رويدكِ هذا حديث روحي

أُلَمْلِمُ حُرُوْفَهَا الْمُخَضَّبَةَ بِعِطْرِ الشَّوْقِ عّلّى عُشْبِ حَدِيْقَتِي ...

فَتَغْتَالُنِي نَضَارَتُهَا ... وَأَكْتَشِفُ أَنَّ جَمِيْعَ تَعَابِيْرِي فِي حُرُوْفِهَا ...

وَأَنَّهَا تَرْسُمُنِي بِعُيُونِ نَوَايَاهَا ...رَغْبَةً مَطْلِيَّةً بِنَدَى حُلُمٍ آخِذٍ بِالاتِّسَاع

أَنَا مِنْ حُرُوْفِهَا إِذَاً ... يَحِقّ ُلِي أَنْ أَكْتُبَنِي فِتْنَةً عَلَى أَفْلَاكِ السَّمَاء

تَنْسَلُّ عَبْرَ إِغْفَاءَةِ سَمَرٍ إِلَى كُلِّ مَسَاءَاتِ الصَّيْفِ

فُتُلْقِي بَعْضَ ضِيَاءٍ,عَلَى وَجْهِ الْعِشْقِ السَّاهِرِ ... مُنْذُ حُرُوْف !!!!

لَكِ الْغِنَاءُ مُنَزَّهَاً عَنِ النُّشُوْزِ .. يَا آخِرَ مَحَطَّاتِ عِشْقِي ..

وَلَكِ الْبَوْحُ الَّذِي مَرَّ مُتَفَيِّئَاً مَنَابِرَ صَمْتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ خَاطِرِي ..

لَكِ صَوْتُ رَفِيْفِ الْحَمَامِ الَّذِيْ زُفَّ لِسَرْوَةٍ ذَاتَ ضُحَى ..

وَلَكِ أُمْنِيَاتٌ شَقَّتْ جُيُوْبَ الْحُلُمِ بَعْدَ أَنْ أَضْنَاهَا الْاجْتِرَارُ ....

لَكَ كُلُّ هذَا وَأَنَا ... إِنْ شِئْتِ .. وَأَكْثَر !!!!!

[IMG][/IMG]

يَمُرُّ الْعُمْرُ ... وَسِنْدِيَانِي عَابِرٌ .. تَمُرُّ السُّنُونُ لِتُلَقِّنَنِي وَصَايَا الْحِكْمَةِ .... وَبَعْضَاً مِنْ سِيَرْ .... وَعَلَى حَافَّةِ النَّهْرِ الْعَتِيْقِ الْمُتَمَرِّدِ .... يَشْدُو الْخَشَب وَصَوْتُهَا مَا زَالَ يَحْمِلُ ذُاتَ النَّبْرَةِ الْبَتُوْل لَمْ يَتَغَيَّرْ سِوَى لَوْنِ شَعْرِي .. وَقُلُوْبِ الْبَشَرْ وَبَرَكَةِ الْحَيَاةِ ... وَتَأْوِيْلِ الْعِشْقِ ... وَسُرْعَةِ التَّقّلُّبِ ...... وَرِثَاءِ الْبَصِيْرَةِ .. لِضَعْفِ الْبَصَرْ !!!!!!!

لَمْ أَكُنْ أَنَا مَنْ غَذَّى الرُّبُوْعَ عِشْقَاً وَمَضَى غير عَابِئٍ...

لَسْتُ مَنْ بَثَّ فِي السَّنَابِل عِطْرَ فِتْنَتِهِ وَغَادَرَ

وَأَنْفَقَ هَدِيْلَ حَمَامِهِ ...

عَلَى أُسْطُوْرَةِ الْحَكَايَا الْمُنْتَهِيَةِ بِالْفُرَاق

رُوَيْدَكِ ... لَسْتُ أَنَا !!!!!!

فَاسْمَعِي صَهِيْلَ نَبْضِي .... سَيِّدَةَ نَوْمِي .... عَلَى صَدْرِي

وَهَدِيْلَ آخِرِ أَحْلَامِي ...

