقدير
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  3. #13
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    أخي ياسر ميمو
    أقول بدءا أنك نجحت بأسلوبك الجميل من حبسي في النص منذ ولجت إليه حتى خرجت بإحالتك للقارئ إلى ما يتبع قريبا إن شاء الله .
    الفكرة بديعة ولطيفة ومشوقة في آن .
    تجيد رصف الكلمات بسلاسة وبساطة .
    بانتظار ما وعدت أحتفظ بمتعتي بما قرأت .

    تحية وتقدير



    تحية عربية للأستاذ الفاضل الشاعر مازن



    طيب الله خاطرك كما طيبت خاطري



    حقيقة ردك في غاية الأهمية بالنسبة لي



    ليس لأن فيه المدح بل لأن فيه الثقة والتشجيع



    شكراً جزيلاً لك

  4. #14
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي







    اعتلى الأمير منصة المنبر , وعلى خلاف البرتوكولات المُتبعة لم يبادر أحدٌ من الحضور للتصفيق

    إجلالاً واحتراماً لبروتوكولات العشق في دولته , نظر الأمير في وجوه الحاضرين على استحياءٍ

    بعد أن تقاطرت عيناه خجلاً وحياءً , ثم استجمع قواه وقال :

    أحبتي أمراء دول العشق الكرام , تحية حُب ٍعاشقة أرسلها لكم مع طيور الحب عندما تهاجر إليكم

    ومع نسمات الليالي الهادئة عندما تداعب وجوهكم , ومع إشراقات الصباح عندما تنثر دفئها في ثنايا أفئدتكم

    أما بعد :

    أراد الشاعر عمرو بن أبي ربيعة يوماً أن يصف امرأة عاشقة , أرادت أن تبوح له بسر حُبها له

    فأرسلت حمامها الزاجل التي لم تكن سوى عيناها , ليسلم قلبه إشاراتٍ ونظرات جسدت لغةً من أروع لغات

    العشق , هي لغة العيون العاشقة التي تعرف جيداً أمام من تحجب كل إيماءاتها و إيحاءاتها

    و أمام من تُظهر كل فنونها , فقال :

    أشارت بطرف العين خيفة أهله.............إشارة محزون ولم تتكلم

    فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا ...........وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم


    إن هذا بعض حالنا مع العشق , وما قصة تلك المرأة إلا حرف صغير من كتاب تاريخ أسلافنا الأماجد

    ولعمري ما يجعل دستورنا في العشق ,من أرقى دساتير الحب في دول العشق قاطبة , هو اشتراك الطبيعة

    في صوغ قواعده وتهذيبها , فالبحر عندنا هو الأمين على أسرار العشق , فنبوح له بكل ما يجول في خاطرنا

    وما يتحسسه القلب من مشاعر و هواجس مختلفة , و أصوات الرياح وأهازيج الرعد و نغمات الودق , تتكتم

    على تلك الأحاديث , و إذا ما شكونا له سوء حالنا مع الحبيب , يغضب ويثور وترتطم أمواجه بالصخور

    القاسية بقسوة , و إذا ما ألقينا إليه بشائر الخير عن المحبوب هدأت ثورته , و أرسل في طلب طيور النورس

    حتى تشاركه متعة الاستماع للمزيدٍ من أسرار العشق .

    وأما الشمس فتحرق قصائد العشق ورسائل الحب التي نكتبها على أوراق الشجر , خشية أن تقع بيد ِ أُناسٍ

    لا يصل إليهم دفء تلك الرسائل وشاعريتها , فيدسونها بألسنتهم الثرثارة تارةً و المُستهزأة تارةً أخرى .

    وأما الأرض فهي الأم الرؤوف بأمثالنا , فيرتمي في أحضانها كل عاشقٍ أراد أن يحاكم قلبه

    فيختلي بنفسه في مكانٍ بعيد عن أعين الناس واسماعهم , ويجري محاكمته , يعاتب , يبكي , يضحك

    دون أن يخشى التجسس على تلك المحاكمة أو البوح بجلساتها .

    إن الصمت أيها السادة كان وسيبقى الكلام الوحيد المُباح في دولتنا , هو قارب النجاة من الغرق

    في خطايا العشق , وبه نُجنبُ القلب النهايات الحزينة التي لقيها الكثيرُ من عُشاق دول أخرى

    بعد أن أساؤوا لقضية حبهم , بشططِ ألسنتهم , و إفشائهم لأسرار الحب .

