مما راق لي

تعيشين في الظل
وقد همت حبا بقرب الثرى ولا تعشقين علو الثريا
تهيمين في الصمت
ولا تطربين لشدو الحياة
وتستعذبين نقيق الضفادع
وتمشين نحوي كما السلحفاة
تضيعين في الريح
فأسعى وراءك رغم العناء
أداوي جراحك عند المساء
وألثم جبهتك المتعبة
من العقل أعتصر الياسمين
فأمسي الدواء
وأمسي الوجاء
وأهديك نفسي شعورا وحسا
أسطر حبك بالشعر همسا
فتعطينني قبلة مستعارة!
فتحي عبدالفتاح غانم

يزفك ركب الحنين إلي
وتبدين ولهى..
يزين جمالك خوف علي
وأرشف من شفتيك غراما مذابا
فأعلم أني بلغت المنى
وأحسب أني افترشت السحابا
وأوقن أني بت الحبيبا
وتضحين شاردة المقلتين
وتبدين ذابلة الوجنتين
ويضحي فؤادك عني غريبا
فتنقلب النفس محسورة
لتقرأ فيك حياة الأميبا!
فتحي عبدالفتاح غنام

تتوهين في زمن الإنحدار
وبؤس التردي
فهذا زمان اغتراب الحقيقة
عصر التعدي
ألا تنظرين زمان الرقي
وعز التصدي؟!
ألا يستميلك معنى الإباء
وروح التحدي؟!
ألا يستثيرك حرص الزهور
على الموت فجرا
لتوهب طعم الحياة؟
وهبتك عزما يهز الرواسي كي تنهضي
بعيد السقوط
وتأبين إلا الهبوط!
فتحي غانم

أتيتك ركضا تزغرد في شفتي الحياة
وتورق في مقلتي القصائد
وقد رمت فيك حياة الجنان
فهام بك العمر والأصغران
وقلدت صدرك أحلى القلائد
رأيتك زينة كل النساء
عشقتك رمزا لكل الصبايا
وسحر الأنوثة
سموت بحبك عن كل جهل
وكل الدنايا
وعشتك حبا جرى في الدماء
وأقبلت طفلا يناغي الحياة بثغر جديد
وقلب به عنفوان الشباب
وطهر الوليد
فتحي غانم

بقربك أحيا وحيدا
أضمد جرحي وحيدا
وأحمل هم نهوض النيام وحيدا
وتنأين عني
وتبدين صدا
فلا ضير..لا ضير
فالسيف يسكن في الغمد فردا!
فتحي غانم

ولما اقتفيت خطا الضب شبرا بشبر
وألقيت حبا عليه
فناداك:مرحى! سميعا دعوت
أنا الحكم العدل يؤتى إليه
وشاركته جحره
وضعت معه
رثيت
‏-وقد تيمتني عيونك جدا-
لحالك
جبنت عن الفعل
عن القول
عن البوح سرا وجهرا
وقد جاءك الحق حرصا وبرا
لك النصر والنهر والفرقد
ويبقى له الذل والغرقد
فتحي غانم

دواؤك عندي
وأنت من الروح
لماذا تلوبين في هذه الليلة الناشفة
أنا العاشق البار
هلا قدمت إلي؟
فإني تهيأت للقبلة الدافئة
وعايشتها سنين طويلة
فكرة المبدئية
‏***
أكنيك "أم الجهالة"!
تربيت في العلم لكن
نهلت من الجهل حد الثمالة
وقد عشت في النور والفكر لكن
وددت لو البغي حط رحاله
وهبت لك المجد والحب لكن
هزئت بقلبي
زهدت بحبي
عشقت اللئام وأهل النذالة
سئمت من العيش فيك اضطرارا
عجبت لأمرك
أردتك كل معاني السمو اختصارا
وأرقى معارج صرح الرقي انتصارا
وترجين نكسي وبؤسي
وموتي انكسارا!
فتحي غانم

ألا فاشرئبي حنينا وشوقا إلي
وخطي بعينيك هدبا لروحي
وهبي ولا تصبحيني
سأفضي بسري لك الآن جهرا
لقد أثخنتني الجراح
فهذا الزمان زمان ابن آوى
وليس زماني
تعالي
ولا تنهشي الملحمة
فلا بد من وقفة للرجال
ولا بد من موكب للسفر
فشدي الرحال
وهزي إليك جذوع النخيل
وقري
فمن تحملين في المهد
سرا دفينا
هو الفصل في حكمه والبيان
ويحمل نورا مبينا
‏(مقتطفات من أنا وأنت والحب سجال لفتحي غانم،مهداة لهذه الأمة الكريمة مع إعتذاره)

رأيتك مضبوعة
صرخت..وصحت:
ألا تبصرين الحرائق؟
ولا من مجيب!
فأكبرت من يدركون الخطر
وأحصيت من يفقهون الحقائق
شهدتك في موكب الغافلين
تحيين ثعلبها والضباع
عيونك تاهت عن المخلصين
وقلبك في غفلة وارتياع
وعقلك ضل عن العاقلين
فأصبحت أمثولة للضياع
لقد هنت واندك منك الجبين
وأضحيت مأدبة للجياع
فتحي غانم

شعابك غير طريقي
وآرؤك الحائرة
‏"فتافيت"
ليست تضارع فكري
وهبتك حبا وشعرا
لنشتد أزرا
خلال عبور الطريق
وفكرا نقيا
يجلي النظر
لنبقى معا وتظلي
رفيقة دربي وخير صديق
وتنأين عني بعقل خرب
ويلفظني قلبك المضظرب
برجفة يأس
لأحيا أمامك في غربتين
فعشت قريبا بعيدا
غريبا وعدت "بخفي حنين"
فتحي غانم