شاعــر قلمه على أوراق العشق سليطٌ .. وحبره لا تثنيــه عن إشعال الحرائق لومة لائـــــم ..
هــذا المساء قد هيــأ للقصيدة مهدهــــا، لرسالة الوحي مهبطـــا.. و للحلم نفحــة من واقــع.. و كان الحــب موفورا، يتساقط على الورق مع جزيئات الضوء السابحة في فضاء الغرفــة ..
هذا المساء لم يكن بطعـــم الفتوحات.. فقد تناهشت قلمه مخالب الذكريات و تزاحمت على السطر الأول كل الأفكـــار، تراكمت الصور و اختنقت على بوابة صدره غصص و مشاعر.. تاهت أشرعتـــه و كان ملاذه الوحيـــد جريدة ملقــــاة على الطاولة، تناولهـــا، قلـــب صفحاتها دونما اهتمــام.. وبسرعة على نفس الطاولة رمـــاهــا.. ثم بــدا له أن يتمهــل قليــلا.. وأن يؤجل القصيدة لمساء آخـــر، فقد تولــــد مشوهـــة بعد هذا الكـــم من التفاهــة في الجريـــدة