تَعلمتُ حبكِ درساً فدرســــــا
شربتُ كؤوسكِ كأساً فكأسا
فكيف تقولين أني نســـــيت
و كيف تظنين أني سَأنسـى
و أنت بأرض الضباب البعيدة
أصداء صوتكِ تنْسابُ همْسـا
تَدكين عَرشاً بناه الغــــــرام
تحيلين عشقي إلى اللحد رمسا
تودين لو تقلعين جُــــــذوري
ووجداً وضعناه في الريحِ غرسا
سَقيناهُ ماء الهوى في جنون
فأنبت حزناً و أنبت بُؤســــــا
و كنّا حَسبناهُ أن لن يموت
و أن يَملأ العشق و الشوق لمسا
لقد كان حبكِ بحر جنونـــي
و كانت عيونكِ في البحرِ مرسى
و كنت الضياء إذا الفجر غـــــاب
و كنت النجوم إذا الليل أمسى
أنا من وهبتكِ بوح عيونــــــــي
و توجتُ وجهكِ في الكونِ شمسا
أنـا مــن أقــمت هـيـــاكل حـــبي
و من رتّل الشعر في العشق طقسا
و لكن معبد حبي الكبيـــــر
تهاوى ليغدو ركاماً و حبسا
تحطم ما كان عشقاً و صرتِ
تغيبين في الظلِ روحاً و نفسا
فلا تسألي عن مشاعر ود
تروح بصمت لتصبح أمســا
و لا تسألي من تجنى ببعدٍ
و من كان منّا بقلبه أقسى