    إن الصمت هو الرسالة الوحيدة المُرسلة من الحبيب إلى الحبيب و هو الميزان الذي نعرف به صدق مشاعرنا

    من زيفها, فإذا ما بقيت تلك المشاعر سجينة الصدر تأكد لدينا صدقها , ومتى أفلتت من سجنها تبين زيفها

    والعشق عندنا فعلٌ مباح شريطةً أن يبقى سراً بين ثلاث السريرة و الطبيعة وفؤاد الآخر العاقلِ للغة الصمت

    ومتى عرف به غيرهم بات فضيحةً تتناولها الألسن , ويُنعت صاحبها بالمتعدي على أهم مادةٍ في دستور دولتنا المجيدة

    أيّها الأحبة , تلك ماهية العشق في دولتنا , فعسى أن ينال مذهبنا في كل الرضا والاستحسان , و اعلموا أن أبواب

    مدننا مُشرعة أمام كل عاشق راقت له فكرة السكنى في ظهرانينا , على أن يرمي خلفه مفتاح لسانه بعد أن يحكم

    إقفاله ما دام قلبه سيحيا حياةً طيبة , هانئة مُطمئنة من دونه .

    أخيراً لا يسعني إلا أن أتمنى لكم ولمؤتمركم مزيداً من النجاح

    والسلام عليكم

    أخوكم في الله


    أمير دولة العشاق الصامتين

    ثم صمت الجميع , فكان ذاك بمثابة إعجاب بكلمته على الطريقة التي يحبها , لقد كان صمتهم نوعٌ من التفكير

    الجدي في دعوته إلى تبني الصمت كخيارٍ استراتيجي في أي قضية حُبٍ يتبنونها

    لكن ملكة العشق قطعت صمتهم , فتنحنت قليلاً ثم قالت :

    والآن أيها الأحبة دعونا ننصت للكلمة الأخيرة وهي كلمة

    أمير دولة العشق الجميل وعاصمتها ........مدينة الشريعة السمحاء







    يتبع إن شاء الله







    هذا وما الفضل إلا من الرحمن





    بقلم........... ياسر ميمو

  5. #15
    الصورة الرمزية الحسين المسعودي أديب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : المغرب . فاس . الناظور
    المشاركات : 270
    المواضيع : 27
    الردود : 270
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    االسلام عليكم أخي ياسر :

    بداية لن أحكم على هذا النص لأن متعة القراءة لا تتحقق لدي بشكل مجتزأ، و لكن سأترك تعليقي حتى نهاية هذا الجنس الأدبي ( لا أريد تصنيفه الآن مادام خديجا و غير مكتمل)، رغم أن فيه ما يقال .

    واصل الكتابة و اترك دفاعك عن النص حتى الانتهاء من كتابته.

    إلى ذلكم الحين دمت في حفظ الله.
    لكي تكون كاتبا جيدا لا بد ان تكون قارئا جيدا
    .

  6. #16
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسين المسعودي مشاهدة المشاركة
    االسلام عليكم أخي ياسر :

    بداية لن أحكم على هذا النص لأن متعة القراءة لا تتحقق لدي بشكل مجتزأ، و لكن سأترك تعليقي حتى نهاية هذا الجنس الأدبي ( لا أريد تصنيفه الآن مادام خديجا و غير مكتمل)، رغم أن فيه ما يقال .

    واصل الكتابة و اترك دفاعك عن النص حتى الانتهاء من كتابته.

    إلى ذلكم الحين دمت في حفظ الله.



    السلام عليكم أستاذنا الفاضل الحسين



    بانتظار رأيك النهائي في القصة


    مساؤك............ سكر

  7. #17
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,787
    المواضيع : 392
    الردود : 23787
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    أسلوب شيق يجذب القارئ والأحداث حتى النهاية لنجدد العهد على المتابعة حتى التتمة
    لاأملك الآن إلا الصمت في حضرة هذا الألق
    ولي عودة مع جديد ماتجود به علينا هنا
    فأكمل ونحن تبع
    تحيتي الخالصة

  8. #18
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    أسلوب شيق يجذب القارئ والأحداث حتى النهاية لنجدد العهد على المتابعة حتى التتمة
    لاأملك الآن إلا الصمت في حضرة هذا الألق
    ولي عودة مع جديد ماتجود به علينا هنا
    فأكمل ونحن تبع
    تحيتي الخالصة



    تحية للأديبة الفاضلة آمال

    سلم لك الذوق والأدب

    أشكرك كثيراً على حضورك هنا

    دُمت........... بخير

  9. #19
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي




    كان أمير دولة العشق الجميل أكثر الأمُراء ابتهاجاً وسروراً , كان كمن سيتلو بيان النصر قبل بدء المعركة

    فأمسك بالميكرفون بقوة وثبات , وقال بصوت هادىءٍ مُتزن :

    بسم الله الرحمن الرحيم


    (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) صدق الله العظيم


    سلام الله عليكم , وأرق وأجمل التحيات أبعثها إليكم مع كل إشراقة شمس وطلعةِ قمر , و أحمد لله كثيراُ

    أن أطرب قلبي و أسعد روحي بلقياكم في هذا المساء الربيعي العطر , فتقبلوا تحياتي و أمنياتي لكم بنيل ما

    كل ما تصبو إليه نفوسكم العاشقة .

