لسانُ الصّبحِ في الدّجَنِ

أساتذتي شعراء الواحة..
أنا أعرف قدْر حرفي.. وازْوراره حياءً أمام قوّة المعنى والمبنى لديكم..

فأنتم شعراء وأنا لا أسمّيني إلا طالبة مبتدئة تنهل من معينكم..

لي هذه البسيطة.. وأتمنى أن أرى امتشاق عضْب النّقد عليها..

..*
((لسان الصّبح في الدّجَنِ))

كُنتِ الخَرِيدَةَ حُلم فيكِ أرَّقني وَاهَا دُموعي لسان الصّبحِ في الدَّجَنِ رفقاً أَيَا رَمَقي! لا لسْتُ أَنْبِسُها كَيْمَا تظنِّي مآل الصَّبِّ للكَفَنِ! بل كي تكون عذاباً كلّما اصطخبتْ لـَحَاكِ قلبكِ في سرٍّ ...هُنا عَلَنِي! قدْ بعْتِ قلباً شغوفاً صَادقاً كَلِفاً أبكاكِ ربِّيَ "في هذا بذي لِسِنِِ" <1> بلْ أَسْخَنَ الله عَيْناً حرّرتْ سَدَفاً من إثْمِدٍ كانَ مَرْسوماً فآنسني! في راحتيكِ وضعتُ الحبَّ ممتزجاً لون الضِّياء وذا يرقى عن الدَّرَنِ!! ثمّ اكتفيتِ بصَرْمٍ لستُ أقبلهُ فاحْتزَّ عقليَ قيداً فيكِ قيَّدَني! حتّى اتَّجهْتِ لحربٍ كالرياحِ على جَدْبٍ يباسٍ صَدَاها دمعةُ الشَّجَنِ!! نَزْرُ الكلامِ فلا ظلِّي ولا ظُلَلِي سامحتُ قلبيَ ..لا، هذا من الغَبَنِ! أنا القطيفةُ وَبْلي للدُّنى كَرَمٌ رَعْدي زئيرُ هِزَبْرٍ لا ولم يَهِنِ! أنا المُلوَّحُ لا عينٌ إليَّ رَنَتْ إلّا عيونَ جَهَامٍ خفَّفَتْ مِحَني! أسرعتُ يوماً إلى بحرٍ، وفي طَفَلٍ فداعبَ المَوجُ إشعاعاً بلا ضَغَنِ وارتدَّ لحْنٌ رقيقٌ كالصَّبَا أَثَراً منْ رَقَصَةِ المَوْجِ تِهْيَاماً ليُؤنِسَني لِيَ الأرائك يا دَمْعي فوا أسفي على سنينٍ وهبتُ الحبَّ من فَنَنِي! مَهْدي دِمقْسٌ وصوتُ الطّير أُغنية ترديدها نَمْ ولكن إرْعوى وَسَني! <2> إي إرْعَوى وَسني، ربِّي دعائيَ أنْ يثَّاقلَ الجَفْن أنْ يدنو بلا رَسَنِ! إنَّ اشتياقهما فاقَ الحدودَ إلى خلفَ الحدود إلى الجوزاءِ للوطنِ الرِّمشُ للرِّمشِ موسيقايَ قد عَزَفَتْ حانَ العناق كممشوقٍ من البَنَنِ.. رَجْع الصدى مَوْسَقَتْ من نبْض قافيتي لا قمّة أنْتَ بَلْ بَلْ قُنَّةَ القُنَنِ.. وأنْتِ مَنْ أنْتِ يا أمْسي.. لتنتصري ظننتكِ الحبِّ.. ثَمْ أصبحتُ في كَبَنِِ! صِرْتِ الثَّرى، وأنا ما زلتُ منتصراً وذاكَ بَيْرقُ نَصْرِي فانْظُري سُفُنِي! نسيتِ لؤلؤةً حتَّى وإن وُضعتْ في الماءِ هَيْهاتَ أنْ تدنو إلى العَطَنِ! وكيفَ تدنو إلى هذا، وذا صَدَفٌ يحمي الآلئَ دونَ التيهِ والمِنَنِ!! هذي اللآلئُ لا تَنْسَي إذا خرجَتْ إزَّيـَّنَ الجِيدُ بعْدَ البـَذْلِ بالحَسَنِ ستدمعُ الـ أينُ يوماً فوْق مقبرةٍ هذا اختياركِ بَيْعَ الذّاتِ للزمنِ! آهٍ وإيهِ سلام الله يتبعها ثُمَّ الليالي تُنادي: عُدْ أيا سَكني أكادُ أسْمعُ صوتَ الـآهِ حَشْرجَةً لا لَنْ أعودَ .. وهذا الأمرُ لمْ يَكُنِ! يا مَنْ تغنَّى بشعري وارتجى لغتي غنُّوا على أَذَني، غنُّوا على أُذُني!!

