دعيني أحطّ على راحتيكِ كطيرٍ غريبٍ براه الشحوبْ يلملمُ أحزانه في الصباح و يأوي لعشّكِ عند الغروبْ ليمسح بالدفء برد الصقيع و ينفـض عنه عنـاء الدروبْ فقد كان دوماً بلحنكِ يشدو و باللحن تمضي رياح الهبوبْ و يـنـثر أنغـامه في حـنـين و بالوجدِ و الحب شوقاً يؤوبْ يــداعبُ أحلامه في البـوادي و فوق الروابي بعشقٍ يجوبْ فكيف تريــدين عنه البعاد و كيف تريدين منه الهروبْ لئن غاب عنكِ ستذوي الحياة فمن عنه في الذكريات ينوبْ و هل من طريق لعينيك يمضي و هل من سبيل لوصل القلوبْ و هل من دواءٍ يضمد جرحاً تبعثر بين الأسى و الكروبْ فلا تطلبي منه أن يستفيق فعن حبكِ الآن لا لن يتوبْ ستلقاه عيناك إن رحتِ شرقاً و إن رحت يوماً لأرض الجنوبْ فضمي جناحيه في دفء قلبٍ و لا تـتـركيه بـهـمٍ يــذوبْ