أستاذنا العزيز سمير العمري.. الأخوة الأفاضل..
شكرا على إثارة هذه المسألة اللغوية الهامة.. وكم هو مفيد هذا النقاش الرائع الذي يجعلنا نتعمق في كتب اللغة قليلا بعد أن أخذتنا الحياة وهموها وصار من النادر أن نقرأ أو نطالع في علم غير الذي نترزق منه...!!
أولا أخي سمير: إن كانت كلمة "أمر" هنا تعتبر ليست من الأفعال كما قلت.. فلا يجوز أن يدخل عليها نون التوكيد لأن هذه النون لا تدخل إلا على الأفعال، وبالتحديد الفعل المضارع والأمر..
ثانيا: صيغ التعجب أفعال... خذ المثال التالي من كتاب "الموجز في قواعد اللغة العربية" للعلامة اللغوي سعيد الأفغاني.. في اعراب الصيغة الآولى من التعجب لتي على شكل "ما أفعل"
معنى الصيغة الأُولى (ما أَجملَ خطَّك!): شيءٌ جعل خَطَّك جميلاً، ومعنى (ما أَبدع صنعَ الله): شيءٌ نسب الإِبداع إلى صنع الله، وعلى هذا يكون الإِعراب:
ما: نكرة تامة بمعنى شيء، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
أجمَلَ: فعل ماض جامد مبني على الفتح لا محل له من الإِعراب، وفاعله ضمير مستتر وجوباُ تقديره (هو) يعود على (ما).
خطّك: (خطّ) مفعول به منصوب، الكاف مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
وجملة (أَجْمَلَ خطّك) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).
دليل آخر: في كتاب "المفصل في صنعة الإعراب" للزمخشري..
"ولا يؤكد بها إلا الفعل المستقبل الذي فيه معنى الطلب وذلك فيما كان قسماً أو أمراً أو نهياً أو استفهاماً أو عرضاً أو تمنياً كقولك: بالله لأفعلن، وأقسمت عليك إلا تفعلن، ولما تفعلن واضربن، ولا تخرجن، وهل تذهبين، وإلا تنزلن، وليتك تخرجن. ولا يؤكد بها الماضي ولا الحال ولا ما ليس فيه معنى الطلب."
وعليه فإن قول شاعرنا المتألق ابن بيسان "ما أمرنّ" غير سليم..
والله أعلم
ناصر