    أما بعد :

    قد يُباغت العشق في بلادكم قلب صاحبه فٌُجاءة, أو يطرق بابه على غير ميعادٍ ودون استئذان , فتُمسي خفقاته

    على اضطرابٍ دائم لا تعرف الثبات على حالٍ واحد , ثم تنتهي تلك الزيارة إما بذكرى إليمة أو بحاضرٍ سعيد

    لكن شيئاً من قبيل ذلك لا مكان له في بلادنا , إذ ينبت العشق في قلب صاحبه كما تنب الشجرة المثمرة

    في الأرض الطيبة , وكما أن أصل الشجرة بذرة فإن أصل العشق شعور قوي ترسله العيون الزاجلة

    إلى بريد قلب صاحبها لتقرأ عليه سطور إعجابها بعُيونٍ أخرى , فيُولد أول مبدأ من مبادىء العشق

    في دولتنا وهو.... الإعجاب .

    وما أن تفشي العيون بسر إعجابها حتى يُمسي الفؤاد مملكةً صغيرة ترتع فيها براعم الحب والود

    ثم لا لبث أن تتفتح تلك البراعم لتطالب بحقها الطبيعي في الخروج من سجنها إلى مسرح الحياة

    لتتلقاها مدرسة الشريعة فتعمل على تهذيبها , و إفهامها بأن الطريق الآمن لصعودها خشبة المسرح

    يكون في قرع أبواب مملكة أخرى هي مملكة الأسرة و قد كتب على أبوابها يمنع دخول أصحاب

    المشاعر و الأحاسيس الخائنة .

    فيرسل الرجل في قبيلتنا من يخطب له قلب حبيبته من أهلها , فإذا ما عادوا بخفي حنين , لم يكن ذلك

    عنده بالخطب الجللّ الباعث لذرف الدمع و قلق النفس و تعب القلب , ما دام حاله مع الحبيب لم يبلغ مرتبة

    العشق ولم يخرج من شرنقة الإعجاب , و أما إذا عادوا بالبشرى و فتحت مملكة الأسرة أبوابها لذلك المُعجب

    كان ذلك الإعجاب حجر الأساس لمرحلةٍ أخرى تدعى الخطبة , تترسخ بها دعائم الحب والوئام بين عائلتين

    ومشروع عاشقين , وتبدأ النفس المعجبة باكتشاف ما في الآخر من ملكات وفضائل , و خواطر إيمانية

    ومسحاتٍ من الجمال قد أُباح الشرع النظر إليها , وتكون عين الأهل كعين القبطان تراقب إبحار السفينة

    وتوجه دفتها بحرصٍ وحب , في سبيل إيصالها إلى شاطئ آمن .

    ومتى تأكد لهما صدق الشعور , ومتانة البناء , ورغبة الاجتماع في ظل المملكة الزوجية ,أقيمت الأفراح

    بمباركة السماء وحضور الأهل والأصحاب , ليشهد المجتمع ولادة عشق جديد , جميلاً في رقيه , مُكتملاً

    في نموه , نبيلاً في مقاصده , هو العشق الذي تنعم به الروح وتهنأ النفس ويسعدُ .......القلب .

    ختاماً أيها السادة أتوجه إليكم بجزيل الشكر و خالص التحية , سائلاً ذاته العليّة القديرة أن يملاً حياتكم بالسعادة

    والحب . أترككم برعاية الله وحفظه ......................والسلام عليكم










    يتبع إن شاء الله ( الجزء الأخير )







    هذا وما الفضل إلا من الرحمن








    بقلم.......... ياسر ميمو

  10. #20
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    جميل يا ياسر ، بانتظار الخاتمة ولعلها تكون مسكا .

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. خوف العشاق
    بواسطة ياسر المطري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 14-09-2006, 10:06 PM
  2. العُشّاق لا يدخلون الجَنَّة
    بواسطة إسلام شمس الدين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 01-04-2006, 09:13 AM
  3. خط العشاق
    بواسطة عبدالحكم مندور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-01-2006, 09:36 PM
  4. نسيم العشاق
    بواسطة علي عمار في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-10-2005, 01:25 PM
  5. رساله الى العشاق...!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-02-2003, 10:07 PM