يقولون أن من قوانين الطبيعة أن الشيء الثابت يظل ثابتاً إلا إذا دفعه للحركة مؤثر ما ، فإذا بدأ بشيء من الحركة لا بد أن يظل في حركة دائمة إلى أن يوقفه مؤثر آخر .
كعادتي في طريقي من الدراسة مررتُ على الرفيق "علي" الذي اتَخذ له دكَّانًا في زُّقاق السوق الضيِّق الذي تتَصادم فيه الأجساد ، وتتشابك الأنفاسُ بما يُثقِلها من همومٍ وصعوبة عيش، لَم يكلِّف عليٌّ نفْسَه مصاريف التَّطوير والتحديث كما هو طاغٍ اليومَ على كل محلات المنطقة، قرَّر أن يبقى كما هو، صابرًا جَلدًا في وجه العصْرَنة ، يحمل كتابه في يد ، ويقدِّم بالأخرى للزبون ما يَحتاجه ، يشغل في فضاء المحل الراديو على صوت إذاعة ( راديو الشمس ) أو شريطا لفيروز.
كنت قد دخلتُ عليه وهو مشتغل بِتراتيل فيروز و تمتمة لا أفهم كُنهَها ، في البدايات كنتُ قد بذلتُ الجهد في ذلك دون جدوى، يحسب مَجْموع المقتنيات لِهذا ، ويعود يرتِّل من جديد يتمايل مع القهوة، وأصبعه تَفْصل الصَّفحة التي همَّ أن يقرأها عن باقي الصفحات من كتابه المغلَّف بورق أنيق و ما أن شعر بوجودي حتى توقف ملتفتا إليّ يرمقني بنظرة عتاب قائلا : تأخرتِ عليّ هذه المرة يا قطتي.
من مشروع رواية أحتاج لرأي الأساتذة قبل الشروع في جمع إجزاءها مشكورين .....