** أوْرَاقُ امْــرأَةٍ ،،، تَـحْـتَـرِق **

*** صلاة عيد ***

	جمعتْ أوراق الشَّدو من أزهارها المخبوءة عاما ، طرّزت منها جدائل فرح زيّنت وجه السحاب ، كانت هناك تشاهدُ اقترابهم، تلوح بِشارات الياسمين و في وجهها رذاذ الأرق تُجففه نسمات العشق ، دفق الأمنيات من جيدها جعل منها ملكة القلوب . في الصباح ، أفاقت على تغريد قصاصات التلاقي ونمير المسافات ، وكسرت صومها برشفة من سلسبيل المسرّة ، هامت في ابتهالات تشبه الصبايا ، وذابت في سَفَر الجِنان لا تؤمن بالمستحيل . وسط الجموع بدت مثل عروس ،،، ووجْهُها ، صلاة عيد .

*** قصيدة ***

	تتقارب الكلمات في كفّ السحاب، وتصنع من قبضة يدٍ قافية لقصيدة لم تُكتب بعد ، أبياتها المتعبة تُلَملم سطر وجْد تكسَّر على عتبات الفجر ذات غدر . صدورها وأعجازها ملحمةُ قهر، وحَشْوها زفرةٌ تحرّقت فيها أوراق شجرة ، وتفحّمت أعشاش آوَتْ إلى أغصانها واستوطنت جذوع الحنين . زحافاتها وعِللها ممنوعة ، وبيت قصيدها ، الأنين .

*** خـــاطـــر ***

	هبْ أنني في مداراتِ وهجكَ ، ماء وأنّني في أرْوقة الصّمْت أحاورك ، وأسْكبُ فيك من سِحر عُمري حدّ الرّواء .. وأحملك في زورق اللاّعودة إلى جزيرة لا تعرفها الخرائط ، نَرْسمُها ،نَبْنيها ، نعمرها، نزْرع فيها من كلّ شدوِ وردة ، ونشعِلُ فيها قناديل شهرزاد ، تراقصنا بانْتِشاء . هبْ أنّني في قلبِ كل ساطعة ،ترعِبها تَقاسيم الأفول ، أفلا تقاتِل خوفَها عندَ المَساء ؟؟

حكاية الأمس

	باغَـتَـتْـنا حـالِـكـاتُ الـبُـعـدِ وارْتدّ الصّفاءْ ، مُـبـهـرٌ كـان الـتّـماهـي بـيْـنَـنـا كـم كـان يَـغـمُـرُه الـرّجـاءْ !! ها هي الآهاتُ تحْكي أمْـسَـنـا.. مُذْ أصبَحتْ فـيـنـا المآقي جـذْوةً مـنْ كـبْرياء ، كلّما ازدَدْنا اشـتـعـالاً ضلّ عنّـا همْـسُـنـا والـلّـيـل جـاءْ . كـم جـمـيـل أيـها الـسّاري إلـى أقْـصـى الْتِـيـاعـي " كم جميل لو بـقـيـنـا أصـدقـاءْ "

سِــرّ الكِـتـابَـة

	هذه روحُكَ بالقُرب منّي تَدعوني للكِتابة ، تُروادُني بِنظراتِك و تَحُثني بلفَتاتِك لأسْكُبَ في الدّفاتِر هَمّي و وهْمي وهيامي . أرى ظـلّـك الـمـنْـعـكِـس علـى صـفْـحـة بَـوْحي حـارساً عـلـيْـها ، فأكْتُبُ بأمان ... تُراك و أنْـتَ تـقِـفُ بـجـانـبي ،تـمـدُّني بِـبَـعـض منْـك فتَـمْـتَـزِج بـي ؟ فَيَـخـرج مـنّي خَـيـط الـنّـثـر متّـصلاً بـك. هي لـيـستْ كـتـابَـة إذنْ ، إنـّمـا هـو إمْـدادُك ، يـجْـعَـلـنـي سـيّـدَةَ الـحَرف فـي لَحَـظـات .

*** حديث الألوان ***

	يلوّنني مِحرابُ مقلتيكِ كَلوحة سريالية ، لا يعرفني وسط خطوط يَراعك إلاّ من يرى اللّوحة منْ زاوية اللامكان ، مطبوع أنا ما بين خيالك ،همسِ يديْك ولمساتِك الحانية ، تمددني نحوك في كل اتجاه تقاسيم عَزْف ريشتك ، أعرفني حين تنظرين إليّ ، أنا هنا ، تمتزج كل ألواني ، تتَوحّد ، تتودّد لبريق يرحلُ بي إلى عيْنيْك ، في ثانية .

انثيال

	تنثال منّي لغةُ الحنين ، بعد أن اجتاحني قاموسها ، واشتد بي وجع الغياب،،، تتقرّحُ الذكريات ، تترى تمجّ نجيع الشوق تطعنه في كل حلم مُسامرَةُ السّراب . يا رعشة في خاطري ، أما آن أوان ثورة ترفع شعار عودتنا ، تُسقطُ في ربيعها ، سطوة العذاب ؟ سأعتصم في شاطئ التلاقي، فانتظاراتي مجبولة على الصبر ، ليس لقوة في ذاتها، ولكن ،، هي تستقي من يقينها في الإياب .

كلمات

	بهمسٍ يَسْري في دَمي ، يا شَرايينُ بُوحي بحَرّ شوقي لنَسائمٍ حجّتْ منْ زمنِ الدّفء إلى مزاراتِ روحي.. ما لي سواكِ أيّتها الكلماتُ ، يُكَفْكِفُ عَبْرتي و يَسلو إنْ بَلَغَ حَدَّ اصطباري ،، جُموحي .

*** معايدة ***

	مذْ صافحتْ خلايا العُمر نسماتك الحانية، مذ ملأتْ روحكَ رئةَ الوجود ، مذْ تعتّقَ في رحابكَ طينٌ لمْ يكنْ يَبرحه رَطبُ الدّموع ... مذ كنتَ طيفَ حلم يهَدهدُ روْعَ اللّيل، ويطلِق في الآفاقِ خيالاتِ التّمني. منذ كان نورُ كفّك يَحفُر في ظلام الجدران يَبحَثُ عنْ ثغْرةٌ للضوء.. مذ كنتَ ... وكنتَ، وأنا أعدّ حقائبَ التّحليق أنتظرُ بساطَ المُستحيل.. لم يكنْ في يَدي وأنا أشْهرُ في وجهِ التّشَظي سَيْفَ قصيدتي سوى ثِقَتي العَمياء بِعَبْقَرك.

*** حيث التقَينا ***

	أنا هنا خَلْفَ الدّمْعِ مُسْتَتِرة، أراقب تحْليقك، تودُّدَك للنّجوم، إبْحارَكَ وسْطَ الغيوم أنظرُ إليكَ وأنْتَ تمُرّ بجانبِ قَصري، لكِنّك لا تَراني تلاحظُ خريفَ شُرفاتِه، غير أنكَ لا تشْهدُ تَساقطي. أنا لن أحْكيَ لحيرَتي عمّا تَكرّرَ في السُّطور ولن أبوحَ لجَمْرةِ التّسْهيدِ عمّا تَدَفّق من مشاعرَ من خواطرَ وُلدتْ كَبيرةً منذُ دُهور.. سأبْقى هنا، حيثُ التقينا أرُدُ ريحَ الذبول عنْ زهرَتِنا، وألَمْلِمُ منْ شطآن جَزيرَتِنا آثار الخَطوِ وبَقايا العُطور.