دَعِيْنِي أَسْتَيْقِظُ مِنْكِ ... عَلَى يَقِيْنِكِ ذَاتَ فَجْرٍ

وَأَعْزِفُ أَلْحَانِي عَلَى مَلَأٍ مِنْ الْأَكْوِان

وَأُدَنْدِنُ لَا نِهَايَةَ الْعِشْقِ .... بَيْنَ أَسْمَاعِ بَلَابِلِك

تَحْتَ ذَاكَ الْغُصْنِ .... الَّذِي يُشَارِكُنِي جَمِيْعَ أَطْوَارِ مَشَاهِدِي

وَأَدَفَعُ نَفْسِي لِيَوْمٍ لَا يُدْرِكُهُ الْغُرُوْب !!!!!!!!

أَلَيْسَ حَرَامًا يَا سَيِّدَتِي ..

فِي شِرْعَةِ التَّائِبِيْنَ عَنِ الْهَوَى ...

كلُّ هذَا التَّوَغُّلَ فِي الْفِتْنَةِ ؟؟؟

إِذْ كَيْفَ يَسْتَوِي لِلْحَيَاةِ جَذعٌ أَذْعَنَ لِطُوْلِ الدَّهْرِ

لِتُعِيْدَ فَتْحَ تَفَاصِيْلِ الشَّجَرِ ؟ كَيْف ؟؟؟؟؟

لَيْتَكِ تَرَيْنَ حَنِيْنِي يُسَابِقُنِي عَلَى بَوَّابَاتِ النَّهَار .....

لَيْتَكِ تَرْمِيْنَ بِأَطْرَافِ نَظَرِكِ ... عَلَى قَارِعَاتِ الدُّرُوْب ....

لِتَلْمَحِيْنَ رُسُوْمَ خُطْوَاتِ لُهَاثِي .... عَلَى تَعَبِ الْمَفَارِق

وَلَهْفَتِي تَجُدُّ الْخُطَا ... مُكَبَّلةً بِوَجَعِ الدَّقَائِق ...

لَيْتَكِ تَفْعَلِيْن !!!!!!

رُوَيْدَكِ يَا أَنْتِ ...

فَلَمْ أَكَدْ تَتَّضِحُ آفَاقِي بَعْدُ فِي سَدِيْمِ الْغِيَابِ

حَتَّى تُطْلِقِيْنَ لِلْفِرَاقِ سَحَابَاتٍ دَاكِنة ..

هذِي السَّمَاءُ الْمُسْفِرةُ عَنْ وَجْهِ الْأَمَلِ

تَسْتَمْطِرُ مِنْ وَجْهِكِ الْفَاتِنِ صَفَاءَهَا

فَلَا تَدَعِيْهَا تُطِيْلُ الْابْتِهَال ..

عَلَى شُرُفَاتِهَا أَنْتِظِرُ .. تُرَافٍقُنِي النُّجُوْم

وَمَا زِلْتُ أُحَلِّقُ أَمَلًا بَبِعْضِ جِوَارِكِ

فِي أَعَالِيَ قِمَمِ الْبَوْح !!!!!!

لمَ تُغَادِرِيْن ؟؟؟؟

وَفَجْوَةُ التَّوْقِ لِلْتَوَغُّلِ فِيْكِ أَكْثَر...لَمْ تُرْدَمْ بَعْد

وَلَمَّا تَرْتَوِ عُيُوْنُ الْعُشْبِ ... مِنْ َندَى رَبِيْعِك

وَلَمْ أَتَمَالَكْ بَعْدُ شَتَاتَ ذَاتِي ... بَيْنَ جِهَاتِكِ

حَتَّى أَنِّي لَا أَكَادُ أَرَانِي .....

فِي زَحْمَةِ أَوْلَوِيَّاتِ شَغَفِي لِقُرْبِك ....

فِلَمَ بِالله عَلَيْكِ إِذًا تُغَادِرِيْن ؟؟؟؟؟؟

كلما طَافَ الحنينُ على الضِّفافِ

أعلنتُ نفسي هناك سيد الغرقى

رسمتُ لعيون انتظارك شهيق وجدي

وأعلنت أمام سدود خشيتكِ اجتياحي

ووقفت أتلمَّسُ طريقي ...

بأنامل فوانيس الأمل !!!!