****************
*********************

<1>= مأخوذة من الشاعرالفذٍّ (سلاف)
<2>= (وارعوى الوسنُ) من قصيدة للمتنبي


دمتم بود..
كلمات

أختي الكريمة التي نقدر كلمات:

كلمات جميلة ووزن سليم ومعنى مشوش.

إن كنت تريدين النقد فلا غضب يمتشق ولا سنان يحد بل هو نقد بابتسامة أخوة ومحبة وصدق نصح.

هذا نقد مختصر وسريع لضيق الوقت.

دعيني أولاً أحيي فيك محاولتك التزام وزن البسيط بكل وسيلة متاحة ثم هذا النفس الشعري الطويل. هذه البداية الحقيقة لكل شاعر فلا يمكن أن يولد الشعر مكتملاً.

الوزن إذن سليم في كل القصيدة.

الصور والأخيلة ... فيها محاولات مقبولة ولكنها بحاجة إلى المزيد من الصقل.

السبك والأسلوب .... مربك ومشوش إلى حد كبير يفتقد الانسيابية والترابط.

الألفاظ والمعاني .... جنوح إلى الجزالة ومحاولة واضحة باستخدام ألفاظ أصيلة قوية. المشكلة أن جزء كبير جداً من هذه الألفاظ لم يوظف جيداً وكذا خطأ في كتابة الألفاظ التي تدل على المعاني مثال:

كُنـتِ الخَرِيـدَةَ حُلـم فيـكِ أرَّقنـي *** وَاهَا دُموعي لسان الصّبحِ في الدَّجَنِ
"واها؟؟" .... لعلك قصدت "أوهى" فالسياق لا يحتمل إلاها وإن لم تكن لا أراها أيضاً جيدة التوظيف.

في راحتيكِ وضعتُ الحـبَّ ممتزجـاً *** لون الضِّياء وذا يرقى عن الـدَّرَنِ
الدرن مرض عضال وقبيح فكيف يرقى عنه أو إليه؟؟ كان الأصوب أن تقولي مثلاً "يدنو عن الدرن"

نَزْرُ الكـلامِ فـلا ظلِّـي ولا ظُلَلِـي *** سامحتُ قلبيَ ..لا، هذا مـن الغَبَـنِ
هنا مثال على حشو تكرر غير مرة "فلا ظلي ولا ظللي"


البيان والبديع ... جيد جداً نجد في القصيدة عدداً متنوعاً من أساليب البديع والمحسنات.

النحو والصرف .... ممتاز لولا هنات قليلة أشير إليها هنا:

رفقاً أَيَا رَمَقـي! لا لسْـتُ أَنْبِسُهـا *** كَيْمَا تظنِّـي مـآل الصَّـبِّ للكَفَـنِ!
الفعل "ينبس" فعل لازم وعليه لا يجوز أن تقولي "أنبسها" بل "أنبس بها".

إي إرْعَوى وَسني، ربِّـي دعائـيَ أنْ *** يثَّاقلَ الجَفْن أنْ يدنـو بـلا رَسَـنِ
نسيـتِ لؤلـؤةً حتَّـى وإن وُضعـتْ *** في الماءِ هَيْهاتَ أنْ تدنو إلى العَطَنِ
أن حرف ناصب ووجب نصب الفعل "يدنو" بالفتحة الظاهرة وهذا يخل بالوزن.


هذه قراءة سريعة لقصيدتك ما قصدنا منها إلا إسداء النصح ثقة بأنك على طريق راسخ للتميز كشاعرة فلا يكن لك ما قدمنا إلا حافزاً على صقل الموهبة والاستفادة من الخطأ والتمكن من الأدوات.


تحياتي وتقديري

كلمات
صباحك شذىً
بداية تبشرنا بأن القادم أجمل

ننتظره بشوق

دمت في المحبة

نهى

السلام عليكم ورحمة الله


الأخت الفاضلة كلمات----أسجل هنا لأشجيعكِ على هذه الطرح الجميل--

واصلي فى إنماء هذه الموهبة الجميلة

زجزا الله أساتذة الواحة النبلاء خير الجزاء--وبارك الله فيهم- وفى جهدهم فى خدمة للشعر واللغة والبيان--

وفقك الله وسدد خطاكِ

الأخت الكريمة كلمات
أهلا بك و بأولى مشاركاتك معنا هنا في دوحة القصيد
قصيدة جميلة جزلة و محاولة طيبة لبداية ندعو الله أن تكون موفقة .
و الشكر موصول لشاعرنا الكبير د. سمير العمري لإسداء النصح و التوجيه لما فيه الخير بإذن الله
سننتظر منك قصائد أخرى أعمق تجربة و أنصع حرفاً.
و دمت بخير ايتها الرائعة
د. جمال